تحت نيران الحرب 13
...................
كانت اصوات ضحكات طفولية ...صرخات سعيدة واخرى حزينة ..ما كان يخرج مع المه ذاك ...اختناق كان يحول دون ان يسمح لشهقة واحدة بالخروج ..او صرخة تخرج بعضا من قهره ..ظل عتمة بدأ يخيم حوله ومع تلك الاصوات الضائعة اغلق عينيه ...وللحظات حضر نفسه لان تكون كل هذه الاشياء اخر ما يشعر به قبل تستقبله ابواب الجحيم
...............
وكما كان الوقت كفيلا بجعل كل شيء يبدو غير منطقي عاد ليلعب بكل الموازين من جديد ...كل ما سعى جونغ ان لبناءه والقيام به انهار فجأة ...لم ياخذ الامر اسبوعا حتى يتحول من ملازم قوي ذي صيت بطولي الى خائن قاتل ...والى نكرة لم يعودوا يتذكرونها حتى ...ياماتو اعد كل شيء ليزيح هما عن ظهره او عنقه كما كان يخشى ...عاد للمركز حاملا قميصه مدميا نفسه وقال كذبته :"جونغ ان خائن ...الملازم اتاجاوا قتل بسببه وهو ..لم يكن اكثر من ارهابي يسعى لنيل منا ...ولكن قد كشفته "
هو لم يقل ذلك حرفيا ولكن هذا كان تفسيره الوحيد والمفهوم ...ورغم كل هذا فقد تجاوز خبر موت الملازم ماروياما حدود مركزه ...حتى منشوريا وكل حد تواجد فيه جوسيوني ..كان هذا مركز حديث الجميع ...الطاغية قد لقي حتفه ..الخائن قد نال العقاب الذي يستحق ...ماذا كان يظن نفسه حتى ..
رتبته قد جرد منها وجثته المزعومة لم يحاولوا البحث عنها حتى ...لم ينل جنازة تواريه تحت التراب على الاقل ...ولم يجد شخصا يظهر اسفا لفقدانه ...ومن قد يحزن على موت كلب مسعور على حد وصفهم ...وسخرية القدر هنا جعلت من ياماتو ملازما اخيرا ...قصته البطولية تلك جعلت منه شخصا محترما فجاة رغم زيفها ورغبته في نشرها للجميع كانت مقيتة ليستسقي احتراما وتقديرا لا يرتبط به ولا بأي شكل من الاشكال ....واليوم شيء اشبه بمؤتمر صحفي سيقام حتى يدلي الرائد ساتو بتفاصل هذه القضية الغريبة وياماتو سيستغلها فرصة لنشر قصته اكثر كونه كما يدعي كان جزءا من كشف خيانة كبيرة وخطة ماكرة للاخلال بتماسك حكومتهم
الرائد ساتو مواجها جمهورا من الصحافيين :هذه فترة صعبة ..حتى الان لا استطيع فهم كل ما حصل ..ولكن الان الجوسيونيون قد اظهروا وجههم الحقيقي حقا ..مع اننا احتضناهم ووفرنا لهم الحقوق التي طالبوا بها ولكن ..رأيتم ..لقد حاولوا بشكل مقزز خيانتنا ...كل ما حصل قبلا كان نتيجة لمؤامرة دنيئة ضد الامبراطورية اليابانية ولسلطة الحاكم العام وضدنا نحن ..الشرطة اليابانية العتيدة
يهز ياماتو رأسه موافقا مظهرا قوة زائفة :اجل ..
الرائد :لقد كان عملا غير متوقعا من شخص مثله ...عمل مقرف ...ولكن الحمد لله ..لولا ان احد ضباطنا اليقظين كان متيقنا لكل ذلك ...ضابط يستحق فعلا كونه ضابطا في الشرطة اليابانية لكان ذلك الوغد قد نجا بفعلته ..«يسكت قليلا ثم ينظر الى ياماتو بفخر لم يظهر يوم تم ترقية جونغ ان ويجذبه نحوه»هذا البطل ...كان هو من فعل كل هذا ...لولاه ...من كان يدري اي مصيبة جلب لنا ذلك الخائن ..واظن ان جميعكم تنتظرون ما سيقوله ...ملازم ياماتو ..تفضل
يصفق الجميع بحرارة يرونه يقترب ليدلي بخطابه وكأي ضابط مثالي تقدم وكان اول ما نطق به تحية الامبراطورية :فليحيا الامبراطور ...فليحيا الامبراطور ..فليحيا الامبراطور ...«يصفقون» كلكم تعرفون ما مقصد كل ضابط من خدمته ..قبل ان يفكر بنفسه وقبل ان يخاف على حياته ...عليه ان يخاف على امن وامان امبراطوريتنا العظيمة ...
احد الضباط ممن يحرسون ذلك الحدث الى رفيقه يراقبه مستهزئا ...:يا الهي ...من كان يصدق ان ان جرذ النوم ذاك سيصبح ملازما ذا صيت ...ما الذي يحدث في هذه الدنيا
يدفعه رفيقه ويحاول الابتعاد قليلا :فقط راقب فمك قبل ان يتم جرك الى مكان لا تعرفه
ياماتو:انا الان مستعد للاجابة على اي سؤال
ينهض احد الصحفيين: ملازم ياماتو بامكانك اخبارنا كيف عرفت بامر الملازم ماروياما وانه كان خائنا
ياماتو:اولا ..هو لم يعد ملازما ...بل هو قاتل ..اجل قاتل وارهابي ...وبالنسبة لكيف عرفت هذا فمع احترامي سؤالك غبي بالنسبة لمن يعرفونني فانا شخص قوي الملاحظة ..لماح ..وكل حركة خاطئة منه كانت تلفت انتباهي
يكاد احد الضباط حينها ان يفقد توازنه من شدة الضحك
صحافي اخر :وكيف مات الملاز... اعني كيم جونغ ان ذاك
يزفر قليلا ويظهر ابتسامته الصفراء وقد خطرت في باله تلك الطريقة البشعة التي ارداه فيها ارضا ثم يقول :في الحقيقة انها قصة طويلة ...ولا احب ان ارويها كثيرا حقا ...حنى لا يظن البعض انني اتباهى او اختلق اشياء لم تحصل ولكن بما انك سالت ..ساتكلم عن ذلك ....انا كما اسلفت ..شخص لماح وقد لفتتني تصرفاته الغريبة تلك ولمن لا يعرف ، ذلك الحادث الذي تلى اليوم الذي تم تعيينه فيه عندنا ..لاسف ...كان بسببه ...وقد اصاب نفسه بالرصاص عمدا ليظهر ولاءه المزيف ذلك ...لقد عرفت انه طلب منه ذلك ليوهم الجميع انه كان يحمي حضرة الرائد ساتو ...«متظاهرا بالغضب»اااه ..مجرد التفكير بالامر يجعلني غاضبا ...ويوم الحادثة عندما اردت التحقق حقا منه ..لحقت به الى احد مواعيده المشبوهة ...خلف احد الاشجار كان ينتظر بقلق خوفا ان يكون قد لحقه احد ...وانتظر وصول صديقه الجوسيوني ...وحينها حين اكتشف وجودي هناك اصيب برعب شديد ..اجل ...لقد كان باستطاعتي ملاحظته يرتجف خوفا ...حتى انه جثى على ركبتيه كي لا اخبر احدا عنه ...ولكن كوني شرطيا وفيا للامبراطور قررت انه لا يجب ان اوافقه فضربته ..واخبرته انني يجب ان افعل ما يتحتم على واجعله ينال العقاب الذي يستحق ...وحينها جن جنونه وبدا هو الاخر بتوجيه الضربات لي حتى حاول تجريدي من سلاحي ..بقينا نتعارك بقوة حتى وصلنا الحافة ..اعني حافة الجرف ...عندها نظر في عيني بنظراته المريضة وقال كلمات اعتدنا سماعها من الارهابيين ..قال-«نموت وتحيا جوسون» ثم قتل نفسه مطلقا النار على نفسه ووقع من اعلى الجرف «ينظر حوله »وانا .. لم ..لم استطع ان اتحرك من هول ما رايته ..وكيف اقدم ذلك المجنون على قتل نفسه «يسكت قليلا» اعلم ان اكثركم لا يصدقني ولكن «يصرخ»اذهبوا الى نفس ذلك المكان وانظروا الى جماءه الفاسدة التي تملا كل بقعة هناك
انهى كلامه والجميع بدا بالهتاف والصراخ لياماتو
اما سيهون الذي كان يراقب من بعيد من وسط ذلك الحضور يسمع كلام ياماتو ادار وجهه بعد سماعه كلام ياماتو وهو يعلم تماما ويف كل حرف قد فاله
سيهون :كاذب متصنع
يترك المكان ليعود مجددا الى منزله ويرمي نفسه الى فراشه محدقا في السقف ...وقد عاد الى راسه صوت بكاء جونغ ذلك اليوم بشدة ..اخرج صورة قد غطي نصفها بالدماء ..عدل جلسته وحدق جيدا مجددا بتلك الملامح .."هل من الممكن انها ..والدته..الهذا كانت في يده ..كان يبكي حقا " قالها سيهون ومشاعر غريبة اختلطت عليه رغم كرهه الذي لم ينطفئ بعد ...تلك الصورة التي التقطها عن الارض تلك الليلة بعد ان تمكن من جعل نفسه يقترب على الاقل من ذلك المكان ... في الوقت الذي لم يحاول ان يقترب من الحافة ...او حتى يرى ماذا حل بجونغ ان ..اخذها وغادر فقط ليشعل ذلك نارا غريبا تلتهم ضميره ببطء ...عاد ليتذكر ايام طفولته التي كانا فيها اصدقاءا اقرب الى اخوة ...كيف كان يواسيه عندما يبكي او يتالم ...وذلك اليوم بعد المدرسة الذي كان اقرب ذكرى جميلة تربطهما عندما جلس يبكي على كتفه ...واخيرا ذلك اليوم المشؤوم ..يوم عمليتهم ويوم راه بالبذلة اليابانية للمرة الاولى ...كيف حاول التغطية عليه لمرة على الاقل ...استفزته كل تلك الذكريات وبشكل ما شعر بذنب يحرقه ...كيف حتى لم يحاول انقاذه في ذلك الوقت ..فحتى هو ارسله للمشفى بعد ان ضربه ..لم لم ينظر الى حاله حتى او حتى ينتشل جثته ..لم يقلق بذلك حتى وهو كان ذاهبا لقتله ايضا ...كان في ذلك الوقت اشبه بشخص تائه لا يعرف اين سبيله
في مكان منعول في شبه الجزيرة الكورية ...قرية صغيرة تسكنها عائلات صغيرة متقاربة اشبه بعائلة واحدة كبيرة ..لبعض الوقت لم تحظ باي مضايقات من الجيش مما كان يجعلها مكانا امنا بشكل كبير ...منزل صغير يسكنه عجوز مع حفيدته الوحيدة ..طفلة صغيرة لم تتجاوز السادسة من عمرها ..كانت واقفة الى باب غرفة جدها بصمت تراقب من بعيد ذلك الشاب الغريب المستلقي مكان جدها بينما كان هو يغير له بعض الضمادات على جروحه الكثيرة ولم تره يفتح عينيه الى الان..
بعدما انتهى جدها من ذلك نهض واخرج معه تلك الاغراض ثم ذهب الى حفيدته:ما بك يا صغيرة ..لم تحجقين هكذا
الطفلة بقلق:الم يستيقظ اوبا بعد ...هل سيبقى نائما مثل امي وابي للابد
الجد ماسحا على وجنتها :لا تخافي يا صغيرتي ..انا متاكد انه لن يفعل ..اسمعي ..هل تودين ان تساعديه على الاستيقاظ
تلمع عينها مبتسمة وهي تهز راسها موافقة :اجل ..
يعطيها حينها وعاؤا في كمادات ماء ويقول لها :امسحي بها على وجهه ..انا متاكد انه سيتحسن تماما بعد ذلك
الطفلة :حسنا ..سافعل جهدي
تسرع اليه وتجلس بجانب راسه بشكل فوضوي ثم تحضرها
الجد: ايقوو ..يالها من طفلة ...
تجلس الفتاة بجانبه وتتامل ملامح وجهه ..تتحسس تلك الجروح بجانب راسه وعند اذنه ثم تشعر به حزينا بشكل غريب ...تعصر قطعة القماش بكل قوتها ثم تضعها على جبينه وتقول:لم انت حزين اوباا ..لا تحزن ..جدي يهتم بك ..واذا استيقظت سيعد لك حساءا لذيذا جدا «تحدق به قليلا ثم تقترب وتقبله قبلة صغيرة على خده» جدي اخبرني مرة ان الم راسه قد زال عندما حصل على قبلة ..يجدر بك ان تتحسن اوبا
تضع قطعة القماش مجددا في الماء وتحاول عصرها بشدة ثم تعود لمسح وجهه وحينها تلاحظه قد بدا يحرك عينيه بشكل خفيف واصابعه بدات تحاول الحركة
تتسع عينا الفتاة وهي تحدق به يتحرك فتنهض من مكانها وتعود للتحديق به تراقبه يفتح عينيه بشكل اكبر فتصرخ :جدي ..جدي ...لقد استيقظ ..اوباااااا لقد فتح عينيه ..لقد نجح الامر
ينظر جونغ ان اليها تصرخ بتلك الطريقة دون ان يقول ان يقول شيئا ...هو نفسه كان في حالة من الصدمة لم تجعله قادرا حتى من اعطاء اي رد فعل على اي شيء للحظات
تاتي تلك الفتاة وهي تسحب جدها وتقول مشيرة لعينيه:لقد رايته يفتحهما ..اسرع هيا بسرعة جدي
الجد ملاصقا لجونغ ان يحاول ان يكلمه :ايها الشاب ..هل تسمعني ... هل انت بخير ..اتشعر باي الم
بنظرة يملؤها الخوف والالم ينظر اليه... تذكر تلك اللظة كل ما حصل معه ولشدة ضعفه لم يجد غير البكلء ما يفعل او يقول ...كان يبكي بحرقة كبيرة كطفل صغير بشدة
العجوز لحفيدته :صغيرتي ..والدة كانغ اخبرتني انها اعدت بعضا من الحلوى التي تحبينها ..انها تريد ان تذهبي اليها وتاكلي البعض ايضا
الطفلة :حقا ...ساحضر لاوبا القليل اذا ..انها جيدة عندما اكون حزينة ...سيحبها هو ايضا
العجوز :هيا اسرعي
يقترب حينها من جونغ ان محاولا بشكل ما مواساته
جونغ ان يبكي :امييييي ...ساقتلهم ..ساقتل اولئك الاوغاد ...ساقتلهم ...عااااااا ...«بعينين متالمتين » امييييييييي
........................
انتهى الجزء 13

أنت تقرأ
تحت نيران الحرب
أدب تاريخي"جونغ ان ، لم فعلت ذلك" "اوغاد بائسووون" "نموت وتحيااا جوسووون" الحرب دائما ما تخلف وراءها قصصا كثيرة ...قصص بطولة وخيانة ...صداقات قوية وقصص حب حزينة ....وقصتي تحمل في طياتها كل هذا واكثر ...