الفصل الأخير (٣)

10.8K 264 2
                                    


جيهان : وعملتي ايه ؟
غاده ببكاء : اعمل ايه في ايه؟ طبعا مارديتش عليه وجريت على العربيه وركبتها مشيت من غير مابصله .. كويس اني رجعت هنا بالسلامه .. ده انا كنت بعيط طول الطريق
جيهان : وانتي بتعيطي ليه ؟
غاده : عشان حماره ومتخلفه وعميا ومكنتش شايفه ان شريف كان عنده حق في كل كلمه قالها على الدكتور شوقي
جيهان : شوفتي بقى !!
غاده ببكاء شديد : وده اللي حصل .. اتاري شريف كان فاهم وانا اللي كنت بكابر وغبيه ومش فاهمه .. مش عارفه مخي كان فين ؟ وجبت الكبر ده منين؟ انا لو من شريف اصلا كنت ضربتني قبل ما اطلقني !! لا وكمان كان بيتحايل عليا ارجعله وانا اللي رفضت .. انا عايزه ارجعله ياجيهان .. عايزه ارجعله وهقعد تحت رجله مش هتحرك وهسمع كلامه في كل حاجه يطلبها مني
جيهان : طيب بس اهدي .. مش هو قالك ان عرضه مفتوح .. اتصلي بيه وقوليله انك موافقه ..
غاده : بس .
قاطع كلامهما طرقات الباب .. فتحت جيهان ووقفت غاده ترتدي زي الصلاه ..
محمود : ياجيهان جوزك بره يلا عشان نتغدى..
جيهان : طيب جايه
ثم التفتت الى غاده : بكره نكمل كلامنا .. المهم دلوقتي .. اطلعي نتغدى وماتبينيش حاجه
غاده : طيب حاضر
جلست على المائده معهم .. جلس حولها اولادها .. اطعمتهم في فمهم ونسيت نفسها من شرودها في حالها .. كانت تجلس جلستها قبل ذلك وهي تشاهد عملية لشوقي ومستمتعه جدا وتترك مهمة اطعام اولادها لالهام .. قالت لنفسها : غبيه ياغاده .. كل ده وشريف مستحملك وساكت .. واحد غيره حس بالغيره عليكي من راجل كان منعك بالعافيه .. وانتي عماله تقولي بتستغل القوامه .. اتاريه سايبك على راحتك مع شوقي ده وانتي ناكره صبره عليكي .. وبعدين كذب ؟ ما يكذب وفيها ايه .. ماهو كل ده عشان بيحبك وعشان خايف عليكي وعايزك ليه واحده .. مش ده شريف ياغاده .. شريف اللي كنتي هتموتي عليه .. وبتحبيه وخايفه يرفضك لما يشوفك ... دلوقتي انتي اللي بتبعدي عنه .. ورفضتي ترجعيله .. اجيبه منين دلوقتي .. اجيبه منين ؟
قالت غاده لهم : بعد اذنك ياطنط ممكن اخد الولاد واروح بعد الغدا لماما الهام .. هي قاعده لوحدها هنزورها بس ونرجع
فوزيه : وماله ياغاده . اهو الولاد يشوفوا جدتهم بردو
غاده : شكرا ياطنط
****************
وعند الهام ... بعد السلامات والتحيات ..
جلست غاده مع الهام في حجرة المعيشه .. بينما الاولاد في حجرتهم يتنقلون بين اللعب ..
غاده : وانا اللي كنت بقول شريف اناني ومابيهموش الا مصلحته .. اتاريني انا اللي كنت عاميه ومش فاهمه الصح من الغلط
الهام : الحمد لله .. انتي كده فهمتي ووعيتي وفتحتي عنيكي صح .. الخلافات الزوجيه دي حاجه في منتهى البساطه .. سبل حلها سهله اوي .. بس لو كل زوج اتخلى عن عنده وكبرياؤه .. هيعرف الحل فين
غاده : ياريتني عرفت كده قبل ما يسافر ..
الهام : اول ما ينزل مصر .. لازم يرجعك
غاده : يعني هروح أقوله تعالى اتجوزني
الهام : لا دي محتاجه تكتيك تاني ..
غاده : ايوه الله يخليكي ياماما ساعديني
الهام : انتي بتقولي هتسافري مؤتمر ومش عارفه ايه كده
غاده : ايوه هنروح المانيا .. وعلى فكره خالد واماني هييجوا معانا
الهام : يعني انتي رايحه عنده اصلا وبتسأليني هينزل مصر امتى؟
غاده : قصدك ..؟
الهام : ايوه .. قصدي انكوا تشوفوا بعض هناك وبعدين ترجعوا لبعض هناك بردو
غاده : يارب .. بس مش عارفه هخلص من الدكتور شوقي ازاي
الهام : هو هيسافر معاكوا؟
غاده : ايوه
الهام : ممممم .. المهم دلوقتي عايزين نقول لشريف انك مسافره وكأن المعلومه جت لعنده كده بالصدفه ونشوف هيعمل ايه
ضحكت غاده : حبيبتي ياماما .. عمري ما شفت حما بتخطط مع مرات ابنها على ابنها
الهام : وهو انا بخطط ليه مش عشان سعادتكوا؟
غاده : طيب هو بيكلمك؟
الهام : اه كل كام يوم كده
غاده : مابيجبش سيرتي ؟
الهام : بصراحه بقاله فتره مابيجبش سيرتك خالص .. البعد يابنتي بيولد الجفا
تنهدت غاده : ياريت اللي حصل ماكان ..
الهام : لا اللي حصل عشان كل واحد يعرف قيمة التاني
****************
في اليوم التالي .. دخلت غاده المستشفى .. وهي تبحث عن لمياء .. ذهبت اليها مسرعه..
لمياء : في ايه ياغاده مالك عالصبح كده؟
غاده : الدكتور شوقي .. قالي امبارح عايز اتجوزك
لمياء : وهو عرف منين انك اتطلقتي؟
غاده : من الجواز .. عشان بنجهز للسفر .. جوازي سلمته للشئون وهو شاف كلمة مطلقه
لمياء : ممم .. وبعدين
غاده : وانتي مش متفاجأه ليه؟
لمياء : كنت عارفه من رامي ان شريف كان بيغير منه
تذكرت غاده مكالمة شريف لرامي والتي سمعتها في الخفاء ..
غاده : ااااه ... طيب
لمياء : وانتي موافقه ولا ايه؟
غاده بدلع : ممم بفكر اقول اه .. اهو واحد زيي دكتور وفاهمني .. ومش هيقعد يضايقني ويكبح طموحي وشغلي
لمياء : بس انتي مابتحبيهوش
غاده : خدت ايه من الحب غير اني اترميت في المستشفى ومفكرش حتى يسأل عليا
لمياء بغيظ : انتي اتجننتي ياغاده
هنا دخلت احدى الممرضات .. نظرت لغاده وقالت : الدكتور شوقي بيدور عليكي يادكتوره
غاده وعلى وجهها ملامح السعاده : طيب جايه حالااااا
ثم التفتت للمياء : بعد اذنك بقى اروح أشوفه عايزني في ايه؟
راقبتها لميا في ضيق شديد وقالت في نفسها : متخلفه وهتضيعي شريف من ايدك ياغاده
واخرجت هاتفها سريعا واتصلت على رامي تبلغه اخر الاخبار
وفي نفس اللحظه خرجت غاده من معمل لمياء وهي تضحك في نفسها وتقول سرا : ادي اول خطوه من الخطه خلصت .. واكيد الخبر هيطير على شريف دلوقتي ان شوقي متقدملي وانا موافقه .. نفسي اشوف رد فعلك ياشريف لما تعرف ..
ثم ضحكت مره اخرى .. وقبل حجرة الدكتو علي .. رسمت الجد على ملامحها ودخلت
***************
شريف بحده : بتقول ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رامي : زي مابقولك بالظبط .. لسه لميا مكلماني حالا .. ده اللي نبهتك منه ياشريف الزفت ..قولتلك بلغتك ياكابتن .. مش قولتلك انت رميت الكوره في الملعب ونزلت شوقي اللي كان قاعد احتياطي وانت كنت اساسي .. نزل مكانك ولعب وجاتله ضربة الجزاء .. وشكله جاب جون .. وهي مبسوطه وموافقه وبتقول مش هيخنق عليا لا في شغل ولا في دراسات
صمت شريف قليلا ثم قال في هدوء مستفز : خلاص طالما هي شايفه كده .. يبقى تروحله .. انا مش عايزها ..
رامي : انت هتجنني يابني انت .. انت مش من يومين كنت بكلمك قولتلي انها واحشاك ..
شريف : أيوه .. بس .. انا كنت سايبلها الرجوع ليا مفتوح .. وواضح انها اختارت .. وانا مش ههين نفسي وكرامتي اكتر من كده .. هي حره .. بس ولادي مش هيتربوا في حضن راجل غريب .. اول ماتتجوز هاخدهم منها
رامي : عارف .. انا زهقت منك ومنها .. اخبطوا دماغكوا اللي انشف من الحجر دي في الحيط
شريف : سلام دلوقتي يارامي .. مش فاضي
رامي : ويعني انا اللي فاضيلك وفاضي لمشاكلك .. سلام
***************
أول ما دخلت عليه .. هب واقفا وعلى وجهه ابتسامه كبيره ..
شوقي : اتفضلي اقعدي ياغاده ..
غاده : شكرا
جلست أمامه .. عاد الجلوس على مكتبه ..
ظل شوقي معلق نظره عليها ووجهه كله يشع حبا وحنانا
غاده بصرامه : في ايه حضرتك كنت باعتلي ليه؟
شوقي : احم.. اه .. بصي ياغاده .. انتي ماديتينيش فرصه امبارح اتكلم معاكي وسيبتيني ومشيتي على طول .. انا ممكن اكلم المهندس محمود واجيلكم البيت .. و..
غاده : حضرتك بتقول ايه .. انا اصلا مش
شوقي مقاطعا : سيبيني لو سمحتي أكمل كلامي .. المفروض احنا كبار وكنت عايز اتكلم معاكي الاول قبل ما اروح البيت مباشرة واطلب ايدك من محمود
وقفت غاده وقالت بتوتر : الموضوع يادكتور شوقي غير قابل للمناقشه .. انا خلاص .. عايشه لولادي بس .. ومش هقبل يكون ليهم زوج أم ..
شوقي باسما : انا وولادك هنعرف نتفاهم مع بعض .. وانا خلاص شفتهم وحبيتهم .. مالكيش دعوه بولادك وتتحججي بيهم .. وماتقوليش عليا هبقى زوج أم .. انا هكون أب تاني .. هحن عليهم وهعوضهم غياب الاب الحقيقي
كادت غاده أن تقوم بضربه والانتقام لإهانته لشريف في وجودها .. كادت أن تصرخ فيه وتقول : انت مش أبوهم شريف هو اللي ابوهم وحبيبي وكل حياتي وانت مش ممكن تعوض مكانه أبدا
شوقي : انا يمكن اتسرعت في اني اقول كده قبل السفر .. هأجل طلبي رسميا ليكي لحد مانرجع من المؤتمر .. يارب ترجعي وراسك مرفوعه وناجحه ياغاده .. وده عشان تركزي في شغلك وبس دلوقتي
ارتاحت غاده لاقتراحه وقالت : كده أحسن .. بعد اذنك يادكتور
شوقي بحنان : اتفضلي .. وخدي بالك من نفسك
كانت كلمته ثقيله على قلبها ولم تقبلها على الاطلاق ..خرجت أغلقت الباب وزفرت في ضيق .. لم تكمل عملها .. بل خرجت مباشرة من المكان .. رغم أنه مازال الوقت مبكرا .. اتصلت على الهام واستأذنت في ان تذهب اليها ..
الهام : كده حلو .. كويس انك مارفضتيش شوقي ده اوي
غاده : ازاي بس؟
الهام : عشان لما شريف يروح لكوا هناك يشوفه ويتغاظ اكتر
غاده : احنا لسه ماعرفناش هو هيجي الفندق اللي هيكون فيه المؤتمر ازاي
الهام : كنت لسه هقولك .. اصله اتصل بيا من شويه .. وقالي انه عرف من رامي انك رايحه .. كان بيقولي اقولك تجهزي ورق الولاد بسرعه يروحوا معاكي وهو هياخدهم منك هناك يفسحهم طلو فترة المؤتمر ده عشان واحشينه
غاده بتفكير : طيب .. ماشي هجز الورق
وبالفعل أخرجت لهم جوازات سفر وجاء الموعد .. سافرت هي والدكتور شوقي وخالد واماني .. معهم الاولاد ريم وعلي وعبد الرحمن .. وصلوا الى ارض المطار ..
****************
وقف ينتظرهم امام البوابات الحديديه .. الى ان ظهروا جميعهم .. استقبلهم الوفد المبعوث من اللجنه في ترحاب .. وقف شريف يتأملها .. مفتقدها للغايه ولكن موافقتها على شوقي كان كالجرح الغائر في كيان حبه لها .. نظر الى شوقي نظره كلها غل وكره .. غباء شريف هو من هيأ له تلك الفرصه .. ولكنه اعتقد أن حبها له سيقاوم أي اغراءات حتى في غيابه
رأته واقفا يضع يديه في جيبه .. ظهرت الابتسامه على وجهها دون ارادتها .. وجدته ينظر اليهم .. لم يبتسم مثلها .. غاضبا .. عابسا .. تذكرت انه على علم بطلبة خطبة شوقي لها .. عذرته .. وعندما أقتربوا منه .. ركض اليه أطفاله .. ثم ذهب اليه خالد واماني وسلموا عليه ..
جاء شوقي ليسلم عليه .. لمحه شريف يقترب منه .. فجأه أدار وجهه وأعطاه ظهره ومسك أولاده في يده وغادر المطار .. تنحنح شوقي في حرج وعاد الى حيث غاده
شوقي : هو الكابتن عرف حاجه عن اني عايز اخطبك ؟
غاده باقتضاب : معرفش ..
شوقي : انتي قولتي لحد اصلا؟
غاده بضيق : لو سمحت يادكتور حضرتك قولتلي مش هتفتح الموضوع ده دلوقتي
شوقي متمتما : أيوه أيوه ..
ثم قال : يلا عشان الناس اللي جايه مستنيين ياخدونا على الفندق
تحركت معه غاده واماني وخالد .. واستقلوا السياره المجهزه لهم .. واتجهوا للفندق ..
******************
بعد قليل .. كان شريف يدخل أطفاله للمنزل المقيم به ..
شريف :أما انا جهزتلكوا أوضه كلها لعب وحاجات حلوه اوي ..
فرح الاطفال من كلام والدهم
اكمل شريف : يلا غيروا هدومكوا ويلا عشان ناكل الاول
نظر الاطفال لبعضهم
قالت ريم : الهدوم مع ماما
نسى شريف تلك النقطه .. احتار ماذا سيفعل .. اتصل على خالد ..
شريف : انتوا وصلتوا الفندق؟
خالد : أيوه .. احنا في اللوبي اهو مستنيين المفاتيح
شريف : فندق ايه؟
خالد : ـــــ
شريف : طيب اصل انا نسيت اخد شنط الولاد .. ينفع تجيبهم وتيجي؟
خالد : اجي فين بس ياشريف انا واقف مع الناس هنا ومش هينفع اسيب اماني لوحدها
شريف : طيب انا مضطر اسيب الولاد هنا واجي ..
خالد : طيب سلام
وبعد قليل كان شريف يدخل بهو الفندق .. وجد خالد أول الوقفين امامه .. مسح البهو كله بعينه .. وجدها تقف مع احدى السيدات .. وتتكلم معها .. لم تراه هي مثلما رآها .. توجه شريف الى خالد
شريف : شفتلي شنطة الولاد؟
خالد : لا استنى هروح اسأل غاده
شريف : وتسأل غاده بتاع ايه ؟ ابعت مراتك تسألها هي
خالد ببرود : وانت مالك بغاده اصلا ماتخصكش ..
كان هناك من يتابع حوارهم من بعيد ويراقب نظرات شريف لغاده من بعيد .. انه شوقي
تحرك شوقي صوب غاده امام نظرات شريف الملتهبه بالغيره
نظر خالد الى حيث غاده وشوقي الذي وقف جوارها لتوه ..
قال خالد ساخرا : اديني في مكاني اهو بس الدكتور شوقي واقف معاها .. حاول تمنعها بقى ياعنتر
شريف محاولا ان يبدو هادئا : ومين قالك اني متضايق .. انا بس .. بحاول احافظ على ام اولادي
خالد : لا ياراااااجل ..
شريف : ايوه وعشان تعرف اني مش فارق معايا .. انا بليل عندي معاد مع واحده عرفتها هنا في المانيا .. وشوف بقى لما تبقى واحده المانيه .. حاجه كده ماتتخيلهاش ..
خالد : وهتعمل ايه في ولادك لما تخرج معاها
تلعثم شريف وقال : هاخدهم معايا
ضحك خالد من قلبه وقال : هتروح تقابل المزه وجارر في ايدك تلات عيال؟
شريف : وانت مالك ..
خالد : انت بتضحك عليا ولا على نفسك .. على فكره لا في واحده المانيه ولا مصريه .. انت اصلا مابتفكرش غير في غاده
نظر له شريف وقال بصدق : بس هي نسيتني ياخالد
خالد : مين قالك كده مش جايز ...
شريف : شوقي الزفت ده اتقدملها وهي وافقت
صدم خالد وقال : ايه؟
شريف : أيوه .. عرفت كده من رامي .. ماهي الست الدكتوره قالت لصاحبتها وكانت فرحانه وهي بتقولها . صاحبتها قالت لجوزها رامي ورامي قالي
خالد بتركيز : بس غاده اصلا بتعامله بطريقه ناشفه وماشفتهاش بتضحك في وشه خالص ولو هي موافقه ماتخطبوش ليه قبل ما نسافر
شريف : دكاتره زي بعض بقى تلاقيهم بيفكروا بطريقه مانفهمهاش احنا .. ممكن تلاقيه هيتجوزها في اوضة العمليات ويجيبلها الشبكه مشرط وملقاط
ضحك خالد وقال : انت مصيبه ياشريف ..
شريف : انتوا بقى نظامكوا ايه في المؤتمر ده ؟
خالد : يومين في الاول هنحضرهم في اجتماعات مغلقه .. هنعرض افكارنا وتقاريرنا ونشرحها وبعدين نستنى يوم .. ونشوف نتيجة الاجتماعات دي .. وبعدين اليوم الاخير .. الرابع هنحضر المؤتمر الكبير .. كلنا هنحضره بس مش الكل هيتكلم على كل اللي يخصه .. اللي هيختاره رئيس المؤتمر بس
شريف وهو يزم بشفتيه : طيب .. ربنا يوفقكوا
شاور خالد لأماني ..جاءت أماني
خالد : الله يخليكي روحي شوفي الشنطه بتاعة الولاد فين وهاتيها من غاده عشان شريف عايز يمشي
اماني : طيب حاضر
ذهبت اماني اليها
غاده : ايه ؟ شنط الولاد ؟ ليه مين هياخدهم طيب؟
أماني : شريف واقف هناك مع خالد اهو
نظرت غاده اليهم .. خفق قلبها بحبها له عندما وقع نظرها عليه ..
التفتت الى اماني : والولاد فين؟
اماني : معرفش
أخذت غاده الحقيبه وذهبت بها الى حيث شريف وخالد .. انتبه شريف لقربها منهم وشعر بدقات قلبه تتزايد عدل من وقفته وصوب نظره اليها .. الى ان وقفت امامه
قالت : الولاد فين
شريف بهدوء : حمد لله على السلامه الاول
انسحب خالد بهدوء ودون ان يشعر احدهما بانسحابه
غاده بقلق : الولاد فين بجد
شريف : في البيت ماتخافيش .. أمان .. والبيت قريب من الفندق وكمان مشغولين في اللعب اللي حطيتهالهم في الاوضه ومبسوطين
غاده بقلق : انت ازاي قلبك طاوعك تسيبهم كده دي ريم اكبرهم اربع سنين بس يعني ممكن تعيط وهي لوحدها
اخرج هاتفه واتصل على هاتف المنزل .. ردت ريم عليه
شريف : ايوه ياريم – انا جاي ياحبيبتي في الطريق- انتوا بتعملوا ايه- طيب ماشي – مع السلامه
غاده : ها ..
شريف ينظر لها بتمعن ولم يرد
غاده : في ايه ؟
شريف : كويسين .. حتى ريم اتضايقت اني فصلتها عن اللعب
غاده : طيب اتفضل شنطتهم اهي .. وياريت تروحلهم بسرعه عشان مايخافوش من القعده لوحدهم
شريف : مستعجله اوي عايزاني امشي .. عايزه تجري تقعدي مع الدكتور الجهبذ ابو قيمه علميه فوق دماغه
غاده : لو كنت مستعجله على القعاد معاه .. كنت قعدت معاه براحتي في مصر ..
شريف : حقك تقعدي معاه .. مش خطيبك
غاده بعند : دي حاجه ماتخصكش
شريف : اللي يخصني بس اللي هتكلم فيه .. ولادي مش هيروحوا يعيشوا مع حد تاني .. فاهماني .. يعني لو هتتجوزيه براحتك .. انما ولادي كوم تاني خالص .. انسيهم ساعتها .. عيشي حياتك معاه واكتشفي واشتغلي واتشهري .. ومالكيش دعوه بولادك
غاده : يعني ولادك هما بس اللي يهموك
تراجع شريف قليلا عن غضبه وقال : قصدك ايه ؟
غاده : ولا حاجه .. لو يهمك الولاد .. اعرف ان انا عمري ما هقصر في حقهم ولا هاجي على حقهم في حاجه
شريف وهو ينظر لشوقي الذي كان يلتهم غاده بنظرات الغيره لوقفتها مع شريف
قال لها : وهو حبيب القلب بيبصلي كده ليه؟ طبعا هيموتني عشان واقف معاكي
غاده : لو سمحت مالوش لزمه الكلام ده ..
شريف بعند : اوعي تفتكري اني يعني فارق معايا ..
غاده : اكيد مش فارق معاك مش انت اللي اخترت كده في الاول .. يبقى هيفرق دلوقتي اتجوز او ماتجوزش
شريف : فعلا .. عندك حق ..
عاد النظر الى شوقي .. ثم نظر اليها .. ومسك يد الحقيبه وجرها خلفه .. ثم غادر تحت نظرتها الحزينه الملتاعه ..
*****************
مر ثلاثة أيام .. لم تسمع غاده عن شريف .. ركزت مجهودها الذهني على عملها فقط .. حتى شوقي لم يتكلم معها في شئ .. عكفت مع اماني ومحمود على العمل ومراجعة كل ما كتبوه وسجلوه .. وفي مساء اليوم الثالث كانت جالسه على أعصابها .. منتظره النتيجه مثلها مثل باقي المتقدمين والمشتركين في المؤتمر .. وجاءت نتيجة تعب السنين بالنجاح الباهر .. كلمها رئيس المؤتمر شخصيا واخبرها باعجاب اعضاء اللجنه بما قدمته من اكتشاف مهم جدا واسلوب جديد في العلاج ..
قرر فريق العمل السهر على مراجعة كل كلمه للمره الاخيره قبل ان يشرحوها امام الجمع كله من كل التخصصات .. وسيعرض المؤتمر على بعض القنوات العالميه على الهواء مباشرة ..
في الصباح اتصل خالد على شريف
خالد : بقولك ياشريف .. غاده عايزه الولاد عشان يحضروا المؤتمر
شريف : نعم؟؟؟ وهما هيفهموا ايه في جو البنج والحقن ده؟
خالد : يابني بطل استهتار .. مراتك .. اووووف قصدي غاده هتطلع بكره تتكلم قدام كبار الدكاتره وتتكلم قدام كاميرات بتنقل مباشر .. وعايزه ولادها جنبها ويشوفوا امهم وهي في موقفها ده
شريف : ومش مكفيها شوقي بيه ؟ ولا هي دايما كده عايزه كل حاجه حواليها كعادتها ..
خالد : انا معرفش اللي بتقوله ده ..انا مجرد بوصل رساله منها ليك .. ها ؟ هتجيبهم ولا اجي انا اخدهم؟
شريف : امتى البتاع ده؟
خالد : الساعه اتناشر الضهر .. يعني قدامك 3 ساعات .. وياريتك تجيبهم قبل كده بساعه عشان هي هتلبسهم رسمي
شريف : عايزه تدخل الاطفال في جو كئيب كده ليه من بدري ؟ رسمي ايه وهبل ايه؟
خالد : الطم ياشريف ؟ ويقولوا الراجل اتجنن !! ماتسمع الكلام وانت ساكت
شريف : طيب طيب .. سلام
***************
جلس الجميع في منزل الهام .. الهام ورامي ولمياء وامنيه وحسام وهدى وامال .. فتحوا القناه .. منتظرين ظهور غاده وخالد واماني .. كما قالت لهم غاده بالامس انهم سوف يلقوا كلمتهم .. ونفس الحال في المنزل الاخر .. منزل فوزيه .. جلست فوزيه ومحمود وساره ومحمود وجيهان منتظرين ظهور غاده على الشاشه
***************

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن