الفصل الثالث والعشرين

13.8K 366 7
                                    


محمود : انا مش عارف ايه اللي خلاني اخد الملف ده البيت !!

هاني : الناس هيصلوا الفندق كمان ساعه .. في وقت انت مالك قلقان ليه؟

محمود : طيب انا هروح البيت اجيبه واروح الفندق من بره بره وانت حصلني على هناك .. ماشي؟

فكر قليلا وقال : انت فاكر الملف فين؟

محمود : ايوه فاكر هجيبه واجي مش هتأخر ماتقلقش.

هاني : لا مش قصدي .. انا بقول اروح اجيبه انا واشوف ساره وانت حصلني على الفندق

محمود : طيب . . انت عارف شكل الملف قولها بس هو موجود في الدرج التاني في المكتب وهي هتعرف

هاني : ماشي .. سلام .. اشوفك في الاوتيل

محمود : باذن الله .. سلام

وصل هاني الى بيت محمود .. رن جرس البوابه الخارجيه ..

*******************

كات جيهان تحمل الصغير وتلعب معه .. بينما ساره في المطبخ تعد طعام الغذاء ..

جيهان : نفسي اعرف بتطبخي متأخر كده ليه؟ احنا طبخنا واتغدينا وغاده راحت الشغل واليوم قرب يخلص

ساره : اخوكي ياختي هو اللي بيرجع متأخر .. اطبخ انا ليه من بدري ؟ اديني باكل اي حاجه تصبيره كده لحد مايرجع بليل نتعشى سواالاكل ده

جيهان : طيب ماهو ماما كل يوم بتتحايل عليكي تنزلي تتغدي معانا وانتي مابترضيش

ساره : لا ياحبيبتي ماتحلاش الاكله الا مع حوده

ساره : ياسلام على الحب .. وانا بقى هافضل شايله الباشا كده لحد امتى ؟

هنا رن جرس الباب .. ذهبت ساره وردت من خلال الانتركم .. علمت اه هاني .. ضغطت على الزر وفتحت له البوابه ..

جيهان : مين ؟

ساره وهي تدخل المطبخ مره اخرى : ده هاني جاي ياخد ورق يخص الشغل ..

جيهان سريعا : طيب خليكي انتي عشان الاكل مايتحرقش .. وانا هنزله الورق هو فين ؟

ساره : على الكونسول اللي جنب الباب ..

جيهان : طيب هاخد عمر معايا ..

ارتدت زي الصلاه الخاص بساره وأخذت الملف في يدها وفي يدها الاخرى حملت عمر .. ونزلت سريعا .. وخرجت من الباب الداخلي للبيت .. وجدته واقفا عند سيارته .. رآها ذهب اليها ..

هاني مبتسما : السلام عليكم

جيهان وهي لا تدري سر كل هذه السعاده : وعليكم السلام .. ازيك ياهاني

هاني : انا تمام .. انتي عامله ايه؟

جيهان : الحمد لله .. معلش ساره ملخومه في المطبخ ومعرفتش تنزل ..

هاني سريعا : أحسن . إإإإإ قصدي الله يعينها

جيهان : قالتلي اديك الملف ده ..

كان الصغير يرفص بقدمه يريد ان يذهب الى خاله

هاني : طيب هاتي عمر ده شويه واحشني اوي

مد يده وأخذه منها .. وعن دون قصد مسك يدها التي تحمل بها الطفل .. افلتتها سريعا وعلى وجهها حمرة الخجل .. بينما هو ود ان يظل ممسكا يدها مده أطول ... نظر اليها بعمق وفجأه تذكر انه في بيت صديقه وهو واقف مع أخته .. تنحنح في حرج وقبل الصغير وأعطى له كيس صغير كان أحضره له به بعض الحلويات ..

هاني : حاتم رجع يضايقك تاني؟

جيهان : لا انا اساسا مابخرجش .. هو اليوم الوحيد اللي خرجت معاكوا فيه وبس

هاني بلوم : بس يعني سمعت انك كنتي بتسألي عليه وعلى شغله .. وكنتي زعلانه

جيهان بغضب فقد علمت ان اخيها هو من نقل عنها هذا الكلام : ايوا كنت بسأل لان محمود كان بيتكلم عن شركه خدتوا توكيلها باين وانا كنت سمعت نفس الكلام من حاتم .. فسألته .. ولما قالي ان شركته بتخسر دعيتله عشان انا مابحبش الشماته .. لكن مش زعلانه عليه خالص .. انا ماصدقت خلصت منه .. ربنا يسهله بعيد عني ..

هاني : طيب ماتزعليش انا مش قصدي .. انا بس خايف عليكي

نطقها بحنان غريب جعل جيهان تشعر بنفس الوخزه التي شعرت بها عندما بعث لها الرساله في النادي

ابتسمت مره اخرى وقالت : خلاص محصلش حاجه

هاني وهو ينظر في ساعته : طيب خدي عمر بقى عشان ماتأخرش على محمود والاجانب اللي معاه ..

جيهان وهي تأخذ منه عمر : ربنا معاكوا .

هاني : مع السلامه ..

جيهان : مع السلامه ..

ركب سيارته وانطلق بها تحت انظار جيهان .. وهاهي قصة حب جديده تبدأ ..

*******************

أغلقت الهام مصحفها وقال بخفوت : شريف .. انت نمت ولا صاحي؟

شريف وهو مغمض العينين : صاحي .. بس هنام أهو

الهام : طيب انا هروح اجيب الكافتيريا .. اجيبلك حاجه من هناك؟

شريف : شكرا ياأمي

الهام : مش هتأخر .. نام وارتاح ياحبيبي

خرجت وتركته نائما – على حسب ما تظن هي – ولكنه كان يحدث نفسه سرا .. كاد عقله ان يجن من تصرفها المتلهف على محمود

قال لنفسه : اما اشوف اخرتها معاكي ياغاده ..

***********************

كانت تشعر بالتعب بعد وقوفها مده طويله في حجرة العمليات .. ورغم ذلك ذهبت اليه قبل مغادرتها المستشفى كي تكمل فحصها له .. دخلت عليه وكان بمفرده

غاده : السلام عليكم

حرك شريف رأسه تجاه مصدر صوتها ولم يرد

قالت : معلش ماكملتش الكشف .. كان في عمليه مستعجله

لم يرد أيضا .. واستغربت هي من صمته ولكن تابعت عملها في ارهاق ..

غاده : كابتن شريف ..

شريف : نعم

غاده : حضرتك تعبان؟

صمت قليلا ثم قال في اقتضاب : لأ

نظرت له باستغراب .. ثم حملت أغراضها الطبيه وتأهبت لمغادرة الحجره

قال لها قبل ان تمسك مقبض الباب : مين محمود؟

غاده باندهاش : محمود مين ؟

شريف : اللي جريتي روحتيله قبل ماتكملي الكشف

غاده : جريت اروحله !!!!

حرك رأسه مره اخرى ونظر امامه وفي عينيه نظرة غضب .. ولم يرد عليها

ساد الصمت لحظات قليله دق قلبها سريعا في خوف من صمته

قال بخفوت : هو في ايه؟

شريف : خطيبك؟

غاده سريعا : لا .. مش مخطوبه

قال بتهكم : يبقى حبيبك

غاده : ايه اللي بتقوله ده؟ ده واحد معرفه

شريف وبدأ يتكلم بعصبيه : واحد معرفه ؟ ولما هو واحد معرفه .. فرحتي اوي كده ليه لما عرفتي انه جه؟

غاده وقد بدأت تنفعل : انت قصدك ايه؟

شريف بأسلوب حاد وجارح: ماهو مش اي حد معرفه تجري عليه وتسيبي شغلك كده عشان تروحيله ..

غاده وهي تدافع عن نفسها : الدكتور علي اللي باعتلي

شريف بسخريه : الدكتور علي باعتك عشان تشوفيه .. ايه الحلاوه دي ..

شهقت غاده مره اخرى وهي تضع يدها على على فمها وقالت : ايه اللي انت بتقوله ده ؟؟ انت فاهم انت بتقول ايه؟

شريف : لو انتي شجاعه قولي هو مين وايه حدود معرفتك بيه

غاده : وانت دخلك ايه ؟

شريف : اه دخلي ايه؟ صحيح وانا مالي .. تحبيه او تصاحبيه انتي حره

وهنا دخلت والدته الحجره وقالت : انت بتزعق ليه ياشريف صوتك جايب اخر الطرقه

ونظرت لغاده .. وجدت دموعها تملأ عينيها ..

الهام : ايه ده انتي بتعيطي ؟

شريف : دموع التماسيح

غاده بصوت متهدج من البكاء : انت زودتها اوي .. حرام عليك

شريف : دافعي عن نفسك يادكتوره يامحترمه

لم تستطع تحمل كلامه الجارح وخرجت سريعا دون ان ترد .. ركضت الى حجرتها وهي مصدومه من اسلوبه .. لماذا يظن بها ذلك ؟ هي بالفعل سعدت لوجود الظابط محمود وقلقت عندما علمت ان الحاله تخصه .. فهذا الشخص خدمها اكثر من مره وترك لديها احساس بالامان في وجوده .. لماذا تنهال عليها التهم دائما بما ليس فيها ..

*****************

دخلت المصعد ونزلت الى اسفل .. وعندما فتح بابه وجدت رامي واقفا منتظرا المصعد .. ابتسم عندما رآها وقال : ازيك يادكتوره

قالت باقتضاب : الحمد لله

رامي : خير في حاجه ؟ هو شريف كويس

غاده : اه كويس

وهي واقفه تتحدث مع رامي جاء الظابط محمود وعلا .. سلمت عليهم وبدأوا يسألوها عن حالة ولدهم بعد العمليه .. تنحنح رامي واستأذن من حوارهم ولكنها استوقفته

غاده : لحظه واحده ياأستاذ رامي

ثم التفتت الى محمود وعلا وانهت كلامها معهم ... ثم انصرفوا

قالت له غاده : ده الظابط محمود ابنه جه المستشفى النهارده في حادثه عريبه وعملناله عمليه .. ودي مراته مدام علا

رامي : اه .. حمدلله على سلامته

غاده : الظابط محمود ده كان ليه جمايل وفضل عليا كبير اوي لما كنت في تكليفي في محافظة السويس .. وقف جنبي من غير اي مقابل وساعدني اتنقل هنا ومن خلال معرفته بالدكتور علي ساعدني اني اتعين هنا .. راجل محترم بمعنى الكلمه .. هو من السويس وماشفتوش من بعد مااتنقلت هنا واكيد اول مااعرف انه جه هنا المستشفى لازم اطمن عليه واخدمه في حالة ابنه وارد جزء من جماليه

رامي : وحضرتك بتقوليلي الكلام ده ليه؟ هو حصل حاجه ؟

غاده : ياريت تروح تحكي لصاحبك اللي قولتهولك ده عن الظابط ده ..

رامي : صاحبي مين؟ شريف ؟

غاده : ايوه .. بعد اذنك

نظر لها وهي تمشي بعيدا وقال : ياترى هببت ايه ياشريف ؟

ذهب اليه .. سلم على والدته وجلس امامه

رامي : هو حصل بينك وبين الدكتوره غاده حاجه النهارده؟

شريف باتغراب : بتسأل ليه؟

الهام : انا لسه داخله من شويه لقيتها واقفه بتعيط وهو صوته كان عالي.. وعماله اسأله في ايه وهي بتعيط ليه مش عايز يرد عليا

كرر شريف سؤاله : انت بتسأل ليه؟

شريف : اصلي قابلتها و ..

روى لهم ماحدث وما قالته له غاده ..

رامي : ايه بقى اللي حصل؟

شريف بندم : اللي حصل اني اغبى انسان في الدنيا

رامي وهو يكتم الضحكه : جديده دي

شريف : وايه القديم ياخفيف

رامي : انك بتحبها

الهام بفرحه : بيحبها؟ بجد ياشريف ؟

شريف : ايوه ياماما بحبها اوي

الهام : بسم الله ماشاء الله .. اهي دي العروسه اللي انا افرحلك بيها اوي مش شوية المفاعيص اللي بيجروا وراك .. ياحبيبتي يابنتي .. انا حبيتها اوي ودلوقتي حبيتها اكتر

شريف بحزن : بس .. انا هببت الدنيا على الاخر معاها

الهام : انت خليتها تعيط ليه ؟

شريف : فاكره لما كانت هنا وانتي كنتي جايه من بره .. جت واحده بتقولها ان الدكتور علي بيدور عليها..

الهام : ايوه

شريف : قالت ان الظابط محمود هنا وهي فرحت اوي وقلقت لما عرفت ان الحاله تخصه ..

الهام : مخدتش بالي من رد فعلها اوي

شريف : ماعلينا .. هي لم اخلصت العمليه دي رجعت تكمل الكشف .. زعقتلها وقولتلها كلام .. كلام كده يعني ..

رامي : عكيت ؟

شريف : جدا ..قولتلها كلام صعب اوي .. قلتلها ده اكيد حبيبك واالدكتور علي باعتك عشان تشوفيه ولما حاولت تدافع عن نفسها وتقول انه معرفه قلتلها وانا مالي تحبيه تصاحبيه انتي حره يادكتوره يامحترمه .. وبعدين مشيت وهي بتعيط

الهام بغيظ : وقولتلها دموع تماسيح

شريف : يعني اشمعنا دي اللي خدتي بالك منها

رامي : ياخي الله يسامحك انت متهور كده على طول ؟ دايما اقولك فكر وبعدين اتكلم وبطل سوء الظن بالناس .. شوف بقى هتصلح اللي هببته ده ازاي ؟ البنت شكلها ضعيف ولا بتستحمل الهوا .. حرام عليك دي باين عليها واحده محترمه ازاي تقولها كده؟

شريف محاولا الدفاع عن نفسه : ماهو بردو ماينفعش واحده تجري وتتلهف على واحد غريب

رامي : ماهو فعلا طلع معرفه زي ماهي قالتلك .. والراجل باين عليه محترم جدا .. على فكره يعني اي حد بيخدمك بتبقى تتمنى تشوفه عشان تردله جميله

الهام : فيها الخير .. ربنا يوقفلها ولاد الحلال دايما

شريف بعصبيه : خلاص بقى اتوا عمالين تقطموا فيا ماتقولولي حل

رامي : شكلها روحت .. لما شفتها كانت ماسكه شنطتها ومكنتش لابسه البالطو

شريف وهو يفكر: هات التليفون

مسك رامي الهاتف : التليفون اهو

شريف : اتصل بيها

رامي : الرقم ايه؟

شريف : نعم ياخويا ؟؟ مش انت اللي جايبه اخر مره ؟

رامي : ماسيفتوش .. وبعدين انت اتكلمت من تليفونك كتير والرقم مش موجود ..

شريف بعصبيه : وانت بذكائك ده ماسيفتوش ليه؟

رامي : ايه ده انت زعلت .. خلاص خلاص .. واااادي الرقم ياسيدي

شريف : جبته ازاي؟

رامي : بشتغلك ياعم انا مسيفه من ساعتها

شريف : تصدق موتك هيبقى على ايدي .. ده وقت هزار ؟؟

رامي : زعق كمان زعق كمان خليها تفتح الخط وانت بتجعر كده

خفض صوته وقال بخفوت : انت بتتصل ؟

رامي بضحك : لا ههههههههههههههههههههه

شريف : ياض يابن ال .. يامستفز ..

رامي : ايه الادب اللي نزل عليك فجأه

وقال مقلدا اياه : انت بتتصل ؟ هههههههههههههههههههههه الحب ده بيربي الواحد والله

شريف : خلصت استظراف

رامي : خلصت

شريف : ممكن تتصل ؟

رامي :ممكن ..

اتصل عليها .. ووضع التليفون على اذن شريف وقال : بيرن

انتبه شريف واستمع الى صوت الرنين .. وسمع صوتها ..

*************************

وصلت الى منزلها .. دخلت الى حجرتها دون ان تسلم على جيهان التي وجدتها في الصاله .. ندهت عليها ولكنها لم ترد .. دخلت ورائها .. وجدتها تبكي على السرير ..

جيهان : مالك ياغاده فيكي ايه؟

غاده وهي مستمره في البكاء : مفيش .. مفيش حاجه

جيهان : طيب طيب ماتتكلميش ..

وخرجت أحضرت لها كوب من الماء .. أسقته لها .. هدأت غاده قليلا

جيهان : شريف مش كده؟

نظرت لها غاده وأومأت برأسها

جيهان : ممممم بدأنا

غاده : بدأنا إيه؟

جيهان : النكد بتاع الحبيبه

غاده : انتي مصدقه انه بيحبني ؟

جيهان : طب قولي بس ايه اللي حصل

روت لها غاده ماحدث ..

غاده : وده هو اللي حصل

نظرت لجيهان لتسمع رأيها .. وجدتها تنظر لها وهي مبتسمه ثم ضحكت بسعاده

غاده بضيق : انتي بتضحكي عليه ؟؟ على الموقف الزباله اللي كنت فيه؟

جيهان : انتي غبيه ؟ لا بجد انتي غبيه ؟ انتي مافهمتيش من كل ده انه بيحبك وبيغير عليكي؟

غاده : والله انتي اللي باين عليكي مش فاهمه حاجه .. يابنتي ده بهدلني خالص وقالي كل اللي قولتهولك ده

جيهان : بهدلك اه .. ماهو الحب بهدله ههههههههههههههههههههههههه ..

غاده : تصدقي انا غلطانه اني بحكيلك

جيهان : خلاص خلاص هتكلم جد .. انا فعلا اتكلمت جد .. الغيره واحده عند كل الرجاله بس رد الفعل بيكون مختلف .. مش عارفه ليه انا حسه انه لو قادر يقوم من السرير كان قام وضربك

غاده : عايزه تقولي ايه؟

جيهان : عايزه اقولك انه بتصرفاته غيران عليكي .. الراجل لما يحس ان في راجل تاني في حياة الست اللي بيحبها يبقى عامل زي المجنون وممكن يتصرف ويقول كلام اكتر من كده

غاده : والاحتمال التاني؟

جيهان : مفيش احتمال تاني .. هقولك بس نفترض حاجه تانيه .. انه مابيحبكيش .. يبقى الظابط محمود او غيره جه وكلمك وانتي كلمتيه قدامه .. ولا هيحس باي غيره .. انما اللي عمله ده يثبت كلامي .. ولو ان يعني فعلا كلامه كان جارح وحاجه زي دي ماتتفوتش .. بس بعديين نبقى نتحاسب .. المهم دلوقتي انا اتأكدت انه بيحبك .. الحمد لله ربنا يكرمك ياحضرة الظابط جيت في وقتك

غاده : ياشيخه حرام عليكي .. ده الراجل ابنه عامل حادثه

جيهان : مصائب قوم عند قوم

غاده : خلاص الموضوع ده مش هاممني بالمره .. انا خلاص كرهته كرهته

جيهان وهي تضحك أكثر : انتي بتحبيه وهو بيموت فيكي .. وابقي تعالي اضربيني لو انا غلطانه

غاده : مش قادره انسى اللي قاله ولا انسى بصته

جيهان : وهتعملي ايه؟

قبل ان ترد رن هاتفها ..

غاده : رقم غريب

جيهان : طب ردي

غاده وهي ترد : السلام عليكم

لم تجد رد .. أعادت : السلام عليكم .. الو .. الو

هزت كتفيها وأغلقت الخط

جيهان : مين؟

غاده : محدش رد

جيهان طيب يلا ننام

تركتها ووقفت لتغيير ملابسها .. عادت جيهان كلامها على نفسها مره اخرى عندما قالت " الراجل لما يحس ان في راجل تاني في حياة الست اللي بيحبها يبقى عامل زي المجنون وممكن يتصرف ويقول كلام اكتر من كده" لم تدري لماذا تذكرت موقف هاني معها في النادي عندما رآه مع حاتم .. قالت لنفسها : معقول يكون هاني ... !!!

*********************

حرك رأسه .. فأبعد رامي الهاتف من على أذنه وقال : في ايه؟ مابتردش؟

شريف : لا ردت ..

الهام : وماكلمتهاش ليه؟

شريف بشرود : مش عارف ..

وقال لنفسه سرا : سرحت في صوتها وكنت عايز اسمعها هي بس

رامي : اتصلك بيها تاني؟

شريف : لا

الهام : طيب نام دلوقتي وبكره ربنا يحلها .. انا هروح ابات الليله في البيت ورامي هيبات معاك هنا .. معلش ياشريف الشغاله جايه من بدري والشقه محتاجه تتقلب ..

شريف : ولا يهمك ياماما

الهام : وهرجع باذن الله اخر النهار

رامي : قبل ما تخلصي ياطنط كلميني وهعدي اجيبك هنا

الهام : ربنا يخليك لينا يارامي .. مش عارفه من غيرك كنا هنعمل ايه

رامي : شريف اخويا وحضرتك زي والدتي بالظبط احنا اهل وجيران من زمان

ظلوا يتحدثوا ويتبادلون المجاملات بينما هو في عالم اخر .. في صوتها .. كان مغمض العينين يتخيلها وهي تتحدث .. صوتها يشوبه رجفة البكاء .. تخيلها ملاك برئ .. جالسه تبكي ضامه ركبتيها الى صدرها .. ترفع عينيها البريئتين المليئتين بالدموع وتنظر له بلوم شديد .. حاولت الدفاع عن نفسها ولكنه لم يعطي لها لفرصه ..يالك من عنيد غبي ويالها من رقيقه حساسه .. اذيتها بكلاماتك الجارحه القاسيه .. ولكن هل قلبها يقبل ان يغفر له ذلته ؟؟ كانت الفرصه بيدك عندما حادثتها في الهاتف .. لماذا لم تكمل معها الحوار .. على الاقل كانت ستبيت ليلتها وكرامتها مصانه ومردوده لها .. قفزت في عقله فكره .. فقال فجأه : رامي

رامي وهو نائم على السرير المجاور له : انت صحيت ؟

شريف : ماما فين؟

رامي : مشيت يابني من شويه

شريف : هات التليفون

رامي : يووووه تاني .. بكره بقى بكره .. عايز انام

شريف : قوم بقى هاته وتعالى قرب

قام شريف من نومته وهو يتثائب ويتمتم : حسبي الله في دي صحوبيه

شريف : اخلص

رامي :ادي التليفون .. اتصل؟

شريف : لا .. افتح الرسايل

رامي : رسايل ايه ؟ هتبعتلها رساله؟

شريف : لا بقولك افتح الرسايل عشان ابعتلك انت الرساله .. ماتسمع الكلام وانت ساكت

رامي بتململ : فتحت الرسايل

شريف : اكتب " أنا آسف .. شريف"

رامي : كتبتها .. ابعت ؟

شريف : دوس

بعث لها الرساله .. ثم قال بسخريه : وهي انا اسف دي كفايه على اللي انت قلته ؟ المفروض تعتذر بكلام تاني

شريف بغيظ : وماقلتش الكلام ده ليه قبل ما ابعتها ؟

رامي : انا مش مركز وعايز انام اصلا

شريف : طيب طيب افتح رساله جديده واكتب اللي هقولهولك وارجع نام

رامي : ها قول

شريف : اكتب ياسيدي ..

***************************

كانت غاده نائمه بجوار جيهان .. وبعد ان فكرت قليلا في شريف كعادتها قبل النوم .. بدأ النوم يتسلسل الى جفونها واستسلمت له .. استيقظت على صوت رساله .. التقطت هاتفها من على الكمودينو .. وفتحتها وهي مغلقه عين وفاتحه عين .. قرأتها .. جلست فجأه وهي غير مصدقه ما تقرأه .. وقفت وفتحت النور وقرأت الرساله مره اخرى .. عبثت في شعرها بركه عصبيه .. ثم حاولت ان توقظ جيهان وقالت لها

غاده : جيهان .. جيهان .. اصحي يابت عايزه اقولك حاجه

جيهان وهي نائمه قالت : في التلاجه في التلاجه

غاده : تلاجة ايه؟

جيهان : الميه في التلاجه والريموت على الكنبه

غاده : الله يخربيتك ياشيخه انتي بتحلمي .. قووومي بقولك

قرصتها في يدها فقامت جيهان مفزوعه : ايه في ايه؟

غاده : اصحي يابت في رساله وصلتني

جيهان : رسالة ايه؟

غاده : فاكره الرقم اللي رن عليا ورديت محدش رد عليا

جيهان : ايوه

غاده : الرقم ده طلع بتاع شريف .. بصي بعتلي رساله يقولي ايه

قرأتها جيهان بلهفه : انا اسف .. شريف

ضحكت جيهان وقالت : والله مكتوبالك ياغاده .. الواد طب خلاص

غاده باستغراب : مين اللي كتبله الرساله دي؟

جيهان : اه صحيح .. مامته مثلا؟

غاده : مفيش غيرها هي اللي بتبات معاه .. مفيش احتمال غير كده ..

جيهان : طيب ماتصلش تاني ليه؟

غاده : يتصل دلوقتي ؟ الساعه عدت واحده

جيهان : طيب ماهو بعت رساله .. ايه الفرق؟

غاده : والله ماعرفش بقى قصده ايه ..

جاء صوت رساله اخرى .. والهاتف مازال في يد جيهان .. خطفته غاده سريعا من يدها وفتحت الرساله .. نظرت معها جيهان على محتوى الرساله

" اوقات بنغلط في أعز الناس ونجرحهم .. ونندم على جرحهم .. بس عارف ان قلبك كبير وهتسامحيني .. ولو عرفتي ليه انا قلتلك كده .. عتعذريني .. شريف "

قرأتها غاده ولم تشعر بقدميها جلست بجوار جيهان على السرير وقال في سعاده : يالهووووووي .. شريف بيقولي انا الكلام ده ؟؟؟

جيهان : ياجيهان ياجامده .. مش قلتلك ان كلامي صح وانه بيغير عليكي

غاده : اقري تاني الرساله يمكن انا هييست وقلت كلام غير المكتوب

جيهان : اقولك انا ايه اللي بين السطور .. هو بيقولك بحبك .. بس كده

غاده بسعاده وهي تقفز على السرير : ده بيقولي أعز الناس .. انا .. انا مش مصدقه .. انا ياجي جي ؟ انا ااعز الناس عنده ؟ بيحبني انا ؟

جيهان وهي تمسكها من كتفيها وتقول ضاحكه : انتي هتتجني يابت .. اعقلي واهدي الله يخليكي وتعالي نشوف هنعمل ايه؟

غاده : اعمل ايه ابعتله رساله ولا قصدك ايه؟

جيهان : لالالالا رسالة ايه؟ ولا كأنك شوفتي الرساله .. انتي كأنك في سابع نومه والرسالتين جم وماتقروش كمان

غاده : ايه الحوارات دي بقى ؟

جيهان : اسمعي كلامي

غاده : طيب انا اروحله بكره عادي ولا ماروحش؟

جيهان : روحي ونص واعملي فيها من بنها كمان

غاده : ماتخليني ماشيه ورا قلبي وبلاش الحوارات والخطط دي ..

جيهان : ولا خطط ولا غيره .. بس عشان الموضوع يمشي مظبوط

غاده : ماشي ماشي .. هاتي اقرا الرساله تاني انا مش مصدقه عنيا ..

جيهان : خدي ياختي التليفون خليه يبات في حضني

اخذت التليفون واغلقت النور وبالفعل قرأت الرساله فوق الخمسين مره ثم قبلت هاتفها قبله طويله واخذته في حضنها ونامت وضحكتها على وجهها ..

************************

رامي : ياسلام على الكلام .. انت اتعلمت الكلام ده فين .. دانت كلامك كله دبش وطوب وزلط

شريف : الدبش ده ليك مش لغاده

رامي : ماشي ياسيدي .. بس عارف .. انا اتمنالك فعلا انك ترتبط بالبنت دي .. انا عرفت انواع كتير من البنات واخيرا لما استقريت على واحده اتخدعت فيها .. وماخبيش عليك انبهرت بجمالها وشياكتها ولباقتها .. بس كل ده نزل على فاشوش .. واقدر اقولك ان غاده عكسها وعكس اي واحده شفتها قبل كده .. محترمه وعلى طول بصه في الارض وكلامها قليل ..

شريف : خلاص بقى ماتتكلمش عليها كده انت حتحبها ولا ايه ؟

رامي : انت هتطلعهم عليا .. خلاص ابقى شوف مين هيبعتلك الرسايل

شريف : خلاص ياسيدي متشكرين

رامي : طيب عايز انام بقى هتبعت رسايل تانيه؟

شريف : تفتكر قريتهم ولا تكون نايمه دلوقتي؟

رامي : نايمه نايمه نايمه . كل الناس نايمه الا انا .. عندي شغل الصبح .. عندي شغل عندي شغل عندي شغل .. أغنيهالك .. الله

شريف بضحك : خلاص روح نام .. كفايه عليك كده

ونام الصديقان ...

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن