تحت نيران الحرب 11

53 5 0
                                    

تحت نيران الحرب 11
...........................
يشعر جونغ ان ببعض الغربة بعد سماع ياماتو يتمتم بذلك الغريب ولكن تلك الفكرة السوداء التي سيطرت على تفكير ياماتو في لحظة عدم وعي لم تكن حتى قريبة من ان يشك بها
جونغ ان :ما الذي يخرف به هذا المعتوه
يعود للهلوسة ثانية بينما قد شوش صوت كلامه اكثر ولم يتمكن حتى من ربط كلماته معا بشكل مفهوم ...ليقترب منه اكثر وحينها ينهض الضابط الاخر ويضرب التحية :سيدي «يتجه نحو ياماتو ويحاول ايقاظه بصوته»ياماتو ...انت ...استيقظ ...يااا
لم يتجاوب ولكنه صمت فقط واختفت تلك الهلوسات وحينها يستدير اليه الضابط : سيدي ..انا اسف ولكنه يبدو انه لا يزال متعبا ..سيدي الملازم ..هل تريد شيئا
جونغ ان :لا ...ارتاحا الان ..ساعود فيما بعد ...في وقت تكونان فيه بكامل وعيكما ...ساغادر الان
بعد ان غادرت قوات الشرطة المكان ذهب البعض وجلبوا جثة سون دوك من ذلك المكان الذي استلقت فيه بلا روح ..دفنوها واقاموا لها جنازة تليق بمقاومة مثلها ..حزن البعض وربما بكى بعض الاشخاص ولكن سيهون لم يقل اي شيء فحسب ..لم يبك كما يفترض ان يفعل ...لم يصرخ حتى بل اناظر حتى خيم الظلام ليبقى معها وحده ...يشاركها حديثا للمرة الاخيرة ربما ويوزع باقة من الازهار ..زهرة زهرة على قبرها وهو بالكاد يحبس دموعه
بصوت مرتجف حاول ان يتكلم :سون دوك ...س..سون دوك-آه ..لم ..لم فعلت هذا هاه ..لم مت «تبدا دموعها بالانهمار غصبا ويختنق صوته»..انا وانتِ ..كان يفترض بنا ان نبقى معا ...كان يجب ان ..لم فعلت...لم فعلت هذا بي هاه ...«يضرب مرة على قبرها بينما يصرخ باكيا»قلبي يؤلمني للغاية بسببك ..سون دوك-آه ...قلبي يتمزق ...انا ..لم يبق اي احد بجانبي الان «يكبت بعضا من بكاءه»اولا امي رحلت ...ثم ..«يصرخ»ثم ذلك الوغد الوضيع ..طعنني في ظهري واصبح ..اصبح وغدا منهم...لم يكن لدي سوى انت وقد ..وقد رحلت انت ايضا سون دوكي ..لقد كنت حبي الوحيد ...لقد اعطيتك قلبي وها انت ..ها انت قد سرقته ودفنته معكِ ...اخذته فقط ..«ينهض حينها ويمسح عينيه ..يصطنع القوة وهو ينظر لقبرها للمرة الاخيرة»وداعا ..وداعا سون دوك
ابتعد قليلا وهو يحاول التماسك اكثر ولكن مشاعره تلك كانت اثقل من ان يتحملها ليسقط جاثيا على ركبتيه ...مع صوت صرخات مقهورة حزينة بدا يبكي بحرقة ...وكانه يريج ان يغير كل ما حصل او .ان بوقف هذا الكابوس السيء ..ومع صباح اليوم التالي كان نائما بجانب بقبرها ويده ممسكة بحفنة من التراب وكانه يتمسك بيدها هي..
وفي ذلك الصباح عاد جونغ ان للمشفى مجددا ليرى الضابطين مجددا ...ذهب اليهما وهلوسات ياماتو سيطرت بشكل ما على تفكيره ...ياماتو كان مستيقظا بالفعل يحدق بالسقف وفي اللحظة التي يشعر فيها بالباب يفتح يغلق عينيه مسرعا وكانه لم يستيقظ بعد حتى يدفعه للابتعاد ..ولكنه بالمقابل يجر كرسيا ويجلس بجانب سريره بالقرب من راسه
جونغ ان :افتح عينيك ...لقد اخبروني انك قد استيقظت بالفعل منذ بعض الوقت
يمثل ياماتو حينها وكانه قد استيقظ للتو فيفرك عينيه ويتثائب ..ثم يمثل الصدمة لرؤية جونغ ان امام عينيه
ياماتو :سيدي الملازم
يساعده في تعديل جلسته
ياماتو وهو يسترق النظر :اوه اوه اوه ...هذا مؤلم حقا ....شكرا لك سيدي الملازم
جونغ ان :هه ..الان اثبتَّ انك مريض ...انت تناديني بلقبي ...هذا ليس من عادتك
ياماتو قلقا :اه ..ما الذي تقوله سيدي
جونغ ان :دعك من هذا الان ..اريد ان اسمع منك ما حصل يوم الحادثة
يبتلع ياماتو ريقه وهو يظن انه يلمح لمقتل الملازم اتاجاوا فيرد بقلق :اي حادثة ..سيدي
جونغ ان :وهل هناك غيرها ..ما حصل البارحة
ياماتو:اوه ..ذلك ..صحيح...في الحقيقة كل ما حصل طان فجأة... كنا ..كنا نسير اعني ...كنا متوجهين بالسيارة الى المحكمة وفجأة ..بدأوا يظهرون من العدم هكذا ...كالاشباح
جونغ ان :من تقصد
ياماتو :الثوار ..لقد ..لقد رايتهم بأم عيني ...انهم جوسيونيون بالتاكيد
جونغ ان :كيف اصبت اذا
ياماتو :كنت احاول جاهدا ان انهي امرهم واجهز عليهم تماما ولكن...
يسعل الضابط الاخر بينما هة قد راى الحقيقة الفعلية ..ويعرف انه يبالغ فقط
ياماتو للضابط :اسكت انت
جونغ ان :اكمل
ياماتو :تلقيت رصاصة غادرة في كتفي ثم ..لم استطع رؤية شيء ..اجل ..هذا ما حصل ...«يقولها بعد ان اخذ نفسا عميقا نفس فيه عن كل التوتر الذي كان يشعر به»
جونغ ان :اهذا كل شيء
ياماتو :اجل ...هذا هو ..هذا ما حصل
ينهض جونغ ان من مكانه وقد هم بالمغادرة ولكن ياماتو يوقفه صارخا :اوه اجل لقد تذكرت ..انا ..لقد اطلقت النار على احدهم ..لقد فعلت ذلك
يتذكر جونغ ان حينها جثة سون دوك ويوقن بانه الشخص الذي فعلها ...يلتفت اليه :حقا «يتقدم اليه مجددا ثم يربت على كتفه المصاب بقوة»احسنت
ثم يخرج من الغرفة
ياماتو ممسكا بكتفه :عاااااا هذا مؤلم
الضابط الاخر :انت غريب حقا ...ما الذي كنت تهلوس به البارحة
ياماتو:ما الذي تقصده ، اي هلوسة
الضابط وهو يحاول تقليده :لقد كنت تصرخ وتقول "انا اسف ..اعتذر سيدي ..لم اقصد فعل ذلك سيدي...لم ارد فعل ذلك ..لم اقصد قتلك " حتى الملازم ماروياما سمعك
ياماتو متعلثما :مممماذا تقول ..انت تقصد ..جونغ ان ..الجوسيوني
الضابط:اجل ..حتى انه رمقك بنظرات غريبة ...كانه بدا يشك بشيء
يبتلع ياماتو ريقه وقد بدات الافكار السيئة باجتياح راسه وغزو تفكيره .:ماذا لو عرف انني ..انني من فعلها ..ستكون هذه نهايتي بالتاكيد «يتلمس عنقه وهو يكاد يشعر بحبل المشنقة يلتف عليه» لا ..لا هو لن يستطيع فعل اي شيء ...جوسيوني مثله ..لن ينال مني ...لكن ..لقد سمعته يصرخ ..انه يريد الانتقام بشدة ..«يغمض عينيه محاولا دفن كل تلك الافكار»يجب ان اجد حلا بسرعة قبل ان اواجه نهايتي
........
تمر فترة بعد هذه الازمة ولم يحل خلالها اي شيء ..التحقيق كان لا يزال عالقا والفارون بقوا كذلك ...لم يوفر اليابانيون جهدا في محاولة العثور على اي منهم فنشروا صورهم ووضعوا المكافئات لكل من يبلغ عنهم وتوعدوا بعقاب شديد لمن يحاول اخفاءهم
واليوم دخل جونغ ان الى مكان لطالما انتظر ليدخله ..مكتب سجلات المواطنين ..لم يكن مكانا يسمح لاي شخص عادي دخولهىاو حتى شرطي برتبة تقل عن ملازم ..والان وقد اصبح هو الملازم ماروياما اصبح بامكانه الدخول اليه من بابه بثقة كبيرة ولن يتمكن اي احد من منعه ...بدا بالبحث عن ملف تسجيل عائلته وقضى ساعتين حتى وجده «نافضا الغبار عنه»:وجدتك اخيرا
جلس على احد المقاعد وفتح ذلك الملف واتيحت عنده لاول مرة رؤية وجه والدته فعلا ...تلك اليابانية كما يدعونها
جونغ ان بابتسامة حزينة ودموع تجمعت في عينيه :امي ، انت ، انت امي اليس كذلك
يحدق بتلك الملامح ليجدها سيدة صغيرة في مقتبل عمرها ..وجهها كان جميلا وعيناها بدتا مليئتين بحب لا يمكن تقديره بالوصف...ولكن ملامحها اليابانية كانت مميزة ..اسمها "ماكو اتاكاشي" اسم ياباني اصيل ..ازاح نظره لصورة والده لتنمحي تلك الابتسامة الضعيفة بعد ان عاد ليفتح جروحه القديمة ..اغلق الملف فحسب وعاد للبحث عن ملف والدته واستمر بذلك لفترة اطول دون ان يحصل على اي نتيجة فاكتفى بتلك الصورة التي اخذها وغادر
وفي ذلك الوقت ..ياماتو كان شبه متعافٍ وقد عاد ليباشر عمله في المركز وايضا بدا يخطط بالفعل لطريقة تمكنه من تخليص نفسه مما ورطها به ...حبل المشنقة بدا يشعر به يقترب اكثر منه وذلك دفع بافكار شيطانية ان تملا راسه تماما ..جونغ ان ..وجوده سيتسبب بشكل او باخر بموته
سيهون لم يتمكن من نسيان اي مما حصل ...الغضب كان هو سيد تفكيره وقد امتلكه بالكامل ..بشكل جعل حتى من فكرة التخلص من شخص كان في يوم ما اعز اصدقاءه شيئا لا يفارق تفكيره ..وهدفا يسعى لتحقيقه..واثناء اجتماعه مع رفاقه وبينما كان جالسا بذلك الهدوء نهض فجاة وبصوت حاد قال:هذا يكفي ..جونغ ان ..هذا الوغد يجب ان ننهي امره ..مهما عملنا او خططنا سيكون هو التهديد الوحيد امامنا
القائد جانغ وقد اخذ الامر بجدية كذلك :ولكن ..من هذا الشخص الذي قد يتطوع لفعل ذلك ..وان فعل كيف يمكن ان نجده حتى ...انه بالكاد يظهر في المركز
سيهون:سنحتاج شخصا عرفه طوال حياته ..شخص قريبا منه يعرف كل تحركاته وكل هطواته والاماكن التي يقصدها
وفي تلك اللحظة نظر اليه القائد جانغ وجونغ داي
جونغ داي:اتقول ..انك من سيفعلها ..اتقصد ذلك حقا سيهون
يجلس ويمسح وجهه محاولا امتصاص مشاعره تلك ثم يقول :اجل ..انا ..سافعلها ..هو قتلني مرة ..وانا يجب ان ارد الدين مجددا
"اعلى الجرف في وسط الغابة ...ليست تلك البحيرة ..ذلك كان حقا مكانه الشافي ..المكان الذي يفرغ فيه كل ما يجول في نفسه من اضطراب ..لحظات عجزه كان ذلك المكان قد شهد عليها كلها وسيهون كان الصديق الوحيد الذي يملك فكرة عنه وكذلك ياماتو الذي كان يراقب تحركاته بالفعل ...كلاهما يعرفانه وكلاهما يريدان الان التخلص منه بنفس الشدة ...في نفس ذلك المكان وتلك الفرصة كانت خطتهما لفعل ذلك ..."
كان جونغ ان كالعادة في مكتبه يحاول بشكل عاجز حل قضية بسيطة ...كل تلك الافكار عن والدتها وملفها الذي لم يجده ...سون دوك ...وكلام ياماتو وهلوساته تلك ، كل شيء كان معقدا ...كلما حاول فهم شيء يشل عن التفكير فقط وفي النهاية رمى بذلك الملف رافعا قدميه الى المكتب وبقي يحدق بالسقف:ما خطبك ..ملازم ماروياما ..لقد اصبحت ملازما وكلهم يخافونك ..كلهم يخشونك وانت ..لا يمكنك حتى فعل شيء بسيط كهذا
يتثائب بينما يعدل جلسته وحينها ينتبه الى شيء كان اشبه بخزنة صغيرة تحت مكتبه لم ينتبه لها قبل
جونغ ان :ما هذا ..منذ متى وانت هنا
.... .......
انتهى الجزء الحادي عشر
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤😄❤❤❤❤❤❤❤

تحت نيران الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن