· · أجلْ! يعلم الحبُّ أني لظاهُ وتدري الفراشة أنِّي اللهبْ
وبين ذراعيَّ سرُّ الحياةِ وفي ناظريَّ بريقُ الشُّهُبْ
وشتّان بين السنا والظلامِ لعابدةٍ للسنا عن كثبْ
يلوح لها شبحٌ لِلعذاب ويبدو لها الأبدُ المقتربْ
فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ
وفي صدرها لهفة للعناقِ وفي قلبها جنةُ المغتربْ
يلوح لها شبحٌ لِلعذاب ويبدو لها الأبدُ المقتربْ
كأن اللظى قدَحٌ من سلافٍ لها فوقه وثباتُ الحببْ
فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ
إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ
(ابراهيم ناجي )
...الجزء الأول من ..الفصل الأخيـــــــــــــــــر....
....سيارة خالد ......
روتيلا تبكي بانهيار وهي تجلس بجانب خالد في السيارة وتمسك بالهاتف وتتصل برقم صقر بإصرار: حرام عليك رد عليا...خالد أنت متأكد
خالد بخوف حقيقي لما أصاب روتيلا : حبيبتي صدقيني هو كويس الأستاذ أمين قالي دلوقتي
: قالك إمتى وأنا معاك من ساعتها
: يا روتيلا هو قالي رجله بس اللي اتصابت بس حاجه خفيفه لما وقع من على الحصان في الخلوه ....خلاص وصلنا ...انتظري ومتجريش هو قريب
روتيلا تخرج بسرعه من السيارة وورائها خالد تصرخ فيه ببكاء : أنت بتكذب عليا كلامك كله ملخبط عرفت منين مكانه عرفت منين أصابته ...مش هاسامحك يا خالد لو فيه حاجه ومقلتش ليا ...مش هاسامحك لو بتكذب عليا
يقاطعها صقر الذي يمسكها ويديرها بهدوء : هششش .....خلاص حبيبتي إهدي أنا كويس
روتيلا تتوقف دموعها وتستمر شهقاتها وأنفاسها المتسارعه وهي تتفحصه بعينيها المغسوله بالدموع تتأكد أنه بخير ....ثم تغلق عينيها وتغرق في ظلام عميق
......بعد فترة في خلوة الحاج عبد الرحمن ......
خالد بقلق وضيق يجلس بجانبها : أنا غلطان ..متصورتش أنه هايحصل فيها كده ..انا أعمل فيكي كده يا روتيلا ..قومي يا روتيلا سامحيني
صقر الذي أصابته مشاعر مختلفه ومختلطه بين الفرح الشديد لرؤية قلقها عليه ..والقلق الشديد بسبب إغمائها ثم الغيظ من كذبة خالد الغبيه :أسكت... أنت غبي هي دي خطتك لمساعدتي... لكن أنا الأغبى علشان أعتمدت على عيل زيك
خالد بشبح دموع في عينيه : انت صح أنا عيل بس تكون هي كويسه
صقر بهدوء وهو يربت على وجه فراشته بالماء:خلاص أهدى أنت كمان... بدأت تفتح عنيها
روتيلا ,,فوقي يا حبيبتي ..روتيلا
روتيلا التي سمعت جزء من شجارهم المحبب لها ولكنها أرادت معاقباتهم فتحت عينيها وأرادت أن تبعد رأسها عن رجل صقر الذي يحتضنها بعيدا عن سجاده الحشائش التي جلسوا جميعا عليها : مش مسمحاكم أنتوا الأتنين ...بتتفقوا عليا .مش مسمحاكم ..رجعني لبابا ..عايزه بابا
صقر يقبل جبينها : خلاص حبيبتي اللي يريحك بس متستعجليش وتقومي ريحي شويه بس ممكن ..و خالد إنتِ عارفه مش أحب على قلبي من إني أقوم أضربه علشانك دلوقتي بس حبيبتي والله هو كانت نيته خير
خالد بتأكيد يمسك يدها ويقبلها : أيوه والله ..نيتي كانت أنك..أنك ..
روتيلا بتعجب من حال القطبين المتشابهين الذي أمامها تقاطعه : مش فاهمه أنت عايز تقول أنك كنت بتساعد صقر !!...صقر !!
صقر بابتسامه لعين حبيبته: تخيلي أخيراً صدق إني بحبك بجنون يا فراشتي
خالد بمشاكسه : بعد ما صدقت إني توأمها
صقر بعند : مفيش حاجه ببلاش أنت أخدت وعد أنك تسمي أول مولود ولد
روتيلا التي أحمرت خجلا منهم تقف : أيه !!
خالد بخبث : وأنت وعدت..وأنا متأكد أنك مستحيل تخلي بوعدك ..وأنا أخترت هاسميه خــــالد
صقر يمسك ذراعه ليواجهه : ده بشرط لو هي رضيت عليا
خالد بإصرار : الوعد ..وعد ..ومساعدتي ليك مش شرط ويكفي لعلمك إني رضيت عليك
يضحك صقر وهو يضرب كف بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله ..صحيح كفايه ..أنتوا يا عيلة الشيخ محدش يغلبكم
ثم يدورا الاثنين ليواجهوا روتيلا منتظرين تدخلها التي كانت تهز رأسها بتعجب لحالهم لتعطيهم ظهرها وتتركهم: مجانين
نظرا خالد وصقر لبعضهما قليلاً ثم سارا خلفها : روتيلا أستني ...روتيلا هاترجعي معايا
روتيلا تسبقهم للسيارات تضحك وهي تنظر للسماء : الحمد لله ..يارب أحفظهم ليا ..يارب
.......اليوم التالي .......
.......بيت الحاج راشد ......
في انتظار فراشته التي وافقت اخيراً أن تقابله وهو ما أعطى له أمل يبتسم وهو يدير بنظره للمكان الذي ينتظر به محبوبته ...المكان الذي رأي فيه روتيلا أول مرة...
تدخل روتيلا ...وهي تنظر لحبيبها بتمعن لا تريد ترك تفصيله منه تحبه...تعشقه... لا تشعر بالأمان إلا بقربه
يقترب صقر من روتيلا بخطوات سريعه ويأخذها بحضنه بقوه : وحشتيني ..وحشتني أووي ..أوي ..تعرفي أنك من يوم ما سيبتيني مش عارف إذا كنت بتنفس ولا ..لأ ..يا رورو أرحميني ووافقي ترجعي ..
روتيلا تبتعد قليلاً وهي تعض على شفتها تشير للأريكه وبخجل رقيق : اتفضل ..بابا وابيه جمال جايين حالاً
يشدها صقر ويجلسها بحضنه وبهمس : فهميني ياحبيبتي أيه اللي يرضيكي ..أنا خلتهم سافروا كلهم وفضلت لوحدي.. يرضيكي أن حبيبك يفضل لوحده من غيرك
روتيلا تنظر لعينه : وقدرت تبعد عن شغلك
صقر مبتسماً لعتابها الرقيق : حبيبتي زعلانه من انشغالي عنك ..إنتِ عارفه أن الشغل ده أمانه في رقبتي... أخواتي ووالدتي مسئوليتي وأمانة والدي
روتيلا بهمس : عارفه ..وأنا معنديش مشكله
يقبلها صقر من جبينها : طيب تعرفي كلهم هايتجننوا من ساعة ما مشيتي وسارة المجنونه مبطلتش عياط ..وكمان ماما يومياً تسألني عنك مرتين و تلاته
روتيلا ترجع شعرها للخلف وبتردد : صقر ..أأنا ..
يدير صقر وجهها لتواجه عينه : زعلانه منهم
روتيلا تهز رأسها بنعم
يضم صقر روتيلا لحضنه وبهدوء : فراشتي الصغيرة لما تزعل تزعل مني أنا وبس
روتيلا بضيق : لكن أحنا لما بنزعل بنزعل من اللي بنحبهم وأنا بحبهم
: رورو ..أنا قلت أيه
تبتعد روتيلا قليلاً عن صقر وهي تنظر له بحزن : بس أنا أعتبرت سارة أختي وطنط أعتبرتها ماما وكنت سعيده جداً وأنا وسطهم
صقر وهو يمرر يده على وجنتها الناعمه : وأنا كنت مبسوط جداً لما شفت أد أيه سارة أتأثرت بيكي وغيرت حاجات كتير من نفسها بسببك حاجات مكنتش أنا واخد بالي منها وحمدت ربنا على وجودك في حياتي في الوقت المناسب
حتى مروان اتأثر بوجودك وبقى نظرته للبنات نظرة تانية وبقى عنده ثقه اكتر فيهم وكمان بيفكر بالإرتباط
وكمان متتصوريش أد أيه كنت مبسوط لما بقيتي بتقولي ماما لوالدتي ..كتير كنت ببقى عايز أطلبها منك بس كنت بسيبك براحتك ...
روتيلا عيلتي كلها بيحبوكي وزعلانين من نفسهم لأنهم زعلوكي دي مش كفايه عندك وبالنسبه للإعتذار انا متأكد لما نرجع هاتكون أول حاجه يعملوها
روتيلا بابتسامه تقاطعه : لأ ..لأ ..خالص ..مش منتظره إعتذار وكفايه فعلا إنهم منتظريني
صقر يقبلها بحب : عارف ان حبيبتي مش ممكن تزعل من حد علشان قلبها أبيض
تنظر روتيلا للأرض قليلاً ثم تقف لتواجهه : وأنت يا صقر كمان مزعلش منك ..لأني قلبي أبيض
صقر بابتسامه خفيفه يجلس بأريحيه واضعا ساقا على الأخرى يحرك يده على ذقنه يتمتع بهجوم فراشته الرقيقه وهي تدافع عن رأيها : عارفه يا روتيلا أنا أكتشفت أني بكون في منتهى السعاده لما بواجه تحديكي ليا
روتيلا بتعجب من وضعه : بيعجبك الشو ..طيب لو سمحت أنا عايزه تفسير
: اتفضلي ..كلي أذان صاغيه
روتيلا بنفس وضعها تقف أمامه وتعقد يديها أمامها : موقفك مني أدام عيلتك هجومك وإصرارك أني أطلع جناحي ومسمعش دليل الإدانه من عمك وعاطف لخالد و..
يأخذ صقر نفس عميق وهو يمسح على وجهه بعصبية يقاطع استرسالها وبحده: كنتي عايزاني أسيبك تسمعي الإهانه بودانك ..مستحيل ..إنتِ شفتي بنفسك لأنهم علوا صوتهم بس عليكي كنت هاقتل عاطف ومسكت نفسي بالعافيه مع عمي ..في أوقات لازم تقولي حاضـــر بدون مناقشه بس حاضر ..فهمتي
بعد فترة تفكير تحرك روتيلا رأسها بتفهم : عندك حق ....أسفه
يتحرك صقر ويأخذها في حضنه : لا يا روحي من غير أسف ..أنا منكرش إني كمان من وقت ما حصل الحادث كنت هاتجنن لتكون إصابة عمر ومروان خطيره وفضلت طول الليل سهران معاهم يعني قلة النوم مع الإتهام وهجوم عاطف وعمي تعبني أكتر..تخيلي اتهام يرجع التار وإنتِ عارفه يعني ايه يرجع اللي حاربنا سنين أنه ينتهي ..
روتيلا تبتعد عنه وتواجهه : عارفه ..بس ده ما يمنعش أنك كنت قاسي معايا
ينظر صقر لها قليلا وبتوتر : أنا مش عارف كنت ساعتها بعاقبك ولا بعاقب اصرارك على حماية خالد ..أنا فعلا كنت ممكن أعالج المشكله بعيد عنك يعني كنت هاتصل بالحاج راشد أو جمال ..بس جاني فضول أعرف رد فعلك ..وبصراحه فاجأتيني ..اتعودت معاكي لما أكون عصبي و غاضب تمتصي غضبي ..لكن اللي حصل العكس
روتيلا تنظر له بحزن : غصب عني حسيت أنك فعلا هاتأذي خالد لو ظهر أنا أول مره اشوفك بالعصبيه دي ..أول مره تعاملني كده ..أنا اترعبت منك يا صقر أول مره أخاف ..منك
يأخذها صقر بحضنه وهو يمسح على رأسها وظهرها وبهدوء شديد : أنا أسف حبيبتي أسف ..مش هاتتكرر تاني أبداً ..أبداً
تبتعد روتيلا قليلاً وتنظر لعينه : وعد
يبتسم صقر لعينها : وعد
يدخل الحاج راشد ومعه جمال الصالون
: السلام عليكم
: وعليكم السلام
تجري روتيلا لحضن والدها : أخبارك بابا ..أتأخرت ليه
الحاج راشد يسلم على صقر ثم يجلس وروتيلا بجانبه: لسه أختك وجوزها ماشين بعد قراءة الفاتحة ...ثم ينظر لصقر ...المشروع قرب ينتهي
صقر وعينه على روتيلا التي تمسك بذراع والدها وتضع رأسها على كتفه كقطة صغيرة شقية فيشعر بضيق : الحمد لله كويس جداً ..الإفتتاح الأسبوع الجاي
روتيلا تنظر لأخوها جمال المتجهم : مبارك أبيه ..بارك الله لهما وجمع بينهم في الخير إن شاء الله .
ينظر لها جمال بتمعن وبصوت عالي و بحده فاجأتهم : إن شاء الله ..وإنتِ أمتى تعقلي وتروحي مع جوزك ..صقر بيه واحنا صبرنا عليكي بما فيه الكفايه ...وإنتِ سايقه الدلع ..وكمان مش مقدره انشغال جوزك ..إنتِ عارفه ......
يقاطعه صوت الحاج راشد وصقر العالي معاً : متكلمهاش كده ..
ثم يصمت صقر ويقف يمسح على وجهه بعصبيه معطيهم ظهره ..ثم يعود لمكانه ونظره مع روتيلا التي انكمشت على نفسها و ابتعدت عن والدها ونظرت في الأرض بخجل ..
الحاج راشد بحزن : يا جمال يا ابني ..بنتي قاعده في بيت أبوها براحتها.. بتعمل كده في حياة عيني لما أموت هاتعمل فيها إيه يعني متلاقيش بيت أخوها مفتوح لو أحتاجتك
يقف جمال يقبل رأس والده : سامحني يا غالي ...ثم يقرب من روتيلا ويأخذها في حضنه وبهدوء.. : حبيبتي إنتِ عارفه غلاوتك عند أخوكي وحاسه بيا صح ..تحرك روتيلا رأسها بنعم لأخوها وهي تسمع دقات قلبه المتسارعه ...ويكمل جمال كلامه : روتيلا جوزك في نظري راجل يستحق منك تسامحيه ..في الزمن ده يا بنتي صعب أنك تلاقي راجل يعتمد عليه وتديله بنتك وإنتِ مطمنه ..فاهماني
ترفع روتيلا برأسها وتنظر مباشرةً في عين أخوها الحزينه : فاهماك وحاسه بيك ..ربنا يريح بالك يا ابيه ... ثم تنظر لصقر الذي كان سرحان في حوارهم الذي شعر أنه ورائه أكثر من المعنى الظاهر أمامه ..فيبتسم لعين روتيلا وبتحدي وصلها أن ترفض يجلس بأريحيه ويوجه كلامه للشيخ راشد : يا حاج لو سمحت هاخذ روتيلا معايا ..
ينقل الحاج راشد بنظره بينه وبين روتيلا التي تنظر لصقر بتحدي هي الأخرى فيبتسم بتفهم: وأنا موافق.. روتيلا يا بنتي روحي جهزي نفسك علشان تمشي مع جوزك
جمال بقلق وضيق من الموقف : يا حاج أعذرني ..خليها براحتها ..
الحاج راشد : لأ,,خلاص بنتي هاتروح مع جوزها ..صح يا روتيلا
........قصر الجارحي ........
.......جناح صقر ......
تدخل الجناح بخطوات متردده خجوله يتبعها صقر تبحث بعينيها عن أشياء صقر ولم تجدها فتنظر للأرض بحزن أدركه صقرها وتجلس على الأريكه ليجلس بجانبها: زعلانه ليه...ندمتي إنك جيتي معايا
تحرك روتيلا برأسها بلا وهي لازالت على وضعها
يمسك صقر يدها ويرفع وجهها لينظر لعينها : كان مستحيل أرجع حاجتي جناحنا وإنتِ مش موجوده فيه مقدرتش أرجعله من غيرك أنا حتى كنت بنام في المكتب ...تعبني فراقك يا فراشتي
روتيلا وبهدوء: ولما كنت حابسني هنا..
صقر يغمض عينه يتذكرما أقترفه بحقها ثم يواجه الخضره في عينيها : كان مصبرني إني كنت بتنفس أنا وإنتِ نفس الهوا ..أرجوكي تنسي يا روتيلا .. طول الأيام اللي كنتي بعيده فيها عني وأنا بفكر إزاي أخليكي تسامحيني ..اطلبي اي شيئ يرضيكي انا موافق
تبتسم روتيلا لعينه : وأنا نسيت ..خلاص أنسى
يأخذها صقر بحضنه و ساد صمت طويل يعبر فيها عن شوقه لها ثم يبعدها عن حضنه وهو يمسح بيده على وجهها وشفايفها ويمررها بين خصلات شعرها وكأنه يتأكد أنها فعلا بين يديه : روتيلا اتكلمي عايزأسمع صوتك عايز اتأكد فعلا أنك أدامي واني بكلمك مش بحلم
تعود روتيلا لصدر حبيبها وبهمس : مبسوطه وأنا في حضنك ..مبسوطه وأنا بسمع صوتك ..مبسوطه بصوت قلبك
: وعارفه بيقول أيه
روتيلا تحرك رأسها بلا
صقر وهو يحيط وجهها بيديه و يغمرها بالقبلات : بيقول بحبك ..بحبك ..بحبك
فجأة تبتعد روتيلا من يده وتجري على الحمام ليقف صقر مصدوم مما حدث ثم ينظر للسماء : يالله ...لأ ...مش ممكن ..يا ربي ..روتيلا إنتِ قلتي أنك سامحتيني
ثم ينتبه لحقيقه أن فراشته قد تكون مريضه فيجري خلفها ليسمع صوت بكاءها : روتيلا ..روتيلا حبيبتي .إفتحي الباب يا رورو ..إفتحي الباب حبيبتي والله مش زعلان ..افتحي طمنيني عليكي
روتيلا بالداخل تقاوم غثيانها الطبيعي من الحمل تسمع صوت صقرها المتلهف للإطمئنان عليها
صقر وهو يدق الباب بقوه : يا بنتي لو ما فتحتيش الباب هاكسره قلتلك خايف عليكي صدقيني
أفتحي الباب يا رورو...وبهدوء ضاحكاً ...والله بحبك حتى لو كنتي رجعتي عليا بحبك
تخرج روتيلا وهي تنظر له فيمسكها ويأخذها بحضنه : رورو ..متخافيش يا حبيبتي ...حاسه بأيه ..أيه اللي تعبك ..في حاجه بتوجعك ..اتكلمي يا حبيبتي
تبتعد روتيلا و هي تبتسم وتغمض عينيها : كنت عايزه أقولك حاجه من زمان فاسمعها قبل ما حاجه تقاطعني ..كالعاده
يضيق صقر بعينه لها : خير ..سامعك
تمسك يده وبخجل تضعها على جنينها : خليه هو يقولك ..بصراحه مكسوفه
ظل صقر فترة ينظر لها ثم ليده التي تغطيها يدها الرقيقه على بطنها ...فترة ...فترة ...فترة
ثم ابتسم ابتسامه واسعه رافعا وجهها بيده الأخرى : إنتِ بتتكلمي جد ..
تهز روتيلا راسها بنعم
:حقيقي أنت متأكده ....
روتيلا بابتسامه خجوله : ايوه
يسجد صقر شكر لله.. ثم يقف أمام روتيلا ويحملها ويدور بها : حبيبتي ده أحلى خبر سمعته في حياتي ..الحمد لله ..الحمد لله
روتيلا بضحكه رايقه : بس..بس كفايه
ينزلها صقر ويضع يده عليها يتحسسها : حبيبتي إنتِ كويسه انا مش عارف أنا أذيتك أو أذيته
روتيلا : أهدى ..أهدى حبيبي أنا كويسه خالص..والبيبي كويس محصلش حاجه
ينظر لها صقر فجأة وبهدوء : قلتي أيه
تصمت روتيلا وهي تبحث بعقلها عن سبب هدوء صقرها المفاجئ : أيه أأنا ..قلت بس البيبي كويس وانا كويسه ..أنت سمعت حاجه غلط
يحضنها صقر بهدوء : لأ ..أبدا بالعكس سمعت صح .. أول مره أسمع منك كلمة حبيبي من غير ما أطلبها ..روتيلا متحرمنيش منها أرجوكي ...متعرفيش أنا اتبسطت أد أيه لما سمعتها منك
روتيلا بضحكه وهي تلمس فرحته بكل شيئ يخصها ويربطها بيه: إن شاء الله ..
صقر وهو يقبل يدها وجبينها : روتيلا عرفتي إمتى.. إتأكدتي إزاي ..شفتي دكتوره اطمنتي على نفسك ..حبيبتي ريحيني ..تعرفي ماما هاتفرح جداا
روتيلا تبتعد عنه قليلا وهي تنظر لعينه وبترجي : صقر أرجوك بلاش تخوفني أنا مبسوطه والحمد لله مش تعبانه أبداً بس غثيان عادي بيحصل في بداية الحمل
يحملها صقر فجأة ويتجه للسرير حيث وضعها بلطف وقبل جبينها : هش.. مش عايز أسمع إلا كلمة حاضر ..سيبيلي نفسك خالص ..إنتِ شايله حفيد الجارحي ..ثم يقف بفخر يشرف عليها بطوله ...عبد الرحمن صقر الجارحي ..فاهمه
روتيلا متكئه على السرير براحه وهي تسند رأسها على يدها وبدلع : أيوه يا حبيبي فاهمه لكن لعلمك .. لو ولد راشد ولو بنت ناديا إن شاء الله
يجلس بجانبها يحاوطها ويمرر يده على ابنهم ضاحكا : رورو..عبد الرحمن إن شاء الله على اسم جده ولو بنت نورا على اسم جدتها ..
تجلس روتيلا على السرير وهي تسند على ركبتيها واضعه يدها على خصرها وبإصرار : صقر ده أبني زي ما هو ابنك
صقر وبابتسامه لفراشته الصغيرة : مفيش فايده كام مرة اعلمك تقولي حاضر ..فاهمه حاضـــــــر
تعقد روتيلا يدها بزعل وتدير وجهها عنه
صقر مستسلما : خلاص إختاري يا تسمي الولد او البنت
تغمض روتيلا عينها بتفكير ...: أوكي إن شاء الله لو بنت أنا هاسميها ناديا
يضحك صقر ويقبلها بين عينيها : وأنا إن شاء الله لو ولد هاسميه عبد الرحمن ..اتفقنا
تضحك روتيلا : اتفقنا ....
....قبل يوم من الافتتاح الرسمي للمشروع....
في السيارة ومع أوامر صقر المشدده على السائق بالتحرك بهدوء تنظر روتيلا للخارج بتعجب: صقر...إحنا رايحيين فين الطريق ده لا هو طريق الخلوه ولا بيت بابا
يضحك صقر : مفاجأة
روتيلا بهدوء تنظر لزوجها الذي يحادثها وفي نفس الوقت يدير أعماله برسائل سريعه من هاتفه تبتسم : مش محتاجه مفاجأت وهدايا ..
يترك صقر هاتفه ويتمعن في عين فراشته ويمرر يده على وجهها وبهدوء: طيب عايزه أيه
تبتسم روتيلا وتدير وجهها وتقبل يده التي على خدها : الحمد لله ربنا عطاني كل حاجه ..شكراً
بحركتها البسيطه وجملتها جعلت قلب صقرها يرفرف من السعادة ليحيط خصرها ليقربها منه ويقبلها على جبينها قبله طويله وهو مغمض العينين وبهمس : مش عارف لو مدخلتيش حياتي كان هايحصلي أيه ...ربنا يخليكي ليا ..ثم يقرب من أذنها ..بعشقك ..
ويبتعد عنها ناظراً لعينيها في تواصل وحوار هادئ وخفقات قلب مسموعه لكلاهما يقطعه صوت السائق وكأنه أتي من بعيد
: وصلنا صقر بيه
يبتسم صقر: أنا متأكد أنك هاتتبسطي بالمفاجأة دي ..تعالي
يساعدها صقر بالنزول من السيارة تنظر للمحيط الذي حولها لتدرك انه المشروع : غريبه مشروعك الخيري ..ليه جايين
يضحك صقر : معرفتكيش لحوحه ..تعالي
تدخل روتيلا يحاوطها صقر بيده لتفاجئ بالمقربين لها من أسرتها وأسرة صقر ..فتنظر له بتساؤل
صقر : وصلوا أنهارده من المطار على هنا و ..
يقاطعهم سارة التي جرت تحتضن روتيلا وهي تبكي : وحشتيني ..وحشتيني أوي ..سامحيني أنا غلطت في حقك
تبعدها روتيلا قليلاً وهي تمسح دموع سارة : خلاص ..إهدي يا سارة إنتِ أختي
يشد صقرسارة من حضن روتيلا ويقبل أخته : سارة براحه يا حبيبتي على مراتي مش حمل جنانك دلوقتي
سارة وهي تمسح دموعها وتمسك يد روتيلا : مش فاهمه ..روتيلا إنتِ فيكي حاجه
تضحك روتيلا وتنظر لصقر الذي حرك رأسه بلا : لأ..أبداً
صقر يحث روتيلا للتحرك : تعالي علشان تسلمي على ماما
تذهب روتيلا لحماتها التي تجلس بين الجميع بانتظارها فتقبل يدها ورأسها باحترام : الحمد لله على السلامه طنط
تبتسم أم صقر بهدوء تنظر لصقر بعتاب و الذي أومأ لأمه بتفهم فتداري حزنها على كلمه طنط من روتيلا تاركه الأيام تداوي جرح الصغيره منهم : الله يسلمك يا بنتي ...
ثم تذهب روتيلا لتسلم على الباقيين ثم والدها وعمتها وخالد وأخواتها
ثم يأتي صقر ويحثها للقدوم معه للمنصه التي جهزت للإحتفال الرسمي
فتقف بجانبه وتدور بنظرها على كل الموجوديين ..كل من تحبهم
صقر يمسك يدها ويتكلم : بسم الله الرحمن الرحيم
أنا عارف أن بكره الافتتاح الرسمي لكن انهارده افتتاح من نوع خاص جداً لأنه احتفال مع الناس اللي يهمونا أنهم يفرحوا معانا في الغالب في ناس هنا عارفه اقصد أيه ..لكن بدايةً عايز اهدي فراشتي جزء من هديتي ليها بمناسبه خبر يهمكم كلكم اكيد ويفرحكم ..
لما الشيخ راشد اعطاني الأرض كان عايزني اسمي المشروع روتيلا لكني وقتها كنت غيور ..ثم يتنحنح بضحكه ..والحقيقه لسه غيور على اسم حبيبتي ....يضحك الجميع ثم يكمل صقر وهو يشد على يد فراشته وينظر لها ... ولكني وبمناسبه جداً خاصه قررت أنه جزء من المشروع يهمها اكيد ويفرحها هايكون اسمه الفراشة ...وهو قسم رعاية الأمومة والطفولة ..ثم يقبل روتيلا على خدها ويهمس لها : أيه رأيك بالمفاجأة دي
تضحك روتيلا بخجل : اخيراً عرفت نوع الهدايا اللي بحبها
يصفق الجميع ويرفع خالد صوته بمكر : بس ليه القسم ده بالذات
ينظر صقر له قليلاً وكأنه تذكر وعده فيتجهم وجهه فجأه و ينزل من على المنصه ويلكم خالد بقوه اسقطت خالد على الارض وبحده : كنت عارف لما طلبت وعد مني
يجلس خالد على الأرض ممسكا فكه ويضحك بشده وسط تعجب كل الموجودين للموقف لكن ما أثار تعجبهم اكثر روتيلا التي وقفت امام خالد وبحده: تستاهل علشان تتحداني وتزعل صقر
خالد بإصرار وهو يمسح الدم من على شفته : الوعد.. وعد...ومش هاتنازل ..
ينظر لهما صقر بتعجب ثم فجأه يضحك بشده وهو يدور حول نفسه ثم يعود لروتيلا يحتضنها
: أنا كنت زعلان لكن أنا دلوقتي في منتهى السعاده ..أول مره افوز على خالد
ثم يدور ليواجه الجميع المزهوليين للموقف :
يا جماعه باركولي هابقى إن شاء الله أبو خالد
أنت تقرأ
الفراشه
Randomفراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ (ابراهيم ناجي )