تحت نيران الحرب 23
............
POV «jong in»
يشعر جونغ ان بتربيتات خفيفة على وجهه وجبينه ...شعر بنعومة تلك اليد تلامس وجهه الخشن ففتح عينيه ..رأى وجها ما كان يوما يتوقعه او يذكره ..ابتسامة صغيرة رافقت نظراتها الحنونة تلك ... «أمي» قالها جونغ ان بمشاعر لم يعرف كيف تكونت لديه "أمي ..أمي.. أمي" قالها متلهفا وهو يتشبث بكف يدها مستلقيا في حضنها وهو يراها تستمر بالابتسام
بصوت هادئ دافئ قالت :ما خطب صغيري ... لا تقلق ..امك هنا
تشبث بيدها اكثر يريد ابقاءها على صدره ولكن سرعان نا اختفى ذلك الصوت وخيال امه كذلك وفتح عينيه مرة اخرى
End pov
...............
"سيدي ..سيدي انظر الي ...هل تسمعني" قالها كيونغسوو بقلق وقد رآه يتصبب عرقا ...يبكي ولكنه لا يفتح عينيه او ينظر ...يلتقط قطعة قماش يمسح عرقه بها ولحظتها يراه يحاول شق بعض النور لعينيه
كان يرى ضوءا ...يسمع صوت كيونغسو ولكنه اضعف حتى من ان يرد ...صداع قوى كان يطوق رأسه ...مرتخ وكأنما شلل جرى خلال جسده
جونغ ان :رأسي ...سينفجر ... اين ..انا
كيونغسو: سيدي ...هل انت بخير الان ...يا إلهي ...انظر الى نفسك ...«يأخذ نفسا عميقا» اخيرا ...كدت اموت من القلق حقا
جونغ ان:يا إلهي .... انا لا ..لا استطيع تحريك نفسي ...ما الذي حصل ..كيف ..انتهى بي الامر هنا
كيونغسو:عندما اخبرتني انك قد تموت لو تحركت ...ظننتك تبالغ ولكن ...ما الذي فعلته بنفسك حقا
يسعل حونغ ان مجددا وذاك الثقل على صدره يخنقه ...يشعر فعلا بالضعف ما دفعه الى البكاء حقا :انا ...هل انا ضعيف لهذه الدرجة حقا ....هل سينتهي بي الامر هكذا
لم يعرف كيونغسو ما يقوله حقا فحاول بقدر ما يستطيع ان يخفف عنه:سيدي لا تقل هذا ...انت لا بد انك فعلت شيئا كبيرا ...اعلم انك لا تتعب بسهولة
يحبس جونغ ان بعضا من بكاءه داخله وفي ذات اللحظة يستذكر احداث الليلة الماضية ...كيف تخلص من اولئك الضباط ...رغم كل شيء وبشكل ما جعلهم يذلون ومثل بهم امام كل المدينة ...ولكن ..لم لم يستطع تذكر حتى ما جاء به لهنا ....لقطات اخرى كان فيها نصف واع مستلق على حصانه .. لحظات مشوشة كانت كالحلم وهو يرى كل تلك الأشجار ...ثم ذلك الحلم الذي بدأ وانتهى بلمح البصر ..لا يعلم ان كانت هي ..او اهذا صوتها حقا ولكن ..على الاقل شعر بها..
اغمض عينيه وهو يحاول حفظ كل تلك الذكريات لنفسه
كيونغسو:سيدي ..هل انت بخير
ادار رأسه وقال:يا الهي ...انا لن اعود الان هكذا بسلام فقط ..لن اتمكن من هذا ...بما سأبرر غيابي للملازم والرائد ساتو ...لو كان بإمكاني الاسراع الان ...«يحاول النهوض بيأس»
يعاود كيونغسوا دفعه للاسترخاء : سيدي ارجوك ...ارتح الان وحسب. ... ساعد لك شيئا دافئا الان ....
ولكنه كان قد نام مجددا بالفعل ....شحوب وجهه وثقل نفسه كان يشرح مقدار ما يعانيه من داخله ..وحتى مساء ذلك اليوم بقي كذلك ... لا يفعل شيئا سوى النوم وكانه انتظر انتهاء زحمة تلك الايام ووفر نومه حتى هذا اليوم ..كيونغسو الذي لم يعتده ضعيفا هكذا شعر باختناق لربما اجتاز جونغ ان في شدته ....
امسكت زوجته بيده بعد ان رأته غارقا في تفكيره وعيناه لا تنفكان تذهبان نحوه ..:لا عليك عزيزي «تمسح وجهه »...سيكون بخير ...شخص مثله ..اشعر انه من الظلم ان يعاني كل هذا رغم السمعة التي يتمتع بها
كيونغسو:احيانا ... احيانا اشعر انني تافه لانني لا افعل اي شيء ..أراه يعاني كل هذا ...انه شخص جيد
تقربه اليها وتعانقه:اتمنى لو كان طفلنا ذكرا ...ان يكون مثله
عانقها هو الاخر بينما يده الاخرى تلامس بطنها : سأكون حقا مكتفيا ..لا تكن مثل والدك ضعيفا يا صغير
تربت على ظهره وتحدق هي الاخرى بجونغ ان
..........
في المركز
اثار قلق وريبة ييشينغ غياب جونغ طوال هذا اليوم ..وخصوصا بعد حادثة كهذه ...فعلى كل حال هذا لم يكن جونغ ان الذي اعتاد رؤيته ...فقط تذكر وجهه الغريب البارحة وكلامه الاكثر غرابة ...عدم وجوده حتى في المنزل ...اختفاءه بهذه الظروف وبهذا الشكل مهد طريقا لتلك الشكوك ان تدخل عقله وتفكيره
ييشينغ:ما الذي تخفيه جونغ ان ... ما سرك ..ارجو فقط ان يكون ..كل ما يدور برأسي مجرد أوهام
نهض من مكانه واسرع نحو الزنزاين في الاسفل قاصدة زنزانة محددة بملامح اظهرت وكأنما حياته تعتمد على وصوله لها ...وصل زنزانة سيهون وحدق به طويلا بينما كان الاخر نائما منهكا ليصرخ :جروووه الى الاسفل
يدخل حارسان للزنزانة ويلقي احدهم بدلو ماء عليه ليفزع سيهون لا يفهم ما يحصل
يقيدونه من الخلف ويجرانه بينما كان لم يصل هو لمرحلة الادراك ينظر اليهم وكأن كل شيء كان حلما
بصوت متعب :ما الذي ...ما هذا ..انتم
يصلون تلك الغرفة ويقيدونه ويتركونه معلقا وقد ارخى هو قدميه اللتان كانتا اضعف من ان تحملاه
القى ييشينغ سطل ماء اخر عليه الامر الذي اثار جنون سيهون بعد ان ادرك مكانه :ماذا تريد الان ...الا يكفيك ما فعلته اليوم ..ابن السافلة
يمسك به من عنقه :أواجه صعوبة في النوم .... اود ان اتسلى قليلا ...لذا لا تقاطعني «يركله»
يحضر ذلك السوط وبجزءه الصلب يربت اسفل ذقن سيهون : حتى لو انتهى التحقيق ...لا زال هناك ما لم أتأكد منه «يضربه بتلك القطعة على معدته»
سيهون: أي تحقيق ...أي هراء هذا ...تضربني بهذا الشكل ثم ..ثم تريد مني ان أعي ما اخبرك به ...«يصرخ» شخص مثلي سينسى من تكون والدته حتى
يلكمه على وجهه ويستدير محاولا تمالك نفسه ثم يعود ليشد شعره من الخلف قائلا بغل : جونغ ان ...ما علاقتك به ..هو ليس معكم اليس كذلك
لم ينتظر سيهون ييشينغ حتى ينهى كلامه ليبدأ بالضحك بشدة بصوت مرتفع بشكل استفز ييشينغ الذي شده اكثر وركله :توقف عن هذا وتكلم ايها السافل
لم يتوقف سيهون عن الضحك اللمر الذي افقد ييشينغ رباطة جأشه فانهال عليه بالضرب حتى تورم وجهه وفمه امتلأ بالدماء ..سحبه للخلف مجددا وصرخ:انت .... سوف انهي أمرك بيجي هاتين اذا لم تتفوه بشيء ...هيا تكلم ايها الاخرق
سيهون بلسان ثقيل يرمي بنظره اليه : هه ..احقا ..احقا ما تقوله ... اجل ..انه يعمل لحسابنا ...ذلك ال ..جوسيوني ايضا ..
لم يعرف حينها ما يقول ...ولكن ملامح الصدمة كانت ظاهرة على وجهه فعاد ليقول له بنبرة مترددة:انت ..هل ..هل هذا صحيح ..انت ...لا تختلق هذا
يبصق بعض الدماء من فمه ارضا ويقول :اذا ...اذا انتهى الامر به مشنوقا بعد ما قلته فاجل ... اذا ..قتل ذلك الابله فاجل ...
يشعر الاخر براحة غريبة بعد ان سمع كلامه ويعود للتحديق له بطرف عينه باحتقار وانفاسه متلاحقة لانهاكه
عاد سيهون ليقول بعدم تركيز :ذلك الوغد ...كيف تنسبه لأناس شرفاء مثلنا ..انه كلب ..كلب ياباني ..مثلكم يا اولاد السافلة
يلكمه ييشينغ مرة اخيرة ويصرخ للحراس :اعيدوه للزنزانة ..لديه رحلة طويلة غدا ..
يلتفت لساعة جيبه حينها ليجدها قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل ، جونغ ان لم يظهر وايضا لم ينل الجواب الشافي ...فرك رأسه وهو لا يدري حتى ما الذي يجب ان يفعله ولكن سرعان ما تحرك من مكانه
بعد دقائق قلية اقترب بسيارته من امام منزل جونغ ان ..بحذر تقدم وهم ان ينزل من سيارته وفي نفس الوقت رأى ضوءا لم يكن منارا قبلا او على الاقل شعر بحركته في الداخل ... فكر فقط ..ما الذي قد يفعله لو ذهب إليه الان ... هو في المنزل الان ...اذا جاء غدا للمركز سيعرف النبرة التي سيخاطبه بها
ييشينغ :ستجعلني اجن جونغ ان ... ستفقدني اعصابي بما تفعله «يضرب المقود ثم يشغلها ليعود ادراجه»
كيونغسو كان معه في غرفته بعد ان جاء به الى المنزل والاخر قد بدأ يتحسن ....ومع شروق الشمس كان يخطط للمغادرة ..مستلقيا على سريره كان يراقب كيونغسو يتحرك حوله
جونغ ان : هيونغ
التفت اليه مبتسما ثم عاد وقد احضر معه طبقا من الحساء الدافئ ووضعه امامه :هاك ..ستكون افضل بعض تناوله
جونغ ان :لم تفعل هذا فقط ...انا اعلم ان عائلتك بحاجتك اكثر مني
كيونغسو :ولكن سيدي ...البلد كلها تحتاجك اكثر مني ...لا تكن هكذا واشرب هيا
قدم له الطبق وساعده ليشرب ..نظر اليه مبتسما لكيونغسو: هه ..انه لذيذ حقا ..لم اتذوق شيئا مثله قبلا ...شكرا لك ..هيونغ
كيونغسو :هيونغ ..هه ..هذا حقا «يعبث بشعر جونغ ان» حسنا اذا ..كن مطيعا ولا تدع هيونغ يغضب ..هيا اشربه كله
يظهر جونغ ان ابتسامة لطيفة لم يراها كيونغسو قبلا ويكمل شرب ذلك الحساء
وما ان تصبح الساعة الخامسة حتى ينهض جونغ ان من مكانه يبدل ثيابه ويرتدي بذلته يتحضر للذهاب
كيونغسو: سيدي ..الن تبقى هنا لترتاح ، انت لا تزال مريضا
جونغ ان :لا ..يكفيني راحة الى الان ... يجب ان اجد عذرا جيدا لتغيبي يوما كاملا ...ييشينغ ..لا بد انه غاضب خصوصا بعدما فعلته بضباطه.... لا ادري ما قد يفعله الرائد فهو لا يطيقني اصلا «واضعا يده على كتف كيونغسو» يمكنك ان تغادر الان هيونغ ...
وعلى الوقت خطت قدمه داخل المركز بينما لفت كل من كانوا حوله ...بدا وكأن دخوله غريبا او ان هناك خطبا به وهو لم يفاجأ حقا بذلك ولكن ما ان يدر رأسه حتى يرى ييشينغ والذي لم يبد سعيدا برؤيته
ييشينغ: رقيب ماروياما
يلتفت الجميع اليهم ويجيب جونغ ان :سيدي
ييشينغ:رقيب ماروياما ...اظنك تعرف ما حصل البارحة
جونغ ان :هل تعني سيدي ..بسبب تغيبي ...
يصرخ ييشينغ:ليس فقط تغيبك ...الا تعلم ..اننا فقدنا خمس ضباط . «يقترب منه مسرعا ويدفعه بقبضته» اين كنت طوال البارحة ...في الوقت الذي كان يجب ان تنشغل فيه بالتحقيق ..من يدري اين كنت وفي حضن اي عاهرة كنت «يركل قدمه بينما يتراجع الاخر بصمت» ....اتظن ان ارتدائك لهذا الزي سيجعل منك شخصا ذو مقام عالٍ .... للأسف ...هذا غير صحيح ...شخص مثلك وبمكانك يجب ان يكون حريصا على اسمه وسمعته ايضا ...
يحدق للحظات به يستدير قليلا ثم يعود للاشارة له .:الى الان لا افهم كيف اصبحت ملازما ذات مرة وانت ...وانت لا تلتزم حتى بادنى معايير الانضباط «يضع يده على كتفه» اذا اردت ان تبقي هذه على كتفك ... فأنا انصحك ان تكون منتبها اكثر «يدفعه» اذهب واشغل وقتك حتى تتسنى لي رؤيتك مرة اخرى
ابتعد ييشينغ وغادر لمكتبه بينما بقي جونغ ان واقفا للحظات مكانه ...عروق يديه كادت ان تنفجر وهو يحاول ضبط نفسه بقوة :من يظن نفسه ..
يذهب هو الاخر بينما يرمق كل هؤلاء الشامتين بشكل او باخر بنظرة كادت ان تحرقهم ..رغم ذلك يعودون ليتهامسوا حوله ولكن لا يجرؤ احدهم ان يرمي بكلمة واحدة لمسامعه او حتى ان يكلمه حتى يتقدم احدهم نحوه ويقول:رقيب ماروياما
جونغ بغضب :ماذا ..ماذا تريد
الضابط :لا اعرف سبب غيابك البارحة ولكن الملازم كان غاضبا للغاية ...انت تعلم ان حادثة مريعة قد ...
جونغ ان :اظن انني عرفت هذا ...هل هذا ما اتى بك لتحدثني فحسب
الضابط:لا ادري اذا كان يجدر بي الحديث ولكن ..الملازم قام بالتحقيق مع ذلك الشخص من الثوار طوال اليوم حتى انه ..كان يشك ..يشك بأنك متعاون معهم
يشعر قليلا بفزع في داخله ويلتفت اليه مصورا الغضب :ماذا ...ولكن ..لكن ..ما الذي يقصده بهذا «يبتسم بنوع من الالم ويكاد يصرخ » من اكون حتى حتى ..حتى لا يثق بي أي أحد . اااه
الضابط:اهدأ ارجوك ...لا اريد ان ..
جونغ ان :انس الأمر ..البارحة هل اعتقلتم اي مشتبه به ...هل وجدتم شيئا
الضابط:لا ..اظن انها كانت عملية اخرى للمدعو الشبح «يمسك برقبته مظهرا خوفا » لقد اصبح الشخص لا يضمن حياته بسببه ...«يلتفت اليه مجددا» اجل ..واعتقلنا بضع شبان مثيرين للريبة ولكن لا يعرف احد اي شيء
جونغ ان :اذا ..اظن انكم لم توجهوا السؤال بالطريقة الصحيحة
ينزل الى الزنازين في الأسفل ..يتمشى بينها وعينه تحدق بكل اولئك الذين رموا هناك ..يصل زنزانة سيهون وبطرف عينه يلمحه نائما مستلقيا بعد ان انهكته كل تلك الضربات التي ادمت جسده «يحاول كبت مشاعره فيستدير موجها انظاره الى الشبان الاخرين من حادثة البارحة ويصرخ :جرووه
بعد لحظات علق احدهم امامه ...كان جسده متورما مليئا بالكدمات بسبب تحقيق اليوم السابق فيقترب منه :اذا ..هذه ليست زيارتك الاولى ..لم يرحبوا بك بشكل جيد على ما يبدو ..أليس كذلك
يصرخ ذلك الشخص ناحبا : اتركوني ...صدقوني ..انا لم افعل شيئا ....لا اعرف شيئا صدقوني
جونغ ان ممسكا بذقنه : وهل سمعت يوما بلص سلم نفسه
ولا يسمع بعدها الا صوت صراخه
.......
ذلك المساء يدخل جونغ ان غرفة ييشينغ بعد ان طلب رؤيته ..جالسا يرتب بعض الاوراق امامه :تفضل رقيب ماروياما
جونغ ان :سيدي
يضع تلك الاوراق ويحدق بجونغ ان مجدجا ولكن سرعان ما ينزل عينيه ..ينهض ويشير له بالجلوس
جونغ ان وقد اثارت ريبته تصرفاته تلك :هل هناك خطب ما سيدي
ييشينغ:اذا جونغ ان ..انت تعلم اننا سنقوم بنقل سيهون الى المحكمة ..وتعرف ايضا ما التهم الموجهة اليه
جونغ ان هاما بالنهوض :اجل اعرف واذا اردت سيدي بامكاني ان ..
يجلس ويدفعه للجلوس مجددا :لا هذا ليس من تخصصك ..سوف اشرف على الامر بنفسي
جونغ ان :اهذا اذا .. لانك لا تثق بي ..انت تخاف ان اخونكم ...تظن انني قد
ييشينغ: ..اااه الامر ليس كذلك جونغ ان ...واظن انك تعرف السبب مثلي تماما ولكن .. انت تخفيه مذ عرفته جونغ ان
جونغ ان بارتباك وقد شعر بيد ييشينغ ترتفع الى كتفه :لم لم تخبرني من البداية بشأن مرضك ... حقا. ما الذي كنت تفكر به
جونغ ان :هه ..ما الذي تقصده .أي...
ييشينغ:لا تكذب ارجوك ....لقد قابلت طبيبك وهو اخبرني ..«يشد قبضته على كتفه » انك مريض للغاية وقد ...قد لا تستطيع من ان تؤدي مهامك بشكل صحيح ....اخبرني انك شبه تحتضر ...لم اخفيت الامر عني جونغ ان . انا اذكر اننا صديقان مقربان ...لم اخترت التعامل بهذا الشكل الان
تتجمد ملامح جونغ ان للحظات ...يشعر ان ضعفه بات مكشوفا الان وايضا ..ما فعله ييشينغ فترتجف يده قليلا ودمعة اخرى تهرب من عينه فيسارع هو لمسحها والنهوض ولكن يد ييشينغ تسحبه له مجددا : جونغ ان انا ..انا اعلم انه ما كان يجب ان افعل هذا ولكن ...
ابعد يده من عليه بينما يحاول تمالك نفسه واستجماع قواه . .وقال : اذا ..عرفت سري الصغير «يصفق » احسنت سيجي الملازم ...ما فعلته كان حقا «يربت على كتفه بألم» عملا بطوليا حقا
ييشينغ:جونغ ان ...ما ..
جونغ ان: ولكن ..هذا ليس سري الوحيد ...ما عشته طوال حياتي كان ..كان اهون علي مما جعلتموني اعانيه هنا واعلم .. انه بعد ذهابي سيكون ..سيكون الجميع مرتاحا
ينتزع تلك الشارات عن كتفه ويلقي بها الى الطاولة ثم يخلع قبعته كذلك ويرميها الى تلك الشارات ...ينتزع سلاحه ويضعه على مكتبه ويقول :اترى ...هذا كل ما كنت اريده ...كل ما حلمت به عندما ذهبت وتوسلت حتى اصبح منكم واظن انك تذكر ذلك اكثر من اي شخص اخر ...لم أعرف وقتها كل ما سأمر به ...كلكم ..كل من هنا عاملني كنكة ..كل شيء فعلته وكل ما قمت بهى...لم تذكروا ولو قليلا منه وعندما سنحت لكم الفرصة ..اردتم التخلص مني
ييشينغ وقد فقد اعصابه قليلا :ما الذي تقوله الان ..لم يفعل احد هذا
جونغ ان :هه ..حقا ، انظر اذا «يفتح قميصه ثم يكشف عن ذراعه مشيرا لندبة الرصاصة على كتفه» اترى هذا الندب ..كان اعز اصدقائي ..صديق طفولتي من تسبب به ..سيهون ...ذلك المرمي في الاسفل ...الذي ..الذي ضربته انا ..عذبته واهنته ...بيدي هاتين . هل تراها ....وهنا «مشيرا الى مكان الرصاصة اسفل صدره » هذه احقا ..تظن ان الشبح قد فعلها ...هه ...لقد رأيت من قام بذلك ...كما اراك امامي الان سيدي الملازم ...اتريد ان تعرف حقا ..لقد كان ياماتو ...اجل ذلك الوغد
ييشينغ بصدمة اشعرته بأنه كان غبيا ..وحتى اعادت قصة ياماتو الى رأسه ..هل فعلا كانت كما رواها :ممماذا .هل يعني ذلك..
اكمل جونغ ان :كما لا تثق بي حضرتك الان ، كان هو ..لا اعلم ان كان الرائد من امره بهذا ولكن ..بامكاني ان ة اجزم ان احدا لم يعترض ...ذلك الوغد ..مزق الصورة الوحيدة التي املكها لوالدتي «ببكاء» امام عيني ..تخلص مني وفجاة اصبح هو ذلك البطل الجديد اما انا ..كما سمعت ..عندما اعلن موتي ام احصل حتى على جنازة عسكرية تلائم شخصا مثلي ...لم يبحث احد عن جثتي حتى «يرتفع صوته» وفي اللحظة التي عدت فيها عدت ..متهما بقتل اكثر شخص وثق بي هنا ..لم ولن تكون مثله ابدا ..واصبحت انا متامرا خائنا وجاسوسا ولولا ما فعلته لكنت قد شنقت ..ولم ...ببساطة لانني جوسيوني وضيع ...جوسيوني يخدم في الشرطة اليابانية
ييشينغ :جججونغ ان ..لم لم تخبرني بهذا قبلا ..لم لم تقل شيئا حول ..حول هذا جونغ ان
ارتدى قميصه ثانية واقفل نصف ازراره ..التفت إليه وقال:الضابط الجوسيوني ..الكلب الياباني ..ابن اليابانية ..هذه هي القابي ...لن تعرف ما اكون ابدا «يقولها بنوع من انعدام الأمل» لو انني كنت اعرف ان الأمر سينتهي بهذه الطريقة لكنت ربما ...انهيت حياتي البائسة هذه بنفسي ارحتكم ...وارتحت انا
يخرج من هناك ونفسه عاد ليضيق مجددا ..يسعل قليلا ولكنه يكمل للخارجوسط استغراب وتحديق الجميع بمنظره الغربب وحالته التي كانت اشبه بفوضى
ييشينغ لاحقا به يناديه :جونغ ان ، جونغ ان توقف «يصرخ بجدية » رقيب مارويامااااا
يتوقف جونغ ان ويستدير نحوه ثم يقول بينما يضرب تحيته :حضرة الملازم ....وداعا ..سيدي
يكمل طريقه عائدا للمنزل وقد حسم امرع ، يكفيه ما قضاه كضابط ...يجب ان ينهي هذا الجزء الاسود مما تبقى من حياته ...ربما الموت وهو الشبح سيكون افضل الف مرة من كونه ذلك الضابط الوضيع
. ... ........ .....
انتهى الجزء الثالث والعشرين

أنت تقرأ
تحت نيران الحرب
Historical Fiction"جونغ ان ، لم فعلت ذلك" "اوغاد بائسووون" "نموت وتحيااا جوسووون" الحرب دائما ما تخلف وراءها قصصا كثيرة ...قصص بطولة وخيانة ...صداقات قوية وقصص حب حزينة ....وقصتي تحمل في طياتها كل هذا واكثر ...