· · وَجْهُكِ .. مثلُ مَطْلَعِ القصِيدَهْ
يَسْحَبُني ..
يَسْحَبُني ..
كأَنَّني شِرَاعْ
ليلاً ، إلى شواطئِ الإِيقاعْ .
يَفْتَحُ لي ، أُفْقَاً من العَقيقْ
ولَحْظَةَ الإِبْداعْ
وجْهُكِ .. وجهٌ مُدْهِشٌ
وَلَوْحَةٌ مَائيَّةٌ
ورِحلَةٌ من أبْدَعِ الرِحْلاتِ
وجْهُكِ ..
هذا الدفترُ المفتوحُ ، ما أَجْمَلَهُ
حينَ أراهُ ساعةَ الصَبَاحْ
يحملُ لي القَهْوةَ في بَسْمَتِهِ
وحُمْرةَ التُفَّاحْ ...
وجْهُكِ .. يَسْتَدْرِجُني
لآخِرِ الشِعْرِ الذي أَعرفُهُ
وآخِرِ الكَلامْ ..
وجْهُكِ يا سيِّدتي .
بَحْرٌ من الرُمُوزِ ، والأسئلةِ الجديدَهْ
فهل أعودُ سالماً ؟
(نزار قباني )........الفصل الثلاثون........
في الطريق لبيت الحاج راشد انشغل صقر كعادته بهاتفه يدير أعمالة بينما روتيلا تنظر للخارج فتمر بالقرب من المقابر
روتيلا فجأة .:صقر خلي السواق يوقف
صقر وهويشير للسائق سريعاً :وقف ..وقف ...خير يا حبيبتي
روتيلا بهمس : عايزة أزور مامي .. ؟؟
صقر ينظر لها ثم للمقابر : روتيلا أنتِ متأكدة حبيبتي ....أخاف...
روتيلا تقاطعة برجاء : متخافش عليا ...اصل أنا من زمان مزورتهاش
: أنتِ عارفة مكانها
تومأ روتيلا برأسها بنعم..
صقر ينزل ويساعد روتيلا على النزول من السيارة ويدخلا المقابر يتبعهم حرسة الشخصي ..
تنظر لهم روتيلا ثم برجاء لصقر : خليهم هنا
صقر ولا زال يمشي معها.واضعا يده على ظهرها : حاضر حبيبتي .
وصلت روتيلا لقبر أمها وبصوت متقطع :...هو ده ....
يشير صقر لحرسه فيعطوهم ظهرهم ويحاوط صقر روتيلا بيده ويبدأ بالسلام على أهل القبور ...سلام عليكم دار قوم مؤمنين ,وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ,اللهم لا تحرمنا أجرهم ,ولا تفتنا بعدهم
وبدأ بقراءة الفاتحة والدعاء لها وفعلت مثله روتيلا التي نزلت دموعها بصمت ثم رفعت يدها وبدأت بالدعاء لأمها ...وفي نفسها .....
ماما أنا هنا أخيراً جيت ليكي ..ماما وحشتيني أوي بس بيصبرني عملك الطيب وصلاتك وصيامك ...اللهم أدخلها الجنة برحمتك ..اللهم أدخلها الجنة برحمتك ... معايا صقر زوجي يا أمي ..بيحبني زي ما بابا كان بيحبك مش كنتي دايما تدعيلي ان ربنا يرزقني باللي يحبني زي حب بابا ليكي هو دة يا ماما بركة دعاكي ليا ..بس بيني وبينك صعب شوية وغيور أوي وبيعصب بسرعة بس والله بيصفى على طول و ميهونش عليه دمعتي ..علشان كدة يا ماما ...بحبة ...
ثم تنظر لصقر بعين دامعة وبسمة هادئة : الحمد لله يالا نمشي
يبتسم صقر وهو يضيق بعينة لبسمتها ويمسح دموعها بيدة : غريبة أنا كنت بفكر إني هاحتاج معجزة علشان أطلعك من هنا
تومأ له روتيلا برأسها وعينها على قبر أمها بلا
: طيب يا حبيبتي توكلنا على الله
روتيلا تمشي معه : أيوة توكلنا على الله..................
يتحركوا مرة أخرى متوجهين لبيت الشيخ راشد الذي ما إن وصلوا لحديقة البيت حتى تهلل وجه روتيلا
الذي كان يراقبها صقر بحب مبتسماً
صقر : وصلنا
روتيلا : أيوة الحمد لله
يفتح خالد الباب ويحضنها وهو يدور بها : وحشتيني
: أنت كمان ...وحشتني جداا
أبعدها عنه ينظر لها بتمعن : وريني كدة
صقر يقرب منهم محاوطا خصر روتيلا : متخافش مش ناقصة حاجة ..اخبارك خالد
خالد ولا زال نظرة على روتيلا : أهلاً ...ثم فجأة نظر لصقر بحدة ثم لروتيلا : إنتِ كنتي بتعيطي ..
لترد روتيلا بسرعة :لأ...أيوة ..أصل...
يهز خالد رأسه : مش فاهم !!
صقر بحدة : خالد متزودهاش ..ولأخر مرة احذرك بأنك تدخل بروتيلا
خالد بغضب وهو يتحرك ناحية صقر : ميهمنيش تحذيرك ..صدقني لو أذيتها متلومش إلا نفسك ..
روتيلا تقف بينهما تواجة خالد : بس ..أسمعني أنا كنت عند ماما بزورها
خالد بصدمة : لوحدك !!
صقر ضاحكا : لا حول ولا قوة إلا بالله ...يا ابني ..أنا عايز أفهم أنت مش مقتنع لغاية دلوقتي ليه أنها بقت زوجة ومعدتش الطفلة اللي بتلعب معاك .
خالد وهو يشدها لحضنة : هاتفضل طول عمرك تسأل ومتلقاش جواب روتيلا توأمي ..فهمت ..
...ت....و...أ......مي
يقطع حوارهم يوسف : الحمد لله على السلامة ...إحنا قولنا نسيتونا تعالي ..تعالي ..يا فراشة سيبك منهم
روتيلا بغمزة ليوسف وهي تدخل في حضنة وتضحك : عندك حق يا أبيه أنا مش عارفة أرضي مين ولا مين في الأثنين دول هايجننوني
يوسف هامسا : ولا حد خليكي معايا ...شوفي بيبصوا علينا إزاي ...
تنظر لهم روتيلا ..وقد احمر وجه خالد ..وصقر يمسح بيده على وجهه بعصبية
فتضحك هي ويوسف ثم تنظر ليوسف : بابا فين ..يالا بسرعة عايزه أروحلة
: معلش يا حبيبتي أنا اسف هاتنتظري شوية ..لأن بابا مشغول مع وفد من العايلة والنجع ...ثم ينظر.... لصقر : الموضوع يخصك علشان موضوع الترشح للمجلس
صقر ناظراً لروتيلا التي يحاوطها يوسف : أوكي ...روتيلا
: أيوة
: هاسيبك وأدخل أنا لمجلس الشيخ ..محتاجة شئ
خالد مقرباً من روتيلا ويمسك يدها وبسخرية : خد راحتك ..روتيلا رجعت لمكانها ..ولو إحتاجت حاجة عينينا ليها ..فخد راحتك أنت وطول أوي
يوسف بحدة : خالد ..
صقر يضحك : والله يا يوسف أنا مش فاهم الولد ده بيعمل كدة ليه
خالد الذي أراد أن يرد ولكن روتيلا حظرته بعينها
محمد يصل لهم : الحمد لله على السلامه ..أهلا ..أهلا نور بيتنا والله
بينما روتيلا تسلم على محمد وخالد بجانبها
صقر ليوسف : لميس عاملة أيه ...اليوم الوالدة وأخواتي هايزوروها
يوسف باسماً : الحمد لله ....وتشرفوا في أي وقت
صقر بسخرية ضاحكاً : طبعا كويسة يا أخي أنا مش فاهم أعطيك لميس لوحدها ..تدوني روتيلا وعليها ثلاثة أسود زيكم
يوسف يضحك : ولسه جمال والكبير
يضحك صقر تحت أنظار روتيلا ...فينادي عليها صقر ...وما إن قربت منه قبلها على جبينها ثم همس لها : أشوفك بالليل يا فراشتي
تومأ له بنعم هامسه : شكراً
..................
يترك صقر فراشتة وسط أهلها ويدخل بشموخ وهيبة مجلس الشيخ راشد
: السلام عليكم
يقف الحاج راشد وجمال ومن معهم في المجلس مرحبين بالضيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحاج راشد مهللا : أهلاً ..اهلاً بالصقر
يبتسم صقر ويسلم عليهم ويجلسه الحاج بجانبه في صدر المجلس
جمال : أخبارك نسيبنا ؟
: الحمد لله
الحاج راشد في حديث هامس مع صقر : روح أبوها فوق
صقر باسماً لذكرها : أيوة
الحاج راشد : نخلص الإجتماع والغدا وأطلع أشوفها ....صونتها يا صقر
ينظر صقر بعمق لعين الحاج راشد
الحاج راشد :السؤال صعب
: لأ ,بنتك صعب أوي إنك متحافظش عليها
يصمت راشد قليلاً : يعني هاتيجي تقرأ على قبري الفاتحة وتشكرني على هديتي ليك
صقر بثقة باسماً : بشكرك عليها من يوم أسمها ما أرتبط بأسمي
: أفهم من كدة إنك عوضتها عني وعن خالد
صقر بنظرة حيرة للشيخ : خالد !!!
الشيخ متفهما وهو يسند بذقنة على كلتا يدية التي تمسك بعصاة العتيقة
جمال بصوت عالي يسمعة كل من في المجلس قاطعاً الحديث الهامس بين الشيخ راشد وصقر : الرجالة كانوا جايين يدعوني لتمثيلهم ولكن رديت عليهم إننا انهاردة عندنا مفاجأة أنا متأكد أنهم هايرتاحوا لها ويأيدونا فيها ..
الحاج راشد : ابننا صقر الجارحي هو اللي هايرشح نفسة وأنا وولادي وأبناء عمومتنا بنأيده وإن شاء الله إحنا واثقين فية وفي مقدرته على تحمل المسئولية
رجل من الجالسين : وأحنا ولادنا فين ..لو جمال مش عايزها نعطيها لغيرة
جمال : لكن الجارحي نسايبنا دلوقتي ..وصقر بية في القاهرة وليه تعاملات واتصالات مع الكبارات وهايخدمنا أفضل واسرع
رجل أخر : هايخدم أهل قريته وهايقول أنهم أولى مننا
الشيخ راشد : خيرهم كان سابق الصلح وأنا أذكر لما كنت بابني المسجد الكبير الحاج عبد الرحمن الله يرحمة اتصل بيا علشان يشارك في بنائة لكن أيامها مشاكلنا كانت كبيرة ..لكن اليوم المشاكل خلصت يبقى نرفض ترشح ابننا ليه
يصمت الجميع ...
يقف صقر : ترشحي للمجلس في المقام الأول مش هايخدمني أو يخدم عيلتي وقريتنا مستفيدة من خدمات كثير أنتوا عارفينها وكنتم بحاجة لها وبتطالبوا بيها فانا أفضل أقدمها مقدماً واكون بكدة رفعت عنكم حرج طلبها او حرج أنكم تعتقدوا إني بدخرها لنجاحي فقط
رجل بالمجلس : زي إية ؟؟
: المدرسة الثانوي ..مركز طبي متخصص لرعاية الأمومة ويكون في وحدة للاطفال حديثي الولادة ...وحدة غسيل كلى ..وكمان محطة تنقية الماء
يهز الجميع راسهم بموافقة على كلامه
صقر مكملا حديثة : أنا أعطيت أوامري بالبدء بالتنفيذ فور حصولي على الأرض المناسبة
الشيخ راشد : والأرض متوفرة وهدية مني
يكبر من في المجلس...: الله أكبر ...الله أكبر
صقر: شكراً يا حاج وانا حالاً هاعطي أوامري للفريق الفني عندي للبدء في المشروع على وعد أنهم يسلموه قبل الإقتراع وأنا كدة أبقى اخليت ذمتي ويكون ترشحي لوجه الله ...ويجلس الصقر
رجل من الجالسين : ونعم الرجال أنا وعيلتي إن شاء الله بنأيدك
وردد في المجلس عبارات التأيد لصقر
الشيخ راشد : نقرأ الفاتحة
قرأ الجميع الفاتحة
جمال يقف : اتفضلوا يا جماعة الغدا جاهز اتفضلوا
يقف الشيخ راشد سانداً على عصاة بوقار شيخ كبير وبجانبة صقر وجمال ويوسف ومحمد يتقدموا الرجال لمأدبة غدا تحوي الكثير من الأمل لقرية منسية كغيرها كثير على خارطة إهمال الحكومات المتتالية
أنت تقرأ
الفراشه
Randomفراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ (ابراهيم ناجي )