33

60.7K 980 7
                                    

‏ · · اشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرتي
وقلمت أظافري ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنت
اشهد أن لا امرأة تجتاحني
في لحظات العشق كالزلزال
تغرقني تحرقني تشعلني تطفأني
تكسرني نصفين كالهلال
تحتل نفسي أطول احتلال
واجمل احتلال .. إلا أنت
يا امرأة أعطتني الحب بمنتهى الحضارة
وحاورتني مثلما تحاور القيثارة
تطير كالحمامة البيضاء
في فكري إذا فكرت
تخرج كالعصفور من حقيبتي
إذا أنا سافرت
تلبسني كمعطف عليها في الصيف والشتاء
أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة

(نزار قباني )

.......الفصل الثالث والثلاثون ........

........اليوم الرابع .......

بعد انتهاء جولتهم على حصان الصقر الأدهم الذي أراد بها صقر أن تكون عادة محببة لهم في كل مرة يحضرا معا فيها للنجع
في طريق عودتهم للسيارة يتحدثان عن جولتهم ويضحكان : بس أنتِ خوافة
: لأ , أبداً ,محصلش
صقر وهو يحيط بذراعه كتف روتيلا ويضحك : مين اللي كان ماسك فيا ومخبي وشة
: عادي علشانك كنت بتجري بسرعة خفت على عنيا
يقف وينظر لعينيها وبجدية : حصلك حاجة
تضحك روتيلا وتجري للسيارة : أنت صدقت أنا بس........تصمت عندما تجد رجلا يقف بالقرب من السيارة فتنظر لصقر الذي كان يتبعها ويضحك عليها لتختفي ضحكته هو الأخر عند رؤيته
: ...شفت عربيتك واقفه خفت لتكون عطلانه
: عربية الصقر عمرها ما تعطل ولو عطلت في مية واحده غيرها
عاطف وعينة على روتيلا التي أخفت نفسها خلف صقر : أه ....زي الستات كده
صقر وهو يفتح باب السيارة لروتيلا ويدخلها فيها ثم يستقيم لعاطف : وصلت النجع أمتى يا عاطف ؟
: الفجر ...وأول حاجة عملتها قلت أجي أشوف ابن عمي وأسألة واقف ضدي ليه ...وبسخرية وهو ينظر للسيارة ... بيقولوا الصقر أتغير وبتتحكم فية ظروف جديدة ...
صقر يمسح على وجهه بعصبية وينظر لعاطف قليلاً بنظرته الثاقبة مما جعل عاطف يحيد بنظره فيتجه صقر للسيارة : حمد لله على السلامة ...معدتش تتعب نفسك ...هاشوفك عند عمي
وينطلق الصقر لبيت الشيخ راشد
......... مي.........

لا تغيير ياسين كما هو بعد أخر حوار عدت معاه لنقطة الصفر واكثر اصبح يتهرب أو يخيل لي ذلك كلامه قل ..اشعر كأنه ..كأنه ......خايف
يخرج صباحاً ويعود مساءاً يأكل ويدخل مكتبة ..كل يوم ...كل يوم ...كل يوم ...
:انا زهقت معقولة هو محسش أبداً بالزهق
..... الصبر يا رب
على طاولة الطعام ..المكان الذي نلتقي فيه أنا وهو ..المكان الوحيد
: تسلم أيدك
تبتسم مي بدون نفس : الله يسلمك
فترة صمت لا يسمع منها سوى صوت الملاعق على الأطباق في موسيقى رتيبه أخذت مي نفس عميق وتخرجه ببطئ
ياسين : خير
تحرك رأسها في تساؤل صامت
ياسين وهو يكمل أكلة ولا ينظر لها : يعني صوتك كأنك... يصمت كأنه يفكر...زهقانة مثلاً
تضحك بسخرية : لأ,أبداً
ياسين : مي أنا عارف أنه لازم كنتي في الأخر هاتملي وكنت منتظرك تتكلمي وتصرخي كالعادة
: وأنت حاسب حسابك أوي لده فقررت أنك تزود الجرعة معايا
ياسين بتعجب : جرعة أية ؟!
مي تبعد طبقها بهدوء و تسند على الطاولة بكلتا يديها : الإهمال ياسين جرعة الإهمال ...كنت مديالك عذر إنك مشغول جدا أو مش واخد بالك لكن كلامك وضحلي أد أية كنت غلطانة حضرتك واخد بالك ومنتظر إنفجاري فمحصلش فقررت تستغل أية نفس اخدته بصوت شوية مسموع يا سلام كانت الشرارة يعني اللي حركت لسانك
يترك ياسين الأكل ناظراً لها يفكر في مي التي لا يستوعب هدوءها ففي العادة كانت تصرخ عليه ولا تتفاهم أو تهملة لدرجة البرود لكن مي التي أمامة تناقشة بموضوعية وهدوء حتى ولو بسخرية فهي جديدة علية ليتحرك لسانة دون صوت : إنتِ مي !!

الفراشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن