الفصل التاسع والاربعون (٢)

8.7K 107 1
                                    


عاش شريف تلك الايام في بيته .. لم يغادره الا قليلا .. يرد على اتصالات والدته في سرعه .. تسأله عن غاده يقول لها انها بخير .. وان تليفونها مغلق بسبب ان الاطفال أوقعوه في المياه وستحضر هاتفا جديدا بعد العيد .. لم تفلح كذبته في طمأنة الهام .. حجه واهيه لاقناعها بسبب غلق هاتفها باستمرار .. ولكن اضطرت الهام لان تبتلع الاكذوبه وتنتظر لان تأتي وتعلم ما يدور .. يفطر عند أمنيه يوم وعند أماني في يوم آخر .. دام الحال هكذا الى يوم العيد صباحا ..
بعد أن آتى الجميع من الصلاه .. شعرت غاده بالتغيير .. فكأنها تصالحت على نفسها .. وردت اليها غاده القديمه .. المرحه التي كانت تعشق الحياه بكامل تفاصيلها وليس غرفة العمليات فقط وحصر مهامها فيما يوجد على سرير المريض ..
وقفت معهم يعدون طعام الافطار المعروف في صباح هذا اليوم بينما ذهب الرجال ليتموا الأمور الخاصه بالأضحيه ..
بعد قليل أتى الرجال والتف الجميع حول مائدة الطعام في الحديقه الخلفيه .. وقبل أن يبدأوا في الطعام سمعوا جرس المنزل يقرع ..
تركهم محمود وذهب الى الخارج .. ثم عاد بعد قليل وهو يصوب نظره الى غاده .. قال : شريف واقف بره .. وعايز يدخل يشوف ولاده ويعيد عليهم
سقطت المعلقه من يد غاده ولم تسقط وحدها بل سقطت عبره من عينها سريعا وهي تعلم انه على بعد خطوات منها .. وقفت بارتباك وغادرت الحديقه .. دخلت الى غرفتها واغلقت الباب عليها وانكمشت على السرير وهي تضم ركبتيها الى صدرها وكأنها تأخذ وضع الدفاع عن قلبها ..
وعند المائده وبعد ان تركتهم غاده .. وقفت فوزيه وقالت : خليه يدخل يامحمود واعزم عليه يفطر معاكوا .. لازم يفطر معاكوا
محمود : بس ياماما ..
فوزيه : مافيش بس .. ونبقى نتكلم بعدين مش هتسيب الراجل واقف بره وتقف تبسبس
التفتت الى جيهان وساره .. يلا يابنات شيلو نص الاطباق دي وظبطوا الترابيزه تاني واحنا هناكل جوه مع غاده .. يلا بسرعه
دخلت ساره على غاده .. فزعت عندما رأت الباب يفتح وتخيلت ان شريف هو الذي يدخل .. ثم هدأت عندما رات وجه ساره
ساره : انا ياغاده ماتخافيش
دفنت رأسها بين ركبتيها مره اخرى .. وهي ترتجف ..
جلست ساره جوارها وقالت : انتي فاكره ان حد تاني هيدخل عليكي ..
ضحكت لتحاول تخفيف توترها وقالت : لا ياغاده ماتخافيش وراكي رجاله .. انا بس دخله اقولك ان احنا نقلنا قعدتنا جوه .. انا وانتي وماما فوزيه وجيجي .. والولاد معانا بس هو طلب يفطر مع ولادك .. والباقي جوه
غاده : مش هخرج من هنا الا لما يمشي خالص
ساره : يابنتي احنا قفلنا على نفسنا خالص صدقيني .. في الصاله بره هنا حتى الشيش اللي بيبص على الجنينه قفلناه وشدينا الستاره .. امان امان .. يلا بأه ماتبوظيش فرحة العيد .. عشان تاخدي الثواب
قامت معها على مضض .. وجلست معهم وهي تسترق النظر الى الشيش الذي يفصلها عن شريف ..
***************
ذهب محمود ودعا شريف للداخل .. وعندما رآى شريف المائده واصرار محمود على تناول طعام الافطار .. رفض كثيرا في البدايه ولكنه وتحت اصرار محمود أذعن له وجلس معهم .. بعد الطعام تركه الرجال ليجلس مع أطفاله قليلا .. أعطى لهم العيديات وأعطاهم لعبا كان أحضرها لهم وأيضا للأطفال الباقيين .. لم يريد ان يذهب .. كان يأمل أن يراها ولو قدرا .. ولكن كأنه مكتف .. لم يستطع ان يسأل حتى عليها . كيف كانت وكيف أصبحت ..الذي كان يشعر به وبلوعته .. هاني .. يسترق اليه النظر ويرى في عينيه حزن المشتاق .. فسر مابعينيه جيدا وفهمه ولكنه لا يوجد بيده شئ .. بينما محمود ينظر له وبداخله علامة استفهام كبيره .. لمـــاذا تم الطلاق ؟
انتهت زيارته .. وغادر في هدوء ..وصل و وقف امام منزله .. لا يريد ان يدخله في صباح يوم كهذا ويجده مثلما تركه منذ قليل .. صامت موحش .. لا يوجد من يملأه بالضحكات .. زفر بضيق وهو قابع بسيراته .. لا يريد ان يتحرك ويترجل منها .. آتاه اتصال .. رامي .. وبعد السلامات والتهنئه بالعيد
رامي : تعالى اقعد معانا شويه
شريف : انتوا ؟ انتوا مين وفين؟
رامي : احنا عند حماتي .. اختك هنا اصلا من بعد الصلا ..
شريف : طيب .. هاجي ان شاء الله
أغلق معه واتصل على أماني ..
شريف : كل سنه وانتي طيبه ..
اماني : وانت طيب ياشريف .. دبحت ولا لسه؟
شريف : أيوه من بدري ..
أماني : طيب تعالى افطر معانا .. احنا عند طنط هدى
شريف : لا ياحبيبتي انا فطرت من شويه .. هروح اعيد على امنيه واجيلك بعدها ..
اماني : ماشي ياشريف مستنياك
اسند رأسه على المقود .. كل عائله تحتفل مع بعضها بالعيد .. عدا هو .. نعم هو قابل اولاده ولعب معهم واعطاهم العديه والهدايا .. ولكن .. لا يكتمل العيد الا برؤيتها .. قلبه يعتصر ألما لما حدث لها .. يود أن يعاقب نفسه لانه السبب في هذا .. ماذنب أطفاله في تفككهم والبعد عن والديهم في يوم كهذا .. لم يفكر قبل ان ينطلق لسانه بكلمته .. لم يفكر في العواقب .. ولكن حدث ما حدث .. والآن ما عليه الا ان ينتظر كما قال له رامي .. وينتظر والدته ان تعود فمن الجائز ان تكون لها يد مساعده في عودتهم كما يأمل ويتمنى
************************
بعد صلاة الظهر .. اتجه الجميع الى مضاجعهم بعد لهو ولعب وضحك امتد منذ صلاة الفجر مرورا بصلاة العيد والافطار وما بعد ذلك .. استأذنت جيهان من هاني ان تنام مع غاده في حجرتها .. بينما نام هاني مع اولاده واولاد اخته في شقة محمود وساره
اطفأت الانوار وكان شعاع الشمس يخترق الحجره بقوه من بين فتحات الشيش ولكنه أضفى جوا هادئا للحجره
جيهان : الفطار كان تقيل اوي .. اااه يابطني
غاده : حد قالك تتقلي في اللحمه كده ..
