وقف يراقبها .. واثقه .. مصره .. لا تترك الامور تفلت من يدها .. تسيطر على كل شئ .. مرت الساعات في هدوء .. لم تتعصب او تهتز .. انتهت .. نجحت .. غادرت المكان ..
شوقي : مش هقدر اقولك غير : برافو .. بس كده .. انتي اتحديتي نفسك لان مش هلاقي حد في مستواكي تتحديه ..
غاده : مش للدرجة يادكتور .. العمليه دي أول المطاف لسه نستنى الاثر بعد 6 شهور مع متابعه مستمره للمريض .. وبعدين في تطورات واضافات للعقار .. وكمان حطه في خطتي اني اتعامل مع دكاتره تانيين تخصصات تانيه .. موال .. بس الحمد لله ان البدايه موفقه ده هيديني دفعه
شوقي مازحا : انتي ناويه على رئاسة القسم ولا ايه ؟؟ عايزه تطيريني ياغاده؟
نظرت له في حرج فهو ولأول مره ينطق اسمها دون القاب
قال مستدركا : اسف قصدي يادكتوره
تضايقت من الوضع الحرج الذي اصبحت فيه .. حاولت ان تتناسى ما قاله .. نظرت في ساعتها وقالت : ياااه العمليه خدت 4 ساعات
شوقي : هتروحي
غاده : أيوه .. بعد اذنك يادكتور
ودعها بنظراته وهو يدعو لها بدوام التفوق وتحقيق الاهداف
****************
بعد اسبوع .. وعندما كان شريف في النادي .. كان يقف مع مدربه وبعض اعضاء الفريق .. لمحها تدخل المبنى الادارى .. انتظر الى ان انهى الكوتش كلامه ثم تفرق اللاعبين .. اتجه للمبنى .. تجول فيه بلا هدف مباشر .. لم يقابلها .. شعر بسخف تصرفاته وانها صبيانيه لا تليق بشخص كبير متزوج وله ابناء .. وهو خارج قابلها .. ابتسم لها .. بادلته الابتسامه
قال : ازيك؟
مي : الحمد لله
شريف : أخبار خطيبك ايه؟
تغيرت ملامح وجهها : زي ماهو
شريف : هو في ايه؟
استغربت مي من اهتمامه وقالت : ليه؟
شريف: بطمن عليكي .. زي اخوكي
اندفعت مي في الكلام: مفيش .. بس مؤذي وكلامه صعب ومش مريح ابدا .. بس عشان ابن خالتي يبقى لازم مايترفضش .. عشان الكبار مايزعلوش
تحرك شريف ومشى للأمام : ياااه لسه في حد بيفكر كده؟
سارت جواره وهي تتكلم بحريتها : المشكله ان عيلتنا فيها حتة كبير العيله واللي قراره مايترجعش فيه .. ولا حد يقدر يعترض عليه ..
شريف : ايوه ايوه عارف العادات دي ... طيب وبعدين؟
مي بضيق : مش عارفه انا هموت ومحدش فيهم حاسس بيا
وقف شريف وقال مشجعا : لازم تقفي وتبيني موقفك وصوتك يوصل للكبير .. ده مستقبلك وسعادتك ولو انتي مش مبسوطه دلوقتي اومال هتتبسطي امتى .. ماتسكتيش عن حقك يامي
نظرت له مشدوده لاسلوبه : وبعدين؟
شريف : وبعدين استني وهيجيلك واحد احسن منه يقدرك ويحبك لشخصك مش عشان الكبير قال فلان يتجوز فلانه يبقى حاضر وخلاص .. لا لازم تعملي موقف وماتخليش حد غير والدك ووالدتك ليهم كلام عليكي
مي : حاضر ياكابتن هعمل كده
ابتسم لها وقال : عايز اسمع عنك خير قريب
ابتسمت بسعاده : ان شاء الله
قالت : انا شفت اخر ماتش اللي لعبتوه في غانا
شريف : وعجبك
مي : جداااا وخصوصا اخر ربع ساعه ..
شريف : انتي بتحبي الكوره على كده؟
مي : مش كله طبعا بس عشان النادي بتاعي لازم اتابع ..
شريف : والدوليه؟
مي : طبعا لام اتابع اللي بتشارك فيها مصر ..
شريف : حظي حلو بقى بتابعي كل الماتشات اللي انا فيها
ابتسمت بخجل .. وقالت : يعني
شعر بنفس الشعور الذي اشتاق اليه .. ولكنه لم يفق هذه المره وترك العنان لنفسه وللشيطان .. ولم يتذكر غاده .. غاده التي انساها العمل زوجها .. فهي لم تعد تهتم به وكان انشغالها بالمريض والعمليه والعقار الجديد كل ما يهمها الان
ومر عـــــــــــــام ...
افتتح الدار بحضور كل المشاركين فيه .. شريف ورامي وخالد هاني ومحمود .. كان رامي هو المشرف على كل شئ هو ولمياء ..وتزوجت امنيه وحسام .. وفي الاتجاه الاخر تعلقت مي بشريف اكثر وتعلق هو بها .. سمعت نصيحته وانهت خطبتها لقريبها .. تقرب اليها بشده وهي ايضا وتقريبا صرحوا لبعضهما باشياء كثيره .. ولكن التصريح الاكبر وهو الحب لم يحدث وان قالته العيون اكثر من مره .. وبالنسبه لغاده فقد تفوقت على نفسها بالفعل وكل تجاربها نجحت وهي في طريقها للنجاح في اكتشافها ..
وفي يوم ما وهي عائده من عملها .. وقفت في اشارة .. ارجعت رأسها للخلف .. امالت رأسها لليسار .. كان هناك كشك جرائد .. وجدت صورة شريف على احدى اغلفة المجلات .. لم تهتم .. ولكن لفت نظرها تلك الفتاه جواره .. من تلك التي معه في الصوره .. نزلت من سيارته سريعا ولم تأبه لصوت الابواق عند فتح الاشاره .. اتجهت مباشرة الى المجله والتقطتها وجدت صورة شريف مع فتاه .. ومكتوب تحت الصوره " كابتن شريف وحب جديد"
شعرت بالهلع من مجرد العنوان والصوره التي تؤكد الكلام ..
عادت الى سيارتها حركتها بصعوبه .. وركنت الى الرصيف بعد الاشاره .. فتحت المجله وقرأت كلام بسيط حول انه من الملاحظ على الكابتن شريف عبد الهادي لقائه المستمر منذ مده طويله بفتاه تعمل في النادي الاهلي ..
رمت المجله على الكرسي جوارها .. وانطلقت للنادي .. بحثت عن الكارنيه الذي اعطاه لها شريف .. قدمته للامن ودخلت .. بحثت بعينها لا تعرف هل هو أصلا بالنادي أم لا
ولكن مهلا .. ها هو هناك .. بمفرده .. دارت نفسها خلف احدى الشجرات .. وجدته يتمشى بمفرده .. ودخل لاحد المباني وبعد قليل خرج .. معها ..
صعقت غاده .. فهي نفس الفتاه التي على غلاف المجله .. وضعت يدها على فمها .. زوجها يخونها .. هل يستطيع احد ان يفهم هذا الشعور .. شعور بشع جارح .. قاسي .. الزوج والحبيب يحول نظره لفتاه اخرى .. وبدل ان يفكر فيها يفكر في بديله .. ياله من شعور صعب .. الغدر والخيانه .. كونه الرجل لا يعطيه المبرر ليخون .. لم تستطيع الوقوف اكثر من ذلك .. عادت لسيارتها .. جلست بداخلها لم تبكي .. مازالت الصدمه مؤثره عليها .. مسكت هاتفها واتصلت عليه ..
شريف : أيوه
غاده : انت فين؟
شريف : في النادي .. في حاجه؟
غاده : هتروح امتى؟
شريف : يعني كمان شويه في ايه ياغاده ؟
غاده : لو سمحت خلص اللي .. في ايدك وتعالى البيت عايزاك ضروري
شريف : حاضر
خرجت على الفور من النادي .. وعادت للمنزل وجدت الهام .. لم يخفة على الهام عيون غاده الحزينه .. دخلت عليها غرفتها
الهام : مالك يابنتي ؟
لم تتكلم ولكن أظهرت لها المجله ..
رأت ما على الغلاف ثم قرات ما بداخل المجله
الهام : مش جايز ده كلام جرايد وجي صوره مع اي واحده صدفه يعني
غاده بحزن : انا قلت كده واتمنيت يكون كده بس رحت للنادي بنفسي .. و.. وشفتها معاه ياماما
هنا بدأت في البكاء الحقيقي قالت بصعوبه : شفته معاها وهو بيبصلها ازاي .. انا فاهمه بصته دي .. بيحبها .. ايوه انا عارفه شكله كان اازاي وهي بقها من هنا لهنا .. شكلها غارقانه هي كمان ... كل ده وانا معرفش حاجه
هنا دخل شريف وهو يسمع الصوت من الخارج
شريف : بتزعقي ليه ياغاده ومالك بتعيطي ليه
نظرت له الهام بغضب وقالت : ايه اللي انتي بتهببه ده يااستاذ
شريف : في ايه مش فاهم ؟
القت الهام المجله في صدره بعنف
نظر شريف للغلاف وصدم من الذي رآه .. ثم رفع نظره الى غاده التي كانت منهاره تماما
قالت الهام بغضب : غاده راحت وشافتك بنفسها وانت مع السنكوحه .. مين دي ياشريف.. مين دي؟
شريف : انتي كنتي في النادي؟؟
لم ترد عليه وانما زادت في البكاء .. التفتت وفتحت احدى الخزانات .. اخرجت شنطه كبيره .. وضعت بها ملابسها وخرجت من الحجره وفعلت مثلما فعلت لنفسها لملابس اطفالها .. وكل هذا تحت انظار شريف والهام ولم يمنعها .. فلها كل العذر .. انهت كل شئ ونزلت مع المربيه والاطفال .. بعثت البواب ليحضر الحقائب .. وانطلقت الى بيت محمود ..
****************
الهام : ليه كده ياشريف .. هو انت صغير
هنا رن هاتفه ..
الهام : مين ؟
شريف : هي
الهام : غاده ؟
شريف : لا .. مي .. اللي في المجله ياماما
الهام بغضب : وليها عين تتصل؟
شريف : ماتظلميهاش ياماما دي بنت محترمه
الهام : ولو هي محترمه كانت تسيب نفسها تتعرف عليك وتصاحبك وفي الاخر ايه فضيحتها بقت على العلن
رد شريف عليها وجدها منهاره .. تبكي بشده .. علم اهلها بامر المجله .. ضربها والدها .. علم كبير عائلتهم بالامر ووعدها بالعقاب الشديد .. اتهموها ان علاقتها بشريف بدأت قبل ان تنهي خطبتها وبالاحرى كانت تلك العلاقه السبب في انهاء الخطبه ..
شريف : مي .. اسمعي كلام اهلك .. انا زوجتي عرفت وعندي مشاكل كتير
مي : يعني ايه؟ هتسيبني ليهم ومش هتقف جنبي؟
شريف : انا ماوعدتكيش بحاجه .. وبصراحه كان غلط من الاول اللي عملناه .. ودي النتيجه ..
مي : انت ازاي كده؟ وليه عملت فيا كده ؟ وليه من الاول خلتني اسيب خطيبي اللي فعلا كان شاريني ؟
شريف : مش وقت نقاش بس هرد عليكي انتي اللي كنتي عايزه تسيبيه وانا قلتلك اعملي اللي يريحك .. وانتي فهمتيني انه كان مجبر زيه زيك .. دلوقتي اكتشفتي انه كان شاريكي؟
مي ببكاء : ربنا يسامحك .. مش عايزه اشوفك ولا اعرف عنك حاجه تاني
انهت المكالمه فورا
الهام : ماتفتكرش انك كده صلحت الموضوع .. دي بنت وانت ضحكت عليها .. لسه انتقام ربنا كبير ..
شريف : ليه كده ياماما .. انا غلطت و.. معذور .. غاده سايباني خالص وانا مش في دماغها ومي كانت بتحبني وبتديني كتير ولا بتدور على علم لاو غيره
الهام : ياخيبتك .. وهي دي اللي انت فرحان بيها .. ومن كلامك فهمت انها باعت اهلها عشانك ..
شريف : مش كده بالظبط
الهام : اجري شوف مراتك الاول وبعدين نبقى نتكلم .. ربنا يستر على مستقبلكوا .. طالما دخل الحرام يبقى مش هتنتهي الحكايه غير بخساير
خرج شريف من المنزل واتجه الى بيت محمود .. دق الجرس وجد محمود يخرج من المنزل وهو عابس
فتح البوابه قال : معلش اصل البواب مش موجود
شريف : غاده فين يامحمود
محمود : مش المفروض نتكلم الاول يا شريف عن اللي حصل ؟
شريف : يعني هي مش عايزه تشوفني حتى ؟
محمود : لا طبعا رافضه وانت غلطان اصلا انك جيت دلوقتي على طول ..
شريف : اجي امتى يعني ؟ هترضى تشوفني امتى؟
محمود : روح واستنى يومين .. رتب كلامك اللي هتقولهلها وساعتها ربنا يكتب اللي فيه الخير
نظر شريف الى المنزل بيأس ثم غادر وفي المساء جاءت اليها الهام .. بكت كثيررا في حضنها ..
الهام : لا والزفته بتكلمه وبتقوله الحقني اهلي بهدلوني
غاده: حسبي الله ونعم الوكيل
الهام : بس شريف زعقلها زقالها احنا كنا غلط من الاول وقالها حلي مشكلتك بنفسك وخلص معاها الموضوع
غاده : لا حول ولا قوة الا بالله .. في الحالتين حرام اللي بيحصل ده
فوزيه : هتتحل ياغاده طالما هو عمل كده معاها يبقى هيحلها بنفسه
غاده : خلاص مابقاش ينفع لها حل .. انا من سكه وهو من سكه
الهام يعني ايه ياغاده ؟
غاده : بعد اذنك ياطنط وصلي له كلامي .. وهو يفهمها زي ما يفهمها
**************************
شريف بحزن : يعني ايه؟
الهام : يعني عايزه تطلق .. فهمت ؟
شريف : تطلق ؟؟ كل ده عشان شفاتني مع واحده
الهام بغضب : وانت فاكر ايه؟ لما الست تعرف ان جوزها بيعرف عليها واحده .. كأن حد دخل جوه قلبها وعمال يضرب فيها من غير رحمه .. كونك تبص لوحده تانيه بيحسس مراتك بالنقص وانها مش ماليه عينك .. ليه كده ياشريف .. فيها ايه مي دي عن غاده ؟ ام عيالك ومراتك دكتوره كبيره وماليه مكانها
وقف شريف ولوح بيده في حنق : دكتوره دكتوره .. قرفت بقى من الهم ده عملتلي ايه الدكتره بتاعتها .. بعيد عني طول الوقت .. مفيش اي حنيه ولا كلام بيني وبينها ..ا لكلام اللي كنت بلاقيه مع مي .. مي بس اللي كانت بتسمعني وكنت بقولها كل اللي في قلبي ومكنتش بتزهق مي اللي كانت بتابع ماتشاتي وبتقولي رأيها في كل لعبه بلعبها .. غاده عمرها ماعملت كده ابدا ..
الهام : وطالما انت شايف ان مي كويسه اوي كده .. اتخليت عنها ليه
تنهد بعمق ولمعت عيناه بدمعه .. فرت فورا فور احساسه بها وقال بألم : عشان بحب غاده وبس ياماما .. بحبها
الهام : يبقى تقوم الاول تصلي وتستغفر ربك عن الذنب اللي اذنبته .. صاحبت واحده ماتحللكش وكمان خنت مراتك .. استغفر ربك وادعيله يصلح حالك
شريف : يارب
***********
في اليوم التالي مساءا .. ذهب شريف الى بيت محمود
دخل واصر ان يقابلها .. جاءت وجلست معه بالحجاب ..
حاول معها كثيرا ولم توافق .. تأسف واعتذر ووعد بان لن يكرر غلطته ولكنها على موقفها .. الطلاق .. لم يجد شريف حلا غير ان يقول
شريف : انا حاولت معاكي بس واضح انك منشفه دماغك كعادتك وانا دلوقتي هستخدم سلطاتي كزوج .. بأمرك ياغاده تدخلي تجيبي هدومك وهدوم عيالك وتتفضلي معايا على البيت
غاده بغضب : اجبار ؟؟ بالعافيه ؟
شريف:أيوه بالعافيه .. اتفضلي بسرعه
غاده : ولو مارضتش هتعمل ايه ؟
شريف : انتي عارفه كويس اللي بتبات وجوزها غضبان عليها بيحصل ايه؟
غاده : وكمان انت اللي غضبان
شريف : ايوه غضبان عشان مش راضيه تيجي معاييا
ثم قال بصرامه : اتفضلي هاتي حاجتك والولاد
دخلت متبرمه وغير راضيه .. نفذت ما أمرها به .. عادت الى منزله مع المربيه والاطفال ..
*******************
محمود : رغم ان محمود غلطان بس عجبني انه مارضييش يمشي الا وهي معاه حتى لو خدها غصب عنها .. كده أحسن
ساره : عارف يامحمود لما الست بتبقى زعلانه والراجل يفضل يتحايل عليها يصالحها وهي بترفض وتتعزز .. من جواها بتبقى هتموت وتصالحه بس الكبر بقى عند الست درجات .. يعني ممكن واحده تنخ من اول محايله والتانيه تستنى شويه انما عموما من جوانا بنبقى مبسوطين ان الراجل اصلا بيصالح .. ونفسنا المصالحه دي والتحايل مايخصلش .. وفعلا اللي شريف عمله صح الصح .. لانه لو كان سابها على مزاجها كان زعلها هيزيد والشيطان يلعب كويس
محمود : ربنا يهدي سرهم
***************
عاد شريف الى المنزل ومعه زوجته واولاده .. رحبت بها الهام .. تحولت الهام الى الجبهه المعارضه لشريف .. وقفت مع غاده وقاطعته .. وغاده ايضا لم تكلمه لمده طويله وكانت تنام في حجرتها مع اطفالها بمفردها .. وشريف في حجرة امنيه وريم مع الهام والمربيه بحجره صغيره بالاسفل .. مر شهر على هذا الحال ..
الى ان جاء شهر رمضان .. حاول شريف ان يصالحها .. صلحا لا رجعة فيه .. ولانت أخيرا غاده من أجل الشهر الكريم .. عادت الى طبيعتها معه وبعد ان استقرت في حياتها انعكس هذا على عملها .. واصبحت تعطي هنا وهنا .. على قدر استطاعتها .. وفي منتصف الشهر .. كانت الهام تتحدث معهم
الهام : طبعا بعد امنيه مااتجوزت .. امال بقت لوحدها .. هتبعت ليها ايمان تروحلها في الفتره بين العيدين ..
غاده : اه تقعد الشهرين دول هناك
الهام : اه .. وعايزه تاخدني معاها
شريف : يابختك ياماما
الهام : بصراحه رحلة حميله ويلا حسن الختام ..
غاده : بعد الشر عليكي ياماما .. انتي لسه صغيره ليه بتقولي كده
الهام : ربنا يخليكي ياغاده انا مش قاطع فيا غير غيابك عني انتي والولاد
شريف : وابو اولاد؟ مش مأثر فيكي؟
الهام : انت الكبير بتاعهم ياحبيبي . المهم خد بالك من غاده .. اوعى تزعلها او تضايقها ..
شريف : ده انا ماصدقت انها رضيت عني .. ازعلها تاني؟
الهام: ايو كده
غاده : ربنا يصلح الاحوال
******************
بعد ان سافرت الهام .. اصبحت غاده بمفردها في المنزل ..
كانت ريم 3 سنوات وكل من علي وعبد الرحمن سنه ونصف .. قدمت غاده لريم في حضانه خاصه .. والمربيه مع الاطفال في البيت كل يوم .. والامور تسير بشكل طبيعي وهادئ نوعا ما .. ورغم ان اسلوب غاده لم يتغير وظلت مشغوله باكتشافها المذهل في رأيها ورأي الدكتور شوقي .. الا ان لم يجرؤ شريف وان يعترض .. ويتركها على حريتها وان كان من بين الوقت اولاخر يبدي قليل من الامتعاض لانشغالها حتى في المنزل
وفي يوم من الايام .. جاء الباص ب ريم .. ضرب البوق مرات عديده لم يفتح الباب احدا .. لم ينزلها امام الباب ولكن اكمل السائق رحلته واوصل باقي الاطفال ثم عاد مره اخرى لمنزل شريف ولم يظهر احدا
اضطر لان يرجع بها الى الحضانه .. اتصلت المشرفه بغاده وشريف ولا يوجد رد .. غاده في حجرة العمليات وشريف في معسكر رياضي وهاتفه مغلق
ظلت ريم هكذا حتى قرب المغرب مع الداده في دار الحضانه .. نامت وهي جالسه منتظره اي منهم يحضر لها
عادت غاده للمنزل بعد المغرب .. وجدت المربيه في حاله قلقه جدا ..
غاده : في ايه ؟ مالك ياسعاد ؟
سعاد : هي ريم مش مع حضرتك؟
غاده : اييييييييه؟ ريم معايا ازاي؟ انطقي !!
سعاد : معاد الباص بتاعها جه وبعدين .. وبعدين
غاده بصوت عالي : وبعدين ايه ؟؟ مش المفروض انتي بتفتحيلها في الوقت ده كل يوم ؟؟؟
سعاد: والله يامدام انا كنت بنيم الولاد ونمت جمبهم من غير ماحس .. صحيت لقيت الساعه اربعه ومحدش في البيت .. قلت اكيد حضرتك ولا الكابتن خدتوها
غاده وهي تغادر مسرعه : شريف مش هنا وجاي الفجر اصلا .. استرها يارب يارب
سارت بسرعه شديده الى ان وصلت للحضانه .. قابلت البواب وعندما عرفته على نفسها .. قال على الفور ان ريم بالداخل مع الداده
فرحت غاده بسلاممة ريم .. دخلت تركض الى ان رأتها نائمها على ديسك خشبي وتضع يدها تحت رأيها
وجع قلبها منظرها .. ابنتها تنام في الهواء الطلق دون غطاء او اي نوع من الاهتمام .. اقتربت منها وحملتها .. وضعت رأسها على كتفها .. ثم خرجت بها من المكان .. ذهبت الى المنزل .. وجدت سعاد المربيه مازالت تفرك في يدها قلقه على ريم
دخلت غاده للمنزل حاملة ريم .. اخذتها منها سعاد فورا قالت : الحمد لله الحمدلله ..
غاده : طلعيها اوضتها وانزليلي تاني
صعدت سعاد للأعلى وعادت لغاده ..
غاده : لما الصبح يجي .. لمي حاجتك وامشي ياسعاد
سعاد بحزن: يامدام والله انا فعلا مكنتش ..
غاده : خلاص ياسعاد .. انتي قضيتي معايا فتره كويسه واثبتي كفاءه بس حياة اولادي ماينفعش فيها نمت غصب عني .. واتفضلي ده شهر وعليه شهرين زياده
سعاد بانكسار : شكرا يامدام
ذهبت غاده لتطمأن على ابنتها .. دخلت الحجره عليها وجدتها نائمه ولكن شكلها غير طبيعي
اقتربت منها وجدتها تأخذ نفسها بصعوبه ووجهها اقرب للأزرق ..
حملتها سريعا وذهبت بها للمستشفى ..
اتصلت على شريف ومازال هاتفه مغلق
اخبرها الدكتور المعالج انه دور حمه شديد جدا .. وقد تستحمله الطفله او لا تستحمله .. ظلت قابعه في مكانها طوال الليل وريم بالداخل بين ايدي الاطبائ يحاولون معها بالكمادات والادويه ..
وصل شريف الفجر وجد سعاد على حالتها من القلق والحيره .. أخبرته بما حدث .. طار الى المستشفى .. كان الغضب يلتهمه من سعاده ومن غاده ومن نفسه .. الهذا الحد يصل بهم الاهمال في ترك ابنتهم دون ان يطمأنوا حتى على وصولها البيت .. نظر الى غاده الجالسه جاره ودموعها على خدها .. وعلى الساعه الثامنه صباحا .. خرج الدكتور اليهم وعلى وجهه علامات الجهد والتعب
الدكتور : الحمد لله.. ريم فاقت وبقت كويسه
غاده بفرح : الحمد لله يارب الحمد لله
خر شريف ساجدا وحمد الله على ماحدث ..
دخل اليها شريف وغاده واطمأنوا عليها .. خرجت غاده من الحجره واتصلت على سعاد .. طمأنتها على ريم وطلبت منها الا تترك المنزل قبل ان تعود غاده .. وعندما أنهت معها وجدت الدكتور شوقي قادما اليها في قلق
شوقي : ايه يادكتوره اللي سمعته ده ؟ ريم بنتك كانت هنا طول الليل فعلا؟
غاده : اه بس الحمد لله .. الدكاتره لحقوها
شوقي : كنتي لوحدك طول الليل؟
غاده : ايوه اصل شريف كان في معسكر ومعرفش غير الفجر لما جه البيت ومالقناش
شوقي : وماتصلتيش بيا ليه؟
كان شريف جالسا بجوار ابنته يكلمها ويساوي خصلات شعرها جوار وجهها حانت منه التفاته الى الباب . لمح غاده تقف مع شوقي .. هب من مكانه وفتح الباب .. سمع تلك الكلمه من شوقي : وماتصلتيش بيا ليه؟
شريف باندفاع : تتصل بيك ليه ان شاء الله؟
شوقي بهدوء : ازي حضرتك ياكابتن؟
شريف موجهها كلامه لغاده : ادخلي لبنتك ياغاده
دخلت غاده وهي تشعر بقمة الاحراج نظر شريف لشوقي نظره قاتله ثم دلف وراء غاده واغلق الباب بعنف .. وتوجه ناحية النافذه الزجاجيه واغلق ستارتها .. ثم التفت الى غاده : سئيل اوي البني ادم ده
غاده : انا مش عارفه احنا في ايه ولا في ايه؟
شريف : فعلا .. لما نخلص اللي احنا فيه .. هيبقى لينا كلام تاني في البيت
عادت غاده مع شريف واينتهم
شريف : تقدري تقوليلي هتعملي ايه بعد ما مشيتي سعاد ؟ هتيجيبي واحده بكفاءتها تاني منين؟
غاده : ربنا يسهل هبقى اوديهم عند طنط فوزيه ولا اشوف هعمل ايه؟
شريف : وبالنسبه للي اسمه شوقي ده .. ليه بيقولك ماتصلتيش بيا ليه؟
غاده بارهاق : ياشريف حرام بقى .. طلعه من دماغك .. هو عرف ان انا وبنتي كنا لوحدنا طول الليل في المستشفى .. فبيسأل ليه ماكلمتوش
شريف : ياسلااام .. وهو وجوده هيضيف ايه؟ مانتي اصلا شغاله في المستشفى ومعروفه واي حد هيخدمك .. وهو وانتي تخصصكوا مالوش دعوه بريم .. يبقى بيستهبل ده ولا مش بيستهبل؟؟
حالوت ان تركز في كلامه وتجده منطقيا ولكن لا يوجد في عقلها جهد للتفكير .. نظرت الى السرير وقالت : بيستهبل ياشريف بيستهبل .. رمت نفسها على الفراش ونامت على الفور..
وفي اليوم التالي .. تكلم معها شريف بجديه مره اخرى
شريف بحده : انا زهقت من الشحططه دي .. امي كانت شايله كتير وانا زهقت .. مره بنتي جالها حمه والمره التانيه هيحصل ايه؟
غاده : ياشريف ماهو الباص بقى يجيبها عند طنط فوزيه عشان والمشكله اتحلت انت متضايق ليه؟
شريف : دايما بتلاقي حل لكل مشاكلك عشان تريحي نفسك .. اما اشوف اخرتها معاكي
كان الاصل في غضب شريف المتزايد مشهد شوقي وهو يتحدث اليها بحنان ويسألها عن سبب عدم الاتصال به
كلما يتذكر شريف المشهد يجن .. واصبح يتلكك لها كل فتره لكي يضع المشاكل امامها وعندما لم يجد مفر من كثرة رفضها لطلبه
قال ذات يوم : غاده .. جايلي عقد احتراف تاني .. هتيجي معايا ولا هتسيبيني زي المره اللي فاتت؟
غاده : ايه ؟ احتراف ؟
شريف : أيوه .. لسه قدامي شهر .. هتلحقي ترتبي نفسك ؟
غاده : والعياده والمستشفى؟
شريف : انتي اللي تردي على السؤال ده مش أنا .. لو ليا أهميه عندك تعالي معايا انما انا رايح باذن الله وعايزك معايا وعشان ماتقوليش عليا اناني او مابفكرش فيكي ..انا اهو مابجبركيش على حاجه والقرار في ايدك
تركها شريف يومان تفكر وفي اليوم الثالث .. جاءت من العمل ونامت .. استيقظت من نومها ونزلت للأسفل سمعت صوت شريف يتكلم في حجرة المكتب .. اقتربت لكي تدخل اليه ولكنها سمعته يقول
شريف : ايوه يارامي بقولك النادي رد عليا بالموافقه فعلا- انا ساعتها ضربت الموضوع من دماغي قدامها عشان تضطر تسيب الشغل وقولت هحاول مع النادي تاني رضيوا رضيوا مارضيوش خلاص هقولها ان الموضوع باظ واهي في الاخر تبقى سابت المستشفى وخلاص- لا مابظلمهاش انت راجل وتعرف كويس بصة الراجل للست معناها ايه ؟ وانا لو قعدت اقنع فيها سنه ان شوقي ده مش مريحني مش هتقتنع – ايوه يارامي – غاده طيبه ومافيش في نفسها حاجه بس النفوس التانيه لئيمه ومابتسبش حد في حاله – طيب –ماشي – سلام-
استدار ليغادر الحجره وجدها تقف امامه وهي فاتحه الباب .. وفي عيناها نظرة اشمئزاز ..
غاده : لحد امتى هتفضل تخدع فيا بطريقتك الكدابه دي ؟ ليه بتعمل فيا كده ليه؟
شريف: انتي سمعتي ايه؟
غاده : كل كلامك ياحضرةاللاعب المحترم
شريف : انا خايف عليكي ياغاده ..
غاده : لا انت غيران مني ياستاذ .. واجه هنفسك بقى بالحقيقه .. طول حياتنا وانت بتهاجم نجاحي ومابتهتمش وكل لما بعلى بتحاول توقفني وفي الاخر ظنك السوء هيألك ان الدكتور المحترم بيبصلي .. ازاي هيبصلي وانا متجوزه ؟؟ ازاي؟
شريف : في رجاله بيبصوا لاي حد مابتفرقش معاهم
غاده : اللي ماتعفروش ان الراجل ده بيساعدني من زمان وعمره مااتكلم معايا كلمه خارجه عن حدود العمل .. انت .. انت .. حسبي الله ونعم الوكيل
شريف : بس فعلا العقد جاهز على الامضا وانا مبكذبش دلوقتي
غاده : وانا اسفه .. للمره التانيه اسفه .. مش هسافر معاك واسيبك تعمل اللي انت عايزه باسم انك خايف عليا
كادت ان تغادر ولكن جذبها بشده من ذراعها وقال : ماتخلينيش استعمل معاكي اسلوب تاني .. انا مش عايزك تشتغلي معاه ولا مع اي حد .. كفايه بقى شغل واختلاط بالناس وخليكي معايا شويه .. غيابك عني هو اللي خلاني اعرف مي ولو فضلتي كده كتير ممكن اعرف غيرها وغيرها طالما انتي مش مدياني اللي عايزه منك ..
غاده : بتهددني عشان ترتكب معصيه وذنوب ياشريف ؟
شريف : المعصيه هي انك ترفضي امر لزوجك ..
غاده : حرام عليك ليه بتستغل القوامه دايما لصالحك ..
شريف : عشان ده حقي اللي ادهولي ربنا .. وانا بستعمل الحق ده
غاده : يعني ايه؟
شريف مشاورا بسبابته لها محذرا : يعني قدامك 3 ايام هسافر فيهم .. ارجع الاقيكي خلصتي كل حاجه تخصك في المستشفى دي .. ونهيتي علاقتك بيها خالص
قال كلمته او أمره وخرج من البيت .. وفعلا سافر ولم تعير غاده كلامه اهتماما واكملت حياتها كأن كل شئ طبيعي .. وفي يوم عادت للمنزل متأخره .. دخلت ومعها اطفالها الثلاث.. وجدت شريف يقف في منتصف البهو .. ركض اليه الاطفال احتضنوه بشده .. أمرهم بالصعود لأعلى
أقبلت عليه بخوف من رد فعله قالت : حمد لله على السلامه
قال بصرامه : عملتي اللي قلتلك عليه
تنهدت وقالت : انت لسه فاكر؟
شريف مكررا : عملتي اللي قلتلك عليه؟
اتجهت غاده للسلم وقالت باستهتار : بكره نتكلم ياشريف بكره نتكلم انا تعبانه دلوقتي
قال بصوت هادر : غـــــــاده ..
اهتزت مفاصلها وشعرت بالقلق من صوته
اتى الاطفال من الاعلى ونزلوا على درجات السلم ووقفوا ..
قال شريف في قوه : انتي طــــالق .. !!
