الفصل الخامس والثلاثون

10.1K 246 1
                                    

بعد أن ولدت الفتيات الثلاث .. أنجبت أولا ساره ملك ثم تلتها جيهان بزياد .. وأخيرا غاده وريم .. جاءت فترة امتحانات أمنيه .. ركزت كل مجهودها في دراستها .. واجتازت الامتحانات وبدأت الاجازه في انتظار النتيجه ..

***************
جلست مع رامي بعد الغذاء لتناول الشاي في حجرة المعيشه ..
كان الصمت .. ثم قالت : بقولك ماتجيب اختبار الليله؟
رامي : تاني؟
لمياء : المره دي اتأخرت اكتر من كل مره
رامي : فاكره قبل كده مره اتأخرت اسبوعين وبعدين جت تاني
لمياء بخيبة أمل : يعني بلاش
تنهد رامي : انا مقولتش بلاش .. بس زهقت من كتر الاختبارات اللي بنستناها وبعدين نرجع نزعل .. خلاص يا ليما سيبيها لله
لمياء محفزه : ونعم بالله .. كل حاجه بايد ربنا انا مقلتش حاجه بس ..
رامي : بصي .. اللي المفروض نعمله ان احنا نحلل او نكشف او نشوف اي اجراء من اللي بيتعملوا في ظروفنا دي
لمياء بحزن : ظروفنا ؟ احنا ماكملناش سنه يارامي ..
رامي : عارف .. بس اهو نعمل اللي علينا .. انتي دكتورة تحاليل وعارفه ايه الاجراءات اللي بتتاخد
لمياء : ايوه عارفه .. بس أحب ان لو هتعمل حاجه تروح لمعمل غير المستشفى عشان محدش يعرف عننا حاجه ..
رامي : عندك حق
***************

مر ثلاث شهور على ميلاد ريم .. مرت تلك الشهور على غاده ولا يشغل بالها غير طفلتها .. رضاعه وسهر وتغير الحفاضات الى غيره من طقوس الأطفال المعروفه في هذه الفتره .. ساعدتها الهام ولكن ليس كثيرا فغاده أيضا سعيده بطفلتها جدا لدرجة انها تركت واهملت رسالتها .. كان ذلك يؤرقها ولكن احتياج ابنتها لها في الشهور الاولى كان اولى من اي شئ .. شريف نفسه كان سعيدا باهتمام غاده بها .. رغم ان غاده لم تعد تجد الوقت لتجلس معه او تتحدث معه .. ولكن كان يكفيه ان غاده ترعي ابنتهم على أكمل وجه .. وعندما تجد غاده ان ريم نامت أخيرا .. تفكر في شريف .. تريد أن تذهب له وتقضي معه بعض الوقت .. ولكن تعبها وارهاقها وسهرها مع طفلتها يجعلها تنام جوارها لتنعم ببعض الوقت في نوم .. ولكن هيهات .. نوم ريم لم يدم في اي وقت من اليوم أكثر من ربع ساعه او الثلث ..
وفي يوم من الايام على مائدة الطعام
آمال :أمنيه اتقبلت في اعلام القاهره
شريف بفرحه : بجد؟ البت دي جدعه وربنا .. فضلت ورا اللي هي عايزاه لحد ماحققته
صمتت غاده وهي تستمع لكلامه الذي لقى صدى لديها
أكمل : طول الوقت ساكته ومدكنه بس شاطره ماشاء الله عليها ..
غاده : وهتروح وتيجي كل يوم ؟
آمال وهي تنظر لهم بتردد وقالت : اه هتعمل ايه ؟
ثم أكملت : مع إن آمال مشفقه عليها من المشوار ده
شريف : هي قالت بنفسها .. لو جت اعلام تستاهل اني اسافر لها كل يوم
تراجعت الهام فيما سوف تقوله وغيرت الموضوع وقالت : حددوا الفرح الخميس اللي بعد الجاي
غاده : الف مبروووك ..
شريف : أخيرا .. المشاكل اللي كانت في الاخر دي اتحلت؟
غاده : مشاكل ايه خير؟
الهام : يعني حاجات صغيره بس كتير .. يعني مكان الشقه .. هدى كانت مصره انه يتجوز في نفس العماره .. وهو كان نفسه يتجوز في نفس العماره اللي فيها عيادته لان كان في شقه عاجباه اوي هناك كان نفسه يتجوز فيها ..
غاده : وبعدين استقروا على ايه؟
الهام : بصراحه البت اماني دي طلعت عاقله اوي .. تتصوري انها وافقت وأصرت انها ترضي حماتها .. والتمستلها العذر ان خالد وحيدها ..
غاده : تمام ربنا يكملها بعقلها ..
الهام : ويعني تنقية العفش والشبكه والانتيكات .. يعني حاجات كده هدى اتدخلت فيها على عكس رغبتهم .. بس بردو أماني رحبت بكلامها ووافقت عليه .. مع اني عارفه هدى اوقات بترمي كلام مستفز .. بس قلبها ابيض
غاده : أكيد جواز ابنها مخليها بس غيرانه
الهام : لا مش عذر .. المفروض تتمناله السعاده ماتعملش مشاكل من أولها
شريف : بس يعني دي مش مشاكل كبيره
الهام : ايوه فعلا ماهو ده اللي بقوله .. هي زي مابقولك طيبه جدا جدا .. دي غير انها صاحبتي انا وخالتك من زمان اوي .. وانا حافظاها .. ممكن تعمل مشكله بس من غيرماتقصد لانها طيبه جدا ..
غاده : وواضح كمان ان اماني عاقله وهتستوعب حماتها
الهام : أيوه .. هو مكنش ينفع معاها الا واحده زي أماني
شريف : ربنا يكملهم على خير
*********
ثم بعد الغذاء أخذ هاتفه واتصل على أمنيه
شريف : والله وعملتيها ياأمنيه
أمنيه بضحك : شفت ياأبيه .. قدها وقدود
شريف : لا حقيقي .. برافو عليكي .. الف مبروك ياجميله
أمنيه : الله يبارك فيك
شريف : عايزك بنجاح كل سنه .. مش هتنازل عن امتيازات
أمنيه : عيب عليك
شريف : ماشي .. سلميلي عل خالتو وعلى البنات
أمنيه : يوصل .. سلام
شريف : سلام
أغلق .. التف وجد غاده تنظر اليه منصته الى محادثته
شريف : مالك ؟
غاده : لا مفيش .. بس
شريف : بس ايه؟
غاده : مانت بتعرف تشجع اهو
شريف : ايه؟
غاده : مفيش مفيش
شريف : قصدك على ايه؟ انتي متضايقه اني ببارك لأمنيه؟
غاده : ماتغيرش الموضوع .. مش كده طبعا .. بس يعني ماسمعتش منك كلمة تقويني بيها على رسالتي اللي مش عايزه تخلص واللي مش لاقيالها وقت خالص بعد كل اللي فوق دماغي ده
شريف بحده : هو انا عطلتلك في ايه؟ ولا انتي عايزه تهملي بنتك عشان تذاكريلك كلمتين
غاده : هو انا سبت بنتي من يوم ولدت ولا حتى مسكت كتاب .. حرام عليك .. المفروض تسألني عنها او تقولي ليه مش ناويه تكملي .. انما انت استحليت اني مابقربلهاش وعايشه دور الام والزوجه وبس .. انا عارفه انك بتـ..