جيهان : الصراحه ساره وماما بيعملوا الاكل بطريقه اووووف وهميه
غاده : وانتي؟
جيهان : بتعلم .. و بتحسن
وقالت بفخر : وبشهادة نوني
غاده : نعم يختي ؟ ومين نوني دي؟
ضحكت جيهان : نوني ده هاني .. انا بدلعه كده
غاده : وده دلع تدلعيه لراجل .. انا افتكرتك بتتكلمي عن بنت
جيهان : لا ياروحي انا مابقلوش كده قدام الناس .. انما بيني وبينه الدلع على أصوله
غاده : احترمي نفسك يابت انتي
جيهان : هو انا بتكلم عن صاحبي .. ده جوزي يامه يعني الدلع كله
ثم قالت ببطء : ولا انتي ماكنتيش بتدلعي على شريف
غاده : مابلاش بقى السيره دي
جيهان : انا نفسي اتكلم معاكي ياغاده من يومها على السيره دي وبصراحه كده انا جيت هنا عشان اتكلم معاكي والكل نايم
غاده : مفيش كلام يتقال
جيهان : لا في .. انا جيهان ياغاده .. جيهان اللي الاوضه دي شهدت على كلام كتير اوي بينا عن شريف .. فاكره ياغاده .. فاكره العياط والقلق والحب والفرحه .. كل ده عيشتيه قبل ما تتجوزوا .. ايه اللي حصلكوا ياحبيبتي ؟ ايه اللي جرا عشان حبكوا الكبير ينتهي النهايه البشعه دي؟
تنهدت غاده ونظرت لها : مش انا اللي نهيت النهايه البشعه دي
جيهان : بس اكيد كنتي السبب في كده
غاده : قصدك ايه؟
جيهان : انا معرفش ايه اللي حصل بينكوا عشان احكم .. بس لو عايزه تتكلمي .. مش هنلاقي وقت أحسن من دلوقتي تقوليلي
نظرت لها غاده متردده .. ثم وقفت وتركت الفراش وجلست على الكرسي المقابل لجيهان
أخذت نفسا عميقا وروت لها ماحدث .. حول اتهامه لها بالتقصير وانها مشغوله عنه حول غيرته الشديده من دكتورها والتي لا ترى هي انه كما يدعي شريف .. وحول انه طلب منها مرارا ان تترك العمل .. وروت لها عن حيلته وكذبته في حكاية سفره والتي صدقتها ولكن كشفتها بنفسها بعد ذلك .. وروت لها موقف الطلاق ..
جيهان : بصراحه ياغاده انا شايفاكي غلطانه
غاده باستنكار : أنا؟؟؟؟
جيهان : أيوه .. غلطانه جدا .. أولا كان ممكن تستغلي موقف الغيره ده لصالحك بذكاء .. مش تردي باندفاع وتدافعي عن راجل غريب لا وكمان جوزك بغير منه ..
غاده : ايوه يعني كان ممكن اعمل ايه؟؟؟
جيهان : يعني كلي بعقله حلاوه .. قوليله بدلع : انت بتغير ياكوتي انت بتغير يابوتي .. ده مفيش راجل يملا عيني غيرك .. ده مين ده اللي بتقول عليه .. ده مايجيش جنبك حاجه .. هو فين وانت فين .. ده انت اللي في القلب والعقل .. كده يا عبيطه
غاده : وكان هيتأثر؟
جيهان بعصبيه : يامصيبتي السودا هو انا بتكلم مع واحده مش متجوزه ولا ايه؟ مش عارفه اذا كان الدلع هيأثر على جوزك ولا لأ ؟؟ وافرض ماأثرش فيه الدلع .. يبقى تحطي لسانك في بقك وتسيبيه يفش غله فيكي ولما يهدى اتكلمي معاه بعقل طالما الدلع مش جايب نتيجه .. مع اني ماعتقدش ان في راجل يقدر يقاوم دلع مراته عليه
ثم قالت متعمده غيظها : ولو انا شايفه انك لو عملتي ايه مش هيتأثر
غاده بغضب : قصدك ايه ؟؟؟؟
وقفت جيهان بحده : قصدي بصي لنفسك في المرايه .. فين اهتمامك بفسك ؟ فين وشك اللي كان منور ايام فرحك ؟؟ لسه مستمره على الكريمات والمرطبات ولا رمتيهم ورا ضهرك اول ما بدأتي مذاكره ؟؟
غاده بعصبيه : ياسلاااام؟ مش انتي اللي كنتي بتقولي ان الشكل اخر حاجه يفكر فيها الراجل وان شريف بيحبني لشخصي وبس ؟
جيهان : طيب ماشي .. وفرضا .. معنى كده انك تهملي في نفسك وتنكشي شعرك وتلبسي اي حاجه . ومش مهم المظهر والمهم الجوهر ؟؟؟ كلامي اللي كنت بقوله قبل كده مكنش على شكلنا اللي ربنا خلقنا بيه .. لا .. انا قصدي على الاهتمام اللي بيظهر جمال خلقة ربنا .. والاهتمام بالزوج اهم من كل ده
غاده : ومين قالك اني مكنتش بهتم .. بس انا كمان ليا طموحي وحياتي وهدفي .. عمري ما شفته بيشجعني ولا حتى بيتابعني ..
جيهان : وانتي عمرك تابعتي ماتش ليه ولا دوري ولا كاس؟
غاده : وانا هفهم ايه في الكوره؟
جيهان: وهو هيفهم ايه في الطب؟
غاده : انتي بتدافعي عنه كده ليه؟
جيهان : بالعكس انا حياديه ..بصي ياغاده انتي شغلك مهم وعلى عيني وعلى راسي ..بس انا اعتقد انك انتي اللي وصلتي لشريف لمنطقه يقولك فيها سيبي الشغل ..
غاده :ازاي؟
جيهان : أهملتيه ياغاده .. مجرد انه يعرف واحده عليكي كان المفروض تعملي ستبوب .. وتعيدي حساباتك
نظرت لها غاده وصمتت لأول مره .. وهي تدير كلام جيهان في عقلها ..
أكملت جيهان : ومع اهمالك المستمر .. بدأ يحس ان شغلك واخد حيز كبير في حياتك .. مع انك كان ممكن توزني الامور .. حتى لو اتعطلتي شويه في شغلك وفي رسالتك بس كنتي هترضي جوزك .. حبه هنا وحبه هنا .. لكن انتي ميلتي كفة الشغل والرساله .. واضح ان شريف كراجل معندوش مشكله ان مراته تشتغل .. جميل .. لكن انتي بنفسك اللي صنعتي المشكله دي .. خلتيه يكره شغلك لانه بياخدك منه ومن بيتك وولادك .. ومعلش ياغاده انتي في نعمه كبيره .. حماتك بتطبخلك وشغاله بتنضفلك .. كل يوم .. يعني معنديش مشكلة كل ست ..
غاده : للدرجه دي انا زوجه فاشله ؟
جيهان : لا ياماما انتي بس خدتك زهوتك بنفسك ونسيتي دورك الرئيسي .. الزوجه والام .. والدليل اللي حصل لريم .. وبردو ماتعظتيش .. مش عارفه ياغاده انتي خدتي كل قلم وقلم وبردو مابتفوقيش .. الطلاق هو النهايه وربنا مش هيحذرك بعد كده الا لما تفقدي حد عزيز عليكي بجد ..
غاده : انتي مكبره الموضوع على فكره .. شريف اصلا متدلع وبيحب الاهتمام بيه هو وبس حتى لو انا معنديش حاجه تخصني او تهمني ليا لشخصي مش هتفرق معاه ..
جيهان : هو متدلع .. دلعيه وايه المشكله .. كده تاخدي منه اكتر ياهبله ..
غاده : كنت كده في الاول والله و...
شردت بذهنها وتذكرت في أول حياتها معه .. عندما جهز لها حجرة المكتب والسياره ..
غاده باستسلام : فعلا عندك حق ..
ثم نظرت لها وقالت : ويعني كل الغلط عليا أنا ؟
جيهان : لا طبعا .. نص الغلط عليكي .. ونص الغلط عليه ..
غاده : خلاص مافيش منه فايده الكلام
جيهان : يعني ايه ؟ مش هترجعوا لبعض؟
غاده وانتي شايفاه واقف بره بيرفص في الارض عايز يرجعني .. ماهو جه ومشي من غير مايفكر يسأل عليا
جيهان : ياعبيطه هيسأل عليكي مين ؟ محمود ولا هاني ؟ وبعدين اقولك على سر .. هاني قالي انه شكله كان زعلان ومهموم .. وكأنه بيفكر فيكي ..
غاده بسخريه : دخل جوه مخه وعرف ؟؟
جيهان : لا يافالحه دي حاجه تتعرف لوحدها
غاده : مالوش لازمه الكلام دلوقتي .. خلاص .. انا معنديش حاجه اهم دلوقتي من ولادي .. وشغلي
جيهان : يخربيت دماغك الناشفه .. كلامي ده محوقش فيكي ؟
غاده : لا .. كلامك قلب عليا المواجع واللي افتكرت اني نسيتها ..
جيهان : ربنا مايجعل في حياتك مواجع .. خلاص ماتفكريش في حاجه دلوقتي وكويس انك اتكلمتي وطلعتي اللي في قلبك .. يلا نلحق ننام شويه قبل ما تيجي مرات عمك وتصحينا نعمل الاكل
تمددت غاده جوارها .. ولكن عيناها متيقظه .. هي بين أهلها .. معها أولادها .. انما هو بمفرده .. حتى والدته غير موجوده .. اين سيتناول طعام الغذاء ؟ اين ومع من سيحتفل بالعيد .. شعرت بوخز في ضميرها وفي قلبها .. قالت في سرها :: ااااااه ياشريف ... ليه عملت فينا كدا ؟؟ كنت استنيت عليا شويه لو كنت غلطت في حقك .. عاقبني بأي طريقه الا انك تطلقني .. ياترى هتسافر زي ماكنت ناوي ؟ ولا خلاص سبب بعدك انتهى ؟
ظلت تفكر فيه رغما عنها .. الى ان دخلت عليهم فوزيه لتوقظهم .. لان هاني ومحمود آتوا باللحمه ونهضوا ليعدوا معها طعام الغذاء ..
بعد ايام قليله كان هذا المشهد الجلل في بيت شريف
الهام : ده اللي كنت موصياك عليه ياراجل يامحترم
شريف : ماهو ياماما
الهام : اخرس خالص وماسمعش حسك .. انا عماله اقول .. في ايه ؟ الاتصالات اتقطعت فجأه ليه؟ قلت لنفسي .. اخركوا خناقه زي اي خناقه بتحصل بينكوا .. انما تطلقها ؟؟؟؟ اتجننت في عقلك ؟؟؟ كرهتها ومش طايقها .. فكر في ولادك .. لا وكمان كانوا واقفين وانت بترمي اليمين ؟؟؟ يارب عوضي عليك في عقل ابني اللي طاااار ..
شريف : ياماما انتي فاكره اني هسيبها .. انا هردها .. بس لما تهدى شويه مش دلوقتي
الهام : والله لو عملت كده لتقل من نظرها ويتخسف بيك الارض .. هو حقك اه .. بس انت كالعاده مش عايز تشغل مخك .. وعايز الحاجه اللي انت عايزها تتحقق من غير تعب ..
شريف : ازاي ياماما .. انا ياما صبرت عليها .. اللي هي وصلتله ده بسبب صبري عليها .. كان ممكن امنعها من اول يوم جواز بس انا اللي سبتها وكنت جنبها لما خدت الرساله بس هي اللي اتمادت وماحستش انها ليها بيت وزوج وتلات ولاد محتاجين اهتمام اكبر من الاول .. حتى انا بطلت تهتم بأحوالي ولا تتكلم معايا .. دي مكنتش بتتكلم معايا من الاول وزاد وغطى انها قطعت الكلام خالص .. فاكره لما كنت بقولك ان مي بتتكلم معايا في كل اللي يخصني .. غاده مش كده ليه انا مش فاهم .. انا بحبها هي .. وعشان كده كان نفسي تهتم بشغلي وبحياتي الخاصه .. حتى موضوع تفصيص الاكل رغم تفاهته وانا عارف انه شئ بسيط بس بيأثر فيا بالايجاب .. يعني لما الاقيها منها لنفسها قاعده بتحطلي أكلي في طبقي هفرح ويزيد حبي ليها .. حاجات بسيطه بتأثر في نفسي وبتزيد قدرها عندي ..
هدأت نفس الهام وقالت : عارفه ياحبيبي .. طيب كنت حاولت تفهمها كده قبل ما تقولها الكلمه الصعبه دي
شريف : ومين قالك اني ماقلتش وماحاولتش .. بس هي دماغها في الشغل والنجاح والمنصب .. وانا وعيالها رقم اتنين مش رقم واحد في حياتها
الهام : روحتلها ولا شوفتها ؟
شريف : لأ .. رامي قالي بلاش دلوقتي وبصراحه استنيت لما تيجي واشوف هنعمل ايه
الهام : يعني انت عايز ترجعها ؟
شريف : مش محتاجه سؤال
الهام : بس كده مش صح ..
شريف : يعني ايه ؟
الهام : يعني انتوا الاتنين غلطانين ولازم كل واحد فيكو ياخد هدنه مع نفسه ويعرف غلطه فين ولو هيعرف يصلحه .. والا هتحصل مشاكل تاني ..
شريف : مستعد أعمل اي حاجه عشان ارجعها ..
الهام : اتصدق ياشريف ... اتصدق وادعي .. الدعوه وقتها مستجابه
شريف : ماهو احنا عاملين الدار دي وبحط فلوس الصدقه فيها
الهام : الصدقه بالفلوس وبالعمل .. يعني اعمل عمل خير .. اصلح بين اتنين .. سد دين عن واحد عاجز .. كده يعني ..
لمعت في عقله فكره .. ولكن أجلها فيما بعد ..
**********************

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن