9

59.5K 1.1K 7
                                    

· إني أحبك..
لكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحد فيك،
أخاف التقمص فيك،
فقد علمتني التجارب أن
أتجنب عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبك..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي..
وفي أي يومٍ سيذهب..
وهو يحدد وقت الحوار،
وشكل الحوار...
(نزار قباني)

........الفصل التاسع .........

يصل موكب عائلة الجارحي لبيت عائلة الشيخ يتقدمهم بهيبتة وسط رجال العائلتين ليستقبلة الحاج راشد وأولاده
الصقر : السلام عليكم
الجمع الغفير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
جلس الجميع في صوان كبير أعد خصيصا لحفل الزفاف المزدوج والذي كان مفروش بالكامل بالسجاد الأحمر وامتدت أمامهم موائد كبيرة مليئة بكل أنواع الضيافة و بعد الترحيب والضيافة المعتادة
تنحى الحاج راشد بصقر جانباً
نظر الحاج راشد في عين الصقر وبنبرة حادة تغلفها العاطفة
:انهاردة هاعطيك أمانة أوعدك إنك في يوم ستجلس عند قبري تقرأ لي الفاتحة وتدعو لي بالجنة لأني اعطيتها لك.....
أوعدني تصونها
قرأ الصقر في عين الشيخ الصدق والخوف على ابنته فنطق بكلمة واحدة خرجت من جوفة لا يدري هل هي جاءت كرد فعل لما شعره من صدق الشيخ أم من حميته كرجل صعيدي شهم : أوعدك
جاء جمال للحاج بعد أن أشار له وتوجه بالكلام لصقر : اتفضل معايا

قام صقر مع جمال وتقدم ليدخل إلى منزل الشيخ ليأخذ عروسه

...........روتيلا...........

أدت صلاتها وارتدت الفستان وتزينت
بعد أن رأتها العمة خافت عليها تظهر لجموع السيدات في الخارج ففضلت أن تبقيها في غرفتها وجلست تحصنها
روتيلا بنبره حزينة :ماما منيرة جمانة مشفتهاش خالص معقولة مش عارفة حالتي
الحاجة منيرة بجدية :متشغليش بالك بيها ولا تزعلي نفسك
:إزاي يا ماما إذا مكنتش ازعل على الناس اللي بحبهم ازعل على مين
:يا روتيلا يا حبيبتي سيبك منها -أنا عايزة أكلمك في موضوع مهم - أنا عارفة إنك تربية ناديا وراشد وعارفة إنك هاتصوني بيتك وجوزك بس خايفة متقدريش على حياتهم المختلفة عن حياتنا - ومتقدريش تقاومي تحررهم..متقدريش يا بنتي تقولي لأ لو شفتي حاجة غلط
تتحرك روتيلا لتمسك يد منيرة وبهدوء :أنا مش فاهمة حضرتك قلقانه من إية أنا عارفة إني بعبد رب واحد سواء هنا أو هناك أو في أي مكان..اطمني يا ماما أنا كمان تربيتك
منيرة بعيون دامعه تقبل جبين روتيلا : صح الله يبارك فيكي يا بنتي - صح
الحاجة منيرة تنتبة للباب : أدخل
دخلت أمل الأخت الكبرى لروتيلا : جمال طالبها في الصالون الخارجي بسرعة خليها تخلص وتطلع
وخرجت كما دخلت دون توجيه كلام لروتيلا
نظرت روتيلا للأرض بحزن فهي كانت بحاجة لأختها ..وسرحت في أفكارها مع أمل -كانت دائما أمل بعيدة جدا عن روتيلا إلا إن الأخيرة حاولت كثيرا التقرب لها
:إنتِ بتتصلي كثير عليا وكل مرة بقولك متتصليش تاني
روتيلا : أنا نفسي نكون قريبين من بعض
أمل : يا بنتي عمرنا ما هانكون قريبين أنا مش ممكن أقرب من بنت الست اللي خطفت أبويا من أمي
روتيلا : أنا بنت الحاج راشد
:وأنا مليش أخوات بنات
:طيب حتى صلة رحم
أمل : مع السلامة
هذه كانت محاولة من محاولات كثيرة لم تنقطع من روتيلا لصلة أمل ....ولن تنقطع
العمة منيرة : أنا قلت ليكي معتش أشوفك حزينة كده
روتيلا تحاول تبتسم : خلاص يا ماما
ولبستها العمة كاب العروس ورفعت الكاب ليغطي شعرها وشدتة للأمام فغطى وجهها ...

الفراشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن