تحت نيران الحرب 29
..............
ليلة هادئة على غير العادة ...وصمت كان يعم كل زاوية في ذلك المنزل ...ليلتهم الاخيرة هناك ، شعور بالذنب كاد ان يمزق كيونغسو وهو يفكر انهم سيغادرون غدا ...شعور غريب تماما لم يمكنه من النوم رغم كل ذلك الهدوء ...عينه موجهة نحو مين اه ولكن عقله في مكان اخر تماما ... هل حقا قام بالشيء الصحيح عندما وافقها الرأي ...هل جونغ ان سيكون بخير ...هل سيتمكنون من الاختباء جيدا ...جونغ ان فقط ...هل يمكن ان تكون هذه مرته الاخيرة التي يراه فيها ...اغمض عينيه وابتسامته ذلك الصبح ارتسمت في مخيلته بشكل ما ...شعر وكأن لسعة من الغرابة اجتاحت جسده فلم يعد يتحمل استلقاءه ذاك ...نهض من مكانه ولكن يد مين اه تشبثت به :عزيزي
امسك بيدها ومسح عليها ثم حرك شعرها عن وجهها :ساشرب بعض الماء واعود ...لا تقلقي
خرج من الغرفة واشعل ضوءا صغيرا يريه ما امامه فحسب وعندها رأى باب تلك الغرفة يشق وجونغ ان يحاول الخروج ليجفل قليلا عندما يرى ذلك الضوء الصغير ..ولكن لحظات صغيرة تمر قبل ان يميزه : هيونغ ...هل ازعجتك
كيونغسو: لا ابدا ..
يهم لقول شيء ما ولكن بشكل ما لا يجد جرأة للتحدث فيبتسم فحسب ويذهب ليشرب بعض الماء ويعود بهدوء بينما جونغ ان بدا وكأنه تفهم مشاعره تلك ...على اي حال ليس من دواعي التفاؤل ان يودع احدهما الآخر وكأنها النهاية ...فلا أحد منهما يضمن أي شيء ..ومن سيذهب أولا
جونغ ان:هل قد اسبب الاذى له لاحقا ايضا ...ربما لم يكن يجب ان اشركه في كل هذا
يستدير لتلك النافذة ويحدق نحو السماء التي اصبحت اقل سوادا بعد ان بدأ الضوء يخترق اطراف السماء ..التقط نفسا عميقا بقدر ما استطاع محاولا كتمه في صدره له وحده دون ان يفسده الاختناق ولكن يبدو ان طلبا كهذا قد اصبح غير قابل للتحقيق رغم بساطته فعاد الاختناق يفسد متعة تلك اللحظة البسيط ...صوته دفع سيهون للنهوض مفزوعا بعد ان رأى مكانه فارغا :جونغ ان ..اين انت ..
يدخل الغرفة مجددا وهو يشير له بالهدوء
ينهض إليه ويسرع لاسناده رغم انه لم يكن بذلك الضعف الذي قد يدفعه للسقوط او الاهتزاز حتى
جونغ ان: يا ...لل تبالغ الآن ..«يهدأ» ..ليس وكأنني احتضر ...اخفض صوتك فحسب ...ستزعجهم
سيهون : أأنت متأكد ...
جونغ ان بنوع من الغضب : لقد اخبرتك انني كذلك ..ابق هادئا قليلا فقط انها الليلة الاخيرة لنا هنا ...أرجوك
يصمت سيهون قليلا ثم يحدق به مجددا : مع انني اريد ان نذهب ايضا ولكن ..بالنظر لحالك فأنا ..انا فقط قلق ...
جونغ ان: ان كنت ساتمكن من الصمود ...أليس كذلك ..
يبادله نظرة قلق ولكن جونغ ان سرعان ما يبرز ابتسامة كانت وكأنها قطعة من ذاكرته القديمة ..تماما كتلك التي اعتاد رؤيتها ايام مراهقته : لا تقلق ..اشعر بأنني افضل بكثير ... بعد اليوم فأنا لا اظن ان شيئا بإمكانه التغلب علي حتى المرض
شرد سيهون قليلا في ابتسامته تلك وبادله ابتسامة مثلها ولكن الدموع كانت اسرع عندما حشر ذلك المنطق المزعج في تفكيره ولكنه اختار ان يعانقه فحسب في تلك اللحظة : أجل جونغ ان «يمسح عينيه ويحاول زرع الابتسامة غصبا وهو يتألم» أجل ...أنت اقوى حتى من ذلك الشيء البغيض ..كل شيء سيعود افضل من السابق ..جوسون ستتحرر من اولئك القذرين ..بقدر جمالها الآن ستكون اجمل بعد ...
خلف باب غرفته كان كيونغسو مصغيا لكل كلمة كانا يرددانها رغم انهما تعمدا الهمس ..ولكن ما الذي قد يمنع تناقل تلك الهمسات مع كل ذلك الهدوء وهو الآخر بقدر تأثره كان لا يزال يشعر بأنه لا يفعل الصواب ... ولكن ظروفه تجبره ان يدعه يذهب فحسب ...يمسح عينيه كلما شعر بجبينه دافئا ...
استجمع جونغ ان نفسه وضربه على ظهره وكأنه يطلب منه الابتعاد وحسب ...رغم انه شعر وكأنه يحتاج للبقاء قريبا منه بذلك الشكل حتى اللحظة الاخيرة ...فقد كان يحتضن كل ذكرى جميلة خلدت في ذاكرته
ادار جونغ ان رأسه نحو النافذة وقد شعر بضوء الفجر بات يسطع اكثر ... نظر مجددا وكأنه لم يفعل ذلك منذ لحظات مضت : اتشعر بهذا سيهون؟
سيهون :بماذا ؟
جونغ ان:فقط ..الهواء اليوم ..كل شيء ...اشعر به مختلفا عن كل يوم ...اشعر وكأنني اريد استنشاقه كله وحدي وكبته هنا فحسب «يضرب بخفة على صدره» ...لكن هذا الشيء الغبي يستمر بخنقي كلما حاولت فعل ذلك
يضحك سيهون قليلا : ليس وكأنك بامكانك احتواء كل هواء جوسون في جسدك
جونغ ان :ليس فقط هواءها سيهون ...حتى تلك الاجزاء الصغيرة التي لا يمكننا الوصول إليها ....
لم تمر لحظات حتى بات صوت بعض الاحصنة البعيدة يظهر ...من منزل احد ساكني هذه المنطقة المنقطعة بشكل افزع سيهون و جونغ ان ...
سيهون : ما هذا ؟؟
..............
يرمي ذلك الضابط بعصاه أرضا غاضبا يصرخ بعد ان لم ينل مراده بعد :ليسوا هنا كذلك ...تبااااا
في زاوية ذلك المنزل الصغير ذلك الرجل الذي رمي الى جانب ابنه الاصغر بينما اوسع ضربا ...صرخ بغل يحرقه من الداخل : لقد أخبرتك انني لا اخبئ احدا أيها الوغد ....اتركونا وشاننا فحسب
غاضبا يركله ويمضي خارجا ويصرخ للضباط الذين كانوا قد احاطوا المنزل بالفعل :لا تخرجوا من حدود هذا المكان قبل ان تسووا كل شيء بالأرض ...ساتحرك مع فرقة اخرى نحو المنطقة التالية ...هل فهمتم
وبينما يهم بالذهاب مع بعض الضباط يوقفه صوت الملازم ييشينغ :ألم تخبرني انك بت تعرف مكانه ...«يصرخ» لم تضيع كل هذا الوقت هنا ...
يفاجأ للحظات قبل ان يستوعب الأمر فيضرب بقدمه الارض ويصرخ بالتحية :سيدي
يتبعه البقية ولكنه يشده من ياقته :انت لا تفعل هذا بدافع شخصي ...أليس كذلك ايتارو
الرقيب ايتارو : لا ...لا سيدي
ينظر إليه رفيقه الذي رافقه البارحة اثناء ملاحقته وهو يعي انه يفعل هذا بدافع شخصي فحسب
يصرخ مجددا :ألن تجيب ايها الوغد ..ارفع صوتك ايها السافل
ايتارو : لا سيدي ...انا اعني كل ما قلته ...ان لم يكن مختبئا هنا فأين قد يكون
يدفعه ويوقعه ارضا :اذا لتفعل هذا بالشكل الصحيح ولا تثر ضجة كبيرة ..ان كان حولك فلما قد يلزم مكانه بعد هذا الهراء هااااه
يقوم بالنهوض من مكانه وفي نفس تلك اللحظة يعلو صوت الاحصنة وهناك كان ارتداد ذلك الصدى الذي افاق كيونغسو كذلك ...ولو أنه لم ينم
...........
سيهون: هل يخرج احد في مثل هذا الوقت ..
جونغ ان: ربما
ينظر من خلال النافذة ليرى احد تلك الاحصنة تهرب مبتعدة : فقط ما الذي يحصل ...
يشعر بحركة كيونغسو الذي اسرع لباب المنزل وبدا فقط ينظر بعيدا وقد استشعر شيئا غير طبيعي يحصل في الجوار والتفت نحوهم ...سكت للحظات وتحرك بعدها عائدا للداخل إليهما
جونغ ان:هيونغ
كيونغسو: اظن انكما يجب ان تسرعا باللحاق برفيقكما الان ...«يسكت مجددا» لا اظن الوضع آمنا بعد الآن ...ساحضر لكما الاحصنة الآن ...اسرعا بتحضير انفسكما انتما كذلك
سيهون: ولكن هيونغنيم ...انا لا اريد ان تتاذى وعائلتك بسببنا ...اذهب انت الآخر من هنا ان كان الوضع بطلك السوء
كيونغسو:انها كذلك منذ البداية ولكننا اخترنا التحمل مذ ولدنا ...
يهم بالمغادرة ولكن جونغ ان يمسكه بيديه الاثنتين :هيونغ ...
يحاول كيونغسو عدم الالتفات ولكن جونغ ان يدفعه لينظر نحوه : ماذا
رغم ذلك القلق والارتياب الذي كان يطغو على وجهه ومشاعره المهتزة من الداخل اجابه : ماذا هناك سيدي
جونغ ان: كل ذلك الوقت قد مر رغم انه لم يكن طويلا حقا ...ما فعلته من اجلي هيونغ ..وما تفعله للآن ..لا اعلم كيف يمكنني رد كل هذا لك ...
كيونغ سو :: انا لم ...
اكمل:..رغم انك لم تعرفني حقا ولكنك كنت اخي الكبير ...اعتنيت بي وكأنني فرد من عائلتك مع انني ربما ...لا استحق أيا من هذا ...تحملت وجودي رغم انك تعرف انني سأكون عقبة قد تعرقل مسير حياتك ...او تدمر مستقبل عائلتك او قد «يدمع قليلا وخلال لحظات يركع أمامه مظهرا الاحترام والشكر» اسف هيونغ على كل ما سببته لك
يقف الآخر عاجزا عن الكلام امامه ولا يجد نفسه إلا يعانقه للمرة الأخيرة قبل ان يغادر ودموعها وجدت طريقا رغم السدود الكثيرة التي حاول وضعها :سيدي ..كن بخير ارجوك ...انت لا تعلم ما اعانيه وأنا ادعك تذهب هكذا ...سيدي ...انت لست سيئا كما تظن .. وجودك لم يكن يوما اهدارا للمساحة ...انت لم تكن كالبقية ..حتى لو أخطأت في البداية .... فأنت قد وجدت طريق العودة ...
لم يتمالك سيهون نفسه ..ادار وجهه يمسح عينيه ...:هذا يكفي جونغ ان ...يجب ان نغادر الآن
نهض كيونغسو من مكانه وودع سيهون كذلك :اعتني جيدا به سيهون
ما شعر به سيهون تلك اللحظة كان اشبه بسخرية مخلوطة بالألم ...فهو يعي تماما بأنه يجب ان يبقي جونغ ان آمنا بصحة جيدة ..وكذلك يعلم انه لا يمكنه صنع المعجزات ..ولا يمكنه التحكم بالقجر اذا اختار الغدر ..لم يجب ولم يقل شيئا غير انه ساعد جونغ ان بالنهوض
سيهون لكيونغسو : ارجو ان تبتعد انت ايضا عن المكان لبعض الوقت ...عائلتك يجب ان تبقى بأمان ..اسفون على كل شيء ..وممتنون كذلك
كيونغسو:سارى بشأن هذا ولكن الآن ساحضر لكما الاحصنة لتتمكنا من المغادرة ...ساهتم انا بأمر البقية لذا لا تقلق
.........
باتت تلك القوة قريبة من منزل كيونغسو ...سيهون و جونغ ان كانا على وشك المغادرة عندما سمعوا المحركات تقترب من المنطقة ...كيونغسو في تلك اللحظات كان لا يزال يكلم مين آه بشأن المغادرة ولكن في تلك الحظة التي بات فيها صوتهم واضحا شعر وكأن كل شيء انتهى وقته فحسب ...امسك يد مين آه التي بدت اكثر خوفا من اي وقت مضى :عزيزي
نظر إلى اختيّه ورأى فيهما خوفا مشابها ينظران إليه وكأنه ما سيحميها كما كل مرة يشعرن فيها بالخطر ...
كيونغسو بصوت مرتبك : لا تخفن ...اوبا سيحميكن ...لن يحصل أي شيء سيء ...هل تفهمن ..مين آه ..لا تخافي بهذا الشكل ...سيظن كفلنا بالخطأ ان ما يحصل مخيفا حقا
ينظر جونغ ان من بعد عدة امتار الى السيارة التي قد توقفت امام منزل كيونغسو ...يرى تلك القوة المجهزة تماما ...
جونغ ان: لا ..لا اريد ان تتدمر حياة اخرى بسببي سيهون ..اولئك الأوغاد ..ما الذي قد يفعلونه
سيهون: ما يحصل ليس ذنبك بالمقام الأول جونغ ان ..انا من يبحثون عنه ..لكن ما الذي قد افعله الآن ..سيكون بخير لا تقلق
جونغ ان: ولكنهم اوغاد سيهون «ينظر اليهم يتقدمون اكثر وقاد بات الباب لا يفصل بينهم وبينهم سوى امتار قليلة» ....لا بد انني افقد عقلي ....سيهون ...كن مستعدا للتحرك في أي لحظة ...لا تدعهم ينالون منا
...
يتمسك كيونغسو بيد مين اه اكثر وكذلك اختيه وهو ينتظر ان يفتح الباب في اي لحظة ..صوت خطواتهم يقترب اكثر ...كان يتوقع صرخة تامرهم بتحطيم الباب ولكن ...صوت صهيل ذلك الحصان كان اقوى وصرخة جونغ ان شرحت انه لن يستطيع الهرب فحسب معرضا حياة احدهم للخطر
كيونغسو :سيديييي
..........

أنت تقرأ
تحت نيران الحرب
Historische Romane"جونغ ان ، لم فعلت ذلك" "اوغاد بائسووون" "نموت وتحيااا جوسووون" الحرب دائما ما تخلف وراءها قصصا كثيرة ...قصص بطولة وخيانة ...صداقات قوية وقصص حب حزينة ....وقصتي تحمل في طياتها كل هذا واكثر ...