اقترب منها وقال بحده أكبر : انا ايه ياغاده ؟
تراجعت للخلف قليلا : مفيش حاجه .. انا رايحه اشوف ريم بتعيط
وتركته وغادرت في خطوات متعثره
*************************
أمنيه : ماتتصورورش أنا فرحتي النهارده .. غلبت فرحتي بالنتيجه نفسها
أماني : كل ده عشان تنسيقك اتقبل في اعلام؟
آمال : مابلاش اعلام وادخلي اداب .. ممكن بردو تبقي صحفيه
أمنيه : يعني بعد مجموعي الكبير ومجهودي .. أدخل آداب .. هي آداب مش وحشه بس .. دي إعلام ياماما .. إعلااااام
إيمان : سيبيها تجرب ياماما .. ماتخافيش عليها دي سبع رجاله في بعض
أمنيه : لو في موقف تاني كنت وريتك الانوثه اللي على حق بس دلوقتي .. سبع رجاله عشر رجاله بس الحجه ترضى
ضحكت آمال : وهتروحي وترجعي كل يوم سفر كده ؟
أمنيه : هو باص واحد مش هركب خمسين مواصله ماتخافيش
آمال : ربنا يقدم ما فيه الخير .. مبروك يابنتي
أمنيه : الله يبارك فيكي ياماما
إيمان : المفروض ننزل نشتري باقي حاجة أماني وهدوم جديده كمان لأمنيه عشان كليتها
أمنيه : بتقولي حكم النهارده ياإيمي ..أيوه كده
آمال : طيب ابقوا جهزوا نفسكوا نروح بكره ..
وفي اليوم التالي .. كانوا يتجولوا بإحدى مولات القاهره .. كل واحده منهم تبحث عما يخصها .. أمنيه تبتاع ملابسها الجديده للجامعه وأماني وآمال يدخلون المتاجر التي تعرض متطلبات العروس أما إيمان ابتاعت بعض الملابس واللانجري لانها ستسافر الى زوجها بعد فرح أماني وخالد ..
أتصل خالد عليها .. تركت والدتها وخرجت من المتجر لترد عليه
أماني :السلام عليكم
خالد : وعليكم السلام .. إزيك ياحبيبتي
أماني : تمام الحمد لله .. ازيك انت عامل ايه ؟
خالد وهو يفرد ذراعيه : ااااااااه الحمد لله لسه داخل البيت من شويه .. الشغل النهارده كان كتير اوي ..
أماني : ربنا يعينك ياحبيبي ..
خالد : انتي بتتفرجي على التلفيزيون ولا ايه؟
أماني بضحك : لا تلفيزيون ايه .. انا مش في البيت على فكره
خالد باستغراب : امال انتي فين ؟
أماني : بنشتري شوية حاجات انا وماما واخواتي ..
خالد : فين ؟
أماني : احنا في القاهره
خالد بغضب : فين ؟؟؟؟؟
تلجمت أماني ووقفت مكانها : في ايه ياخالد ؟
خالد : يعني خرجتي وسافرتي وعايشه حياتك عادي من غير ماتفكري تقوليلي؟
أماني : ماهو أنا مش لوحدي ياخالد وانا عارفه انك مشغول طول النهار فمحبتش أزعجــ...
قاطعها بصرامه : انتوا فين دلوقتي؟
أماني بخوف : احنا في مول ــــــــــــ
أغلق الخط مباشرة دون ان يرد عليها .. نظرت الى الهاتف في ضيق ..
وضعته في حقيبتها وهي تستغفر ربها .. دخلت لوالدتها المتجر مره اخرى
أماني : خلصتي ياماما
آمال : اه هحاسب أهو خلاص
انتهوا من الاجراءات وخرجت معها من المتجر ثم روت لها ما قاله خالد
آمال : انتي ماكنتيش عارفه انه ممكن يزعل لو عرف انك خرجتي من غير ماتقوليله؟
أماني بصدق : لا والله ياماما
آمال : تحبي أكلمه ؟
أماني : لا .. سيبيه شويه
بعد قليل كانوا قد أنتهوا من مشترياتهم وجلسوا في مطعم في المول يتناولوا وجبة الغذاء .. اتصل خالد على آمال
آمال : ده خالد
انقبض قلبها .. آمال : الو . . ايوه ياخالد ازيك – عامل ايه ؟ - ايه – انت هنا – اه احنا في المطاعم اللي في الدور الاخير – طيب احنا مستنينك – مع السلامه
أماني : هو جه؟
آمال : ايوه طالع
إيمان : في ايه ياماما ؟ مالك ياأماني اتضايقتي ليه؟
أماني : لا مش متضايقه بس ..
آمال : خلاص يابنات .. لما يجي تستأذنوا تروحوا الحمام عشان تغسلوا ايدكوا
قالت أمنيه والاكل ملئ فمها : انا لسه مخلصتش ..
آمال : اعمل فيكي ايه دايما عاملالي مشاكل
أمنيه : الله .. اقوم جعانه يعني؟؟
إيمان : كلي خلصي .. لسه عبال ما يطلع ويقعد يسلم علينا ..
أمنيه : طيب طيب
وصل الى مكانهم وبحث بعينه عليهم .. وجدهم .. أقدم عليهم بوجه متهجم .. كانت تنظر اليه تحاول ان تستشف منه ما يدور بداخله ..
سلم عليهم ولم ينظر اليها .. جلس بجوار آمال التي نظرت لأمنيه وإيمان ليغادروا .. استأذنوا وتركوهم ..
آمال : مامتك عامله ايه ياخالد ؟
خالد : كويسه الحمد لله
نظرت لهم واحتارت ان تكلمه ام تتركها تحل مشكلتها بنفسها !!
آمال : طيب أنا هقوم أغسل ايدي مع البنات وجايه تاني
قامت وتركتهم ..
أماني : خالد ..
نظر لها وقال بجمود : نعم؟
أماني : انت زعلان مني؟
لم يرد .. أماني : هو أنا يعني لو أعرف انك هتزعل كنت نزلت من غير ما أقولك؟
خالد : ازاي اصلا تفتكري ان حاجه زي دي مش هتضايقني؟
أماني : أصلا مش انا اللي قلت يلا ننزل القاهره .. أمنيه وإيمان كانوا عايزين يشتروا هدوم وماما قالت ان انا كمان محتاجه حاجات في جهازي .. اتفقوا على النهارده مكنش في وقت أقولك ومجاش في بالي والله
خالد : اتفقتوا امتى ؟
أماني : امبارح اخر النهار
خالد بتهكم : مانا مكلمك بليل قبل ماتنامي .. ماقلتليش ليه؟
أماني برجاء : خلاص بقى ياخالد والله مقصدش .. يعني انت تعرف عني كده؟ تعرف اني ممكن أضايقك؟
خالد : انت اللي المفروض تعرفي اني أحبك تقوليلي كل حاجه .. مش تخرجي وتدخلي على مزاجك ..
آلمتها كلماته .. قالت : انا مابخرجش من بيتنا ياخالد غير للضروره ومابخرجش لوحدي .. أديك شايف اني مع أهلي ..
نظرت للاتجاه الآخر وجدت والدتها واختيها قادمين
نظرت له سريعا وقالت : ممكن خلاص بقى ممكن ماتزعلش والله مش هكررها تاني
ظل الجمود كاسي وجهه .. شعرت باهانه لنفسها بعدم رده .. هي ترى انها لم تفعل شئ خطأ . ومع ذلك اعتذرت .. ظلت ترجوه وهو كالتمثال الى ان اقتربت منهم امال .. وقف خالد وقال لها
خالد : طنط انتوا هتكملوا شرا ولا هتروحوا ؟
آمال : لا ياحبيبي هنروح
التف الى الطاوله وجمع أشياءه من موبايل ومفاتيح وقال : طب يلا بينا
سبقهم الى الخارج .. لحقوا به عند المصعد .. كانت تتأخرهم .. تجاهد لكي تمنع دمعتها من الظهور .. ونجحت في ذلك.. الى ان وصلوا لجراج المول .. وقفت أمام باب السياره الخلفي لكي تركب .. دفعتها آمال لتركب جواره .. أفلتت أماني نفسها منها وقالت لوالدتها بهمس: مش هركب قدام ياماما ..
آمال : اقصري الشر ياأماني
أماني باصرار : مش راكبه
كان خالد قد اتخذ موضعه في كرسي القياده ويتابع بعينيه حوارهم خارج السياره
أرادت آمال ان تضعها اما الامر الواقع .. ركبت امال بالخلف وقالت : اركبي ياايمان يلا ياامنيه ..
دخلت بعدها ايمان وجاءت أمنيه لتركب .. شدتها أماني من ذراعها .. أماني : اركبي قدام ياأمنيه
أمنيه : نعم ياختي؟
أماني وهي تدفعها للأمام : اسمعي الكلام
ثم ركبت هي بالخلف جوار ايمان
ركبت أمنيه جوار خالد كما أمرتها أماني
ترجل خالد من السياره وفتح الباب وقال بلهجه آمره : انزلي
نظرت اليه بخوف من نبرة صوته الحازمه .. ثم التفتت الى والدتها التي كانت تنظر اليها بغضب وخيبة أمل .. ثم انصاعت لكلماته وترجلت من السياره .. مسك يدها وذهب الى باب أمنيه فتح الباب وقال : معلش ياأمنيه
نزلت أمنيه وقالت : صلوا على النبي ياجماعه .. ثم قالت في خفوت : ده انا لو بشتغل تباع مش هنزل كل شويه كده
ثم ركبت بالخلف جوار ايمان
مال خالد عليها : اياكي تعملي كده معايا قدام اخواتك تاني
ثم قال : اتفضلي اركبي
كانت تنظر الى الاسفل طوال الوقت .. ركبت وهي تشعر بالغضب ..
آمال : لحد الموقف بس ياخالد
خالد : ماينفعش ياطنط .. وماتحاوليش
نظر الى أماني وقال : انتوا كلكوا مسؤليتي دلوقتي
أشاحت بوجهها الى نافذة السياره ولم تغير وضعها طوال الطريق ..
هو الاخر كان يكابر ان ينظر لها .. الا مره واحده .. كان ينظر للمرآه الجانبيه جوارها .. فحرك عينيه اليها وجدها تنظر للطريق بحزن وتضم شفتيها بشده .. ثم وجد ذقنها و شفتيها ترتعش .. وسقطت دمعه واحده فقط على خدها .. مسحتها بسرعه .. عاد نظره الى الطريق .. فكر فيما حدث .. هو لم يخطئ .. هذه هي شخصيته .. لا يحب أن تخرج دون معرفته أو دون إذنه .. هي زوجته الآن ومن المفترض أنها تعلمه بكل خطواتها .. كان الاحب اليه ان تبدأ هي بتلك الخطوه وتشعره بأهميته وتستأذنه في الخروج
سمع قلبه يحدثه : هي بردو ماتعرفش عنك الصفه دي وانت ماشرطتش عليها من الاول استئذانك في الخروج .. ثم انها اعتذرت .. خلاص بقى .. وقالت مش هتكررها ولو كررتها يحقلك أزعل .. حرام كده البنت مش حمل الزعل ده كله
حرك يده وهو مازال ينظر أمامه .. ومسك يدها وضمها في كفه .. نظرت له وجدته مازال يرتدي القناع القاسي
سحبت يدها بهدوء ووضعتها على قدمها
كانت أمنيه كعادتها تتابع الموقف .. قالت بصوت خافت ولكن سمعه الكل : انتوا اتحسدتوا والله
لكزتها آمال في جنبها وقالت : بس يابت
أمنيه : بس ايه !! مش بقول الحقيقه ..
ظل الوضع كما هو في صمت مطبق الى ان وصلوا لمنزلهن ..
ترجلوا جميعا من السياره .. حمل خالد جميع الحقائب الى الاعلى .. دخلت أماني لحجرتها مباشرة .. دعته آمال ليجلس في الصالون
اعتذر وقال انه سيغادر .. أصرت عليه ليمكث قليلا ..
دخلت الى أماني حجرتها
آمال : ياخسارة تربيتي فيكي ..
أماني : ليه ياماما انا عملت ايه لكل ده؟
آمال : يعني الراجل جاي معانا لحد هنا وانتي تدخلي أوضتك ولا كأنه موجود .. انتي مش أماني اللي انا اعرفها .. فين خوفك من ربنا .. مش ده جوزك ولا ايه؟
أماني : حاضر ياماما هخرجله ..
آمال : لا تعالي معايا المطبخ الاول هصب عصير وروحي قدميه
أماني : حاضر

دخلت عليه الصالون وهي تحمل الصينيه قدمتها له وقالت : اتفضل
أخذ منها الصينيه كلها بيده وباليد الاخرى مسك يدها اللي كانت تحمل الصينيه .. ثم وضع الصينيه على الطاوله .. جذبها الى حضنه فجأه وملس على رأسها .. انفجرت في البكاء في حضنه .. كأنها تشكو منه اليه ..
رأت آمال المشهد هكذا من بعيد .. ابتسمت وأغلقت على نفسها هي وايمان وامنيه باب الحجره التي تضمهم وتركت خالد وأمنيه في الصالون المفتوح بابه
ضحك خالد وهو يضمها وقال : يعني انتي اللي غلطانه وبتعيطي وهتخليني انا اللي اعتذرلك
بعدت نفسها وقالت بصوت باكي : مانا اتأسفتلك
خالد : طيب اديكي عرفتي دلوقتي انا ايه اللي بيضايقني ..
قالت مدافعه عن نفسها : وانا قولتلك مش هكررها تاني .. بس انت ماردتش عليا
خالد : ويرضيكي تتعاملي معايا كده قدام اخواتك
أماني : لا .. خلاص انا اسفه ..
ثم قالت بغضب طفولي : شفت انا اللي اتأسفتلك اهو .. عشان ماتضحكش عليا
قبل رأسها وقال : لا تتأسفي ولا أتأسفلك .. بس انتي خدي بالك بعد كده
أماني : حاضر
قال لها : طيب بقولك ايه ماتيجي نخرج شويه ..
قالت : دلوقتي؟
خالد : ايوه لسه الساعه سبعه .. ادخلي بس قولي لطنط .. هننزل نتمشى شويه وهي مش هتقول لأ
أماني : حاضر
خالد : بس ماتقويش لأمنيه .. هتلزق فينا
ضحكت وقالت حرام عليك ياأخي
اقترب منها بشده وامسك ذقنها .. ثم قبلها ..
قال : وحشتني أوي ضحكتك
شعرت بالسعاده تسري في أوصالها .. قالت بابتسامه كبيره : هروح أستأذن ماما
خرجت معه .. وبعد حوالي الساعه جاءت ومعها علبه صغيره ..
أماني : جابلي هديه
أمنيه : جابلك ايه جابلك ايه؟
لم تنتظر لفتح العلبه فاختطفتها منها أمنيه وفتحتها وجدتها ساعه رقيقه ذوقها راقي ..
أمنيه : يابنت المحظوظه دي حلوه اوي
إيمان بضحك : وبتقولي اتحسدوا .. اتاريكي انتي اللي بتقري عليهم
أمنيه : يختي يارب اتجوز واحد زيه كده وكل شويه أزعله عشان يصالحني ويجيبلي هديه وأتخانق يصالحني ويجيب هديه
ضحكت أماني فقالت لها آمال : يعني كله تمام
أماني : الحمد لله ..
*****************
رامي :بتقول ايه يادكتور؟
الدكتور بأسف وهو ممسك بالتحاليل : والله ياأستاذ رامي ده اللي التحليل طلعه
رامي بصوت مخنوق : يعني انا مش .. مش هخلف .. ولا ايه؟
حرك رأسه وقال بأسف : للأسف .. وده واجبي اني ابلغك الحقيقه من غير تجميل
رامي : طيب مفيش علاج .. عمليه جراحيه هنا او بره
الدكتور : لأ .. الطب بيتقدم بالفعل بس حالة حضرتك باءت فيها كل المحاولات .. ولا حتى 1% نجحت فيها أي عمليه

وقف رامي وشكر الدكتور وخرج من عيادته .. ركب سيارته واراح رأسه الى الخلف .. شعر بمراره في حلقه وغصة في قلبه .. عاجز !! شعر أنه عاجز .. عجز أن يشبع حنانه الجارف للأبوه .. عجز ان يرى في عينيه لهفة الأب التي يراها في عيني شريف .. عجز أن يرضي شعور زوجته واعطاءها الحق في أن تكون أم .. لمياء .. ماذا سيكون رد فعلها ؟ أستطلب منه الطلاق؟؟!! أم ستشفق عليه؟؟ أم ستعيش معه على مضض لمجرد أنها بنت أصيله ومتربيه ؟؟؟ لا يوجد افتراض آخر .. هي فتاه صغيره وسليمه كما قالت لها الدكتوره التي ذهبت اليها .. انما هو وعدها ان يذهب ليحلل فيما بعد ولم يقل لها انه بالفعل ذهب اليه وعلم النتيجه ..
فتح عينيه وجدها كانت مليئه بالدموع التي انهمرت دون أن يشعر بها على وجنتيه .. مسحها سريعا وأدار سيارته وتوجه الى المنزل
وجد لمياء تحضر السفره .. ابتسمت له عندما دلف من الباب .. حاول ان يبدو طبيعيا ولكنها شعرت بابتسامته الصفراء .. لم تشغل بالها .. قبلته وقالت : يلا غير بسرعه عشان الشربه على وشك انها تبرد .. ههههههههههههه أعملك ايه مانت اتأخرت
لم يرد .. دخل الى حجرتهم وأبدل ملابسه .. جلس معها على المائده وهو يتظاهر بتناول الطعام .. ظل يقلب في طبقه ولم يأكل الا القليل ..
قالت في حزن : الملوخيه مش عاجباك؟
نظر رامي الى وجهها الحزين .. حزينه لانها تصورت ان أكلها لا يعجبه .. فماذا سيكون رد فعلها عندما تعلم انه عاجز ؟؟
قال وهو يشيح بوجهه : لا .. حلوه
ثم ابتسم لها : تسلم ايدك
ابتسمت له واكملت طعامها ..
مرت الايام وهو على حاله لا يأكل ولا يتكلم ولا يبدي أي رد فعل لأي شئ .. حتى مكالمات شريف له او اي صديق لا يرد عليهم ..
حاولت لمياء ذات يوم أن تعرف سر تحوله
لمياء : ماهو أنا لازم أعرف مالك .. انت مش رامي اللي اتجوزته .. اكتأبت فجأه كده واتشقلب حالك
قال لها بحده : مش عاجبك ولا ايه يامدام؟
لمياء : انت يتكلمني كده ليه ؟ هو انا قلت انك مش عاجبني؟ انا بس عايزه اعرف مالك ؟ لا بتاكل ولا بتتكلم ولا بتهزر معايا زي زمان ولا بتخرج مع صحابك .. حتى .. حتى .. حتى مابقتش تقربلي ولا تيجي ناحيتي
رامي بضحك هستيري : اااه هو ده اللي تعبك ؟ اني مابقربلكيش ؟ هههههههههههههههه طيب ماتقولي كده ولا عامله نفسك مؤدبه
صدمت من طريقة كلامه وهدأت نبرة صوها وقالت : انت بتقولي أنا الكلام ده يارامي؟ أنا؟؟؟؟
نظر لها وقد أصاب في أن يكسر قلبها ويجرح كرامتها .. لم يرد
تركته وذهبت الى حجرتها وهي تبكي بشده .. دخل عليها بعد قليل وجدها كذلك .. وقف أمامها قليلا ثم ذهب الى أمام النافذه .. وضع يديه في جيبه وهو شاردا الى الصحراء الممتده أمامه فكر كثيرا .. لابد أن ينهي حيرتها .. ولكن كيف له أن يقول يعترف لها بعجزه ؟ كيف سيحرمها من أسمى شعور لها في العالم ؟ كيف؟ فكر وقرر ..
التف لها ليجدها معلقه نظرها اليه والدموع تملأ مقلتيها
آلمت نظرتها قلبه أكثر .. حاول أن يرسم على نفسه البرود والقسود والجمود
قال رامي : عايزه تعرفي في ايه؟
لمياء : أيوه
رامي : أنا قابلت سالي من اسبوعين ..
قفز قلبها من مكانه وقالت بفزع : سالي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استمر رامي : أيوه .. اتطلقت من جوزها
شعرت لمياء باختناق وتعالت ضربات قلبها وضعت يدها تلقائيا على صدرها الذي كان يعلو ويهبط بسرعه وقالت : وبعدين؟
رامي : لميا .. انا هتجوز سالي .. سواء عاجبك أو لأ .. هتجوز سالي

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن