الفصل الثاني والعشرين

13.9K 346 2
                                    


تعمقت العلاقه أكثر بين غاده وبين شريف في الايام التاليه .. فهي تراه يوميا .. نسيت كل القواعد التي
فرضتها على نفسها .. وتطورت علاقتها به بشكل سريع .. فانطلق حبه في قلبها وتمكن منه .. وهو
أيضا . أدمن وجودها معه وينتظرها بفارغ الصبر كل يوم .. ولو قل الوقت الذي يقضوه معا .. فهي
قصدت ذلك .. فرغم أنه أسعد لحظات تعيشها معه الا انها تعلمت الدرس جيدا .. فلن تعطي أحدا
الفرصه لاصطياد الاخطاء لها .. تنهي عملها في حجرته وتخرج على الفور .. تخطف من اليوم
لحظات قصيره تكيفها لليوم التالي لتراه مره اخرى .. يبتسم فور دخولها الحجره .. وعندما يتصادف
غياب والدته عن الحجره .. يسمعها كلمة او اكثر يسعدوها ويضفوا حمرة خجل وسعاده لا توصف
لديها .. ولكنها تصده بطريقه لطيفه لكي لا يتمادى .. فمهما زاد حبه وغلاوته لديها فان حدود الأدب
والإحترام لا يجوز تعديهما مهما حدث .. فذات يوم دار بينهما هذا الحوار وفي غياب الهام

غاده : السلام عليكم

شريف بسعاده : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

غاده : ازيك النهارده

شريف : الحمد لله .. بحس اني احسن كل يوم بعد العصر كده

غاده باستغراب : بجد؟ ليه بعد العصر يعني؟

شريف : عشان انتي بتيجي بعد العصر

غاده بهزار : ستوب .. كارت أصفر

شريف : أوبا .. ليه ياكوتش انا عملت ايه؟

غاده بضحك : كوتش ايه بس ؟ هو الكوتش اللي بيدي كارت اصفر واحمر؟ ده الحكم ياكابتن

شريف : يادي الكسفه اللي انت فيها ياشريف

غاده : ركز شويه

شريف بصوت حاني : ماهو من ساعة مابتدخلي الاوضه وانا مابعرفش أركز في حاجه

غاده وهي تضفي الجديه على نبرة صوتها : تاني ياكابتن ..

شريف : الكابتن خلاص

غاده : لا انا ماشيه بقى

شريف : استني بس

غاده : سلااااااام

وينتهي يومهم وهكذا كل يوم .. وبعد عدة ايام .. كانت جالسه في حديقة المنزل وامامها كوبا من
الشاي .. كانت شارده .. جلست بجوارها جيهان وهي تحمل كوب الشاي الخاص بها ايضا ..

جيهان : مش ناويه بقى تعترفي؟

غاده : بإيه ياسيادة المحقق؟

جيهان : باللي مشقلب كيانك بقالك مده .. وأوعي تقوليلي شغل ومش عارفه ايه .. شغلك ماشي زي
الفل ماشاء الله والعياده العمال بيجهزوها من كله واتفقتي مع دكتورين تانيين .. يبقى شغلك امااان ..
قولي بقى وفضفضي ..

نظرت لها غاده في صمت

فتكلمت جيهان مره اخرى : اوووف شكلك هتتعبيني .. هو احنا يعني مش اخوات وصحاب؟

غاده : انا ماليش غيركوا اصلا انتي بتتكلمي في ايه؟

جيهان : طيب قولي بقى واتكلمي .. ابسطهالك ؟ هبسطهالك

ضحكت غاده على اسلوبها

جيهان وهي تغمز بعينيها : شكلك بتحبي .. صح؟

غاده وهي تشيح بوجهها بعيدا : بحب ايه انتي عبيطه؟

جيهان : طب قوليلي وانا اقولك

غاده : تقوليلي ايه ؟

جيهان : حاجه زي اللي هتقوليهالي

غاده : بت انتي انا مش فايقالك

جيهان : بصي ياغاده يابنتي عايزه اقولك من الاخر اني هعرف هعرف .. فقوليلي بالذوق بدل
ماتقولي غصب عنك لما اقرفك في عيشتك وافضل الح الح الح عليكي عشان اعرف

غاده وهي تمسك رأسها : نافوخي ياناس انتي مابتتعبيش؟

جيهان وهي تخرج لسانها : لأ ..

غاده وهي تتكلم بجديه : طيب خدي الموضوع جد الاول عشان نتكلم صح

جيهان وهي تعتدل في جلستها : ايه يابت القلبه دي ؟ جد ايه وبتاع ايه في ايه قلقتيني

غاده : انا تعبانه اوي ياجيهان

جيهان : تعبانه ؟ مريضه يعني؟

غاده :لا لا .. فاكره الكابتن شريف عبد الهادي اللي جه المستشفى عندنا؟

جيهان : اه ماله

نظرت لها غاده نظره حزينه في صمت

ضربت يدها على صدرها : يالهوي مات؟

غاده : مات ايه بعد الشر عليه

جيهان وتهز رأسها وقد استوعبت الامر: اااااه بعد الشر علييييييه

غاده : شوفتي قلبتي الموضوع هزار ازاي؟

جيهان : بس بس انا فهمت كده في ايه .. نقطه بقى من اول السطر وقوليلي من الاول

غاده بتنهيده : مش عارفه ياجي جي الاول كان امتى .. ده الاول حتى كان بيعاملني وحش .. ومره
في مره حسيت اني بستلطفه ومن غير ماعرف ياجيهان لقيتني .. لقيتني ..

ثم بكت فجأه : لقيتني بحبه اوي

اقتربت منها جيهان واحتضنت رأسها : بس بس .. وانتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟ ايه المشكله لما تحبيه؟

نظرت لها غاده : انا معرفش اي حاجه .. معرفش هو حاسس بيا ولا لأ .. معرفش هو حاسس بايه
اصلا من ناحيتي ..

جلست جيهان على مقعدها مره اخرى وقالت : طيب اهدي كده واحكيلي كل المواقف والكلام اللي
دار بينكوا ... بالتفصيل

روت لها غاده كل شئ وكل كلمه قالتها له وقالها لها ..

جيهان بتفكير عميق : كل اللي قلتيه وكل الكلام بينكوا بيقول ان في حاجه حلوه ابتدت بينكوا .. بس
ماتثبتتش لسه

غاده بانتباه : ازاي؟

جيهان : انتي بتقولي انك بتحبيه وبتموتي فيه .. احنا مش عارفين بس جايز يكون هو كده كمان .. و

قاطعتها غاده : وجايز لأ

جيهان : محناش عارفين ماتحكميش بقى .. المهم .. أكمل .. وبعدين اهتمامه بانه يردلك كرامتك
ويعمل مقلب في الممرضه دي مع صاحبه .. يعني خد وقت وخطط وفكر ونفذ وكمان امه معاهم يبقى
في اهتمام حقيقي

غاده : لا .. انا لما شكرته قلتله ده جميل مش هنساهولك قالي انتي عملتي فيا جميل في العمليات ..
يبقى هو كده بيرد الجميل مش أكتر

جيهان : همممم .. طب وبعديها ..

غاده : زي ماقلتلك بيكلمني باسلوب لطيف ولذيذ .. وكأنه مش عايزني اخرج من الاوضه .. بصراحه
وانا كمان ماببقاش عايزه اخرج

جيهان : هو هيخرج امتى من المستشفى ؟

غاده : لسه الدكتورعلي محددش

جيهان : طيب وبعد لما يخرج هيكون ليكي علاقه بمتابعته ؟

غاده : لما يجي يعمل كشف دوري وده هيكون في اوقات بعيده عن بعضها .. عايزه تقولي ايه؟

جيهان : بصي دلوقتي في احتمالين .. لو هو مابيحبكيش يبقى خلاص لما يخرج مالناش دعوه بيه
وهو مش هيحاول يكلمك .. لكن الاحتمال التاني واللي انا بميل ليه اكتر انه بيحبك يبقى اكيد هيتكلم
في الفتره اللي قاعدها في المستشفى دي ..

غاده : انا مايله لللاحتمال الاول

جيهان : ليه؟

وقفت غاده ودارت حول الطاوله : ده واحد متعود على البنات والخروج والمتعه والشهره .. وفجأه
كل ده مابقاش موجود في حياته .. ولقى نفسه في أوضه صغيره وكل يوم بتجيله الدكتوره اللي تقريبا
مابيقابلش ست غيرها دلوقتي .. فلو افترضنا حتى انه اتعلق بيا شويه .. انما بعد ما يخرج من عزلة
المستشفى ويرجع لحياته الطبيعيه .. هينسى كل اللي فات ..

جيهان : لو بيحبك مش هينساكي .. بس انا عايزه اسألك سؤال

غاده : ها

جيهان : لو فرضنا انه بيحبك زي ما بتحبيه وخلاص اعترفتوا لبعض واتفقتوا .. هتقدري تعيشي
بقيت حياتك مع واحد .. ضرير؟

غاده : اه هقدر

جيهان : فكري شويه .. هو احتمال كبير يفضل ضرير .. ولو فضل كده وجه وقت قرارك بالارتباط
بيه .. هتقدري تعيشي معاه على حالته دي ؟ هو كل مصدر دخله كان الكوره وخلاص مش هيبقى فيه
كوره .. وساعتها هيقعد في البيت وانتي هتنزلي الشغل ..

غاده : ياااه ياجيهان انتي بتفكري في حته بعيده اوي .. هو احنا لسه عرفنا هو بيفكر فيا على اساس
ايه؟ ولو ياستي حصل زي مابتقولي .. انا مستعده اعيش تحت رجله اخدمه بقيت عمري .. بس .. بس
لو كان فعلا بيحبني مش بيتسلى .. انا خايفه اوي ليكون كده .. عمري ماحبيت قبل كده ولا عرفت
يعني ايه حب الا معاه .. خايفه اتجرح ولو اتجرحت منه هتعقد اكتر مانا متعقده .. انا متأكده من
مشاعري ناحيته .. بس هو ..

جيهان : ماتضغطيش على نفسك في التفكير .. سيبيها لربنا وهتتحل صدقيني ..

غاده : ونعم بالله

هنا سمعوا صوت محمود بالداخل

جيهان : يلا ندخل جوه دلوقتي وبعدين نتابع يوميات الدكتوره والكابتن

غاده : مانتي كنتي ماشيه كويس قلبتيها هزار ليه؟

جيهان : يادودو لولا حبة الهزار دول كان زماني مت من الاكتئاب من ساعة ماتطلقت

غاده : ربنا يسعدك ياحبيبتي ويرزقك باللي يقدرك .. و..

ثم كأنها تذكرت فجأه : استني اسنتي انتي قولتيلي في الاول " قوليلي وهقولك" .. تقوليلي على ايه ؟

جيهان : لا بهزر معاكي كنت بوقعك في الكلام

غاده : اااااه افتكرت .. اصل بس انتي لسه في العده

جيهان : اهي قربت تخلص ونخلص من التدبيسه دي اصل انا حسه ان انا لسه متجوزاه .. وكل ما
افتكر انه ممكن يرجعني بكلمه بحس اني عايزه اغمض عيني وافتحها يوم نهاية العده ..

غاده : للدرجه دي مابقتيش تحبيه؟

جيهان : انا محبيتوش اصلا .. كان انبهار بشياكته ووسامته وكل حاجه كان بيجيبهالي .. كانت نقطة
ضعفي وهو عرف يلعب بيها كويس

غاده : طيب يلا ندخل وكفايه كلام عنه ..

جيهان : يلا

دخلوا سويا وجلسوا مع محمود وفوزيه وبعد قليل انضمت اليهم ساره والصغير

تكلم محمود كثيرا عن عمله وعن بعض الصفقات التي بدأ مؤخرا في تنفيذها من خلال شركته هو
وهاني .. وانه سيأخذ توكيل إحدى الشركات العالميه المعروفه ويجعلوا مقرها في القاهره ويديرها هو
وهاني سويا

جيهان : ازاي الكلام ده ؟ ده حاتم كان بيجري ورا الشركه دي بقاله مده عشان ياخد التوكيل بتاعها

محمود : بس احنا اللي خدناه بالفعل

جيهان بتردد : وهو عامل ايه في شغله .. شركته عامله ايه في السوق؟

محمود : بصراحه .. مستواه في هبوط مستمر .. يخسر مزاد مره و مناقصه مره .. يعني في انحدار

فوزيه : ده انتقام ربنا

جيهان : لا حول ولا قوة الا بالله

فوزيه : ايه صعبان عليكي

جيهان : انا بس مابحبش الشماته ..

محمود : خلاص ياجماعه حصل خير .. غيروا الموضوع ده ..

ساره : طيب شفوتوا عمر عمل ايه النهارده

محمود وهو يداعب الطفل : عملت ايه يامجرم

وبذكاء غيرت ساره مسار الحوار الذي اصابه التوتر منذ ان ذكر اسم حاتم فيه ..

صعد بعدها محمود وزوجته ودخلت فوزيه حجرتها لتنام .. وجهزت غاده حالها للنوم هي وجيهان ..
وقبل النوم تحدثوا سويا

اغلقت غاده النور وجلست بجوار جيهان على السرير .. ظل الوضع صامت قليلا وكل منهما نائمه
على ظهرها تنظر الى سقف الحجره ..

غاده : عارفه ياجيهان .. انا اوقات بحس اني حبيته عشان هو مش شايفني ..

جيهان : مش فاهمه تقصدي ايه؟

غاده : بصي بصراحه كده كل الرجاله بينجذبوا للبنت الحلوه او الدلوعه .. وانا لا كده ولا كده ..
وطول عمري في حالي .. والانجاز اللي قدرت اعمله بجد اني محبيتش حد خالص .. هو اكيد كان
هيكون حب من طرف واحد بس انا قفلت على نفسي كل الابواب .. وده اللي خلاني اشك اني حبيته
عشان هو مش شايفني وبقيت على طبيعتي معاه

جيهان : مع اعتراضي على بعض الكلام بس انتي قلتي في الاخر " وبقيت على طبيعتي معاه "
ومعنى كده انك من جواكي حلوه جدا جدا .. ودي الحلاوه اللي هو شايفها .. بصي ياغاده الراجل اللي
بيفكر زي مانتي بتقولي البنت الحلوه الدلوعه ده يبقى من صنف حاتم .. ومعتقدش ان شريف زي
حاتم .. نيجي بقى للنقطه التانيه .. ايه الهبل اللي بتقوليه ده ؟؟ مش حلوة ايه؟ ده كفايه شعرك الحرير
ده ماشاء الله عليكي بجد .. وغير كده انتي ماشفتيش شكلك في فرحي كنت ي عامله ازاي؟ دانتي
طلعتي من تحت ايدهم في الكوافير واحده تانيه خالص ..

غاده : بس انا مش الواحده التانيه انا الواحده الاولانيه اللي دخلت الكوافير .. ياجيهان انا مش هعيش
طول عمري بالمكياج والسواريه .. وانا اساسا مابحبش احط مكياج بره البيت ..

قامت جيهان من مكانها وفتحت النور مره اخرى وجلست بجوارها على السرير .. اقتربت من وجهها
.. مسكتها من ذقنها ودققت في معالمها جيدا وقالت : مممم في شوية حبوب .. وبشره جافه .. الشمس
عامله فيكي عمايلها .. وشعرك كمان .. هو اه طبيعته حلو جدا وناعم وطويل ماشاء الله .. بس من قلة
الاهتمام بيه بقى تالف ..

ضحكت غاده : انتي تروحي تفتح بيوتي سنتر .. كل ده اكتشفتيه من بصه كده؟؟؟

جيهان : اتريقي اتريقي .. بس بصي بقى .. انا وانتي هنعمل حاجه .. هنروح اولا عند دكتور جلديه
محترم .. وهنتابع عند بيوتي سنتر محترم .. وبعدين هنشوف هنعمل ايه تاني

أزالت غاده يد جيهان بلطف وقالت : انتي بتحلمي باين عليكي .. انا مش هعمل حاجه .. ومش هغير
في نفسي عشان راجل .. انا لو بموت فيه مش هتغير عشان يحب شكلي .. انا كده ومش هعيش غير
كده

جيهان : مين قالك ان التغيير عشان الراجل .. انتي لازم تهتمي بنفسك عشان خاطر نفسك .. لما
بتبصي في المرايه وتشوفي نفسك وحشه ده بيأثر بالسالب على حياتك واسلوبك اليومي .. لدرجة انك
عمرك كله قضتيه بعيد عن الناس .. في حاجه في علم النفس بتقول لو انتي حسيتي انك حلوه الناس
كلها هتشوفك حلوه .. لازم تشوفي نفسك حلوه ومهتمه بنفسك .. حتى في البيت .. ستايل هدومك لازم
يتغير انتي مابقتيش الطالبه ولا الطفله انتي دكتوره كبيره محترمه .. بلاش بقى شغل البيجامات
والشورتات اللي بتلبسيهم وقت النوم ده

غاده بتساؤل : اومال البس ايه يعني؟

جيهان : قمصان .. قطن او حرير او ستان .. دلع كده ..

غاده : لا والله وافرض اخوكي دخل علينا فجأه

جيهان : لا انا ملاحظه انه مابيدخلش بالمفتاح .. بيرن الجرس على طول ماهو بردو مراعي ان في
بنت في البيت

غاده : كل كلامك ده ماأقنعنيش للأسف

جيهان : انتي دماغك دي جزمه قديمه

غاده وهي تضربها بالوساده : لمي نفسك يابت

جيهان : قمصاني كلها في الدولاب وفي جديد منها كمان .. خدي منها اللي انتي عايزاه وجربي ..
ولما تحسي بأنوثتك وتخرجي من جو الموظفين اللي انتي فيه ده هتعرفي انا قصدي ايه .. وصدقيني
ثقتك بنفسك هتزيد

غاده : مش واخده حاجه .. انا هنام بقى عشان تبطللي سخافاتك دي

جيهان :طيب طيب .. تصبحي على خير ..

******************

انتهى محمود وهاني من الاجتماع بموظفين الشركه .. وجلسوا سويا يناقشان بعض امور العمل

التقط محمود ملفا وفتحه وقال : معقول ؟

هاني : خير؟

محمود : شركة حاتم بعتالنا عرض بصفقه جديده

هاني بانزعاج : وهو ليه عين يشتغل معانا

محمود : مش عارف هو عايز ايه !! بس عموما الشغل حاجه واللي حصل بينا حاجه تانيه .. نشوف
التفاصيل ايه وبعدين نقرر

هاني بصوت أقرب للحده : تفاصيل ايه اللي نشوفها .. دي شركته ضايعه خالص وسمعتها زفت .. لو
اتعاملنا معاه هينزل مننا ..

محمود بتفكير : مش ده اللي خايف منه لو رجعنا نتعامل معاه

هاني : اومال ايه اللي خايف منه؟

محمود : جيهان كانت بتسألني عليه امبارح

هاني بقلق : بتسألك عن مين؟

محمود : عن حاتم يابني اومال احنا بنتكلم عن مين؟

هاني : ايوه يعني بتسألك عليه ليه؟

محمود :بتسألني عن شغله وعامل ايه ولما قلتلها انه بيخسر زعلت عشانه مش عارف انا خايف
لتكون حنت ليه .. ماهو بردو كان جوزها في يوم من الايام .. ومش من بعيد ده من فتره قريبه

وقف هاني وقال : ده سبب أدعى انك ترفض الشغل معاه عشان مايبقالناش اي صله بالشخص ده

محمود : عندك حق .. بس

هاني : بس ايه؟

محمود : ده واحد في محنه .. وانا بصراحه يعني عايز اساعده

هاني بغيظ : تساعد مين يابني ادم ؟؟؟؟ انت مخك راح فين؟؟؟

محمود : انا عايز افك كرب مسلم مش اكتر .. انا ماتمناش نفسي اكون مكانه بس بتوقع لو انا مكانه
كنت هتعلق بأي قشايه ارجع بيها نفسي لمكاني في السوق

هاني : بس انا مش موافق على الصفقه دي

محمود بعد تفكير : طيب براحتك .. انا هعملها لحسابي انا حتى لو مكسبتش فيها مليم ..

هاني : انت حر

ثم خرج واغلق الباب خلفه في عنف

************************

وقفت تتابع حالته .. وهو يحاول ان يغازلها بأي طريقه ولكنها كالعاده تتهرب .. دخلت عليهم الهام ..
القت السلام عليهم

شريف : جيتي ازاي يالولو

الهام : رامي جابني .. هو نزلني قدام المستشفى وراح يركن .. مالقاش مكان قريب وقال يعني بدل ما
يمشيني مسافه كبيره نزلني وهيركن ويطلع على طول

شريف : رامي ده راجل طول عمره

الهام : ربنا يخليكوا لبعض .. ربنا يعلم انا بحبه زيك تمام

كانت غاده تبتسم وهي تسمع حوارهم .. فكانت دائما تعشق صوته .. تنظر له قائله في سرها : بحبك
اوي ياشريف .. بحبك

وهي واقفه دخلت عليهم ممرضة ما مسرعه

الممرضه وهي تتسارع انفاسها : دكتوره غاده .. الدكتور علي .. قالب عليكي .. المستشفى ..
حضرتك مش سامعه الندا في الميكرفون

غاده وهي في مكانها ولكن بصوت متسائل : خير في ايه؟

الممرضه : الدكتور علي بيقولك حضرة الظابط محمود تحت و..

قاطعتها غاده بفرحه وقالت : الظابط محمود بجد؟

انتبه شريف للفرحه التي في صوتها وقطب حاجبيه

الممرضه : وبيقولك في حاله حرجه تخصه موجوده في الطوارئ ..

قالت بخوف حقيقي : حضرة الظابط جراله حاجه ؟؟

ثم التفتت الى الهام وشريف : معلش بعد اذنكوا هاجي نكمل الكشف بعدين ..

مش هقدر اتأخر عليهم

تركتهم وغادرت مسرعه واخذت الممرضه معها ..

قالت الهام : استر يارب

بينما شريف .. فحاله كان مختلف تماما .. من محمود هذا وما قصته ؟ وما الذي جعل غاده تتلهف الى
الذهاب الي وترك شريف بهذه الطريقه ؟ كل هذه الاسئله كانت تدور في رأسه وهو يشعر بالعجز
تماما .. لا يعلم ماذا يحدث حوله ولا يستطيع ان يذهب ليرى ماذا تفعل مع الظابط محمود ..شعوره
بالعجز مع شعوره بالغيره عليها .. جعلوه في حاله عصبيه شديده جدا كالبركان الذي يغلي تحت
الارض ولكنه لم يعلن عن انفجاره بعد

***********************

وصلت غاده الى حيث قادتها الممرضه .. وجدت الظابط محمود جالس وبجواره فتاه تبكي بشده ..
بينما هو عليه علامات الحزن الشديده والدموع تملأ عينيه .. سلمت عليهم .. عرفها بالفتاه

الظابط محمود : علا .. مراتي

غاده : اهلا وسهلا مدام علا .. خير في ايه؟

الظابط محمود : ابني يادكتوره .. ابني ..

قاطع كلامهم الدكتور علي يمشي بخطا سريعه وقابل غاده وقال لها آمرا

الدكتور علي : اطلعي على العمليات بسرعه

وبالفعل ذهبت معه الى حجرة العمليات وانهت عملها هناك على خير .. فكانت الجراحه لطفل صغير
عمره حوالي ال7 سنوات .. وبالطبع هو ابن الظابط محمود

خرجوا من حجرة العمليات وقابلهم الظابط محمود وعلا ..

علا بلهفه : خير يادكتور

الدكتور علي مطمئنا بابتسامته : الحمد لله كله تمام والولد زي الفل .. الحمد لله مفيش خساير في اي
حاجه

علا ودموع الفرح تملأ عيناها : بجد يادكتور؟

الدكتور علي : بجد .. حضرتك بتعيطي ليه دلوقتي ؟ الحمد لله الحادثه كانت قويه .. بس ربنا نجاه
والعمليه كانت سهله ..

ثم نظر الى الظابط محمود : حمدلله على سلامته يامحمود

الظابط محمود : الله يسلمك يادكتور انا مش عارف اشكرك ازاي .. جميلك ده في رقبتي ليوم الدين

الدكتور علي : خيرك سابق يابني .. انت ياما خدمتنا كلنا

كانت غاده واقفه بجوارهم فقالت للدكتور علي : بعد اذنك يادكتور عايزاك لحظه

وقفت معه على بعد من محمود وعلا ..قالت غاده : انا عايزه اتنازل عن أجري في العمليه دي ..
بصراحه نفسي ارد الجميل لحضرة الظابط ..

الدكتور علي : ممكن اوي .. انزلي الحسابات بسرعه قبل ما يطلعوا الفاتوره .. بس انا سبقتك
واتنازلت انا كمان عن أجري قبل العمليه

غاده : طيب كنت نبهتني وانا كنت عملت زي حضرتك

الدكتور علي : مانتي عارفه الحاله اللي بنبقى فيها قبل العمليات ..

غاده : هي الحادثه كانت ايه بالظبط ؟

الدكتور علي : هما كانوا بيزوروا اهل مدام علا هنا وهما نازلين من البيت .. الولد بيعدي الشارع
وهو بيجري .. كان في عربيه جايه بسرعه .. والولد قطع السكه فجأه .. اتخبط .. بس

غاده : الحمد لله عدت على خير ..

الدكتور علي : الحمد لله ....

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن