دخلت المنزل .. وجدت جيهان في الصاله تقرأ القرآن .. نظرت لها في حنان بالغ .. اقبلت عليها وقبلتها وجلست بجوارها .. مرت برهه من الوقت في صمت من الاثنين .. اغلقت جيهان مصجفها ونظرت الى غاده الشارده وهي تعبث في طرف حجايها ..
جيهان : دودو .. يادودو .. دووووووووودوووووووووو
انتبهت غاده من شرودها ونظرت الى جيهان بهدوء
ثم قالت بهدوء اكثر : ايه؟
جيهان : ايه ؟ ايه انتي؟
غاده : عايزه ايه ؟
جيهان : مالك يابت؟
غاده : لا مفيش تعبانه من الشغل ..
ثم قامت من مكانها .. ذهبت الى المطبخ شربت ماء ورجعت الى جيهان .. سألتها غاده عن والدتها
فأجابتها انها بحجرتها .. دخلت حجرتها لتبدل ملابسها .. ثم دخلت عليها جيهان
جيهان : مالك متنحه من ساعة ماجيتي كده ليه ؟
غاده : بقولك هلكانه طول اليوم لف على العيانيين وشغل كتير ..
جيهان : همممممم طيب
غاده : عمر منزلش النهارده؟
جيهان : لا كنت عندهم من شويه ونزلت .. اه صحيح ده محمود كان بيسأل عليكي
غاده : خير في ايه؟
جيهان : مش عارفه قالي لما تيجي تبقى تطلعيلهم لو فاضيه
غاده : هطلع بس اكل لقمه عشان هموت من الجوع
جيهان : وانا كمان هاكل معاكي ..
غاده : ياريت ياحبيبتي اهو تفتحي نفسي على الاكل
جيهان : افتح نفسك ايه يانصابه اذا كنتي لسه قايله انك هتموتي من الجوع .. عايزه تلبسيها فيا
ضحكت غاده وضربت جيهان على كتفها بخفه وقالت : ايوه كده ارجعي جيهان الرخمه بتاعت زمان
جيهان : ياريت لو في جهاز يتحط على الدماغ يمحي الذاكره .. اشتريه من بكره
غاده : استحاله تنسي .. بس هيجي وقت لما تفتكري اللي حصل مش هتكوني متضايقه لانه بقى
ماضي مش مأثر فيكي .. اشغلي نفسك بحاجه هتلاقيكي فقتي بسرعه من الصدمه
جيهان : انا فعلا روحت لدار تحفيظ وسألت عن نظامهم لقيتهم هيبدأوا بعد العيد .. قلت كويس اهو
اكون رجعت من الحج وابدأ معاهم على نضافه
غاده : ايه على نضافه دي يابت .. نقي الفاظك
جيهان : قصدي على نضافه يعني اكون غسلت كل ذنوبي في الكعبه .. اللي حصل ده كله مكنش ذنب
حاتم لوحده .. انا كمان غلطت .. انا مش صغيره ولا مش واعيه عشان اقلع حجاب او اتعامل مع
رجاله زي ماهو عايز وشايف .. انا عليا ذنوب كتير اوي .. ياريت ربنا يغفرهالي
احتضنتها غاده وقالت : رحمته وسعت كل شئ عارفه يعني ايه؟
جيهان : ايوه عارفه .. ومؤمنه برحمته وغفرانه ..
غاده : ربنا يباركلك ياروحي .. يلا بقى عشان جعاااااانه
جيهان : يلا ..
******************
صعدت مع حيهان الى محمود وساره .. فتحت لها ساره الباب
غاده : ازيك ياساره
ساره : اهلا يادودو اتفضلي
دخلت غاده وسألت على محمود الذي كان يجلس بالشرفه .. دخلت اليه غاده وبعد السلام والتحيه
والأسئله المعتاده عن الاحوال اليوميه ..
قال محمود : بصي ياغاده الارباح السنويه اتسوت وحطيتلك نصيبك في البنك ..
غاده : انتوا خليتوها سنويه؟ مش كانت بالصفقه او العمليات اللي بتعملوها؟
محمود : لا ده كان زمان .. دلوقتي احنا شركه كبيره وموظفين وموظفات .. وفي حسابات .. واخر
السنه بنعمل تقسيم الارباح .. وطبعا بنسيب سيوله في الشركه اللي هي رأس المال عشان نبقى
جاهزين لاي ...
قاطعته غاده : خلاص خلاص مش عايزه اعرررف .. خليك ياعم في شغلك وتفاصيله ودهاليزه
وحطلي القرشين بتوعي في حسابي وبس .. كفايه عليا تفاصيل شغلي
محمود : ماشي يادكتوره .. وكمان في حاجه .. الناس اللي أجروا الشقه عايزين يسيبوها .. الشهر ده
.. وبيقولوا مش هيدفعوا اخر شهر وهيعتبروه التأمين
غاده : بجد؟ طيب خير خير
محمود : لا متقلقيش هنلاقي مؤجر جديد بسرعه
غاده : لا لا بلاش انا عايزه الشقه في حاجه تانيه
محمود : حاجة ايه؟ ممكن اعرف؟
غاده : عايزه اعملها عياده
محمود : اوبااااا .. ايه الافكار الجامده دي .. أحيكي
غاده : لا الفكره مش جديده وفي دماغي من زمان وفي دماغ اي حد بيتخرج انه يبقى ليه عياده
خاصه .. بس انا كنت مأجلاها لما اخد الدكتوراه عشان اول يافطه احطها على العياده يتكتب فيها ان
معايا دكتوراه
محمود : طيب ليه عايزها تفتحيها دلوقتي؟
غاده : من ساعة ما سبت الحكومي واشتغلت في الخاص .. وانا بعدت عن مستوى معين من الناس ..
طبعا كلهم مرضى وربنا يشفيهم بس انا قصدي ان اللي بيجوا عندنا عندهم المقدره الماديه العاليه
واللي كنت بشوفهم في الحكومي غير كده ومايقدروش على مستشفى زي اللي انا بشتغل فيها دلوقتي
.. من الاخر انا عايزه اعمل العياده وتكون رمزيه عشان ارجع اخدم الطبقه دي من الناس
محمود : يعني هدفك غايه في النبل وانا معاكي في الخطوه دي .. بس ده مش هيعطلك عن رسالتك ؟
وهتجيبي منين وقت للمستشفى والعياده والرساله؟
غاده : هتطحن أعمل ايه
محمود : طيب الشقه كبيره اوي .. تحبي نقسمها نصين .. نص عياده ونص تأجريه
غاده : لا لا انا فكرت في الموضوع ده بردو .. الشقه 3 أوض وصاله كبيره .. انا هعرض الاوضتين
التانيين دول ايجار لدكاتره اختصاصات تانيه .. ومن غير ايجار بشرط الفزيته تبقى رمزيه ..
محمود : اسمحيلي بقى انتي كده مثاليه اوي وهتبقي مطمع لناس كتير .. هتأجري أوضه في عياده
لدكتور يبقى تاخدي منه ايجار .. وهو حر بقى يعلي الفزيته يخفضها .. منه لعيانينه يتصرفوا مع
بعض مالكيش دعوه
غاده : ليه يعني هو العيان الفقير ده مش من حقه يتعالج !!! بص انا مش هغير رأيي وياريت
تساعدني نعمل اعلان ونخلص الموضوع بس طبعا بعد مانرجع من الحج باذن الله ..
محمود : ماشي ياغاده .. لما نرجع ربنا يسهل
غاده : طيب انا هنزل بقى وهعمل فيك معروف واخد عمور شويه
محمود : ايوه هو ده اللي هتاخدي عليه ثواب بجد ..
غاده : مانتوش عارفين قيمة الولد ده .
محمود : اعرفيها انتي يلا يلا مع السلامه انتوا الاتنين
نزلت وهي تحمله على السلم وقالت له في خفوت : بيتريأوا عليك .. مش عارفين انك حامل اسراري
.. وعارف عني كل حاجه .. يلا تعالى ندخل جوه عشان احكيلك على اللي حصل النهارده مع الكابتن
بتاعنا ..
*********************************
كان الوضع هادئا في المستشفى .. الهام تجلس على السرير المجاور لسريره تقرأ القرآن .. وهو في
وضع النوم .. ولكنه لم ينم بعد .. أغلقت الهام المصحف وضعته جانبا وفردت جسدها استعدادا للنوم
.. التفت اليها برأسه ..
شريف : ماما .. انتي نمتي؟
الهام : لا ياحبيبي انا لسه كنت هنام .. عايز تشرب ولا اعملك حاجه
شريف : تسلمي ياأمي .. انا بس زهقان ومش جايلي نوم
الهام وهي تكاد تقفز من مكانها : خير ياشريف في حاجه بتوجعك .. اندهلك الممرضه تحطلك مسكن
في الابره؟
شريف : لا ياحبيبتي ماتقلقيش .. انا بخير بس زهقاان مش متعود على نومة السرير مدة طويله كده
الهام : بكره الدكتور قال هيشيل الرباط اللي عنيك
شريف : وهتفرق في ايه؟ مانا كده كده مش شايف
الهام : ماتقطعش قلبي بقى الله يرضى عليك انا ماصدقت ابطل عياط
شريف : خلاص ياست الكل تحبي تتكلمي في ايه ؟ عايز ارغي معاكي
الهام بسعاده : ياحبيب قلبي اللي تحب تتكلم فيه انا تحت امرك .. استنى .. ايه رأيك اجيب لنفسي
كوباية شاي واجيبلك لبن وندردش سوا
شريف بضحك : حتى الدردشه عايزه تستغليها وتأكليني فيها .. ياماما انا كبرت على الدلع ده ..
يالهوي لو حد من زمايلي شافني كده
الهام : انا مبسوطه اوي انك بتضحك ياشريف .. انت بتريحلي قلبي اوي ربنا يريح قلبك يابني
شريف : هعمل ايه ياماما ماخلاص .. الحمد لله على كل شئ
الهام : الحمد لله طبعا بس خلاص ايه .. زي ما الدكاتره قالوا .. لما تخف شويه هيعملوا عملية ترجع
بيها نظرك ياحبيبي
شريف : وانتي بتصدقي كلامهم ..
الهام : متشائم ليه .. خليك متفائل كله بايد ربنا
شريف : انتي بتتكلمي زيها
الهام : مين دي ؟
شريف : الدكتوره غاده
الهام : الدكتوره دي بنت بلسم والله .. انا اتكلمت معاها مره .. مش هنا في الاوضه .. بس في
المستشفى بردو .. مؤدبه اوي ومحترمه اوي .. ربنا يحفظها لأهلها
شريف : شعور غريب وجديد عليا .. اتعامل مع حد واكون فكره عن شخصيته من غير ماكون شايف
ملامحه .. لما بتتكلم معايا بكونلها صوره في مخي مش عارف هي زي الحقيقه ولا لأ .. بس صوتها
وطريقتها شايفها واحده يعني .. ماما .. ماما .. انتي نمتي؟
الهام وهي تنتبه من غفلتها : هه؟ ايوه يابني بتقول ايه؟
شريف : ولا حاجه ياست الكل .. تصبحي على خير
الهام وهي تمدد جسدها مره اخرى : وانت من اهله يابني
وأراح رأسه هو الاخر واستعد للنوم .. ولكنه فكر في هذا الوجه الغير واضح معالمه .. تذكر ضحكتها
وطريقة كلامها .. لماذا يفكر فيها كأنثى في حياته وليس كدكتورة تعالج اصاباته ؟ ولكنه مجرد تفكير
قليل قبل النوم قد يأتي عليه الصباح يتحول بمقابله اخرى مع تلك الانثى الى تعلق وانشغال لا يعلم
توابعه ....
![](https://img.wattpad.com/cover/133492771-288-k54206.jpg)