· ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني ....
فكيف أنجو من الأشياء رباه
هنا جريدته في الركن مهملة..
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
ما لي أحدق في المرآة ..
أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه
وكيف أهرب منه؟
إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض .
بعض من تخلينا لو لم نجده عليها ..
لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه.
إني ألف أهواه..
(نزار قباني )......الفصل الواحد و العشرون........
.......مكتب صقر.........
مي بدموع : مفهوم ...بس أنت متزعلش
صقر : وأنا من إمتى بزعل من حد فيكم
مي تقف أمامة: طول عمرك وأنت أخ وأب لينا
يدورصقر حول مكتبة ويقرب من أختة و يقبلها على جبينها وبهدوء : مي أنا مبسوط أوي إنك قررتي تسافري مع ياسين ..ده اللي كان المفروض يحصل من زمان
مي تنظر له وهي تمسح دموعها : صقر ..إنت أبداً مقلتش ده ليا قبل كدة
صقر : مستحيل كنت أتدخل بينكم كنت عايزك تحلي مشاكلكم بدون مساعدة
ويمسك صقر يدها يتجه للأريكة : تعالي نقعد هنا ..اسمعيني مي أنا كنت شايف أد إية بتحبي ياسين ..وفي المقابل ياسين كان غرقان جداً بشغلة ..عمي عبد الرحيم ضاغط علية جداً وخاصة بعد وفاة ماجد
مي : أنت كمان مشغول
صقر ينظر لصورة والده الموضوعة على الحائط المقابل لمكتبة لتكون أمامة دائماً يستمد منها القوة والطريق القويم الذي يسلكه : أنا غير زي ما بابا الله يرحمة غير عمي عبد الرحيم ..فاهمة
مي بحسرة : أيوة فاهمة
: ليه الحزن دلوقتي
مي : لأني مش عارفة إذا كان عايزني تعود ولا حب
: عايزك أولاً لإنك زوجتة وقبل كدة بنت عمة وبعد كده حب إن شاء الله ..ليه القلق
مي : يا صقر إنت بالذات لازم تفهمني إزاي أعيش حياة زوجية أنا بس فيها اللي بقدم الحب
صقر وهو متكئ بمرفقيه على ركبتيه : تقدري تعيشي من غير ياسين -تقدري تفتحي عينك تلاقية إختفى من قدامك
مي بخوف : لأ طبعا ..أموت
صقر يعود للخلف : خلاص إنتِ جاوبتي على نفسك
في الحب يا مي جميع أشكال التضحيات يمكن يقدمها الحبيب من ضمنها إنه يكفيكي إنك إنتِ بس اللي تحبية ...إقنعي نفسك بالفكرة دي صدقيني هاترتاحي وتعيشي بسلام مع نفسك ومع اللي حواليكي
مي باستنكار : أنت كنت تستحمل ده
صقر يقف ويعود لمكتبة يجلس بثقة وينظر عميقا لعينيها : مي ..صدقيني مكنتش هاعمل أكثر من كدة .
يسود الصمت المكان صقر وقد ألمه حال أخته ولكنه واجهها باقصى شئ يمكن أن يواجهة الحبيب وهو عدم تبادل الحب مع من نحب
ومي التي تفكر بكلام صقر وقد تأكدت بنفسها بأن علاقتها بياسين سوف تقوم على التضحية سواء ببقاءها بجانبة أو بعيد عنه
مي تقف وتنظر لصقر وبثقة : أنا صحيح مش زيك أو زي لميس قوية ولا مرحة زي سارة ولا رقيقة زي روتيلا ولكني امرأة صحيح عادية ولكني امرأة وصدقني مش هاغلب
يضحك صقر عاليا : وبتقولي مش زي إنتِ جارحي أصيل ...سيبيني بقى أشوف شغلي
مي تبتسم لأخوها : ربنا يوفقك ..
تخرج مي بقوة جديدة لا تعلم من أين اكتسبتها ولكنها فيما يبدو قوة المرأة الكامنة داخل كل إمرأة منا ولا تظهر إلا إذا أشعلت الفتيل وفيما يبدو حديثها مع صقر كان الشعلة التي أشعلت ذلك الفتيل
.............................................
صقر يأخذ الهاتف الداخلي ليحدث غرفة الخدم : أم عبير تعالي عايزك
بعد فترة رئيسة الخدم بقصر الجارحي تقف أمام صقر
: خلصتي المرسم اللي أمرت بيه
: خالص صقر بيه من أسبوع وكل مستلزماته اللي حضرتك طلبتها فيه.. وكمان حاجات روتيلا هانم اللي وصلت من الإسكندرية
: طيب عايزك تروحي دلوقتي وتتأكدي منه مرة تانية وتفتحي كل الشبابيك فيه عايزة كلة منور عشر دقايق بالكتير وهاطلع أشوفة أنا والهانم
: حالا يا بيه
تخرج أم عبير ويأخذ صقر بعد ذلك هاتفة ومفاتيحة ويصعد بخطواته الواثقة لجناحه
أنت تقرأ
الفراشه
Randomفراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ (ابراهيم ناجي )