الفصل الثاني عشر

13.3K 389 2
                                    


فتحت غاده الباب فجأه .. وجدت حال الغرفه متبدل تماما .. لمحت سريعا ببصرها سرير لم يفترض انه يوجد في غرفة دكاتره .. وتقف بجواره ممرضه تعرفها تعمل بالمستشفى وتوجد فتاه ممدده على السرير مغطاه بملاءه بيضاء وهناك رجلين لم تعرفهم واحد منهم يرتدي بالطو ابيض .. وشخص اخر..

صرخت فيهم : ايييييه ده ؟؟ انتوا بتعملوا ايه هنا؟؟؟

فزعت الممرضه فهي تعلم ان غاده غادرت المستشفى ..

الممرضه : د ..د .. دكتوره غاده انتي ايه اللي رجعك؟

غاده : انتوا بتعملوا ايه هنا وايه السرير ده ؟

الدكتور بصوت أجش :شششششش وطي صوتك

غاده : انت مين انت انا اول مره اشوفك هنا

الدكتور : انتي مين عشان تسألي

غاده : يابجاحتك .. انا عايزه اعرف انتوا بتهببوا ايه والا وربنا هوديكوا في
ستين داهيه

نظروا الى بعضهم بقلق شديد .. ثم صرخت فيهم غاده مره اخرى : انطقوا
خرجت سريعا من الحجره لتحضر الامن الموجود في المكان .. الحقت بها الممرضه وامسكتها من يدها وقبلتها وقالت : ابوس ايدك يادكتوره ماتخربيش عليا .. خلاص انا همشيهم بس ارجوكي ماتقطعيش عيشي

افلتت يدها من الممرضه : شكلكوا بتعملوا حاجه مش مظبوطه ولازم ابلغ عنكوا

لمحت من خلفها الرجل يخرج من الحجره وهو ممسك بيد الفتاه ويجرها جرا .. اوقفته

غاده بعصبيه : استنى عندك انت وهي ..

لم يعطو لها بالا وجروا الى السلم .. لحقت بهم وحاولت صدهم بجسدها
الصغير

ثم نظرت مدت رأسها من فوق درابزين السلم بجوارها وقالت بصوت عالي : ياعم حسيييييييين .. عم حسيييييييييييييين .. يامهدي .. اطلعوا فوق بسرعه

حاولت اللحاق بالرجل والفتاه وامسكتهم من ذراعيهم كي لا يفلتا .. حاول الرجل ان يبعدها وولكنها كانت متشبثه بالفتاه .. والممرضه تقف تشاهد كل هذا وهي تلطم على وجهها مردده : ياخبر اسود انا اللي جبت ده كله لنفسي

لبى حسين ومهدي اخيرا نداء غاده وسمعت اصوات صعودهم على السلم .. وهنا زاد اصرار الرجل على ان يهرب . فاضطر الى ضرب غاده في ذراعها ووجهها وطرحها ارضا وفعلا لم تستطيع المقاومه فتركت الفتاه ولكن عنما سمعت صوت حسين ومهدي يقترب .. وقفت مره اخرا وهي ممسكه بوجهها .. امسكهم يامهدي اوعوا يفلتوا منك نظرت الى الوراء وجدت الممرضه تدخل احدى الغرف للاختباء بها .. ثم نظرت على السلم وجدت حسين ومهدي امسكوا بهم بالفعل ..

صاحت بهم : احبسهم في اي اوضه وبلغ البوليس بسرعه وماتخليهمش يهربوا

مهدي وحسين بعدم فهم : هما عملوا ايه

غاده : مش وقته اسمعوا الكلام لحد ماشوف الست هانم اللي جوه دي والتاني ده اللي معرفش راحوا فين

ذهبت غاده واخرجتها من الغرفه .. كانت ترتعش من الرعب ..

غاده بصرامه : اتفضلي قدامي

الممرضه : خلاص ابوس ايدك .. ماتبلغيش البوليس

غاده : خايفه ليه ؟ يبقى اكيد كنتوا بتعملوا مصيبه ..

ثم تذكرت فجأه : فين الراجل اللي كان معاكوا؟

الممرضه : يادكتوره اللي يهديكي انتي هتستفيدي ايه من اللي بتعمليه ..

غاده اخرجتها عنوه من الحجره وانزلتها الى حيث الباقيين .. الى ان جاء البوليس وتحفظ على الحجره التي كانوا بها .. وبحثوا عن الرجل الاخر الذي كان معهم ولكنه اختفى تماما من المستشفى .. اوقف عسكري على باب الحجره ونبه عليه الا يدخلها احد

طلب منها الظابط الموجود الحضور معهم الى القسم لانها الشاهده الوحيده بجانب حسين ومهدي .. وافقت غاده على الفور ونسيت ان تبلغ السيده احسان بما حدث .. وصلوا جميعا للقسم

دخلت غاده اولا للظابط الموجود .. وبدأت في شهادتها

الظابط : انتي اولا ايه اللي رجعك المستشفى بعد ما خلصتي شغلك

غاده : في ولد انا بعالجه وانا مروحه عديت على محل لعب اطفال .. الولد ده
غلبان ويتيم جبتله كام لعبه على كام علبة لبن عشان ينبسط ويتغذى .. وده اللي رجعني المستشفى

الظابط : وايه اللي وداكي اوضتك وماروحتيش ليه على اوضة الولد على طول

غاده : انا مش فاهمه انتوا بتسألوني انا وبتستجوبوني انا ولا المتهمين اللي بره

الظابط : اولا مش انتي اللي تقولي متهمين ولا مش متهمين .. وثانيا ده تحقيق رسمي مش من حقك تعترضي على الاسئله

غاده بغيظ : حاضر

الظابط : جاوبي على السؤال

غاده : انا كنت جايباله كرة قدم وكام لعبة تانيين وقلت احط الكوره في اوضتي لحد ما يخف خالص عشان هو مش هيعرف يلعب بيها دلوقتي وهو مصاب لسه وممكن يتضايق لو شافها دلوقتي

الظابط : اصابته ايه الولد ده

غاده : كسر في الساق

الظابط : ممممم وفين اللعب اللي جبتيها دي

غاده وهي تنظر الى يدها الفارغه الا من حقيبة يدها : مش عارفه .. يمكن في الاوضه هناك وقعوا مني وانا بحاول امسك الراجل والست اللي بره

الظابط : طيب اتفضلي امضي على اقوالك ومليه اسم الولد اللي قولتي عليه ورقم اوضته في المستشفى

غاده بنفاذ صبر : حاضر اما اشوف اخرة ده ايه ..

ثم سألت الظابط : اروح دلوقتي

الظابط : استني بره شويه بس لما نقفل المحضر

غاده : وانا ذنبي ايه .. انا اتأخرت ولازم امشي قبل الساعه 8 .. البيت بيتقفل الساعه 8

الظابط : لسه قدامنا ساعه على الساعه 8 .. مش هنأخرك اتفضلي

خرجت غاده وجلست على الدكه الموجوده في ردهة القسم .. شاهدت الممرضه تدخل للظابط .. ثم خرجت ودخل بعدها الرجل والفتاه .. اول مره ترى وجه الفتاه عن قرب .. عيونها حمراء من كثرة البكاء .. ترتعش من الخوف .. لم تدري لماذا رفقت لحالها .. جلست تفكر ماذا عساها ان تفعل مع هؤلاء داخل الحجره .. اول ما بدر لذهنا انهم يقووا بعملية غير قانونيه للفتاه .. فهي من كانت نائمه على السرير .. من هذا الرجل اذن .. كان يرتدي البالطو الابيض .. هو دكتور .. لكنها لم تره قبل ذلك في المستشفى .. جعلت تفرك في يدها من القلق .. اخرجت الهاتف من حقيبتها .. وجدته مغلق .. حاولت فتحه ولكنه لايستجيب فقد فرغت بطاريته .. زفرت في ضيق .. ثم ادخلته مره اخرى . خرج الرجل والفتاه من الحجره

قال لها العسكري الخاص بالظابط : حضرة الظابط عايز حضرتك

دخلت له غاده وعلى وجهها الارهاق الواضح

غاده : ها اروح بقى؟

الظابط : اتفضلي اقعدي

جلست غاده .. نظر لها الظابط في صمت .. وهو يدق بيده على المكتب

ثم نطق اخيرا : اقوال المتهمين غير اقوالك خالص

غاده بقلق : يعني ايه

الظابط :مع ان حسنين ومهدي شهدوا في صالحك بس الممرضه عنايات اعترفت انها بتسهل عمليات غير قانونيه تحصل في المستشفى بعد انتهاء العمل الصباحي .. عشان الفتره دي بتبقى هاديه شويه ..

غاده : طيب انا مالي بكده وايه اللي غير كلامي في ده

الظابط : عنايات بتتهمك انك انتي اللي كنتي بتعملي العمليات

غاده وقد زادت ضربات قلبها : عمليات ايه؟

الظابط بصراحه : اجهاض وترقيع

ضربت صدرها بكلتا يدها : خبر اسود ومنيل .. ايه اللي انت بتقوله ده

الظابط بهدوء وهو يتفرس معالم وجهها : دي شهادة الممرضه عنايات

غاده : كدابه وستين كدابه .. انا معرفش حاجه عن الكلام ده انا حتى معرفش اسمها غير دلوقتي من حضرتك

الظابط : والراجل التاني اللي قولتي عليه اللي كان لابس دكتور مختفي ومفيش اي دليل على وجوده .. وعنايات بتنفي ان كان في حد تاني غيرها هي والراجل وبنته

غاده : هي دي بنته ؟

الظابط : يعني كل ده معرفتيش؟

غاده : هعرف منين .. انا من المستشفى على هنا ومكلمتش حد منهم خالص

الظابط : اه بنته وبنته حامل وعايز يعملها اجهاض .. اكيد حامل في الحرام

اغاده : حضرتك يعني من المنطقي ان كلامها لا اساس له من الصحه .. انا انتداب عظام واللي بيهبب العمليات التانيه دي يبقى نسا وولاده ..

الظابط وقد اصابه الحرج من دليلها البسيط والذي لم ينتبه له

الظابط : عندك حق

غاده بغيظ : عندي حق؟؟؟؟؟ وبعدين انا موقفي ايه دلوقتي

الظابط : احنا بعتنا فريق جنائي لأوضتك في المستشفى عشان يأكد الكلام اللي قولتيه او ينفيه .. وكمان نشوف الطفل المريض .. وحظك حلو لو لقينا الالعاب ده دليل في صفك

غاده : سبحان الله تسيبوا المتهم وتحاولوا تلاقوا ادله ضد البرئ اللي مبلغ اصلا

وقف الظابط وقال بغضب : حضرتك عماله تزعقي وتتعصبي علينا .. احنا كل يوم بيجيلنا بلاغات وبلاوي اكتر من كده وشايلين الطين على اعصابنا عشان سلامتكوا .. ودي طريقتنا في التأكد من الحقايق .. لازم تدينا وقتنا عشان نجيبلك حقك وندخل المتهم السجن ياخد جزاءه ..

نظرت له غاده برعب وكأنه اعطاها الاشاره في افراغ ما لديها من مشاعر مختلفه , توتر وخوف ورعب وقلق .. بكت .. بكت كثيرا وانكمشت في مقعدها .. وضعت كفيها بين يديها .. نظر لها الظابط في شفقه .. فقد كان قاسي جدا معها .. جلس مره اخرى وضغط على الزر .. دخل العسكري

الظابط : هات كوباية ميه بسرعه

ثم نظر لغاده : خلاص انا اسف يادكتوره .. اعذريني

غاده وهي تنتحب : يادي المصيبه

الظابط : مصيبة ايه تاني؟

غاده : الساعه تسعه الا ربع وزمان مدام احسان قالبه عليا الدنيا وتليفوني
مقفول

الظابط وهو يعطيها هاتفه : اتصلي بيها من معايا

غاده وهي تمسح دموعها بالمنديل : مش حافظه رقمها

الظابط : ولا انا عندي شاحن ..

دخل العسكري بالمياه وخرج مره اخرى

غاده : لازم تعرف .. اعمل ايه دلوقتي

الظابط : هبعت المخبر او العسكري يروح يقولها ويطمنها

غاده : لا ارجوك .. انت عايز بوكس يروح لبيت مغتربات ؟؟؟ دي تبقى فضيحه وكمان محدش هيتفهم الموضوع ومنظري هيبقى وحش قدام البنات

الظابط : عندك حق .. هروح انا وهكلمها على انفراد من غير ما حد ياخد باله

غاده : انا متشكره جدا

ابتسم الظابط : على ايه .. انا حاسس انك مش من الدكاتره اياهم بس لازم الاجراءات القانونيه كلها تحصل معلش

غاده : طيب معلش سؤال .. انا موقفي القانوني ايه دلوقتي

الظابط : عنايات اعترفت وخلاص موقفها واضح .. انما حضرتك هنفضل
متحفظين عليكي لحد مايثبت عكس كلامك

غاده : متحفظين عليا يعني ايه؟ هتحبس على ذمة التحقيق وكده وادخل الحبس؟؟؟؟

ضحك الظابط : لا مش كده اوي .. انتي هتفضلي هنا في مكتبي لحد ما تظهر الادله

غاده : شكرا يا حضرة الظابط

الظابط : محمود .. اسمي محمود

غاده في سرها : هو مكتوبلي اللي يساعدني دايما يكون اسمه محمود

ثم قالت بابتسامه مطمئنه : شكرا ياحضرة الظابط محمود

خرج من مكتبه شارعا في الذهاب للبيت ولكنه عاد في لحظتها وقال لها :
انتي ماكلتيش حاجه من الصبح اكيد

غاده باحراج : لا انا مش جعانه خالص

الظابط محمود : ماشي انا مش هتأخر

خرج وتركها وحدها .. بعد قليل جاء العسكري ومعه كيس ووضعه امامها وقال

العسكري : الظابط محمود باعت الاكل ده لحضرتك

غاده ببهوت : شكرا

خرج العسكري .. فتحت غاده الكيس وجدته طبق وبه بعض المشويات والارز وسلطات .. ومعه مياه غازيه .. رغم ماتعيشه من ضغط عصبي الا انها عندما رأت الطعام نسيت كل ما يحيط بها فصوت معدتها كان يغطي على اي شئ ..

بدأت الطعام وانهته على اخره .. لم تشرب المياه الغازيه بل وضعت رأسها على يد الكرسي ولم تشعر بنفسها ونامت على الفور

على الجانب الاخر ذهب الظابط محمود الى البيت ووقف على الباب الخارجي فلم يوافق البواب على ادخاله .. خرجت له مدام احسان واخرج له بطاقته وكارنيهه كي تتأكد من شخصيته .. وحكى لها ما حدث لغاده .. اقسمت له احسان ان غاده لا يمكن ان تفعل مثل هذا الشئ فانها فتاه يشهد الجميع بحسن اخلاقها وتدينها .. ثم تركته وذهبت كي ترتدي ملابسها وذهبت معه الى القسم ..

دخلت احسان والظابط محمود الى المكتب وجدوها نائمه على الكرسي .. دخلت احسان على الفور وايقظتها من جلستها .. فاقت عوجدت نفسها في حضن السيده احسان .. وكأن التعب الذي كان بها محي بهذه الضمه الحانيه .. نظرت لها غاده نظرة تشكو لها ماجرى بها

احسان : حمدلله على سلامتك يابنتي ..

غاده بحزن : الله يسلم حضرتك .. ايه اللي تعبك وخلاكي تيجي انا قولت
لحضرة الظابط انه يعرفك بس عشان ماتقلقيش

احسان : اخص عليكي هو انا مش زي والدتك الله يرحمها ..

ثم نظرت الى الظابط محمود : ايه الاجراء اللي هيتاخد دلوقتي

الظابط محمود : النيابه بكره هتفتح التحقيق تاني والمعمل الجنائي والادله
هتثبت في المحضر

احسان : وغاده هتفضل هنا للصبح؟

نظرلها الظابط محمود ثم نظر لغاده : انا هخليها تروح معاكي على مسؤليتي .. بس بكره الصبح الساعه 8 تيجي ويستحسن لو معاكوا محامي .. شكليا بس عشان يخلصكوا بسرعه

شكرته احسان بشده وسألته غاده : كنت عايزه اعرف حساب الاكل لو سمحت

الظابط محمود : وتعرفيه ليه

غاده : لازم ادفع حقه

الظابط : اعتبريه اعتذار مننا على اللي حصلك

غاده : الحكومه اللي دفعت تمنه

الظابط : لأ

غاده : حضرتك؟

الظابط : ايوه يادكتوره دي حاجه بسيطه وانا مش هاخد فلوس منك .. كلمه
واحده

احسان : خلاص ياغاده .. متشكرين يافندم وباذن الله بكره 8 الدقيقه هنكون
عندك

الظابط محمود باذن الله

وبالفعل عادت غاده مع احسان الى البيت وطمأنت كل زميلاتها .. حكت لهم ماحدث .. انفعلوا من اجلها جميعا .. دعوا لها بان ينتهي هذا على خير ..
جاء الصباح وذهبت غاده واحسان الى القسم وجدت وكيل النيابه لم يحضر بعد .. ثم بعد قليل .. جاء شخص سلم على احسان .. قدمته لغاده فعرفت انه المحامي .. جاء الظابط محمود بعدها بقليل .. قابلهم

غاده : هنعمل ايه دلوقتي ؟

الظابط محمود : لا قصدك هتعملوا ايه .. انتوا هتدخلوا لوكيل النيابه وتعرفوا
ايه اللي حصل

بالفعل جاء وكيل النيابه ودخلت له غاده والمحامي .. كل الادله اثبتت كلام غاده .. وثبت تورط الممرضه في اكثر من عمليه .. ولكنهم لم يعثروا على الدكتور الذي اختفى فجأه .. اعطتهم غاده ملامحه .. مع ان الممرضه عنايات اعطتهم اسمه ولكنهم لم يستدلوا عليه ..

شكرت غاده الظابط محمود كثيرا على كل ما فعله معها .. ودعته وذهبت البيت مره اخرى مع احسان فلم تقوى على الذهاب للمستشفى هذا اليوم
جلست احسان مع غاده في بهو البيت يحتسيان الشاي ويتحدثان

احسان : بس الظابط ده جدع اوي .. احترمته اوي بصراحه

غاده : اه فعلا .. مع اني كنت بزعقله في الاول بس هو استوعب ظروفي

احسان : مش عارفه عايزه اقول حاجه بس ..

غاده : خير

احسان : حسيت انه معجب بيكي

نظرت لها غاده بدون اي تعبير على وجهها

احسان : محستيش كده ولا انا بيتهيألي .. ده جابلك اكل واهتم بيكي على الاخر

قالت غاده بعد صمت : انا حسيت كده .. او حبيت اني احس كده

احسان : مش فاهمه

غاده : هتكلم مع حضرتك بصراحه عمري ماتلكمت مع حد في الحاجات دي قبل كده .. اول ما اتكلم معايا بحنيه وبأدب .. زي ماتقولي قلبي لان وحسيت قلبي بيدق جامد ..بس..

احسان بفرحه : بس ايه؟

غاده : اول حاجه عملتها لما جاب حضرتك وجه القسم بصيت على ايده

احسان : ايده ؟

غاده وهي تشاور بيدها الشمال : دبله .. لابس دبله هنا .. متجوز

احسان بأسى : انا اسفه اني فتحت معاكي الموضوع ده

غاده وهي تحاول ان تضحك ويتخلل ضحكتها اهة الم: لااااااااااااا عادي ولا
يهمك .. انا اساسا متعوده على كده

احسان : على ايه؟

غاده : اني ماتحبش

احسان : ماتقوليش كده .. انتي دكتوره اد الدنيا .. بكره تعيشي احلى قصة حب وتتجوزي وتيجي تقولي ماما احسان قالت

غاده : الله اعلم .. بس انا مش حطه امل

احسان : تفائلوا بالخير تجدوه

صمتت غاده واكملت كوب الشاي ..

مر اسبوع على الحادث .. كانت غاده بالمستشفى .. جاءها اتصال من الظابط محمود واخبرها ان تأتي للقسم للتعرف على الدكتور المشتبه فيه
ذهبت غاده بالفعل الى القسم .. دخلت لحجرة الظابط محمود .. رحب بها كثيرا .. وطلب لها عصير

الظابط محمود : ولا اجيبلك غدا

غاده بابتسامه رقيقه : لا شكرا

الظابط محمود : طبي احنا هنعرض عليكي كام واحد وانتي حاولي تركزي عشان تعرفي هو مين فيهم

غاده : ماشي

جاء العسكري وورائه سبع أشخاص .. دققت غاده في ملامحهم جدا وتعرفت
على الشخص وقالت : هو ده

شاور الظابط محمود الى العسكري فأخذ الباقي وترك الرجل الذي شاورت عليه غاده .. ثم دخل عسكري اخر وأخذ المتهم الى الخارج

غاده : هتعملوا معاه ايه؟

الظابط محمود : هيعترف ونقفل القضيه

غاده : انا مش عارفه يجيلهم قلب ازاي يعملوا الحاجات دي في السر كده .. مش خايفين؟

الظابط محمود : طبعا خايفين وعشان كده اختاروا اوضتك اللي في اخر دول في المستشفى .. متداريه شويه والست عنايات كانت بتسهل ليهم المسائل ..

غاده : حسبي الله ونعم الوكيل

الظابط محمود : انتي من اوائل دفعتك مش كده؟

غاده : اه وعرفت منين

ضحك وقال : ايه يادكتوره مش اكيد عملنا عنك تحريات وعرفنا عنك كل حاجه

غاده : اااه

الظابط محمود : وهتحضري ماجيستير؟

غاده : اه ماشيه في الطريق اهو وان شاء الله اكمل فيه السنه الجايه بس يارب اعرف انقل تكلييف القاهره

الظابط : ماتتنازلي عن التكلييف

غاده باستغراب : ليه؟ ده مضمون

الظابط : اه بس ممكن تشتغلي في مستشفى انضف وخاص ومافيهاش المشاكل دي كلها

غاده : وهي فين المستشفى النضيفه دي ؟ دي مش بتاعتي دي بتاعت الناس اللي عندها وسايط

الظابط محمود : اعتبريها موجوده

غاده : ازاي؟

الظابط محمود : موافقه الاول؟

غاده : طيب اعرف ظروفها ..

الظابط محمود : اديني فرصه يومين وارد عليكي ..

غاده باستسلام : ماشي

ثم وقفت واستأذنت للذهاب ..

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن