تحت نيران الحرب 12

49 5 0
                                    

تحت نيران الحرب 12
.............
منذ بعض الوقت
تلك الليلة التي عاد فيها الملازم اتاجاوا للمركز بعد ان اوصل جونغ ان الى منزله بسلام او بالاحرى ...ليلته الاخيرة ...لم يفارق امر جونغ ان تفكيره ..وامر والدته بدا وكانه بدا يعيد له بعض الذكريات ...ذلك اليوم الذي شهد فيها اعدام سيدة يابانية بعد ان اتهموها بارتكاب خيانة عظمى ضد الامبراطورية اليابانية ..."هل يعقل ان ...تكون هي نفسها ...ما فرص حدوث ذلك حتى "قالها يبعثر شعره وقد بدا مشتتا بالكامل ...رفع راسه ونهض وقد عدل ثيابه واسرع خارجا ...
وكانت بضع ساعات قد مرت قبل ان يعود بخطوات غير واثقة ...وضع ذلك الملف على الطاولة ورمى بنفسه على الكرسي وقد اظهرت ملامحه ارتباكا لم يظهره قبلا ...نوعا ما من التردد وانتهى به يخرج ذلك الكتاب وبدأ يكتب"
....................
لم يكن جونغ ان متاكدا في البداية مما يراه ولكن انتهى به الامر يخرج تلك الخزنة ويضعها امامه وقبل ان يقوم باي شيء اخر مدركا ان وجود شيء كهذا لن يخبئ خلفه الا سرا ..اقفل باب مكتبه جيدا وعاد لتلك الخزنة يتفقدها :ما هذا ...هل هناك مفتاح لهذا الشيء ...
وفي لحظة وصلت يده مكانا كان اشبه بقابس وفي اللحظة التي حركه بها سمع صوت شيء قد فتح من الداخل وحينها مد يده وفتحه .....ربما كلمة خزنة قد تكون كبيرة بالنسبة لهذا الشيء ولكن شخص على قدر من الذكاء بامكانه ملاحظة شيء كهذا ....
حينها اخرج ظرفا كبيرا قليلا كان يحمل داخله سرا كبيرا على ما يبدو ...اخذ نفسا عميقا قبل ان يضع يده على احد اطرافه وعندها لاحظ اسمه مرفقا اليه «الى جونغ ان »
جونغ ان :ماذا ..هل خبئ هذا ..من اجلي «نظر الى صورة ابقاها بجانبه للملازم اتاجاوا »هل ...تركت هذا لي ..ماذا قد يكون على اي حال
كان هذا دافعا جعله يريد تمزيق ذلك الظرف باي شكل وفي اللحظة التي فتح فيها ذلك الظرف شعر بشيء ما كالقلادة يقع من بين يديه ...نظر للاسفل منه ليلاحظ تلك القلادة الغريبة ...لم تكن بتلك الغرابة حقا ...كانت بشكل الصليب ولكن بقعة من الدماء كانت تغطي جزءا كبيرا منها ....رفعها اليه ثم وضعها جانبا ...وجد ملفا وضعه جانبا ثم اخرج ظرفا اصغر داخله
جونغ ان بابتسامة مستهزءة :ما هذا ...ظرف داخل ظرف ..ما كل هذا اصلا
مزق طرف ظرف الرسالة ذاك واخرج منها تلك الورقة ...فتحها وبدا يقرا :"مرحبا قبل كل شيء ...جونغ ان ..اتمنى ان تكون انت من يقرأ هذه الرسالة ...لا اريد حقا ان يراها اي احد غيرك ...هذه الليلة كانت الاغرب بالنسبة لي ..اليوم رايتك بحال ما كنت لاتوقعها ..كنت تظن ان هذا بدافع الشفقة ولكن ذلك الكلام الذي هلوست به بجانبي ...قصة والدتك ...اظن ان شيئا ما خاطائا قد حصل ...واخشى ايضا انني كنت طرفا دون ان ادري بقصتك الحزينة هذا ...لذا وقبل ان تفتح الملف الموجود ان تعلم ...انه ما كان بيدي حيلة وقت ما حصل ...لو كنت اعلم ان خطوة اقدمت عليها ستفعل كل هذا بك ...لكان قدري مختلفا ...لا اريدك ان تسامحني ولكن ...ارجو ان تعرف مصيرك الفعلي ...انا ضابط ياباني حقا ولكن ...اشعر ان هناك خطبا ...اعتني بنفسك حضرة الملازم ...لا تسالني كيف خمنت الامر ولكن ...وجودك في مكتبي لن يعني سوى شيئين ...اما ان تكون قد دخلت متسللا او ..احتليت مكاني بعد ان ذهبت ...اذا كان الامر كذلك فانتبه الى نفسك
انا اسف ...تحياتي لك"
طوى تلك الرسالة وقد انتابه شعور غير مفهوم  ...وبشكل ما بدا بربط ما كان يقوله ليجد نفسه يكاد يمزق ذلك الملف وهو يحاول فتحه ليجد في النهاية ذلك الاسم مجددا «ناكو اتاكشي»
جونغ ان:امي ..
كان ذلك هو السجل الذي لم يستطع ايجاده ... وحينها عرف ان الملازم اتاجاوا هو اخر من وضع يده عليه ..وهو كان من اخفاه  عن عينيه ...ولكن لم فعل ذلك
تابع القراءة : الاسم :ناكو اتاكاشي
..............الجنس:انثى
.................الحالة الاجتماعية :متزوجة
....................الجنسية:يابانية،جوسيونية
.............تاريخ الميلاد:18xx
............تاريخ الوفاة 19xx
سبب الوفاة :سكتة قلبية اثر نزيف حاد ...اصابة اثر طلقين ناريين «نوع السلاح» /سلاح الماني «يستخدمه ضباط الشرطة اليابانية فقط»
وهنا كاد يشعر جونغ ان بالدنيا تضيق من حوله ... كلام الملازم الغريب في رسالته بدا يتضح اكثر ...والروابط بدات تتشكل مع مشاعره المبعثرة ...وصرخة لم يتمكن من اخرجها
جونغ ان :لقد شهد على موتها ...من ..من قتل والدتي لم يكونوا ...لم يكونوا من ظننت ..بل «يتذكر تلك القلادة المدماة فيحملها اليه مجددا وقد نزلت بعض الدموع من عينيه » امي ..دمائك ..هي ما يغطي هذه القلادة ...اليس ..اليس كذلك «يقربها من انفه ويشتم رائحة دمائها فيكاد ينفجر من داخله» اميييي ...انا ..انا اسف ...
عدة دقائق مرت قبل ان يخرج حاملا كل تلك الاشياء معه ...مسرعا دون ان ينتبه لتحية احد الى سيارته وملامحه الحادة تكاد تجرح اي احد يحدق بها
افكاره كانت فقط :هذا خاطئ ...هذا خاطئ ..كل شيء كذلك
ياماتو مع تلك النظرات حزر وجهته ...مراقبة دامت شهرين ستؤتي بثمارها الان ..وخوفه سيتبدد ...حمل سلاحه وبشكل ما اراد ان يسبقه
وسيهون الذي كان ينتظره في نفس المكان على امل ان يمر هذا اليوم لينهي امره ...رغم انه كان عازما على ذلك ولكن تلك الغصة كانت تنغص عليه شعوره وربما كذلك رغبته بفعل هذا الشيء ...مشاعره القديمة رغم كل ذلك التشويش لا تزال موجودة مع ذكرياته التي لم يتمكن من محوها تماما
حمل سلاحه وقربه اليه محاولا انا يتمالك نفسه :لا تفعل هذا ...لا يجب ان تفعل هذا ...ذلك الوغد ..خائن ..ولا تستطيع ترك ...ترك ذكريات غبية كهذه تسيطر على مشاعر اختار هو قتلها ...
شعر بشيء قادم ولكن ...لم يكن جونغ ان ..ضابط اخر قد قدم مما دفعه للاختباء في مكان قريب حتى يغادر ولكن لم يفعل ..بل وقف ينتظر هو الاخر على ما يبدو ..ولا يبدو انه قد يغادر قريبا
سيهون :ما الذي اتى به الى هنا ..هذا الوغد ..لم لا يغادر
وفي تلك اللحظات سمع محرك سيارة قادمة وهي سيارة جونغ في الغالب لذا اسرع ياماتو لاخفاء نفسه ايضا
سيهون :ما الذي يحصل بحق السماء
وصل جونغ ان بينما كان منهارا تماما ولم يبد بخير ابدا ...نزل من سيارته حاملا ذلك الملف ....وقف على حافة الجرح وصرخ مقهورا :اميييييييي ....ايها الاوغااااااااد ..
ايها السفلة ...امي
كان يستمر بمسح عيونه مرارا وتكرارا وقد كان يفرغ كل ما كان بداخله ..وتفكيره بدا يتغير ..افكاره بدات تنقلب وصور اخرى بدات تتوضح في راسه ...وافكار سوداء بدت تلوح امام عينيه
نظر اليه ياماتو باستخفاف مبتسما :انظروا الى بطلنا المزيف ...انه طفل بكاء سخيف «يجهز سلاحه»حسنا أيها الصغير ..حان وقت نومك الان ..استعد للنوم ....للابج
شعر جونغ بخطوات قريبا وقبل ان يلف راسه سمع ياماتو يقول :سيدي الملازم ...ما الذي تفعله هنا
قبل ان يدير راسه اسرع بمسح دموعه وفي اللحظة التي ادار وجهه فيها راى سلاحا مصوبا مباشرة اليه يحمله ياماتو بملامخ مخيفة افزعته
ياماتو:ماذا ...هل افزعتك بظهوري هذا
جونغ ان يصرخ :ياااا ..انت ..ما الذي تظن نفسك تفعله ....انزل سلاحك الان وساعتبر كل هذا مزحة ...انزل هذا الشيء ...هذا امر
ياماتو بلكنة مستفزة :هه احقا ما تقول «يصرخ»هل تظنني غبيا ..انت ...يكفيك ما عشته ..الا تعي ذلك ..انت ..مهما حصل ..وجودك ..خطر على حياتي
يتقدم جونغ ان قليلا منه محاولا ابعاده :ما الذي تقصده
يصرخ ياماتو :توقف مكانك ....لا تتحرك
سيهون :ما هذا ..حتى اولئك الكلاب يريدون النيل منه ..ماذا يكون حقا
ياماتو بلكنة مريضة :انا اراهن انك تعلم من فعلها ...انت تعرف انني من فعل ذلك ....انت تريد الانتقام مني ..اليس كذلك...تريدني ان اموت .. «يصرخ» تريدني ان انتظرك حتى تلف حبل المشنقة على عنقي بنفسك ....هاع
في تلك اللحظة ميز جونغ ان ما كان يقصده بعد ان اظهر خوفه الاكبر فارخى نفسه وقال :اذا كان ذلك انت ..انت من فعلها «يصرخ»ايهااااااا الوغد ...كنت انت
ياماتو بصوت مرتجف وقد شد قبضته :انظروا اليه كيف يمثل الان ...ياااااا..«بنبرة مريضة »كنت تعلم ذلك من البداية ...تاجيدا اخبرني ...لا تمثل وكانك متفاجئ ..انت ...انت وغد كاذب ..لن تنال مني
يتقدم جونغ ان منه اكثر مسرعا ليضغط ذلك الزناد ..وطلقة انطلقت من ذلك السلاح
ياماتو الذي كان شبه غير واع ادار نظره مجددا الى جونغ ان ليراه مشتتا يضع كفه يغطي جرحه ...ودماءه بدات تنهمر كالماء من بين اصابعه
يشعر سيهون بشيء وكانما قد اخترق قلبه هو الاخر في نفس اللحظة التي يصاب بها جونغ ان فيضع يده على قلبه فزعا :ما ...ما هذا ..ما الذي يحصل لي
يوجه انظاره الى جونغ ان الذي تهاوى جاثيا على ركبتيه ضعيفا وجرحه النازف بدا يسحب منه كل قوته ...واضعا يده على جرحه ناظرا للاسفل يقول بصوت مختنق :ياماتو ...ايها ...ايها السافل
يقترب ياماتو منه ببرود مستمتعا برؤيته يعاني ويلتقط ذلك الملف الذي سقط من يده ويقرا :ماكو اتاكاشي ...تلك الخائنة كانت والدتك ايها اللقيط «يضحك بصوت مرتفع» اتعلم ...لقد رايتها تلفظ انفاسها الاخيرة امام عيني ...رايتها تتوسل للحياة كالعاهرات ...كانت رؤيتها ممتعة
يسمع سيهون كلماته ولكنه بالمقابل تجمد في مكانه ولم يفعل شيئا ...مشاعره البعثرة خدرته فلم يعد يفهم ما الذي عليه ان يفعله
يمسك جونغ ان بطرف بنطاله يحاول شده ويصرخ بالم :اقفل ...اقفل فمك ايها السافل ..لا ...لا تذكر اسمها ..
يركله حينها ليوقعه ارضا ليصرخ :اقتلني فقط ايها الوغد ...
ياماتو واضعا قدمه على راس جونغ ان :لقد عشت كلا شيء ...وستموت كذلك ايضا «يمزق قميصه يخلعه عنه» اراك في الجحيم ايها السافل «يدفعه بقدمه مرة اخيرة يوقعه به عن ذلك الجرف ليتاكد من انه قد اجهز عليه بالكامل....يرفع قميصه وينظر اليه ...:هه ...كنت ضابطا جيدا ملازم ماروياما ...
وفي اسفل ذلك الجرف كان يستقر جونغ ان ...عاجزا تماما عن الحركة ...يحجق في السماء الزرقاء فوقه وحسب ..ضعف شديد كان يغطيه ...لم يتمكن حتى من ان يصرخ للنجدة ...نزلت دمعة من عينه تحمل كل الالم بداخله ...دماؤه تغطي ثيابه ...بدا يشعر بالمكان يزداد ظلما مع كل نفس ياخذه ....وشعوره بكل شيء يضيق بشكل مشوش كان يزعج هدوءه ...نهايته كانت كل ما يراه وصدى صوت حدوات حصان مع تضارب عجلات عربة كانت اخر ما كان يسمعه ..عيناه بداتا تذبلان وصوت ذلك العجوز يصرخ محاولا ايقاظه كانت كحلم مزعج لا يستطيع التحكم به ...حتى اغمض عينيه وفقد وعيه بالكامل
العجوز :ايها الشاب ...ايها الشاب
................
انتهى الجزء الثاني عشر

تحت نيران الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن