تحت نيران الحرب 5

51 6 0
                                    

تحت نيران الحرب 5
...........................
قبل وصول جونغ ان الى مخازن الاسلحة كان حارسان من بين الحراس الموزعين بين المخزنين هناك يتهامسان بشكل اثار ريبة البقية والخوف باد بشدة على احدهما
الحارس1 :انت ...هل ...هل تظن انه سيكشف امرنا الان ...ما الذي قد يفعلونه بنا
الحارس2:اقفل فمك الان ...انظر لنفسك انت تثير الريبة الان ...لا ترسم افكارا سوداء الان في راسك ...هل تظنهم سيصدقون جوسيونيا ...وغير هذا من قد يعلم اننا من نفعل ذلك ..نحن نحصل على بعض المال على الاقل لذا ..اذا التزمت الصمت وتوقفت عن هذا سيمر كل شيء بخير
الحارس 1 وقد اصبح غير قادر على السيطرة على خوفه :يا الهي ...هل سيجلدوننا ...سيتم اعدامنا بالتاكيد
الحارس 2وقد علا صوته :اقفل فمك
«يسمعون حينها صوت صرخة جونغ ان لأولئك الضباط الثلاثة بشكل اثار رعبهم »
الحارس 1 وقد بدا يتعرق بغزارة وقلقه بدا يتضخم مع كل خطوة يخطونها اليهم بينما يقتربون اكثر ...يتقدمهم جونغ ان ولم يبد انه ينوي خيرا ...ارتباكهم في تلك اللحظة منعهم عن التفكير بتلك التفاصيل المهمة انساهم حتى تلك التحية
صرخة جونغ ان :لم لم تقوما بتحية الاعلى رتبة ايها الاوغاد
الحارسان :سيدي
تلك النظرات الى اقصى يمينه نحو ذلك الحارس المرتجف بدت تؤكد امر خيانته
جونغ ان بملامح حادة :اسحبووووه
الضابطان :سيدي
يبتلع الحارس الاخر ريقه وهو يراقبهم يجرون رفيقه وصوت صراخه مرعوبا بدا وكانه سيعلق في راسه للابد ..سيطارده في كوابيسه ...غير ان كل ما كان يفكر به ايضا "هل سيشي بي انا ايضا ...هل ...هل يمكن ان يفعلها"
قيدوه من معصميه الى ذلك الكرسي في غرفة التحقيق وتركوه وحده للحظات كانت اكثر ارعابا وهو يفكر بمصيره ...اللحظة التي فتح فيها ذلك الباب ودخل منها جونغ ان اشعرته بانه ليس هناك اي صوت في العالم غير صوت صريره ...اغلقه بهدوء وتقدم اليه ...جلس امامه على الكرسي المقابل وطاولة صغيرة كانت تفصل بينهما ....ببرود مد نفسه نحوه واظهر ابتسامة صغيرة :اذا ...اظن ان لديك ما تخبرني به ..اليس كذلك
ابتلع ريقه وبصعوبة تعلثم بتلك الكلمات ليرد عليه :سـ...سـ سيدي ..انا ..ليس ..ليس لدي ما اقوله ..انا ..انا لم افعل شيئا خاطئا ..لم ..لم افعل اي شيء ...ارجوك
ينهض جونغ ان عن كرسيه حينها ويدير وجهه :اااه انت حقا لا يبدو انك ستجعلني امرر الامر بلا «بصراخ»اي تعب ...«يقترب منه اكثر ممسكا بياقته »الا تعلم انني اميز الكاذبين بسهولة هاه .«بابتسامة جانبية مرعبة» هذا صحيح ..انت...لا تعرفني بعد «يضرب وجهه في تلك الطاولة مما يجعل انفه ينزف ليتوسل باكيا :ارجوك ...لم افعل شيئا ...انا لم ..لم افعل شيئا ...ارجوك
يدير وجهه منزعجا :اشش انت حقا
يعض شفاهه غاضبا ويضرب الطاولة بقبضته ليجفل ذلك الحارس خائفا ويغلق عينيه وهو يتخيل الاسوا
جونغ ان :حسنا ..انت لا تعلم شيئا اذا ....لا تعلم من ذلك الوغد الذي هرب الاسلحة..«يخرج سيجارة ويشعلها ثم يجلس امامه مجددا» ...حسنا ..انا اصدقك...قلبي يفعل  ..
يهز راسه موافقا وقد ظن للحظات انه يعني ما يقوله
جونغ ان :ولكن اتعلم ...مشكلتي الوحيدة انني لا اصغي لقلبي ابدا «يطفئ تلك السيجارة في ذراعه وهو يدور من حوله ليصرخ عندها متالما من تلك اللسعة الصغيرة» اوه ...هل المتك ...حقا «ممسكا به من شعره يشده للخلف ويوجهه نحوه» ستتالم اكثر صدقني لو استمريت بالمماطلة بهذا الشكل وهذا ...لن يعجبك «يشد قبضته» هل تفهم «بملامح حادة مخيفة»
يبكي ذلك الحارس للحظات قبل ان ترتجف شفاهه :حسنا ..حسنا ..انا ..انا فعلتها .. لقد ...لقد بعت تلك الاسلحة...اغفروا لي خطيئتي ارجوكم ..اردت ان احص على بعض المال فقط ...لدي عائلة ..ارجوك ..ارجوك اطفالي يحب ..يجب ان ياكلوا ...
جونغ ان :هه ...الان بدا حديثا يصبح مشوقا «يترك راسه دافعا به بقوة بشكل كاد ان يجعله يرتطم ثانية بالطاولة» ...اذا ..تحت اي جهة تعمل ...من هو رئيسك ..لصالح من تعمل ايها الخائن الوضييع....هل هناك اي احد يتعاون معك من المركز ا
الحارس مرتجفا :لا اعلم ...لا اعلم ...صدقني لا اعرف شيئا ..
يصرخ جونغ ان غاضبا:هل تتلاعب بي ايها السافل ....لقد ..لقد اخبرتني للتو انك من فعلها والان لا تعلم اي شيء ....«يصرخ» هل تظنني ابلها ايها السافل «يركله ليوقعه بكرسيه ارضا » هل تريد امضاء ليلتك في غرفة التعذيب لهذه الدرجة ....هاه
لم يجبه بشكل استفزه حتى صرخ للضباط في الخارج ليقوموا بسحبه لغرفة التعذيب وعندها لم يقو على المقاومة اكثر فصاح مفزوعا:حسنا ..ساخبرك .. ساخبرك عن الشخص الذي اعرفه ... ساخبرك ولكن لا تاخذني الى هناك ارجوك ...ارجوك ...
يبتسم جونغ ان حينها ويرفع كرسيه بينما يجلس مصغيا :تكلم ...هيا
بعد حوالي ساعتين اخريين من التحقيق يخرج من هناك بينما كان يتصبب عرقا واثار الدماء كانت لا تزال على يديه ولم يبد بمزاج جيد حتى ان احد الضباط له منديلا خائفا
جونغ ان :اعيدوه للزنزانة وتاكدوا ان يجلد من وقت لاخر «راميا بالمنديل»ذلك الابله السافل
الضباط :حاضر سيدي
يتوجه مباشرة باقدام ثابتة نحو غرفة الرائد حاملا ملف التحقيق بيده  وياماتو كان هو من يقف خارج غرفته بالعادة فطلب منه الاذن لرؤيته :اخبر حضرة الرائد ان لدي اخبارا ...
ياماتو بتثاقل:حسنا ...«يعود ويذهب قي لحظات وقبل ان يجيبه ينظر اليه بقرف» حسنا ..انه ينتظرك ..ادخل هيا
يدخل تلك الغرفة حاملا الملف ويضرب بقدمه الارض بقوة يضرب التحية :سيدي
يستدير نحوه ولم يبد بتلك السعادة :حسنا ...على ماذا حصلت
يتقدم نحوه ويضع ذلك الملف على الطاولة :سيدي ...هذا هو ملخص تحقيقي مع احد الحراس وقد تبين انه واحد الحراس الاخرين يقومون ببيع تلك الاسلحة بالسر ....لسنا متاكدين حتى الان اذا ما كان ذلك بدافع الحصول على المال او....
يصرخ الرائد مقاطعا :انهم يهربون الاسلحة للخارج ...للثوار ..اليست خيانة واضحة ...حري بهم ان يشعروا بالخزي
جونغ ان :بالتاكيد سيدي ...
يستدير وقد اظهر نوعا من عدم الاكتراث لذلك الملف دون سبب مقنع حتى :اذا ...ماذا يتوجب علي فعله الان
جونغ ان: اعذرني سيدي ...ولكن اود ان اطلب ان يطال هذا التحقيق جميع اقسام المركز لنطهر المركز من الفاسدين
يدير الرائد وجهه اليه مستسخفا لامره قليلا ولكنه يقول :حسنا ..افعل ما يلزم ولكن ...لا تتجاوز حدودك
جونغ ان : سيدي ...اسمح لي بالانصراف
الرئيس :تفضل
في تلك اللحظات خارج المركز ينهض احد المتسولين من مكانه فجاة بعد ان اقترب منه احد الحراس في الخارج ..بخطى متسارعة يمشي حتى يصل احد المقاهي الصغيرة فيجد شخصا يجلس عند المدخل تقريبا ...يمسك بيده حينها ويجره الى غرفة مخفية كان ينتظره فيها احدهم
المتسول :سيدي القائد
ينهض القائد جانغ ويتقدم نحوه ملاحظا ذلك الارتباك الذي يملا وجهه :جانغ هو ...ما الخطب ...يبدو ان لديك اخبارا
جانغ هو :سيدي ...هناك خطب ما في المركز..... ضابط جديد ...انه سقوم بالتحقيق مع كل من في المركز ...وكانهم بداوا يشكون بهم اكثر ...انهم حتى كشفوا اثنين من رجالنا ...الامر يبدو جنونيا
القائد جانغ :ضابط جديد ...هل هو نفسه ذاك الذي احبط عمليتنا الاخيرة ...هاه
جانغ هو :اظن ذلك سيدي ...وحسب ما يقولون انه ...انه جوسيوني ... ليس يابانيا
القائد جانغ اصبح كما الذي تلقى صفعة لتوه ..بالكاد سيطر على نفسه :جوسيوني ايضا ...ذلك الوغد ...حسنا ...ما يحصل لا يبدو مبشرا ....انت ..بامكانك المغادرة الان
جانغ هو:سانصرف
يلوح له بيده ليذهب ويعود للجلوس مجددا وهو يفكر بامر ذلك الجوسيوني ...ذلك الضابط الذي يبدو انه لن يكون بشرى خير ابدا
حل المساء وجونغ ان قرر ان يعود لذلك البيت الذي اعتاد العيش فيه ...ببذلته البيضاء تلك بدا يتجول في تلك الازقة مجددا ..كل من يمر بجانبه يحاول تجنبه او يرمقه بنظرات محتقرة لا يلبث ان يخفيه ما ان يلتفت جونغ ان اليه ...وهكذا حتى يصل الى حيه القديم ..كان معتما بالكامل ولكن سلاحه ذلك وتلك القطع المعدنية على بذلتهبدت وكانه تضيء واضحة كما الشمس لكل من يراه ..اشياء كهذه تمنح نفسها الاولوية في عيون الجوسيونيين .... سيدة كبيرة قالت بشكل شبه واضح :اليس هذا هو ابن اليابانية ...جونغ ان ..انه كيم جونغ ان اليس كذلك «ينقطع صوتها بعد ان قام زوجها بجرها الى داخل المنزل»
وكذلك هو تظاهر بانه لم يسمع سوى المديح فابتسم وتقدم حتى باب منزله ..بشكل ما عقله كان لا يريده ان يدخل الى ذلك المكان مجددا ...فحتى قبضته بدت مرتعشة وهي ترتفع حتى المقبض ...ولكن يدا اخرى انزلتها بشكل مزعج ..يد سيهون الذي بدا الغضب وكانه سيتفجر من عينيه :ماذا تظن نفسك فاعلا
يحدق جونغ ان فيه لبعض الوقت ثم يسحب يده ...يخرج منديلا ويمسحها وينظر اليهثم يقول مستهزءا :اوه ..يا الهي البطل هنا يعترض طريقي ..يا الهي ..ماذا عساي افعل
يمثل سيهون الضحك لوهلة ثم يعود ليكلمه :هه ..بطل ..اذا كنت انا البطل فماذا تكون انت ..انظر الى نفسك «ضاربا على كتفه المصاب»لقد جعلت من نفسك درعا حتى لا يخدش حضرة الرائد ...اليس هذا عملا بطوليا
جونغ ان بنبرة ماكرة :هذا ...كان واجبي كشرطي ياباني
يمسك سيهون حينها به بقوة من ياقته غاضبا ويسحبه :وهل كان من واجبك ان تخون شعبك ايضا ...ان تقف بصف اعدائنا ..مع من يحتل بلادك ...من يقتل ابناء شعبك
يمسك بياقته هو الاخر :ومن الذي اخبرك انني جوسيوني هاه ...الست ..«يصرخ» الست ابن اليابنية ايضا ...الا .الا يجعل مني هذا يابانيا ايضا ..«يدفعه ارضا بكل قوته حينها ويصرخ لمن حوله :الا تظنوا انني ساترك ايا منكم يتحدث عن والدتي بالسوء ..كنتم سعداء لموتها والان ..تحملوا ما سيلحق بكم ...اوغاد انذال
سيهون مواجها له بملامح مستغربة :جونغ ان ...متى ..متى اصبحت قاسيا بهذا الشكل ...ما الذي جعل قلبك يتحجر هكذا
جونغ ان :انا لم اكن يوما طيب القلب ..واذا كنت لا تتذكر انتم ...كلكم السبب في كوني ما انا عليه الان ...تحملوا عواقب افعالكم
سيهون :لا احد سينال عقابه غيرك ...كلب ياباني مثلك الحرق حيا سيكون قليلا فيه ... والدك ..جيد انه قد مات قبل ان يرى ما اصبح عليه ابنه
تتغير ملامح جونغ ان للحظات لدى سماعه بامر والده ولكنه يقلبها ابتسامة مستفزة :اذا ...مات ذلك العجوز .. هذا مريح ..كنت قلقا اين سارميه عندما اعود..
دخل واقفل الباب بقوةمن خلفه
كان المكان مض
ظلما من حوله ويكاد لا يرى شيئا حتى اشعل ضوءا صغيرا ...بعد كل ذلك الوقت لم يتوقع ان يعود ليجد المنزل مرتبا نوعا ما ...فهو يعرف ما ترك خلفه في المنزل ولكنه ايقن انه كان سيهون على الاغلب ..التفت من النافذة وابتسم بشكل مستفز لسيهون الذي عفر بعض التراب مغادرا.....استدار قليلا للخلف ليصطدم بذلك الكرسي الذي اعتاد والده الجلوس عليه وشرب الخمر احيانا فركله بغضب للحائط :خردة
وقف امام باب غرفته التي يبدو انها لم تفتح منذ ان اقفلت اخرج المفتاح وفتحها ....لم يتفاجئ عندما وجدها كما تركها ..بقيت كما هي وكانما توقف الزمن الزمن عندها ...طيات فراشه بقيت كما هي ومكان حذاءه لم يتغير ..الثياب التي رميت ارضا وكل شيء بدا متجمدا كما يذكره ...الغبار كان يغطى كل شيء فقط ..
تقدم اكثر داخلها وكان اول ما لفت نظره تلك الزاوية السوداء فيها ... كاد يسمع فيها صرخاته التي تترجى والده ان يتوقف عن ضربه ...صوت بكاءه الذي لم يفارق ذهنه ...اشتدت قبضته وكادت الدموع تخرج من عينه قبل ان يصرخ "عااااااااااا ايها الوغد " ...«مسح دموعه تلك »هل ترى ما انا عليه الان ...هل ترى ما اصبحت عليه ...الاوغاد امثالك سيتوسلون لي حتى لا اعمالهم بنفس تلك الطريقة ...سوف اعاملهم بلا رحمة «يحمل تلك العصا» سوف اجعلهم يصرخون بنفس تلك الطريقة ...يجب ان تكون ممتنا لانك مت قبل ان اصل اليك قبلا
صوت تحطيم وتكسير بدا واضحا لكل جيرانه ...دقائق قلب فيها المنزل راسا على عقب ...
في منتصف تلك الليلة خرج من المنزل وذهب الى ذلك الفندق مجددا ونام تلك اللية هناك ...ومع بزوغ شمس اليوم التالي ذهب الى مركز المقاطعة ...الغضب الذي في داخله كان كبيرة لدرجة انه اراد ان يصبه في احد وحسب ...كان يريد ان يثبت للجميع انه ليس ذلك الجوسيوني الضعيف الذي يظنونه
.............
انتهى الجزء الخامس

تحت نيران الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن