الفصل العشرون

16.1K 402 1
                                    

وصلت الى المستشفى .. وطبعا هو أول مريض تمر عليه .. فتحت الباب وجدته نائما والحجره مظلمه
ولا يوجد أحد .. قررت ان تخرج في هدوء وترجع في وقت لاحق ولكنه قال فجأه : ميــن ؟

غاده : انا ياكابتن .. اسفه صحيتك

شريف : لا لا انا مكنتش نايم ..

غاده وقد أقدمت ناحية سريره وأخذت تقريره اليومي وبدأت في قراءته .. كانت تخطف نظرات
متقطعه سريعه اليه وكأنها خائفه ان يراها .. مع انها تعلم انه لن يراها ولكن حيائها منعها ان تنظر
اليه نظره طويله تشبع عينيها بها ..

غاده وهي تحاول البحث عن كلام معه في اي اتجاه : هي طنط الهام فين؟

شريف : راحت للدكتور علي تتكلم معاه

غاده : خير هو في جديد ؟

شريف بخشونه : المفروض انتي اللي تقوليلي مش انا اللي اقولك

زمت غاده بشفتيها فهاهو قد عاده لاسلوبه الفظ معها وقالت : الحقيقه انا معنديش فكره في ايه .. بعد
اذن حضرتك

شريف : استني بس .. اوووووف انتي بتزعلي بسرعه كده ليه .. انا اسف يادكتوره بس انا متوتر
شويه ومتضايق

غاده : لا عادي .. بعد اذنك

شريف وهو يغير اسلوبه : بعد اذنك تاني؟ يبقى انتي لسه زعلانه .. لو سمحتي استني .. طيب
اسأليني حتى انا متضايق من ايه .. مش لو قلتلك هبقى في حاله احسن ولو ماقلتلكيش افضل متضايق
وده يأثر على حالتي وماخفش واتعب اكتر واموت وانتي تبقى السبب في ده كله

ضحكت غاده على كلامه وقال في سرها : مجنوووون

قالت له : خلاص والله مش زعلانه

شريف : طب ايه؟

غاده : ماشي .. طب انت متضايق من ايه؟

شريف : الدكتور علي بعت لأمي انها تروح في مكتبه عايزها في موضوع

غاده : خير اكيد .. ولو في حاجه عن حالتك اكيد هكون عارفاها .. بس خير اطمن

شريف : اكيد؟ انا حالتي صعبه انا عارف ولو في جديد ارجوكي ماتخبيش عليا .. مش هتفرق معايا
حاجه خلاص

غاده : اطمن مفيش جديد في حالتك غير انها بتتحسن بوم بعد يوم .. مصدقني؟

شريف بابتسامه : مصدقك جدا

ثم قال بطريقه طفوليه وصوت خافت : طيب ماتروحي بردو تتطقسي وتشوفيلنا في ايه؟

ضجكت غاده مره اخرى :طب ماتستنى انت مامتك وهي تقولنا

شريف : مانا خايف ماتقوليش وانا عايز اعرف كان عايزها ليه الدكتور ده

غاده : ماشي هروح اشوف في ايه ..

شريف : وتيجي تقوليلي؟

غاده : ماشي .. سلام

خرجت من عنده وذهبت مباشرة للدكتور علي .. وبالفعل وجدت والدة شريف معه .. القت عليهم
التحيه

غاده : انا كنت لسه عند الكابتن والحمد لله الحاله مستقره

الدكتور علي : اه فعلا .. والنهارده هنشيل الرباط من على راسه ..

غاده : طيب كويس ..

الدكتور علي : يعني .. هو كويس طبيا بس احنا مش عارفين الدكتور نبيل هيقرر ايه في الاخر ..

الهام بحزن : خايفه شريف مايقدرش يشوف تاني

غاده : هتشيله امتى؟

الدكتور علي : مستنين الدكتور نبيل يجي دلوقتي..

غاده : ممكن احضر معاكوا ؟

الدكتور علي : اكيد براحتك

الهام : اللهم اجعله خير يااارب ..

ثم وقفت وشكرت الدكتور علي وقالت انها ستسبقهم على الحجره الى ان يحضر طبيب العيون معهم..
ثم غادرت .. اما غاده فقد جلست تتحدث مع الدكتور علي في امور اخرى ..

غاده : انا عايزه ابدأ في الدكتوراه اول ماارجع من السفر يادكتور

الدكتور علي : تمام .. مين المشرف؟

غاده وهي تنظر له بابتسامه واسعه : مين يعني ؟

الدكتور علي بضحك : ايه هو اناهبقى وراكي وراكي في كل حاجه .. ماشي يادكتوره انا تحت امرك
.. ادعيلي بس عند الكعبه وانا ان شاء الله هشرف على رسالتك لما تبدأي فيها

غاده : حضرتك مغرقني بجمايلك من اول ماجيت هنا .. كفايه العلم اللي اتعلمته من حضرتك

الدكتورعلي : ده شغلي وواجبي مش جمايل ..

غاده : ثواب اكتر من كل ده .. " وعلم ينتفع به" وكله في ميزان حسنات حضرتك

الدكتور علي وقد دمعت عيناه متأثرا بكلامه : ربنا يبارك فيكي ..

ثم وجدوا الدكتور نبيل يدخل عليهم ليذهبوا جميعا الى حجرة الكابتن شريف

*******************

الرباط يزال بشكل حلزوني من على رأسه .. يظهر وجهه شيئا فشيئا .. وقف أمامه الدكتور علي
والدكتور نبيل وممرضه وأمه وباقي الطاقم .. أما هي فوقفت في أخر الحجره تتابع من بعيد .. ظهر
أخيرا وجهه بالكامل .. بعض الاصابات وتعاريج في الجلد بسبب الرباط .. ورغم ذلك احتفظ بوسامته
.. واي وسامه .. أكثر مما تظهره الصور التي رأتها له .. هاهو يفتح عينيه تدريجيا .. ماهذا اللون ..
انه الأزرق السماوي .. نظر امامه مباشرة نظره ناريه مع تقطيب حاجبيه ..

وقال بغضب مكتوم : وبعدين ؟؟؟؟؟ هفضل كده لحد امتى؟

الهام : هتفضل ايه يابني

شريف بغضب هادر : هفضل أعمى .. اييييه مش واخدين بالكوا اني كاشف لعبتكوا وكدبكوا عليا ..
لو فعلا انا هشوف كنتوا عرفتوا من الاول وقلتوا .. لكن الحجج بتاعتكوا دي مش هتخيل عليا

صمت الجميع ونظروا الى بعض بانزعاج من كلامه ثم قال الدكتور علي : لو سمحتوا يادكاتره
سيبونا لوحدنا شويه ..

ونظرالى والدته وقال لها نفس الكلام ..

خرج الجميع .. القت عليه غاده نظره اخيره .. ثم غادرت مع الباقيين .. جر علي الكرسي الى ان
اصبح جواره وقال له : انا لوحدي دلوقتي معاك ياكابتن ممكن نتكلم بهدوء .. راجل لراجل

لم يرد شريف وانما هدأ قليلا ..

قال الدكتور علي : انا هكلمك زي أبوك لو تسمحلي

شريف وهو مازال محتفظ بغضبه ولكنه رد بأدب : اتفضل

الدكتور علي : واضح انك والدتك مالهاش حد غيرك في الدنيا ..

شريف : ده حقيقي

الدكتور علي : واكيد وضعك الجديد ده صعب عليها قبل ما يكون صعب عليك .. الست دي انا بشوفها
مابتنمش .. الممرضين اللي بيجوا يشوفوك بليل بيلاقوها بتصلي وبتعيط في السجود.. واضح انها
كانت مدلعاك اوي وانت مش حاسس باللي هي فيه .. عشان لسه مجربتش غلاوة الابن .. وخصوصا
الابن الوحيد .. طبعا انا مقدر ظروفك .. وعارف ان مش سهل عليك تغيير مسار حياتك بالطريقه دي
.. بس هقولك حاجه بما انك راجل العيله الصغيره دي .. مهما جرالك المفروض تشيل وتشيل اصعب
من كده كمان .. مش تصعب الموضوع على والدتك .. لو شفتها كان شكلها ايه وانت بتزعق .. الست
كانت زعلانه على حالك وخايفه عليك مننا لانزعل .. الست دي عدت على كل واحد فينا في أوضته
عشان تترجاه مايزعلش منك .. خايفه نعتذر عن علاجك .. وكله عشان أسلوبك الجاف مع الدكاتره
والممرضين .. يابني نصيحه لوجه الله .. اتحكم في أعصابك كراجل .. اللي انت فيه ده وواهم نفسك
انه أصعب حاجه ممكن تواجه الانسان ده ولا حاجه .. في ناس مصايبها اكبر ومابتعملش اللي بتعمله
ده .. فاهمني يابني

شريف بانكسار : فاهم

الدكتور علي : دلوقتي هيدخلك الدكتور نبيل .. وهيكشف على عنيك بطريقته .. تتعامل بهدوء وتتقبل
اي وضع .. كراجل .. عشان خاطر أمك .. فاهمني .. حطها في بالك قبل نفسك .. وان شاء الله
هتشوف كل خير .. وافتكر ان ربنا رحيم .. ادعيله

شريف : ماشي

وبالفعل دخل الدكتور نبيل وأجرى الكشف على عينيه بأجهزه نقلها خصيصا لحجرته نظرا لعدم
استطاعة شريف مغادرة الحجره .. وكانت هي تتابع هذا الكشف من خارج الغرفه .. مر وقت ليس
بقليل .. كانت بالطبع تتمنى له الشفاء .. تتمنى ان يرى مره اخرى .. لا تدري لماذا يوجد بداخلها شئ
خفي لا تريد ان تسمعه او تعترف بوجوده .. شئ يتمنى ان يبقى شريف على حاله ولا يراه وجهها ابدا
..

*************************

انهى الدكتور نبيل الكشف عليه .. سألته أمه سريعا عن نتيجة الكشف .. لم يجمل الدكتور نبيل كلامه
... فقال لهم ما قاله لغاده من قبل دون مقدمات وشرح لهم بطريقه علميه مبسطه

الدكتور نبيل : يعني لو هتعمل العمليه .. نسبة نجاحها مش هتتجاوز ال 5%

الهام : يعني ايه يادكتور

الدكتور نبيل : يعني من ضمن 100 واحد في العالم بيعملوا العمليه دي ما بنتجحش غير مع 5 بس
وال95 الباقي بيفشلوا ..

الهام ببكاء : يادي المصيبه

شريف بجمود : ماتعيطيش ياأمي .. أرجوكي وسيبي الدكتور يكمل كلامه

الدكتور نبيل : وللأسف مافيش امكانيه نعمل العمليه هنا .. لازم سفر بره مصر .. وأكيد مش هتقدر
تسافر دلوقتي عشان رجلك وكسور الضلوع .. لازم نستنى لما تقدر تمشي على رجلك او حتى
تتحرك على كرسي مؤقت .. زي ماتحب

شريف : شكرا يادكتور

الدكتور نبيل : العفو ..

وخرج الدكتور نبيل من الحجره .. وقابل غاده .. سألته عن حالته .. أكد لها كلامه من قبل وأن السفر
هو الحل الوحيد ولكن بأمل ضعيف للغايه .. نظرت له ولوالدته التي تجلس بجواره تبكي وتصبره
وهو ينظرأمامه في صمت مازال ينظر أمامه تلك النظره الناريه الغاضبه .. لم تريد ان تواجهه في
هذه اللحظه خوفا من ان يصب عليها جام غضبه .. تركت المكان كله وغادرت المستشفى وعادت الى
منزلها

***********************

كانت تجلس مع جيهان وفوزيه ليلا في الصاله يتابعون التلفزيون ويتسامرون .. ثم جاء محمود
وساره جلسوا معهم ..

محمود : عامله ايه دلوقتي يا جي جي

جيهان : احسن الحمد لله

محمود : طيب انا كنت فكرت في حاجه كده

فوزيه : خير يامحمود

محمود : بصي انا بقترح ان جيهان بدل ماهي قاعده في البيت طول اليوم تنزل تشتغل معانا في
الشركه .. واهو تستفيد بالشهاده بتاعتها

غاده : فكره هايله .. تروحوا وترجعوا مع بعض كل يوم

فوزيه : دانت بترجع متأخر خالص يامحمود .. أختك هتقعد بره البيت كل ده

محمود : لا هي هتبقى زي الموظفين .. من 8 ل 4 يوميا ..

ثم قال لجيهان : ايه رأيك؟

جيهان بهدوء : ماشي يامحمود انا موافقه

محمود : يعني مش فرحانه؟

جيهان بابتسامه هادئه : مين قالك .. انا فرحانه جدا ..

غاده : ياواد اعاقل

ساره : انا بحقد عليكي هتشوفي محمود طول اليوم وانا لأ

اقترب منها وضمها تحت ذراعه وقال بحنيه : مانا طول عمري بقولك تعالي اشتغلي معايا عشان
نبقى سوا في البيت والشغل وانتي مش راضيه

ساره : لا ياسيدي ماليش في جو الشغل والمسؤليه دي كفايه عليا البيت والاستاذ عمر

غاده : بمناسبة الاستاذ عمر انا جبتله شوية لعب .. نلعب سوا انا وهو بس

حملته ودخلت به الى غرفتها .. جلست معه على السرير وأفرغت محتويات شنطه كبيره مليئه
بالألعاب الصغيره .. فرح بهم كثيرا وبدأ في امساك واحده تلو الاخرى وسط ضحك شديد وفرحه
بالالعاب ..

قالت له جيهان : تعرف ياواد انت اكتر واحد بقدر اتكلم معاه واحكيله كل حاجه

ثم ضحكت وقالت : ماهو عشان انت مش هتطلع اسراري بره ومش هتقول رأيك كمان .. يعني
صديق مريح على الاخر مفيش منك في السوق

ثم أراحت ظهرها الى الخلف وسندت على المخده وقالت : النهارده عرف حكاية عنيه ياعمر .. عرف
الحقيقه كلها .. عرف انه مش هيقدر يشوف تاني .. الا لو .. بس بعيد اوي لو دي .. ماشفتوش بعدها
وماتكلمتش حتى مع مامته .. مش عارفه هما عايشين دلوقتي ازاي .. ياترى هو حاسس بايه ..
ماشتفوش انت ياعمر لما زعق فينا كلنا وقالنا انتوا بتكدبوا عليا .. كان نفسي أروح احضنه واطبطب
عليه واهديه .. لو اقدر اخلع عيني واديهومله يشوف بيهم بدل عينه

ثم ابتسمت : عينه !! اه من عينه ياعمر .. عليه بصه منهم ترعب وفي نفس الوقت تحس انها غريبه
وغامضه كده .. انا شفته كأن نار غضب طالعه من عينه .. مع انه اوقات بحس انه حنين وطيب ..
واوقات بيقلب وربنا مايوريك قلبته ..

ثم حملت عمر بين يديها وقبلته قبله قويه من خده وقالت : ولا ياعمر .. انا شكلي حبيته ولا ايه ؟ انا
مش عارفه هو عاملي ايه .. اول ماروح المستشفى اروحله اول واحد ومابيغيبش عن بالي طول اليوم
.. اعمل فيه ايه قولي ياعموووور

دخلت ساره عليهم وجدت عمر غارق وسط اللعب وغاده مازالت تتحدث معه ..

ضحكت ساره وقالت : اتاريه كل شويه يشاور على الباب ويقول داده داده

احتضنته غاده وقالت : ياحبيب قلب داده انا بموووت فيك

أخذته ساره هو ولعبه الى الاعلى

**************************************

دخلت الحجره في هدوء وجدت الهام تصلي العصر .. وهو جالس في مكانه بنفس النظره التي
عشقتها .. قالت : السلام عليكم

انتبه شريف لصوتها وقال مبتسما : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

غاده : ازيك النهارده

شريف : كويس الحمد لله

انتهت الهام من صلاتها واقبلت على غاده سلمت عليها

الهام : عامله ايه يابنتي

غاده : الحمد لله بخير

الهام يارب دايما

غاده وهي تقرأ الاوراق الخاصه به : واضح ان لياقتك البدنيه ساعدت كتير اوي في سرعة التئام
العظام .. ودي ميزه للرياضي
شريف : الحمد لله

غاده : ابشرك هتخف في وقت أقرب من المتوقع باذن الله وحده

سألها شريف فجأه : انتي كنتي عارفه ان مفيش أمل اني أرجع أشوف تاني؟

غاده : الحقيقه .. آه كنت عارفه

شريف بتهكم : حتى انتي ضحكتي عليا

غاده : وانت ناوي تعمل ايه؟

شريف : هعمل ايه .. انا ماليش حيله .. بسمع كلام الدكاتره وبس

غاده : انت يائس كده ليه؟ هو انت لما تكون بتجري بالكوره وعايز تحطها جون .. وحد خدها منك ..
بتقول خلاص مفيش امل ارجعها منه ولا بتفضل وراه لحد ماتخد الكوره منه تاني

شريف : لا بفضل وراه لحد ما اخد الكوره تاني بس دي كوره حاجه ملموسه وشايفها .. لكن اللي في
علم الغيب وكمان مفيش منه امل .. اجري وراه ليه؟

غاده : اديك قلت في علم الغيب .. يعني مش في ايدك ولا في ايد الدكاتره .. في ايد ربنا .. توكل على
الله وماتخافش

شريف : يعني اعمل ايه؟

غاده : يعني استنى لما تخلص علاج زي ماالدكتور قال وتقدر تسافر .. وساعتها ربنا يسهل

الهام : هيسافر باذن الله .. وربنا هيرجعله نظره

غاده : ان شاء الله .. ها مواظب على الادويه والفيتامينات ؟

الهام : الصراحه الممرضات هنا قايمين معاه بالواجب .. مابيفوتوش معاد دوا الا ويجيبوه ..

ثم ضحكت .. وقالت : دول حتى بيعاكسوه من تحت لتحت كمان لولا هو بس بيتعصب عليهم

غاده بضيق : لا مايصحش اللي هما بيعملوه ده انا هنبههم عشان كده عيب

الهام بطيبه : دول غلابه يابنتي ماتقوليلهمش حاجه

غاده : طيب انا مضظره امشي عشان عندي شغل تاني .. بعد اذنكم

وخرجت من الحجره .. قالت الهام : انا لازم اروح البيت اجيب شوية حاجات ليك وليا .. واعمل كام
حاجه في البيت واجي تاني

شريف : هتروحي امتى ؟

الهام : بكره ان شاء الله ..

شريف : ماشي .. اخلي رامي يجي يوديكي؟

الهام : ماشي

شريف : هكلمه يجي بكره بعد معاد شغله ولا انتي عايزه تروحي الصبح؟

الهام : لا عادي خليها بعد العصر

وجاء ثاني يوم .. غادرت الهام مع رامي قبل وصول غاده .. تركها رامي بالمنزل حيث كلمتها أختها
وقالت انها سوف تحضر اليهم من بلدها لترى شريف وتطمئن عليه هي وبناتها ..

دخلت غاده عليه والقت السلام .. ودخلت معها ممرضه اخرى .. كشفت عليه وعلى الجبس وكانت
تساعدها تلك الممرضه وبالفعل كانت الفتاه تعامله بدلع ولطف زائد عن الحد..

نهرتها غاده بشده : ايه الاسلوب ده ياانسه ماتقفي كويس

الممرضه بغيظ مكتوم : حاضر يادكتوره

ثم نظرت لشريف وقالت بصوت ناعم : عايز مني حاجه تانيه ياكابتن؟

شريف وهو يشكرها برقه : تسلميلي يا صفيه

غادرت صفيه وهي تنظر لغاده بغل ..

قالت له غاده : ماشاء الله دانتوا اتصاحبتوا بقى وعرفت اسمها .. دانا اللي بشتغل هنا ماعرفش اسمها
غير دلوقتي مع اني بشوفها كتير

شريف ببرود متعمد : اه دي كل يوم بتيجي تطمن عليا وتظبطلي القعده والمخده ..

ثم مصمص شفتيه وقال : بتشتغل بضمير ومريحاني

شعرت غاده بالدم يغلي في عروقها وكادت أن تصرخ فيه ولكنها تمالكت نفسها أخيرا ومسكت
التقرير ومضت عليه وهي تضغط على القلم الذي كاد ان ينكسر في يدها .. فهي ترى ان تلك الفتاه
صفيه تبدو جميله في شكلها .. هو لا يراها .. ولكن ما الذي جعل ألفه بينهم هكذا .. ألدلعها عليه ومياعتها عامل كبير في ذلك؟؟

قالت في سرها : يعني اعملك ايه عشان تحس بيا ياأخي ..

هنا دخل صديقه رامي

رامي : السلام عليكم

غاده وشريف : وعريكم السلام

شريف : ها يارامي ماما وصلت

رامي : اه وصلتها للبيت وتقريبا خالتك كلمتها وقالتها انها جايه هي وبنات خالتك في السكه .. جايين
يتطمنوا عليك ويشوفوك

غاده في سرها أيضا : هلا هلا هلا .. بنات خالته ؟؟.. هلو ورا بعض .. هو كل اللي في حياته بنات
بنات .. هروح انا فين في كل دول

شريف : اه نسيت اعرفك .. ده رامي اقرب صديق ليا ودي الدكتوره غاده ..دكتورة عظام

رامي : اهلا يادكتوره

غاده : اهلا بيك ياكابتن

رامي : لا انا مش كابتن .. انا صاحبه اه بس بشتغل محاسب

شريف : كنا مع بعض طول الدراسه لحد ماتخرجنا من الكليه .. وكل واحد شاف سكته

غاده وهي مازالت شارده في حياته المليئه بالبنات : اه اه .. بعد اذنكوا

واتجهت ناحية الباب ثم التفت اليهم وقالت كأنها تذكرت شئ : اه لو سمحت ياكابتن الزيارات تكون
في أضيق الحدود وبسرعه ومش كل يوم ..

رامي : امشي انا يعني

غاده وهي متلعثمه : لا لا مش قصدي حضرتك

شريف بلؤم : امال قصدك مين؟

غاده بصوت يشوبه البكاء : ماقصديش حد .. خلاص انت حر

وفتحت الباب خرجت مسرعه

سأله شريف : مشيت؟

رامي : ايوه

انفجر شريف من الضحك الى ان دمعت عيناه ورامي واقف مندهش لما يجرى ..

رامي : ايه يابني بتضحك على ايه؟

مازال شريف يضحك ولا يستطيع ان يرد

رامي : لا حول لاو قوة الا بالله .. هي الحادثه كانت في نافوخك ولا في رجلك ؟ انت اتجننت ياض
انت .. بتضحك على ايه؟

شريف وهو يسعل نتيجة الضحك وقال : يالهوي على الستات دول .. نفص الفصيله كلهم كده

رامي : مش فاهم

شريف : الدكتوره ..

رامي : اشمعنا

شريف : بتغير

رامي : على مين ياروح خالتك

شريف : ماتتلم يلا .. بتغير عليا اومال بتغير عليك يعني

شريف : لا احكيلي من الاول مش فاهم حاجه

شريف : البت الممرضه دي اللي يتيجي تلقح نفسها عليا كل شويه ..

رامي : اه اه عارفها ام خصله صفرا بتنزلها من الحجاب دي

شريف : يع .. هي بتعمل كده ؟

رامي : ما علينا .. وبعدين

شريف : جت النهارده مع الدكتوره غاده وفضلت تتدلع وتتمايص والدكتور زعقتلها جامد ..

رامي : طب ودي فيها ايه ؟ ماهو طبيعي يعين هتسيبها تتكلم كده .. الدكتور دي اصلا شكلها يعني
محترمه اوي ومش هتسمح بالتسيب ده

شريف : وانت مش قلت خالتك وبنات خالتك جايين يزوروك ؟ هي بعدها قالت خلي الزيارات في
اضيق الحدود .. مع ان كل يوم بيجيلي زيارات اد كده وكل شويه حد من الفريق والنادي يجي يطمن
عليا عاااادي .. ومش هي اللي بتحدد الزيارات .. بس اهي حجه عشان البنات مايجوووش

رامي : بس دول اخواتك ..

شريف : وهي ايش عرفها انهم اخواتي . مكتوب على صدري ان خالتي رضعتني وانا صغير؟

رامي : وانت ايه اللي مأكدلك انها بتغير؟

شريف : حاسس بيها

رامي وهو يرفع احدى حاجبيه : لااا ياشيييييخ الكابتن شريف بيقول كده

شريف : هو انا قلت ايه يعني

رامي وهو يقلده : حاسس بيها

ثم قال : ياسلام .. ماهو البنات كانت بتترمى تحت رجلك من اللي بيجوا النادي وانت مكنتش حاسس
بحد ..

شريف بصدق : مش عارف

رامي : ايه ياشوشو .. طبيت

شريف : طبيت ايه .. بس تقدر تقول مرتاحلها شويه

رامي : ايوه ايوه ياحبيبي ماهي بتبدأ بالراحه .. وبعدين هوووب

شريف : بس ياض انت ماتفهمش حاجه من اللي بقوله ..

رامي : اللهم احفظنا من الحب وبهدلته ..

شريف : اه هو انت لسه على موقفك ده .. يبقى انت لسه بتحبها ومنستهاش

رامي : لا طبعا بس اتعلمت الدرس منها كويس ومش ناوي احب تاني .. العلاقه اللي هتبقى بيني
وبين اي واحده بعد كده هتبقى جواز وش .. اخلي امي تشوفلي عروسه وارح اخطبها ولما تبقى في
بيتي ابقى احب فيها براحتي .. مش اشوفها ساعتين في اليوم وماعرفش بقيت اليوم بتهبب ايه

شريف : خلاص بقى ماتتعصبش وتبوظلي مزاجي .. انا رايق النهارده

ضحك رامي : رايق عشان عكرت مزاجها

شريف : بصراحه اه .. مبسوط انها غيرانه ..

رامي : طيب يافالح .. هتعوز مني حاجه دلوقتي

شريف : رايح فين؟

رامي : هروح بيتنا اكل لقمة واعدي على مامتك اجيبها واجيلك بليل

شريف : انت كل ده ماتغدتش؟

رامي : لا جيتلك على طول بعد الشغل

شريف : معلش حقك عليا

رامي : ولا يهمك يابني عادي انا فطرت متأخر في الشغل .. بس عشان امي ماتزعلش هروح اتغدي
بسرعه

شريف : ماشي

رامي : سلام

شريف : مع السلامه

*****************************

جاء رامي مره اخرى بوالدته وصاحبتهم والدة رامي فهي على علاقة قديمه بشريف ووالدته .. جلسوا
قليلا ثم غادر رامي ووالدته

شريف : هي خالتو مجتش معاكي ليه؟

الهام : هتيجي بكره .. هما راحوا عند عمة البنات بيتهم هنا في القاهره مانت عارف .. هيباتوا عندهم ويجوا بكره ويمشوا من بره بره على بلدهم

شريف : ماشي

ثم صمت قليلا وقال : ماما

الهام : نعم ياحبيبي

شريف : تفتكري انا ممكن اتجوز؟

الهام : ممكن ؟ انت تتجوز وتتجوز ست البنات كمان

شريف : وفي حد واحده هترضى تتجوزني وانا كده

الهام بحزن : جرالك ايه ياشريف انت كل ساعه بحال ماتوجعش قلبي الله يخليك مانت كنت كويس
النهارده ايه اللي خلاك تفكر كده تاني

شريف وقد تذكر كلام الدكتور علي : لا ياست الكل خلاص انا زي الفل اهو

الهام : وبعدين يابني انت هتتجوز بكره ؟ لسه لما تخف خالص .. المفروض انت ماتقلقش من الحته
دي .. الحمد لله الكسور ماسببتش عجز من اي نوع يعني انت صاغ سليم تقدر تتجوز وتخلف

شريف : ياماما انتي مخك راح فين بس انا بتكلم عن الست اللي اتجوزها هترضى بيا لو .. لو عملية
عيني مانجحتش؟؟

صمتت الهام وقالت بعد تفكير : لو في واحده حبيتك بجد .. هتقبلك في أي وضع .. وهتشيلك فوق
راسها لو هي بنت اصول ..

شريف : تفتكري؟

الهام : اللي افتكره دلوقتي كلام الدكتوره غاده لما كلمتك عن يأسك .. وان انت لازم تدعي ربنا لان
كل شئ بايده .. ماتتوقعش الوحش وظن بربنا خير .. عشان تلاقي الخير

شريف : ربنا يريح قلبك ياماما

الهام : قلبي هيرتاح لما اشوفك مبسوط

شريف : ادعيلي

الهام : ربنا يعلم انا بدعيلك اد ايه في كل سجده

شريف : تصبحي على خير ياأمي

الهام وهي تقبله من جبينه : وانت من اهله

********************************************

جلست بمفردها في حديقة المنزل ليلا بعد ان نام الجميع .. جلست تفكر في حالها وما آل اليه بعد
تعلقها بشريف .. كانت قد أغلقت باب قلبها وعاهدت نفسها ألا تحب .. وكانت تتخيل دائما انها
ستتزوج زوجا تقليديا اذا ماوجدت الشخص الذي يرضى بها كزوجه .. هي ترى نفسها غير جميله
بالمره وهذا بجانب اهمالها في بشرتها ووجهها .. أصبحت أكثر دمامه .. هي ترى ذلك رغم ان من
حولها في البيت يقولون غير ذلك .. ولكنها تعلم انهم يجاملوها .. ولكن هي هيأت نفسها على تقبل
وضعها كفتاه غير جميله وتعاملت معه باستسلام .. ولم تحاول ان تبذل اي مجهود في الاهتمام بنفسها
.. فقط أغلقت على نفسها باب العلاقات .. ولكن هذا اللعين .. الذي لا يعرف طرق الابواب .. فقط يقتحم حياتك دون استئذان ودون ان تشعري .. تجد الفتاه نفسها تحب او غارقه في الحب دون ان تعلم
متى واين كيف .. فقط تعلم انها تحب .. نعم انها تحبه .. تعشق نظرته التي تخترق قلبها وتزيد لهيب
حبها .. ولكن !!!!! هل هي لها مكان في قلبه .. هل تتجرأ على تخيل نفسها حبيبته ؟؟ هل تتجرأ
وتعلن هي عن حبها .. لا لا ليست لديها الثقه او الجرأه الكافيه .. حتى سرها هذا لم تأمن عليه الا مع
الصغير عمر الذي لا يستطيع حتى ان يفهمها .. هي حتى لا تمتلك اسلوب الدلع الذي تتبعه صفيه
الممرضه وان ملكته لا ترضى لنفسها ان تتعامل مع شخص غريب عنها على هذا النحو ..

قالت لنفسها : ااااه ياربي على الحيره اللي انا فيها .. ولسه كمان بكره بنات خالته دول معرفش شكلهم ايه ولا سنهم اد ايه .. ربنا يستر بقى وبكره يعدي على خير ومالاقيش واحده بترمي نفسها في حضنه
.. ساعتها ادخل اموتها واموته واموت نفسي واخلص من الحيره دي

*************************

جاءت خالته وبناتها .. سلمن عليه واحده تلو الاخرى وجلسن معه ومع الهام .. وانهالت عليه الاسئله
عن الحادثه والادعيه بالشفاء العاجل

مرت غاده من امام حجرته وقبل ان تدخل نظرت من النافذه الزجاجيه على من بالحجره .. وجدت أربعة اناث موجودين .. بالطبع تلك السيده الاكبر سنا هي خالته والباقيات هن بناتها .. كلهن في سن
الشباب .. وكلهن جميلات .. نظرت اليهن نظرة حسره .. ثم نظرت الى شريف الذي يضحك
باستمرار على كلامهن .. وتلك الفتاه تحدثه والاخرى التي تجلس بجواره على سريره بمنتهى الجرأه
والثالثه تعد له الطعام وتأكله في فمه .. واضح انهن يتاهفتان على رضاه .. ان لم يكن يعشقانه مثلها ..

قالت لنفسها : اقفي في الصف ياغاده .. اياكش يجي عليكي الدور ..

لم تدخل عليهم وانما جرت ذيول الخيبه ورجعت الى غرفتها ..

*********************

غادرت خالته وبناتها .. وجاء الليل

سأل شريف والدته : هي الدكتوره غاده معدتش النهارده ليه؟

الهام : مش عارف يابني .. بس انا شفتها كانت واقفه بتبص علينا من الازاز وقفت حبه وبعدين مشيت
.. حتى انا شاورتلها تدخل ماخدتش بالها مني .. وخالتك كانت بتكلمني فانشغلت عنها .. بس بعدها
ببص مالقتهاش موجوده ..

شريف بضيق : ليه ياماما كنتي طلعتي ندهتيلها

الهام : ليه يابني انت عايز حاجه منها .. حاسس بتعب اجيبلك الدكتور اللي موجود

شريف وهو لا يريد ان تعلم امه مايدور بداخله : اه كنت عايز اسألها هشيل الجبس اللي على صدري
امتى؟

الهام : مانت عارف ياشريف اللي على صدرك ياحبيبي مش اقل من شهر .. حتى بعدها هتخرج من
المستشفى

شريف : طيب ياماما .. انا عايز انام .. تصبحي على خير

تأكد شريف من احساسه انها بالفعل تغير عليه من بنات خالاته .. وبما انها ألقت نظره عليهم
وغادرت ولم تؤدي الكشف الدوري عليه فإنها حزينه لوجود البنات معه .. وتأكد أيضا من انها تهمه
وتعني له في حياته شيئا مهما .. لانه متأثرا بضيقها ومشغولا بحالها .. ولام نفسه فهو الذي أثار
غيرتها عندما تكلم عن صفيه بهذه الطريقه .. وعد نفسه ان يصالحها في الغد ..

**************************

جاء ثاني يوم وقبل ان تمر عليه غاده بعث لها الدكتور علي انه يريدها في مكتبه فور وصولها
للمستشفى .. ذهبت اليه .. تكلم معها في امور العمل والمرضى الموجودين ..

وقال لها : اخبار كابتن شريف ايه؟

غاده : كله تمام وفي تحسن مستمر ..

الدكتور علي : ممممم يعني مش مستاهل انك تعدي على أوضته كل شويه

غاده : ايه؟ مش فاهمه انا مش بعدي على ...

قاطعها في صرامه لم تعدها : غاده انتي تدخلي اوضته تعملي شغلك وتخرجي على طول ..
وماتخلينيش اقولك كلام مكنتش عايز اقوله

بلعت ريقها بصعوبه وقالت : كلام ايه؟

خلع نظارته الطبيه ورماها امامه على الاوراق وقال بحده : كلام ايه؟ الكلام اللي بسمعه عنك .. لما
بتدخلي عنده الاوضه بتقعدي مده طويله .. وبتقعدي تبصي عليه من الشباك الازاز من بره الاوضه ..
ايه ياغاده جرالك ايه؟ هتخليني اغير رأيي عنك ولا ايه؟

غاده بفزع : مين اللي قالك لحضرتك الكلام ده ؟

الدكتور علي : كل الممرضات بيتكلموا والكلام وصلني من دكاتره كمان .. ومرضتش اتكلم معاكي
الا لما شفت بعيني حضرتك واقفه تبصي عليه وسرحانه ..

غاده ببكاء: أكيد صفيه هي اللي نشرت الكلام ده عني .. انا مش كده والله يادكتور ومش بتجاوز
حدودي مع مريض او حتى زميل .. انا في حالي لدرجه حضرتك ماتتصورهاش .. انا حتى اول مره
اعرف اسم اللي اسمها صفيه دي يوم مادخلت معاها للكابتن .. لقيتها بتتمايع وتتكلم بطريقه مش
كويسه معاه قمت زعقتلها قدامه حتى هي بعدها كانت بتبصلي بطريقه وحشه .. اكيد هي اللي اتكلمت
عليا كده

الدكتور علي : ماتعيطيش .. انتي حتى لو اتصرفتي بطبيعتك ونيتك كويسه .. لازم تاخدي بالك من
تصرفاتك اكتر من كده .. مجتمعنا بيحط عينه على البنت وتصرفتها اكتر من الراجل .. يلا اتفضلي
على شغلك

وقفت غاده وهي مازالت تبكي وخرجت من الحجره وهي تمسح دموعها .. وقررت في داخلها ان
تفعل شيئا .. ذهبت الى زميلها في المستشفى الدكتور محمد وهو أيضا تخصص عظام .. شرحت له
حالة شريف وطلبت منه ان يشرف هو على حالته بدلا منه .. لانها ستسافر وتنشغل بعدها بالرساله ..
ولن تستطيع ان تتابعه في الوقت الحالي .. رحب محمد بطلبها ولكن بعد استئذان الدكتور علي ..

خرجت بعدها مباشرة من المستشفى .. لم تكن تريد أن ترى أحدا على الاطلاق .. اتصلت عليها لمياء
كي تطمئن عليها .. لم ترد غاده واغلقت هاتفها .. الى ان وصلت المنزل .. واضح ان جيهان ووالدتها
بالاعلى عند ساره .. حمدت ربها فهي ليس لديها القدره على تبرير رجوعها مبكرا من عملها ..
دخلت حجرتها وتدثرت بالغطاء استعدادا للنوم ولكن هيهاااات .. فعندما وضعت رأسها على الوساده
تذكرت كلام الدكتور علي وانهمرت الدموع مره اخرى .. وظلت تكرر : حسبي الله ونعما لوكيل ..
حسبي الله ونعم الوكيل ... الى ان نامت ودموعها على خدها

**************************

كان جالسا نصف جلسه على سريره ووالدته تجلس بجواره تطعمه في فمه .. دخل عليهم دكتور محمد
.. القى السلام وبدأ في الكشف عليه

الهام : معلش يابني هو حضرتك مين؟

محمد : انا دكتور محمد استلمت مكان دكتوره غاده ..

شريف : نعم ؟؟؟ ازاي يعني؟

محمد : والله ده كان طلبها .. والدكتور علي وافق على كده

شريف : ايه؟ طلبها؟

الهام : والله يابني مازعلناها في حاجه

محمد : هي عندها مشاغل تانيه .. بتحضر دكتوراه وعايزه تفضي نفسها

سخر شريف من كلام محمد في نفسه فهو يعلم انها مازالت غاضبه منه ومن اسلوبه مع صفيه وبنات
خالته ..

اكمل محمد فحصه لشريف وغادر .. انهى شريف طعامه وغادرت الهام الحجره لتحضر بعض
المشروبات ..

جاء رامي في هذا الوقت ودخل على صديقه ..

شريف : جيت في وقتك يارامي ..

رامي : في ايه؟

شريف : واضح اني تقلت العيار مع غاده .. شكلها زعلت واعتذرت عن متابعت حالتي

رامي : ليه هو ايه اللي حصل ؟

شريف : بنات خالتو جم وهي شافتهم من ورا الازاز ومشيت ومارضيتش تدخل .. اكيد اتضايقت لما
شافتهم بيعاملوني عادي كده

رامي : طب ماهو فعلا عادي مانت اخوهم

شريف : انت عبيط يابني ماهي مش عارفه اني اخوهم ماتفتح مخك بقى

رامي : انت واجع دماغك ليه ماتقولها وتخلص

شريف : لا ماهي راحت لدكتور تاني كده طلبت منه يستلم حالتي .. وطبعا ماشوفتهاش

رامي : مش عارف ياشريف انت بتبني كلامك كله على توقعات ..

شريف : يبقى نتأكد .. وانت اللي هتتأكدلي

رامي : ازاي..

شريف : اسمع كلامي ونفذه بسرعه قبل امي ما تيجي .. انت تروحلها مكتبها وتسألها كده وش

رامي وهو يسخر منه : كده وش؟؟؟ ياسلام وهتقول احنا مهتميين ليه ؟ ما اي دكتور يعالجك وخلاص
احنا عايزين منها ايه؟

شريف : هي دي الطريقه الوحيده يافالح .. وتفتكر زي ما تفتكر .. اخلص بقى روح وتعالى بسرعه..
ولو لقيت ماما جت ماتتكلمش قدامها

رامي :ماشي

ذهب رامي وسأل على الدكتوره غاده وجد انها غير موجوده وغادرت مبكرا .. عاد الى شريف
واخبره بما علم ..

شريف : طب هي مشيت بدري ليه؟

رامي : محدش عارف

شريف : يووووه معني كده اننا هنستنى الحد الجاي .. هنستنى كل ده؟؟

رامي : طيب تدفع كام بقى عشان انا جبتلك رقمها

شريف بلهفه : ايه جبته ازاي؟

رامي : قلت للناس تحت ان انا محتاجلها ضروري عشان في حاله مستعجله ولازم اكلمها وجبت
رقمها بسهوله

شريف : خد تليفوني اهو موجود عندك واتصل وحط السماعه على ودني ..

رامي : بس ماقلتليش

شريف بعصبيه : اقولك ايه يابني انت

رامي ببرود : هتدفع كام؟

شريف : امشي يلا ن هنا مش عايز منك حاجه

رامي بضحك : هههههههههههههههه ياعيني على الحلو لما تبهدله الايام

شريف : اخلص

اتصل شريف على رقمها ووضع الهاتف على اذن شريف ..

بينما تغير وجه شريف وقال رامي : في ايه؟

شريف بوجوم : مقفول

أخذ رامي الهاتف مره اخرى واغلق الخط ..

زفر شريف في ضيق : يبقى في حاجه حصلت .. انا متأكد ..

رامي : ايه اللي أكدلك ؟

حرك شريف رأسه تجاه رامي وقال بهدوء وصدق حقيقي : انا حاسس بيها ..

**************************

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن