· · رآها تتسرّح مرة وتنثر
الليل على كتفيها ..."
يا شَعْرَها .. على يدي
شَلالَ ضَوْءٍ أسودِ ..
ألمُّهُ .. ألمُّهُ
سنابلاً لم تُحْصَدِ ..
لا تربطيهِ .. واجعلي
على المساءِ مَقْعَدي ..
من عُمْرنا .. على مخدَّاتِ
الشذا ، لم نرْقُدِ ..
وحَرَّرَتْهُ .. من شريطٍ
أصفر .. مُغرِّدِ
واستغرقتْ أصابعي
في ملعبٍ .. حُرٍّ .. نَدِي
وفَرَّ .. نَهْرُ عُتْمةٍ
تُقِلُّني .. أرجوحةٌ سوداءُ
حيرى المقصدِ ..
توزّعُ الليلَ .. على
صباحِ جيدٍ أجْيَدِ
هناكَ . طاشتْ خُصْلةٌ
كثيرةُ التَمَرُّدِ ..
تُسِرُّ لي .. أشواقَ صدرٍ
أهوجِ التنهُّد
قد نلتقي في نجمةٍ
زَرْقَاءَ .. لا تَسْتَبْعِدي
تَصوَّري .. ماذا يكونُ العُمْرُ
لو لم تُوجَدي !
(نزار قباني ).........الفصل السابع والثلاثون............
.......لميس.......
انهاردة أول اختبار حقيقي ليا في المطبخ لوحدي سفر آنتي منيرة مخليني خايفة جداا ..ياربي هي سابت ليا إحتياطي أكل في الثلاجة قالت لو باظت منك الطبخة طلعيها لكن أنا من غير ما أطبخ طلعتهم الأيام اللي فاتوا بس خلاص ..لازم أواجه خوفي وأعتمد على نفسي
: الغدا خلص
لميس وهي تخلع مريلة المطبخ : أيوه يا حبيبي حالا هاحطه
يوسف مقبلا خدها : تسلم أيدك هانتظر هنا لما توضبيه
نظرت لميس ليوسف وفي نفسها ازاي أستشف الحقيقه وانت بتجاملني طيب يعني هاتعمل اية يا يوسف
يوسف يمسك يدها ينبأها : خير يا حياتي بتبصي ليا كدة ليه .. للدرجه دي معجبه
تضحك لميس وهي تبدأ في وضع وترتيب الطعام : سرحانه في حاجة قالتها ليا روتيلا
: خير قالت أيه رورو.... الله يستر
: لأ اطمن ..اتفضل
: محشي كوسة ..ممتاز
تجلس لميس واضعه ساق على الأخرى عاقده ذراعيها مبتعده بظهرها قليلا عن الطاوله
ينظر لها يوسف وهو يهم برفع الطعام إلى فمة فيجدها لا تأكل فيترك الشوكة : في أيه يا لميس مبتكليش ليه
: الأكل ده من الألف للياء أنا اللي عملاه يعني مش أكل آنتي منيرة
يوسف يتغير وجهه فجأة ثم يتدارك فيبتسم ابتسامه واسعه :أيه المشكلة تسلم أيدك ..طيب كلي
تبتسم لميس ابتسامه صفراء : من بعدك حبيبي
: بسم الله الرحمن الرحيم ...ويبدأ يوسف بالأكل ..في البداية ببطئ شديد ثم أندمج مع الطعم
فنظر للميس وتنحنح ...وشرب قليل من الماء : لميس حياتي أنا من يوم ما بدأتي تتعلمي الطبخ عمري اعترضت على طعمه
لميس بقلق : لأ..خير في حاجة ضايقتك
: طيب ليه تكذبي وتقولي أنتِ اللي عملاه ..الأكل أكل عمتي منيرة
لميس وهي تعتدل وتبدأ في تناول طعامها : أه..مفيش غير أني أحلف ليك أو أرجع أطبخه أدامك علشان تصدق إختار
يقف يوسف : بتتكلمي جد أنتِ اللي طابخة
: أيوة والله
يسجد يوسف ركعة شكر لله فوراً ويرفع يده للسماء: الف حمد وشكر ليك يا رب ..صبرت ونلت ..الحمد لله
ثم يقف امام لميس التي فاجأها تصرف يوسف ففتحت فمها ولم تسعفها الكلمات وأمسكها من يدها لتقف أمامه : لميس حياتي من هنا ورايح وللمده المماثله اللي استحملت.. أأأأأ.. معرفش أهو أي حاجه كنتي بتعمليه غير الأكل مفيش بوس أيد ولا تسلم أيدك ولا حتى ذرة هدية ..فاهمة يا بنت الجارحي ..ثم تركها مكانها وجلس يكمل أكله....
ظلت لميس تستوعب ما قاله يوسف تغمض عينها أحيانا ثم تفتحها أو تهز رأسها كأنها تطرد أفكار مجنونه مثل أن تحمل طبق المحشي وتكسره على رأس زوجها
: اقعدي كلي واقفه ليه ..سامحيني أنا مش مسئول لو مسبتش ليكي حاجة في الطبق
لميس وهي تجلس وبتنهيده هامسه : فعلا يا روتيلا هاعرف لوحدي
أنت تقرأ
الفراشه
Randomفراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ (ابراهيم ناجي )