تحت نيران الحرب 9

63 3 0
                                    

تحت نيران الحرب 9
.......................
القائد جانغ بابتسامة تخللتها بعض الدماء التي ملات فمه :وانا حقا او رؤيتك تفعل هذا طوال الليل ...هيا ...
يركله جونغ ان بغضب حينها على معدته وينهال عليه بعدها بلكمة من هنا ولكمة من هناك وذلك السوط نال حصته من تلك الحفلة ايضا ...كانت ساعتان لم يسمع خلالها سوى صراخ جونغ ان الذي بدا يفقد اعصابه وهو يراقب برود ذلك الشخص ...رغم تلك الصرخات التي اطلقها فهو لم يترجاه ويتوسله ليتوقف ...مشاعره كانت جامدة ولكن ليس جسده الذي انهك تماما ...ارتخى بالكامل وبدا يفقد وعيه
جونغ ان الذي كان يلهث منهكا من الضرب جلس لثوان قبل ان يطلب منهم سكب سطل ماء على وجهه ليوقظه
جونغ ان ممسكا بذقن القائد جانغ:اتظن انني ساتركك تنام هكذا فقط ..«يصرخ»هاااااااه ...انت ...احقا تظن انك قوي ...اتتباهى بنفسك الان ...
يمسك ببقايا قميصه الذي مزقته تلك الجلدات الدامية ويشده بقوة نحوه :انا وانت ليس لدينا سوى بعضنا هذه الليلة... لنرى الى متى يمكنك التحمل
يبصق حينها بعض الدماء في وجهه :انت ..وتحقيقك ..في مؤخرتي ايها الخائن
يبصق مرة اخرى بشكل اضعف قبل ان يتلقى ضربة اعلى عنقه بطرف السوط الصلب ويفقد وعيه بالكامل
يصرخ جونغ ان ماسحا وجهه:زجوه في زنزانة منفردة ....لا تقدموا له الماء حتى اخبركم بذلك ...تاكدوا فقط ان لا يعبر للعالم الاخر قبل ان انهي هذا التحقيق السخيف
الضباط : حاضر سيدي
بعد ان سحبه ضابطان وقبل ان يغادر الثالث ناداه جونغ ان :انت ..احضر لي ذلك الشاب الاخر ...«بابتسامة ماكرة»وتلك الفتاة ايضا ..لا اظن انني استطيع النوم ....«يمازحه»الارق مزعج لا ..
الضابط باستعداد :حاضر سيدي
........
سيهون كان واقفا فحسب على شرفة احد المنازل التي كان يختبئ فيها ..قبضته تكاد ان تجرح لشدة ضغطه عليها ...رغم ذلك الالم الذي كان يغطي جسده الا انه لم يشعر بشيء سوى الم قلبه ذاك ...سون دوك ..ليست رفيقته وحسب ...ما الذي قد يفعلع وحش مثل جونغ ان بفتاة مثلها ...هل قد يتاثر بذكرياتهم القديمة ام ...يعاملها كالقمامة تماما مثلما عامل صديق طفولته ...
سيهون:ايها السافل ..ان لمست شعرة من راس اي منهم اذا ..اذا اصبت سون دوك باي مكروه ...سوف اقضي عليك ...«يصرخ»اتفهم هذا ايها السافل
...........
تجر سون دوك و برفقة جانغ هو الى غرفة التعذيب وامام ناظري جونغ ان قيدوا كلا من سون دوك وجانغ هو امامه ...للحظات لم يستطع ازاحة نظره عن سون دوك التي بدت وكانها تحشر قهر كل هذه الدنيا بداخلها ...عياناها تكادان تصرخان وهي ترى جونغ ان يتقدم اليها اكثر ...تعتلي وجهه ابتسامة مصفرة كريهة تستفزها بشدة
جونغ ان :لقد مر بعض الوقت سون دوكي
سون دوك بغضب :لا تذكر اسمي على لسانك القذر ايها السافل ...لا اصدق انني احببت شخصا بقذارتك يوما
تستفزه تلك الشتائم ولكنه يتمالك نفسه فحسب ويشدها من ياقة قميصها ذاك بقوة :ولا انا ايضا ...
لم يتمكن جانغ هو من تمالك نفسه وهو يراه يعامل سون دوك بتلك الطريقة فصرخ :انها فتاة ايها السافل ..ابعد يدك عنها
جونغ ان :احقا ما تقول ...هه ..اذا كنت لا تعلم فهي قد كانت فتاتي في يوم من الايام لذا ..يحق لي انا افعل بها ما اريد «ممسكا بدقنها»اليس كذلك سون دوكي ...
تبصق في وجهه حينها وتصرخ :انا لم اكن يوما ملكا لكلب ياباني مثلك ...ابعد يدك القذرة عني
يمسح وجهه ثم يصفعها بقوة على وجهها :سوف اجعلك تندمين على كل ما قلته
يحمل ذلك السوط وبقوة يجلد جانغ هو وكذلك سون دوك ...ولكن شيء ما جعل تلك اليد ترتجف بعد اول جلده بشكل اربكه ...رمى بالسوط الى احد الضباط بينما ذهب ليجلس ويراقب فقط :اظنني تعبت ...الا تريد الحصول على بعض المتعة ...ارني ما لديك هيا
الضابط :حاضر سيدي
وقف ضابطان كل منهما يحمل سوطا يتردد صوت ارتدادهما على اجسادهم بشكل مؤلم ...سون دوك لم بامكانها سوى الصراخ بعد عدة جلدات ..جانغ هو حاول التظاهر بالقوة ..حاول اغفال عينيه عن الم سون دوك بالمقابل ...الجلدات كانت تتردد بقوة على جسده ..ربما بشكل اقوى من سون دوك ..ولكن رؤيتها تتالم كانت المه الحقيقي ...
صراخ جونغ ان وهو يسالهم بدا صوته كالزلزال في اذنيه ...نظر الى سون دوك التي كانت بدات تنهك ..قواها بدت خائرة ...لم يتمكن جانغ هو من التغاضي اكثر بعد ان ضعف امام المها :حسنا ..ساعترف ولكن ..اتركوها ..ارجوكم ...ساقول كل شيء
سون دوك بصوت نعس :لا ..جانغ هو ..ارجوك ..لا تفعل ذلك ...تحمل
جانغ هو باكيا :انا بامكاني التحمل ...ولكن انت... لا يمكنني رؤية هذا اكثر ...انا اسف..اسف سون دوك
جونغ ان بعد ان اطفا تلك السيجارة :حسنا ...انا مصغ «للضابط»ابتعدا الان ..
ينظر جانغ هو بضعف الى سون دوك التي بدات تبكي بيأس :انا اسف ...
جونغ ان لاحد الضباط :اخرجها من هنا ...انا وعزيزي جانغ هو لدينا ما نقوله
الضابط :حاضر سيدي
يسحبونها للخارج حتى زنزانتها في الوقت الذي بدا فيه جانغ هو في البوح ببعض ما كان يعرفه ....وكانت ساعتان خرج بعدهما جونغ ان وقد وضع في راسه عدة اهداف جديدة واماكن اصبح على يقين بوجودها ...ومع مرور الايام كشف مقرا تلو الاخر ...اعتقل الكثير وقتل اكثر ...الثوار بدوا في اضعف حالاتهم وقد بدا اسم جونغ ان يلمع ويرتفع كاللعنة لكل الجوسيونيين ..اصبح الطاغية التي يخافها الجميع بقدر فاق حتى خوفهم من الجيش نفسه ...
سيهون الذي بقي مختبئا طوال تلك الفترة وبعد كل ما سمعه عن أفعل جونغ ان وما شهده امام عينيه جعل كرهه تجاهه يصل لمرحلة لا يمكن الصفح عنها ...واصبح التخلص منه احد اهم اهداف الثوار
وبالطبع وبعد كل هذه الاعمال ..جونغ ان لن يبقى مجرد رقيب ..تمت ترقيته بالفعل ليصبح الملازم جونغ ان ..لا ..بل الملازم ماروياما ...اسم ياباني يليق برتبته وعظمة افعاله كما ذكر الحاكم العام بعد ان منحه بنفسه هذا الاسم ....كان واقفا بثبات كبير بينما كان الرائد ساتو يقوم بتبديل شاراته والفخر في عينيه بشكل ما ..ازعج الرائد ساتو ..ولكن بعض الكلمات الطيبة كانت مطلوبة :ملازم مارو ياما  ..هه كنت متاكدا انك ستكون ضابطا يفخر به
جونغ وقد حدق بعينيه مظهرا امتنانا مصطنعا : هذا بفضل دعمكم سيدي
الرائد :لا ..لا تقل هذا ...هذا بجهدك انت ..اليوم اصبحت رتبتك اعلى وكذلك مسؤوليتك اصبحت اعظم ...مستوى مهامك اصبح اعلى لذا ..ابذل كل جهدك في الحفاظ على هذه الرتبة حضرة الملازم
جونغ ان :سابذل كل جهدي سيدي
الرائد :حسنا ..تقديرا لجهودك اذا ستمنح اجازة صغيرة ليومين فقد بذلت جهدا كبيرا في الفترة الماضية ..استمتع بقدر استطاعتك لانك ستعود لاستلام مهامك بشكل رسمي والاجازات ستصبح اقرب الى الحلم «يربت على كتفه»
جونغ ان :ولكن ..شكرا سيدي
الرائد:حسنا ..بامكانك الانصراف الان حضرة الملازم
يضرب قدمه بقوة واثقا ويخطو الى الخارج وتلك الشارات على كتفه تكاد تعمي ياماتو التي اشتعلت عيناه بغيرة وحقد يكاد يخنقه ...بينما جونغ يستمتع بسماع التحية من الضباط الاقل رتبة التي لم يؤدها ياماتو ...يقف جونغ ان امامه ويقول ناظرا في عينيه: هذا عمل تعاقب عليه ايها الرقيب ..انتبه لتصرفاتك
ياماتو بغل يضرب قدمه بالارض :سيدي «مع نفسه»لا اصدق انني افعل هذا لحثالة مثله
يخرج من المركز ويتجه نحو سيارته السوداء الجديدة ..يركبها ويمضي متجها ليس الى منزله ولكن تلك البحيرة القديمة ...تلك نفسها التي كان يختبئ فيها كلما شعر بالضعف ...اوقف سيارته في مكان بعيد قليلا وبخطوات مترددة راجع معها سنين حياته التي مرت ...تذكر كم مرة مر من هذا الطريق وكم مرة تعثر ويرى امامه تلك الاشجار التي لم تعد صغيرة ناعمة ..وتخيلها نفسه التي صقلها الالم ...توقف مكانه قليلا ليحاول موازنه كل تلك المشاعر التي انطلقت فجاة ..مسح عينيه واكمل طريقه فحسب حتى وصل البحيرة ...وقف امامها واخذ نفسا عميقا مغمضا عينيه ..تنفس خلالها كل ذكرياته القديمة ..تلك الكثيرة المؤلمة وبعضا من اللقطات المفرحة التي مرت كالحلم ...مع شهقة كان يحاول منعها رفع يده حتى كتفه وضغط عليه بعد ان شعر بذلك الالم فيه ... سمع اصواتا تتردد كالصدى في اذنيه لاناس اعتادوا السؤال عن حاله كصرخة سيهون في المرة الاخيرة ...ويد والدته تداويه ..فتح عينيه ولم يجد ايا منهم ..ولا حتى شخصا واحدا يواسيه ...اصبح وحيدا بالكامل ..وكل من حوله اصبح يكرهه ..يابانيا كان ام جوسيونيا ....رغم كل تلك المشاعر لم يسمح لدمعة واحدة بالنزول وتلك الشهقة كتمها لم تخرج ...قناع القوة هذا لا يجب ان يسقط ..شخص اصبح الجميع يهابه لا يجب ان يظهر نفسه ضعيفا ابدا ...ولكن تلك اللحظة التي تقدم فيها عائدا تعثر ووقع ..ولكنه لم يرفع راسه ..كل ذلك البكاء الذي كان يحشره وجد له منفذا وللحظات لم يستطع الوقوف حتى ...بدا بالبكاء بحرقة كبيرة ....وكانه حشر كل ذلك الالم ليخرجه اليوم فحسب ..يصرخ ويضرب يده بقوة في الارض مرة واثنتين وثلاثا محاولا افراغ كل ما في راسه ...الوقت الذي الذي انهك جسد صديقه ضربا وارداه ارضا ...وتلك اللحظات التي شهد فيها على ضرب فتاة كانت جزءا من قلبه منذ بعض الوقت ...ولكن قبل ان يسمح لكل هذا بالسيطرة على تفكيره عاد ليفكر بالذكريات السيئة ...واخر ما حصل ...اراد ان يبقي نار الكره تلك مشتعلة ..لم يرد ان يضعف لاجل مشاعر كاذبة تلقاها منهم ..فهو في النهاية كما يفكر ..كشف حقيقتهم جميعا قبل ان يغادر للمرة الاخيرة
يصرخ بكل ما يحمل في قلبه من الم :عااااااااااااا ..كلكم اوغاد ...لن تسيطروا علي هل فهمتم ...ستنابون عقابكم ايها الكاذبون ..«مع نفسه وهو يحاول رفع عزيمته»انت ايها الضعيف ...لا يفترض بك ان تكون كذلك الان ..انت الملازم ماروياما ...هل تفهم ..هاه «يصرخ» هل تفهم
......
سيهون مجتمعا ببعض الثوار
سيهون :انهم يخططون للقيام بالامر غدا ...سينقلونهم للمحاكمة ..يجب ان نفعل شيئا ونجعلهم يهربون
جونغ داي بملامح مرتبكة :لنامل ان لا يعدموهم على الطريق ..صراحة لو اعدموا ذلك الوغد جانغ هو لن اكون بذلك الغضب
سيهون :لا داع لهذا الان ...ما يهمنا الان انه يجب ان نخلصهم ...قبل ان يصلوا المحكمة ..اجمعوا اكبر عدد ممكن من الثوار والاسلحة ...يجب ان يكونوا جاهزين لمهمة كبيرة ..هل تفهمون
...........
في اليوم التالي تنطلق الناقلات من مركز الشرطة متوجهة للمحكمة عبر نفس ذلك الطريق المعهود بينما على الطريق نصب كمين اخر كانوا يجهلون تماما بشانه في خطة لانقاذ القائد ومن معه ...وبقيادة ياماتو قطعوا حوالي نصف المسافة ووصلوا الغابة
ياماتو :اسرع ايها الوغد ..لا نريد التاخر عن المحاكمة بسببك
السائق بارتباك كبير وهو يعرف انه ليس مكانا امنا حقا للمرور كما يشاعى:سيدي ...انا اسفرحقا ولكن انا حقا خائف من ان يوقفونا او ....«تسكته رصاصة تخترق راسه»
..............
انتهى الجزء التاسع

❤❤❤❤❤❤❤

تحت نيران الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن