تحت نيران الحرب 14

35 7 0
                                    

تحت نيران الحرب 14
..............
لم يستطع منع نفسه من محاولة امساكه وهو يحاول تهداته بشدة وقد رآه منفعلا بشدة قد تؤذيه:بني ...لا تفعل هذا واهدا ...انت ..هل المك يستحق كل هذا الصراخ حـ..
جونغ ان يصرخ باكيا :ابييييي ...لم لم تقتلني وترحني من حياتي هذه منذ البداية ..«يصرخ»لم جلبتني الى هذه الحياة البائسة ...لم تركتني اصبح وحشا بشعا هكذا ...لم جعلتني ابدو بهذا الغباء «يصرخ بحرقة»لمااااااا...
العجوز بعد ان شعر ان لا شيء يمكن ان يضع حدا لهذا هز راسه فحسب وقد هم لينهض:حسنا ...ساتركك وحدك قليلا ..ربما تحتاج ..بعض الوقت فحسب ...اظن انني ساعد لك حساءا او ما شابه
يخرج من الغرفة ويترك جونغ ان منهارا يشعر بالضعف يتخلل كل جسده من الداخل حتى اصغر قطرة دماء ...وحتى من الخارج لم يقو ان يحرك حتى صبعا من شدة المه وضعفه ...لم يملك القدرة لينهض ويهرب من هذا المكان الغريب ...على الاقل ليبتعد عن كل هذا الالم ..يده اليسرى قد كسرت وقدماه مليئتان بكدمات لونتها بشكل بشع ...وجرح اسفل صدره بسبب ذلك الطلق الناري ...كل هذه الاشياء اجتمعت لتذيقه نوعا اخر من الالم اشد من ان يتحمله خصوصا مع الم روحه المفجع ...ملامح وجهه لمن يراها كانت كافية لتشرح المه ذلك ..وعيناه الدامعتان اخفتا صراخا ليس بوسعه ان يجد مجالا يوصله لاي شخص  بصوته ...
وبعد ان خيم المساء وهدا صوته المنتحب قرر ان يدخل الغرفة مجددا ...تلك الصغيرة كانت متشبثة بقميصه تلحق به ايضا وبقيت كذلك حتى جلس هو في جهة معاكسة لاتجاه وجه جونغ ان الذي كان صامتا فحسب موجها انظاره الى زاوية اخرى في الغرفة ربما كان يراجع من خلاله بعضا من اخر لحظاته قبل ان يجد نفسه هنا ...ربما يحاول ان يفهم حقا ما حصل ..او يقنع نفسه بيأس ان كل هذا لم يكن اكثر من حلم ...ولكنه فعلا كان يشعر بتلك الوخزة التي تؤكد له ان كل ذلك حقيقة
العجوز بصوت مطمئن:ارجو ..ان تكون قد تحسنت الان ...تبدو افضل
يسمع كلماته ولا يعيره ذلك الاهتمام في البداية
العجوز:هذا جيد ...انت واع لدرجة تستطيع فيها تجاهلي ...كان حريا بك ان تشكرني بدلا عن هذا
ادار وجهه قليلا وقال بتثاقل :اشكرك ... اتظن ان انقاذ شخص مثلا يعتبر عملا بطوليا ...او عملا تثاب عليه حتى ...كان يجب فقط ان تتحاهلني ...تركي اتعفن في ذلك المكان كان ليجعلك تفخر حقا ...وكان احدا قد يهتم لو كان وغد سافل مثلي على قيد الحياة
تتفاجئ الصغيرة بعد سماع شتائمه :انه يقول كلاما سيئا جدي
جونغ ان مع بعض الدموع على خديه :اتعلم حتى ما فعلت في حياتي ...اتعلم اي وحش اكون ...
يبادله ذلك العجوز نظرات ملاها نوع من الاستهزاء ...وكانه يخبره ان هذا كله ليس سوى هراء
جونغ ان بصوت مرتجف :انظر الى نفسك تبتسم الان ...اتظن حقا ان شخصا ...
العجوز :انت لن تتوقف عن الشتم اليس كذلك ...تظن انني لا اميزك او لا اعرف من تكون ...الملازم جونغ ان لا ...ماروياما ..اليس كذلك .... اتظن حقا انني لا اعرفك ..فكر مجددا وستجد انك الشخص الذي يجهل نفسه حقا ..الا توافقني الراي
يمزج جونغ ان ضحكته بغصة تحمل داخلها ذكريات متداخلة اشعلتها تلك النبرة ..تلك الجملة التي ذكرته باصله المشوش :يالي كن ...
يقاطعه العجوز بصوته المرتفع :كف عن السباب الان ..انت...قد لا تقدر قيمة نفسك ...ولكن ماذا تظن قد يكون شعور والديك بك ..اتظن انك ابن قد يفخر اي احد بامتلاكه وهو ينتحب بهذا الشكل ...انت جوسيوني بعد كل شيء وهذا شرف كان عليك ان تتمسك به بقوة ...ولكن عوضا عن ذلك ...غضبك وقلة صبرك حولتك وحشا ارى انك نادم لكونه اصبح جزءا منك ...لا بل بت متاكدا ..الا تظن ان حياتك بعد كل ما فعلته تستحق فرصة اخرى ...لقد كنت يوما ما لعنة على الجوسيونيين ولكن ..الا تظن انه بامكانك ان تكون لعنة على اولئك الكلاب ايضا ...القائد جونغ ان ...الا تظن انه اسم يلائمك اكثر من الملازم مارو ياما
جونغ ان بلهجة مستسخفة :هه ...قائد ...لمن ..لم يبق شخص في جوسون الا وينعتني بالكلب الياباني ...السافل والخائن الوضيع ...لا احد مهتم لتذكر اسمي حتى ...الصقت لقب الكلب بي عندما بدات انهش كل ما اراه امامي دون تفكير ..والان اشعر بذلك النهش ياخذ من جسدي «بصوت منتحب» بشكل اكرهه حقا ..تلك اللحظات كنت مصدقا انني انتقم ...كنت اظن ان والدتي ستكون فخورة ولكن ...انا لم اكن يوما كذلك ..بل انتهى بي الانر لاكتشف انني اصبحت من قاتليها ..«ببكاء»اصبحت جزءا من عصابة الاوغاد اولئك ...الان ..اذا ..اذا حصل والتقينا يوما كيف ساشرح لها ذلك ...كيف ساتمكن حتى من رفع عيني والنظر في عينيها ...كانت لتكرهني حتى الموت ...وهناك ايضا ..اقرب اصدقائي لقد «لا يتحمل كل تلك المشاعر ويعود للبكاء مجددا
يزفر ذلك العجوز وهو يراه لا يزيده الا الما ...حفيدته بجانبه بدات ملامحها بالتغير والبكاء اصبح اقرب الى شفتيها المرتجفتين
العجوز للطفلة :الم تخبريني انك تنوين اعطاء اوبا بعض الحلوى ...اجلبيها من اجله هيا
الطفلة بصوت مرتجف يميل للبكاء :حاضر ...ساعطيه قطعة كي لا يبكي
تمشي بسرعة محاولة هي ان لا تبكي رغم برائتها بينما يقترب العجوز من جونغ ان اكثر ويمسك بيده : اعرف ...لن اقول اتفهمك ولكن ..كل مشاعرك هذه ..طبيعية ..ولكن من منظور اخر الا تظن ان الرب يخلق لك قدرا جديدا وفرصة اخرى تتمكن فيها من تصحيح كل شيء ...بالنسبة للجوسيونيين ..انت ميت الان ...وكذلك لاولئك الاوغاد ..الشرطة ...انت حتى لم تعد فردا منها ..وليس ذلك وحسب ..سمعت انه تمت ادانتك بقضية قتل احد الضباط ..وماروياما ...انتهى امره ..انت لم تعد تحمل ذلك الاسم او اللقب الان ..انت وكأنما خلقت من جديد
جونغ ان بضعف :بعد كل هذا ...بعد هذه الحياة البائسة ما الذي يجب علي ان اتحمله بعد ...ما الذي يجب ان افعله
العجوز :الانتقام ...اليس هو ذلك الشيء الذي كنت تشعى خلفه ...الا تظن أن هذه فرصتك المثالية
كلمة الانتقام تلك حركت شيئا في داخله لم يشعر بشيء مثله قبلا ..وكان كل رغباته قبلا كانت مزيفة ...الانتقام بات شيءا يريده اكثر من كل شيء ...في تلك اللحظة بات بامكانه تخيل كل من اذاه يتوسله للعيش ..قوة غريبة بدات تسري في عروقه رغم ضعفه الفعلي :الانتقام ..«يضحك ضحكة ممزوجة بالم غريب » اجل ..اجل ..ساجعلهم يتوسلون ليخفف عنهم عذابهم ..ساجعلهم يعرفون انني لن ابقى ذلك الضعيف ...سانتقم ..واري امي انني لست ابنا تخجل منه ..ساري والدي انني لست وغدا عديم النفع ...ساريه كيف سانتقم لامي ..كيف سانتقم لنفسي «باكيا »ساريه كيف سانتقم لسون دوك ايضا ....وسيهون ...سانتقم لكل ضربة جعلوني اسددها اليه كالغبي ...سانتقم لجوسون «بقوة »سامتقم حتى لكل شاب مات بسببهم ..لكل منزل حرقوه ودمروه ..لكل عائلة فرقوها ...لكل فتاة اذلوها ...سانتقم لنفسي ،للوحش الذي جعلوني عليه ...رغما عنهم ساقضي عليهم «باكيا بحرقة بنبرة مقهورة :سانتقم لكل شيء صدقني ..صدقني
في تلك اللحظة يربت ذلك العجوز على ظره معانقا وقد اظهر هو ايضا علائم فخر مكبوتة :فقط اخرج كل ما ما يحزنك ..اجعل من نفسك ..شخصا تفخر لكونك عليه حقا
ممسكة بقطعة الحلوى عند الباب كانت الطفلة الصغيرة تحدق بكل براءة بهم وبعض الدموع كانت تتسلل من عينيها الصغيرتين تراقبهما
جدها العجوز مشيرا:اذهبي الان يا صغيرة ..هيا
تترك حافة الجدار التي كانت ممسكة به ثم تركض باتجاه جونغ ان وتعانقه هي ايضا ثم تطبع قبلة صغيرة على خده :اوبا ...لا تبك اوبا ..لا عليك «تضرب بشكل خفيف على ظهره وكانها تطمئنه :كل شيء سيصبح افضل
يمسح جونغ ان عينيه وينظر اليه ليشعر بتلك الهالة البريئة تغمره ...لم يكن شعوره في تلك اللحظة كاي شيء قد عاشه قبلا ...تلك المشاعر التي دفعت بها هذه الصغيرة الية جعلتا شيئا في قلبه يتحرك ..شيئا اشبه بالحياة ....وكأنه عناق ممتلئ بحنان امه التي فقدها قبل حتى ان يتذكر ماهية ذلك الشعور
الجد : دا را عزيزتي ..اذهبي للنوم هيا .. اوبا متعب الان ..سنتكلم لاحقا في الصباح ..اذهبي الان هيا «لجونغ ان »حاول النوم انت ايضا هيا ..يكفيك من الارهاق ما عرضت نفسك له ...نم الان وساطمئن عليك من وقت لاخر
لم يجبه وملامحه التي كانت لا تزال تائهة في خليط اخر من المشاعر جعلت من دفعه فحس الي فراشه امرا سهلا ...يغطيه العجوز جيدا في تلك الليلة الباردة وينهض هو الاخر لفراشه واقفل جونغ ان عينيه
وفي لحظات الفجر الاولى تسللت اليه رائحة الفجر ...فتح عينيه وقد شعر بداخله براحة غريبة فقدها منذ زمن ..تقدم الى احد النوافذ وفتحها ونظر للسماء الزرقاء الملبدة بغيوم المطر ومع ذلك المنظر اخذ نفسا عميقا وكأنه يريد ان يسحب كل هواء جوسون اليه ..تنفس فيه رائحة المطر ..رائحة الهطول الاول الذي بدا خلال لحظات يرمي باولى قطراته للارض حتى لامست احداها جبينه ليمد يده للخارج شاعرا بقطرات المطر تلك تشتد لتنقلب غزيرة بقوة ..ولكن ذلك لم لم يمنعه من الحفاظ على ذلك الشعور وعلى يده تتلمس تلك القطرات ...تنهد مرة اخرى واقفل عينيه تذكر خلالها سيهون ...وكيف كان هذا الحدث مميزا لهما بشكل يختلف عن اي شخص اخر
جونغ ان :سيهون-آه ...الا تزال تذكر ..اتمنى فقط ان تكون هذه الذكريات الجميلة شيئا يغفر عن بعض ما ارتكبته في حقك ..اخي ...مهما كنت تفعل ..واينما كنت ..اتمنى ان تكون بخير فحسب ..ان تكون سعيدا على الاقل
وفي نفس تلك اللحظات خرج سيهون مع سماع صوت المطر ..وقف تحت تلك الامطار ونظر للاعلى وبينما تلامس وجهه تلك القطرات عادت اليه بعض من تلك الذكريات ...ضحكات قد اختفت ..حب قد مات ..وصديق لم يعد له وجود ودمعة نزلت على خده اخفتها الامطار
...........
بعد مرور شهر من هذا الحدث
تركض دارا تضحك الى جونغ بينما كان هو نائما ثم تمسك بانفه وتقول :يكفي نوما يا كسول

لم يظهر اي استجابة ولم يبتسم حتى على غير عادته مما اثار استغرابها فتركت يدها الصغيرة انفه واقتربت منه اكثر تقول بصوت ناعم :اوبا ...الا تسمعني ...اوبا هل انت بخير... الن تستيقظ
...........
انتهى الجزء 14😄

تحت نيران الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن