الفصل الخامس والعشرين

18K 380 12
                                    

بعد قليل .. دخلت عليها جيهان الغرفه وجدتها مازالت بملابسها وتجلس في الظلام على الكرسي المجاور للنافذه .. أضاءت الحجره .. وضعت غاده يدها على عينيها .. اقتربت منها جيهان ..

جيهان : غاده .. غاده .. انتي لسه مانمتيش ؟ وماغيرتيش هدومك ليه؟

وقفت غاده ولفت حول جيهان وهي تنظر ارضا كي لا ترى دموعها المنهمره بغزاره

وقالت : اه هغير اهو وانام

مسكتها جيهان من يدها واوقفتها .. ثم مسكت بيدها الاخرى وجهها ورفعته لمستوى نظرها لترى عيونها مباشرة .. جيهان : بتعيطي ليه ياغاده ؟

ازاحت يدها وقالت : مفيش حاجه .. سيبيني بقى اغير

جيهان : أقولك انا بتعيطي ليه؟ اقولك على الحقيقه ولا خايفه تواجهي نفسك؟

غاده برجاء : اسكتي بقى .. مش عايزه اسمع حاجه

جيهان : لا اسمعي عشان واضح انك مابتعرفيش تفكري صح .. اقولك انك خايفه يشوفك .. ولا اقولك ان ضميرك واجعك عشان زعلانه انه خف وبقى يشوف ..

في هذه الاثناء خرجت فوزيه من حجرتها ودخلت الحمام .. وهي عائده لحجرتها سمعت صوتهم يعلو .. اقتربت من الحجره وسمعت حوارهم ..

غاده : لو سمحتي ياجيهان دي حياتي وتخصني .. سيبيني لوحدي بقى

جيهان : ماشي .. ايه بقى اللي قررتيه في حياتك اللي تخصك ؟

غاده : انا مش هكمل مع شريف ..

جيهان : والسبب؟

نظرت لها غاده في صمت .. جيهان : اكيد نفس الاسباب التافهه اللي قولتيها قبل كده!!

غاده : بالنسبالك انتي تافهه انما ممكن تكون بالنسباله حاجه مهمه .. ياجيهان افهميني ..

جيهان بعصبيه : افهم ايه ؟؟؟ افهم انك مش واثقه في نفسك لدرجة انك خايفه لايشوفك؟؟ ولا افهم انك مش واثقه في حبه ليكي من الاساس؟؟ لو هو بيفكر بالطريقه دي كان استنى لما يشوفك وبعدين يقرر يحبك ولا لأ

بدأت غاه في البكاء دريجيا وقالت : انا مش هستنى لما يشوفني ومعجبوش .. انا عايزه ابعد عنه من غير مايعرفني اصلا

جيهان : لا حول ولا قوة الا بالله .. انتي يابنتي فيكي عاهه ولا حاجه انا مش شايفاها ؟؟ ناقصك ايد ناقصك رجل .. مانتي بنت زي الفل اهو .. كان عندك شوية حبوب واتعالجتي منهم وبشرتك اهتميتي بيها وبقت زي الفل وشعرك اصلا طبيعي مش هيشوف احلى منه في الدنيا .. ايه بقى العيب اللي فيكي

غاده بيأس : المشكله مش في الحبوب ولا الشعر .. ماتجاملنيش وتضحكي عليا .. انا عارفه اني مش جميله .. ولا حتى عاديه .. اقل من العاديه .. دي خلقة ربنا وانا راضيه بيها .. بس مش هخلي شكلي ده يكون السبب في بعد شريف عني ..

جيهان : انا مش مقتنعه بكلامك

غاده وهي مازالت تبكي : اسمعيني ياجيهان .. انا طول عمري كنت قافله على قلبي ومافتحتوش لحد عشان اللي بشوفه حواليه وان البنات الحلوين هما اللي الرجاله بيجروا وراهم .. بعدت عن العالم ده خالص وارتحت في البعد .. لكن لما قابلت شريف .. والله حبيته بجد .. وعشان هو مكنش شايفني .. خدت راحتي على الاخر والحب اللي كنت منعه نفسي عنه اديته كله لشريف وبس .. يارتني كنت اعتذرت عن حالته من الاول .. انما النصيب بقى .. بس دلوقتي لازم ابعد عنه .. لو استنيت وكملت معاه ممكن حاجات كتير تحصل .. ممكن يغير رأيه وممكن يكمل معايا لكن مع اول بنت حلوه يقابلها يندم انه ارتبط بيا ويبعد عني .. اه انا دكتوره وبنت ناس وكل حاجه ماشي .. بس الراجل في اخر الليله يحب ينام جنب واحده جميله .. واديكي شايفه اللي معاه في الفريق .. كلهم متجوزين بنات شكلهم عامل ازاي .. ده معاه واحد متجوز ملكة جمال .. فكري كده مثلا لو اتجوزنا .. ممكن يجيله احساس انه يتكسف يقول ان دي مراتي .. وبعدين انتي مش شايفه شريف شكله ايه؟؟ ده أحلى ي ميت مره ..

استمعت لها جيهان بهدوء الى ان انهت كلامها ..

جيهان : بصي ياغاده ... انتي طول الوقت كنتي البنت العاقله اللي بتنصحني وانا كنت البنت الطايشه اللي ماشيه ورا هواها ومابتسمعش الكلام .. انما دلوقتي انا شايفه العكس .. شايفه انك تخليتي عن دور البنت العاقله خالص .. انتي تقريبا تعديتي الجنون بمراحل .. اولا قبل اي كلام انا مش هقولك انتي حلوه وماتقوليش على نفسك كده .. لا انا هقولك انا معنديش مقياس للجمال اصلا .. لو سألتيني عن شكلك اول ماعرفتك واول ماجيتي بيتنا هقولك انتي مش حلوه ومش جميله خالص .. لاني مكنتش بحبك وكنت مستتقله وجودك معانا .. انما دلوقتي لو سألتيني عن شكلك هقول ان انتي احلى بنت في الدنيا .. لان انا دلوقتي بحبك جدا معنديش صحبه غيرك انتي اختي وصحبتي وكل حاجه .. فهمتي قصدي ايه ؟ العلاقه والشخصيه هي اللي بتحدد شكل البني ادم .. خدي عندك مثال نيرمين طليقة هاني .. ايه رأيك في شكلها

غاده بتأفف : حلوه جدا

جيهان : تطيقي تقعدي معاها عشر دقايق على بعض؟

غاده : الصراحه لأ ..

جيهان : اهو .. هو ده قصدي .. وثانيا : شريف لما حبك .. حبك من غير ما يشوفك .. يعني انتي كغاده وجودك في حياته اهم من شكلك ومن اي حاجه .. غاده عنده هي الاهم ..ثالثا : لو طلع زي مانتي متوقعه .. وماتقبلكيش عشان السبب التافه اللي بتقولي عليه .. يبقى شريف الوجه الاخر لحاتم ويستاهل انك تشيليه من حياتك كأنك بتقلعي جزمه وترميها في الزباله .. مع اني مش مع الاحتمال ده خالص .. بس انا بقول كده عشان ماتزعليش عليه لو فعلا سابك عشان كده .. رابعا : انتي عارفه ان الام هي اكتر واحده عايزه الخير لابنها .. امه لما شافتك في المستشفى اظن يعني شافتك وانتي في لابسه البالطوا الابيض ولا حتى حطه في وشك نقطة مكياج وحالتك بالبلا يعني من الاخر .. ليه ماعترضتش على الجوازه وشجعتها كمان ؟؟؟ اكيد عشان شافت فيكي الزوجه المناسبه لابنها .. ومش هتلاقي احسن منك ..

غاده : ماشي .. لو زي مابتقولي طلع زي حاتم .. انا هكسب ايه غير الجرح اللي هجرحه لقلبي .. ومش هعرف ارجع زي الاول .. انا مستقبلي مش في الحب والجواز .. انا مستقبلي في الرساله والعياده والمستشفى وبس

جيهان : مش من حقك.. مش من حقك تنهي علاقه بدأتوها انتوا الاتنين لمجرد وهم في خيالك .. وهم صورلك رد فعله .. انتي كده بتظلميه قبل ماتظلمي نفسك .. بصي انا مش راجل عشان اقولك الرجاله بتفكر ازاي من ناحية الجمال والشكل بس هو دلوقتي اكيد هيتصرف ويتحرك عشان يكلمك .. لازم تديله الفرصه

غاده : طيب ماهو ممكن يجي على نفسه ويكون مش عاجبه شكلي ويضطر يكمل معايا لانه بالفعل خد خطوه رسميه .. ويحس انه متورط ومش عارف يخرج من الجوازه دي

نظرت لها غاده بسأم : ممكن تخلي مخك يبطل تفكير وظنون واحتمالات غربيه .. ممكن؟ واتفضلي نامي بقى عشان عندي مشوار بكره مهم ..

غاده : مشوار ايه؟

جيهان : هاني هيجي ونروح معاه اناوانتي وماما وساره وانتي نجيب فرش جديد للبيت

غاده : الف مبروك ياجي جي بس انا اعفيني مش هقدر اجي معاكوا

جيهان : ليه يعني ؟

غاده : لا مش عشان حاجه بس في المستشفى والعياده وعندي مشوار للجامعه عشان تحضير الرساله

جيهان : ماينفعش يتأجلوا

غاده : ماهي طنط وساره معاكي .. وهاني كمان

جيهان : ماشي .. هو انتي اتنقلتي الفتره الصباحيه ولا لسه؟

غاده : الدكتور قالي اتنقل وقت مانا عايزه بس لسه ماظبطتش مع الدكاتره التانيين عشان العيادات الصباحيه غير المسائيه .. يعني في حاجات مكلكعه كده

جيهان : ربنا معاكي .. تصبحي على خير

غاده : وانتي من اهله

انتهى الحوار بينهم .. وعادت فوزيه الى حجرتها بعد ان علمت السر الذي يؤرق غاده .. نامت جيهان ... وظلت غاده تفكر في كلامها وفي ماتريده هي .. اغلقت هاتفها خوفا من ان يتصل بها نامت وهي تفكر ولم تقرر بعد ماذا ستفعله باليوم التالي ..

*******************

جاء صباح اليوم التالي .. رن جرس المنزل .. ركضت جيهان الى الباب

.جيهان : هفتح انا هفتح انا هفتح انا

ساره والتي كانت موجوده بالاسفل في شقتهم قالت بضحك : عارفين ياختي انه هاني ..

فتحت جيهان بعد ان اخفت سعادتها وبدت متماسكه اكثر .. نظرت اليه وشعرت بتلك السعاده الغريبه التي تشعر بها دائما منذ ان لفت نظرها .. ابتسم لها ثم انزل نظارته الشمسيه وقال : ازيك ؟

جيهان بكسوف : الحمد لله ازيك انت؟

هاني : انا تمام .. جاهزين؟

جيهان : اه بس ماما بتقولك اتفضل افطر الاول

هاني : لا انا فطرت والله قبل ما اجي ..

جيهان : طيب تعالى اشرب حاجه .. ساره جوه هي كمان

دلف هاني للداخل وسلم على ساره .. حمل عمر وجلس جوارها ..

جيهان : تشرب ايه؟

هاني : ياريت لو قهوه مظبوط

جيهان : حاضر

وقفت ساره : لا خليكي هعملها انا

شعرت جيهان بالحرج وقالت بخفوت لساره : انتي رايحه فين ... كل مره تعملي فيا الموقف ده .. استني انتي وانا اروح

ساره بضحك وبصوت عالي : انا هروح وهخلي عمر معاكوا عشان يراقبكوا

ضحك هاني بينما كلامها جعل جيهان تشعر اكثر بالحرج من هاني

هاني : ماتزعليش هي هزارها كده مانتي عارفه

جيهان : اه عارفه

هاني : هتفضلي واقفه ؟

جلست جيهان .. وصمتت

هاني : على فكره القهوه بتتعمل بسرعه جدا .. هتلاقيها طبه علينا على طول

ضحكت جيهان وقالت : لا في الحاله دي هي هتعملها على نار هاديه

هاني بحب : ضحكتك حلوه اوي

نظرت ارضا ولم ترد بينما ابتسامتها كافيه للرد عليه ..

هاني : فاكره يوم فرحك ؟

قطبت حاجبيها ونظرت اليه بتساؤل .. لماذا يذكر هذا الموقف الان؟

هاني : كان نفس يوم طلاقي ..

جيهان : وانت زعلان على الفرح ولا على الطلاق؟

هاني : انا زعلان ومستغرب ازاي انتي جنبي من زمان اوي .. من واحنا صغيرين ..ومخدتش بالي منك ؟ ازاي محبتكيش من زمان ؟

جيهان : نصيب ..

هاني : فعلا .. ثم مال الى الامام وقال بحب : وان شاء الله نصيبي معاكي هيبقى احلى واحلى ..

وقفت جيهان وقد شعرت بحرارة الحب وصلت الى رأسها .. ابتسمت وقالت : انا هروح اشوفها اخرت القهوه كده ليه؟

وقف هاني امامها ووقال : بقولك ايه؟ انا ماصدقت اشوفك لوحدك .. كل مره العيلتين بيبقوا ملازمينا ..

جيهان : استنى لما نكتب الكتاب.. هانت

هاني : طيب تعالي اقعدي ..

جلست مره اخرى .. قال لها : احنا هننزل دلوقتي تختاري الشبكه اللي تعجبك ومايهمكيش اي حاجه.. ماشي؟

جيهان : انا مش عارفه ايه لزمة المشوار ده ... انا عندي دهب كتير ومش عايزه حاجه .. صدقني خلاص الحاجات دي مابقتش تفرق معايا .. وكفايه الدبل في الخطوبه .. خلاص ماتفرقش

هاني : تفرق معايا انا ياستي .. واي حاجه تانيه نفسك فيها .. انا تحت امرك .. وبعدين هنلف شويه على محلات الموبليا .. عايز اغير فرش البيت كله ..

جيهان : ماشي ..

هاني : ولو عايزاني اغير البيت نفسه ماعنديش مانع .. ايه رأيك؟

جيهان : لا لا البيت جميل ومناسب .. هو الفرش بس وخلاص

هاني : انا تحت امرك في اي حاجه

قالت برقه : ميرسي ..

جاءت ساره بالقهوه ثم جاءت فوزيه بعدها وسلمت عليه وخرج هاني معهم .. جيهان وساره وفوزيه ..

*****************

بعد مغادرتهم .. خرجت غاده من حجرتها فقد تظاهرت بالنوم الى ان فرغ المنزل من اصحابه .. اتصلت على المستشفى واعتذرت عن الذهاب اليوم بحجة المرض .. اغلقت كل شبابيك وبلكونات المنزل .. اتصلت على لمياء

غاده : بصي هما كلمتين بس ركزي معايا

لمياء :استني بس .. انا بكلمك من امبارح تليفونك مقفول .. قريتي خبر رجوع كابتن شريف

غاده بحذر : ماهو ده اللي كنت متصله بيكي عشانه

لمياء : خير .. أؤمريني

غاده : انا خدت اجازه النهارده .. وهو عارف ان انا بروح بعد العصر.. لو فكر يجي الشغل مش هيلاقيني .. عايزاكي اول ماتعرفي انه جه تراقبيه .. وانا هشتري خط جديد النهارده واتصل بيكي من عليه.. ماشي

لمياء : ايه اللي بتقوليه ده؟ انا مش فاهمه انتي تقصدي ايه؟ وخط جديد ليه ؟

غاده : اسمعي كلامي بس ونفذيه عشان خاطري

لمياء : مش لما افهم الاول؟

غاده : مش لازم تفهمي .. نفذي بس طلبي لو بتحبيني .. مش عايزه شريف يوصلي باي طريقه .. فاهمه ؟؟ باي طريقه .. انتي صحبتي وانا اول مره اقصدك في حاجه .. هتساعديني؟

لمياء : بس انتي كده بتبعديه عنك .. وانتي بتحبيه .. وهو كمان بيحبك .. ولا في حاجه انا مش فاهماها؟

غاده : اه بالظبط كده .. بس مش عايزه اتكلم دلوقتي .. ممكن؟

لمياء : طيب ايه المطلوب مني دلوقتي ؟

غاده وهي تنظر في ساعتها : فاضل حوالي ساعه على معاد الشغل .. هتروحي وهتراقبي الجو ..

لمياء : وانتي هتعملي ايه؟

غاده : لسه ماقررتش بس عايزه اعرف ايه تحركاته

لمياء : طيب ماهو ممكن يجي البيت او العياده

غاده بتفكير : وكمان ممكن يكون اتصل بيا امبارح .. ماتصلش بمحمود .. يمكن يكون مش عارف رقمه ؟ او ..

لمياء : او هو عايز يعملهالك مفاجأه ويجيلك يقف قدامك وهو بيشوف

غاده : ايوه فعلا ممكن اوي .. انا متأكده انه ماقاليش انه مسافر يعمل العمليه عشان يعملهالي مفاجأه

لمياء : طيب يابنت الحلال ماهو بيحبك وشاريكي اهو عايزه تبعدي عنه ليه؟ مانتي كمان بتحبيه..

غاده : ماتسأليش ليه .. هو ده اللي لازم يحصل

لمياء : حسه اني لو شفته بيسأل عليكي هجري عليه واقوله انتي فين

غاده : ايه النداله دي؟

لمياء : لو بس تفهميني

غاده : بعدين بعدين

ثم سمعت جرس الباب يرن

غاده : طيب سلام دلوقتي وهبقى اكلمك

*****************************************

في بيت شريف

رن جرس المنزل .. فتحت الهام .. رحبت برامي ..

خرج له شريف وهو ممسك بالعكاز وبعد الاحضان والسلام.. جلس على اول كرسي قابله

رامي : ايه ياعم انت بتنام في الاوضه اللي تحت ولا ايه؟

شريف : ايوه يعني امال هطلع وانزل كل شويه

رامي : كده احسن

شريف : اوعى تكون قلت لحد اني جيت وعملت العمليه؟

رامي : نعم ياخويا انت هتصيع عليا؟ ما الخبر متذاع من امبارح على التلفزيون وعلى النت

شريف بغضب هادر : ايييييييييييه؟

رامي بصدمه حقيقيه : في ايه ياشريف انا فاكر انت عارف

شريف بصوت عالي : لا معرفش حاجه انا مكتم عالخبر عشان مايوصلش للصحافه ولا لاي حد ..

رامي : ليه يعني كل ده ؟

شريف بصدق : كنت عايز اعملها مفاجأه لغاده

رامي : اكيد عرفت من امبارح

شريف : انت شايف ان كده عادي يعني وهي ممكن تغفرلي حاجه زي كده ؟ انا كنت عايز اعملهالها مفاجأه .. ساعتها كانت هتفرح انما دلوقتي مش هتسامحني .. روحت من غير ما اقولها وعرفت من بره وانا كمان من ساعتها وانا قافل تليفوني انا وامي ..

ثم وقف بصعوبه وقال بعصبيه : انت معاك عربيتك صح؟ قوم قوم وديني بيتهم

رامي : ماتتعصبش ياشريف انت غرضك كان كويس .. واكيد هي هتعذرك

شريف : طيب يلا يلا

وساعد رامي صديقه وانطلق معه الى حيث منزل غاده واهلها ..

ذهب ورن الجرس كثيرا ولم يوجد احدا يرد ..

وقف رامي على البوابه كثيرا ثم عاد ووقف بجوار نافذة شريف الجالس في السياره ..

رامي : محدش بيرد والبيت متقفل ..

شريف : يمكن مارجعوش من الحج؟

رامي : لا يابني خلاص كل الحجاج رجعوا من فتره

شريف : وتليفونها لسه مقفول وانا من غبائي مخدتش رقم ابن عمها ولا اي حد من عيلتها ..

رامي : بينا على المستشفى .. شغلها اظن هيبدأ دلوقتي

شريف : لف واركب واطلع على هناك بسرعه

رامي وهو يركب مره اخرى : ماشي

*****************

اغلقت الهاتف مع صديقتها وركضت الى النافذه الزجاجيه لترى من الذي يدق جرس الباب.. ازاحت الستاره قليلا .. لم ترى من الطارق .. فالشقه في الدور الارضي وسور الفيلا يحجب الرؤيه .. فتحت باب الشقه وصعدت السلم الى الدور الثاني ونظرت من شباك السلم وجدت رامي يقف اما البوابه منتظر الرد .. فجأه رأته يطل برأسه من نافذة السياره .. قالت هامسه : شريف ..

بكت عيناها فرحه .. اول مره تراه بعد ان عاد اليه نظره .. لم تحزن او تشعر بان ذلك شئ ضد رغبتها او مصلحتها .. فرحت لانه يحرك رأسه وينظر يمينا ويسارا ..

قالت لنفسها : هو مانزلش من العربيه ليه؟ اه صحيح .. الجبس

رأت رامي يذهب ناحيته ليتكلم معه ثم لف رامي وركب السياره وذهب بعيدا .. كان ينظر مليا للمنزل وهي ايضا نظرت اليه الى غابت السياره على الطريق ..

جلست على درجة السلم .. وضعت يديها بين كفيها .. فكرت فيما سوف تفعله الان .. استظل هاربه منه ؟ والى متى ؟ فحظها اليوم ان البيت خالي من العائله .. ولكنهم سيعودون .. وهو ايضا سيعود .. لابد من المواجهه .. رفعت رأسها الى اعلى وقالت : ياااارب انا مش قد الموضوع ده .. يارب ارحمني وريحني من العذاب ده ..

نزلت الى الاسفل .. توضأت وصلت العصر .. دعت ربها كثيرا وبكت وهي ساجده .. دعت ان يخلصها الله من هذا الموقف دون ان ينجرح قلبها ..

******************

ذهبوا الى الصائغ وانتقت خاتما رقيقا.. ثم ذهبوا لمعارض المولبيليا .. لفوا كثيرا الى ان انهكهم التعب .. قرروا ان يعودو الى منزلهم ويعاودوا الشراء في يوم اخر

دعاهم هاني الى مطعم لتناول الغذاء .. وبعد ان انتهوا .. خرجوا قاصدين السياره ليركبوا ويعودوا للمنزل ..

قالت فوزيه فجأه : انا مش هروح معاكوا .. ورايا مشوار مهم .. روحوا انتوا وانا هبقى احصلكوا

جيهان : مشوار ايه ياماما؟

فوزيه : مشوار وخلاص

هاني : طيب اتفضلي ياطنط وهنوصلك في الطريق

فوزيه : لا عايزه اروح لوحدي ياجماعه معلش روحوا انتوا وانا مش هتأخر باذن الله

جيهان : بس ياماما..

فوزيه وهي تتركهم : بطلي زن ياجي جي .. قلت مش هتأخر

نظر ثلاثتهم –ساره وجيهان وهاني- الى بعضهم .. ثم ركبوا السياره

وصلهم هاني للمنزل .. دخلت ساره سريعا فكانت تحمل الصغير نائما على كتفها

قال لجيهان قبل ان تدخل : هتوحشيني لحد بكره

جيهان بصوت مرتبك : شكرا

هاني : وانا كل مااقولك حاجه تتكسفي كده؟

جيهان : ابقى قول بعد كتب الكتاب

ثم ابتسم وقال : ماشي .. هوريكي انا بعد كتب الكتاب .. سلام

شاورت له وقالت بحب : خد بالك من نفسك

*******************

وصلوا الى المستشفى .. ذهب رامي مباشرة الى غرفتها لم يجدها .. وكان شريف يلهث ورائه ولا يستطع المشي سريعا مثله

رامي : ايه ياشريف انت تعبت

شريف : يعني .. ماتسأل عنها في الاستقبال تحت

رامي : ماشي .. هعدي على أوضة الاشعه الاول .. يمكن تكون فيها .. استنى انت اقعد على الكرسي ده وانا لو لقيتها هاجيلك

شريف : ماتكلمهاش وماتخليهاش تاخد بالها منك .. عايز اشوفها انا الاول

رامي : ماشي حاضر

ذهب رامي وترك شريف بمفرده .. منتظرا

جلس شريف واراح رأسه الى الخلف وفكر : ياترى زعلتي ياغاده لما عرفتي اني سافرت من غير ماتعرفي؟ حقك تزعلي .. بس اكيد هتفرحيلي اني خفيت وهشوفك .. هشوفك .. ثم عدل رأسه ونظر امامه وظل يراقب الناس حوله وحدث نفسه مره اخرى : ياترى انتي مين فيهم .. شكلك ايه؟ بتلبسي ازاي .. انتي اللي واقفه هناك دي ولا اللي جنبها ولا دي ولا دي ؟؟ ماهو لو كنتي واحده من دول كنتي عرفتيني .. يااارب يارب ماتخليهاش تزعل وتقدر اللي كنت فيه ..

ظل يراقب بعيونه المارين امامه .. ويأمل ان تكون إحداهن وتتعرف عليه ..

جاء اليه رامي بالاخبار السلبيه .. غير موجوده ..

شريف : يعني هتيجي كمان شويه ولا مش جايه النهارده اصلا ولا ايه؟

رامي : لا دي اتصلت الصبح وخدت اجازه النهارده

شريف بدهشه: اجازه؟ واتصلت الصبح؟ يعني جت من الحج؟ اومال ماتصلتش بيا ليه؟ اكيد وصلها الخبر زي كل الناس .. يبقى المفروض تحاول توصلي زي مانا دايخ عليها كده

صمت رامي ولم يرد .. صرخ فيه شريف : ماترد عليا يابني انت مش شايفني بكلمك؟

التفت الناس حولهم الي صوته .. نظر لهم رامي في حرج ثم قال لشريف بهدوء : طيب قوم نكمل كلامنا في العربيه ..

غادروا المكان تحت أنظار الجميع .. وكانت لمياء تشاهد ماحدث وهي واقفه بجوارهم متظاهره بمراجعة أوراق ما .. والحقيقه انها تستمع لحوارهم كي تنقله الى غاده

بعد ان ركبوا السياره قال رامي : تحب تروح بيتهم تاني؟

شريف : ايوه

ذهبوا الى المنزل .. ونفس النتيجه .. لا يوجد أحد

رامي : انا رأيي تروح ترتاح وبليل تروحلها العياده

شريف بيأس : ياخوفي لاتكون واخده اجازه من العياده هي كمان

رامي : احتمال كبير .. بس حاول .. ونرجع تاني بليل على بيتهم لو مكنتش في العياده

شريف : كان نفسي اشوفها اوي اوي

رامي : هتشوفها ان شاء الله

نظر شريف لرامي وهو يسوق السياره وقال : انت شفتها قبل كده طبعا .. شكلها ايه ؟

رامي : يعني ايه شكلها ايه؟ شكلها بنت يعني امال هيكون شكلها ايه؟

شريف : ظريف .. انا شايفها واحده في خيالي من ايام المستشفى وانا بسمع صوتها بس .. مركبه على صورة كده معينه في خيالي

نظر له رامي ثم نظر الى الطريق مره اخرى : تخيلتها ازاي؟

شريف : وانت مالك

رامي : انا بتكلم جد

شريف : يعني .. صوتها رقيق .. حاسسها مش تخينه ولا رفيعه اوي بس حاسس انها ضعيفه في جسمها وحاسس انها مش طويله يعني مش أوزعه بس مش طويله اوي يعني 160 كده .. تخيلت وشها زي الملايكه كده

رامي بسخريه : يعني انت كنت شفت الملايكه قبل كده

شريف بغيظ : طب ماتوصفها انت يارخم مانت شفتها قبل كده

رامي : وانا مالي اوصفها ولا ماوصفهاش .. الجمال ده خلاص ولا يفرق معايا ..

شريف : يعني هو كل بنت حلوه وصاروخ هتخون وتغدر زي سالي ؟ في بنات حلوين وبيكونوا بنات ناس متربيين

رامي بعصبية : بنات حلوين بنات حلوين .. ايه يابني الاسطوانه دي .. على فكره انت تافه اوي

شريف بدهشه : مالك يابني في ايه؟

رامي : بص ياشريف .. حبك لغاده اول حب حقيقي في حياتك .. انا كمان لما حبيت سالي .. حبيتها بجد وكانت زي مانت قلت صاروخ .. اللي شدني ليها جمالها مش اكتر ولما عرفتها اتعلقت بيها اكتر وهي عرفت تخليني زي الخاتم في صباعها وانت عارف باقي القصه .. ولما فقت من حبها على غدره اوخيانتها البشعه ليا .. لقيت وشها الفاتن ده اتقلب بالنسبالي كأنه وش شيطان .. واقدر اقول على اي واحده اقل منها في الجمال انها جميله جدا جدا جنبها ..

شريف : وانت بتقولي الكلام ده دلوقتي ليه؟

رامي : بقولك عشان انت احلى حاجه في حكاية حبك دي ان انت حبتها هي قبل ماتشوفها .. يعني مش جمالها اللي شدك ليها .. وهي كمان عملت معاك مواقف كتير تستاهل ان حبك يزيد ليها .. استحملت كل سخافاتك وكلامك اللي زي السم .. وكمان وافقت على جوازك وانت مستقبلك مالوش ملامح ولا تعرف حاجه غير انك بتحبها وهي بتحبك .. دي واحده تمسك فيها بايدك وسنانك .. اوعى تفكر تجرحها او تسيبها

شريف بصدق : ومين قالك اني ممكن اسيبها او اجرحها .. حاسس ان هي الحاجه الوحيده اللي ناقصاني .. نفسي اشوفها واسمع صوتها ..

ثم ترقرقت دمعه من عينيه وقال : وحشتني اوي

رامي بتأثر : يااه ياكابتن ده انت بتحبها اوي على كده

شريف بتأني : ب ع ش ق ه ا .. بعشقها يارامي

رامي بسعاده : انا مبسوط اوي عشانك ياشريف .. يارب عقبالي انا كمان

شريف بضحك : نفسك اتفتحت على الحب تاني ولا ايه؟

رامي : اه بصراحه .. غيرت منك ياخي فيها حاجه دي ؟

شريف : يارب ياسيدي واهو نتجوز في يوم واحد

رامي : ماهو طول مانا ماوراييش حاجه غيرك مش هتجوز خالص

شريف : خلاص هانت .. اتجوزها بس وبعدين قول انت بس ياجواز وانا هبقى جنبك لحد ما ادخلك عش الزوجيه بايدي

ظل الصديقين يحلمان للمستقبل الى ان وصلا الى منزل شريف .. عزم شريف على رامي ان يدخل معه المنزل .. الا ان رامي اعتذر وعاد الى منزله

****************

دخلت جيهان وساره الى المنزل صعدت ساره للاعلى بينما اتجهت جيهان للشقه السفلى .. وجدت غاده تجلس في الصاله في الظلام الصامت

جيهان ساخره : هو العزا خلص؟

وقفت غاده وسلمت عليها : حمدلله بالسلامه

جيهان : ها عملتي ايه؟

غاده : في ايه ؟

جيهان : حاول يتصل بيكي ؟ راحلك المستشفى

هربت غاده من الحوار باكلمه : لا محاولش .. طنط فين؟

جيهان : راحت مشوار وزمانها جايه

غاده : طيب انا هدخل اذاكر شويه

جيهان : اتغديتي

غاده : اه طبعا

وبالطبع هي تكذب ولكنها لم تجادل وتناقش كثيرا مع جيهان ..

*********************

دخل شريف المنزل وجد سيده تجلس مع والدته .. لم يعلم من تكون .. فلم يرها قبل ذلك ..تنحنح في وقال : السلام عليكم

السيده والهام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الهام : عارف مين ياشريف؟

ضحكت السيده : لا هو اول مره يشوفني مع اني جيت هنا قبل كده وهو موجود

نظر لهم باستفهام : معلش مش واخد بالي

السيده : انا ابقى مرات عم غاده

انتشرت السعاده على وجه شريف وتقدم نحوهم سريعا مستندا الى عكازه حتى كاد ان يتعثر في مشيته وقال بلهفه : اهلا وسهلا بحضرتك .. امال غاده فين ؟ مجتش معاكي ليه؟ انا دوخت النهارده من البيت للمستشفى للبيت وكنت هروحلها العياده النهارده .. عايز اوصلها باي طريقه وتليفونها مقفول من امبارح ..

الهام : معلش انا هقوم احضر الغدا لشريف .. ضيع معاد الدوا المفروض ياخده من ساعه

شريف : اسف ياامي ..

الهام : طيب بعد اذنكوا

دخلت الهام الى المطبخ بينما استكملت فوزيه حديثها مع شريف

فوزيه بهدوء : طيب طالما انت بتحبها اوي كده ليه خبيت عليها انك مسافر ؟

شريف : كنت عايز اعملها مفاجأه .. هي زعلانه مش كده؟

فوزيه : غاده قلبها ابيض مابتزعلش كتير من حد وخصوصا لو حد هي بتحبه .. انما قلقها عليك كان مخليها زعلانه طول الوقت .. انت تقريبا قافل تليفونك من اول يوم لينا في الحج .. ولما جينا .. حوالي اسبوعين كمان قافل تليفونك انت ووالدتك .. محمود جه هنا وسأل عليك كذا مره .. والبواب بيقول مش موجود .. ولما هي تعرف انك جيت تعرف زي الغرب من التلفزيون؟؟؟ بقى ده معقول ؟؟

كرر شريف سؤاله : يعني هي زعلانه؟

فوزيه وهي تحاول ان تفوز في هذا الجدال : ايوه زعلانه وحقها .. ولا ايه رأيك؟

شريف : حقها جدا .. وانا دايخ عليها من الصبح عشان اتأسفلها .. خبر رجوعي اتسرب من ورايا انا مقفل كل السكك اللي ممكن اي حد يوصلني منها عشان اعملها مفاجأه واقف قدامها وانا بشوف .. ده كان غرضي وفكرتي .. وكانت فكره منيله .. يارتني شاركتها معايا من الاول

فوزيه : شفت .. تشاركك .. زي ماهي شاركتك الامك ومرضك في المستشفى كان حقها عليك تشاركك فرحتك بشفاك .. انما انا عارفه نيتك كانت خير ومصدقاك

شريف : طيب وهي .. انا عايز اجي مع حضرتك دلوقتي واتأسفلها بنفسي

فوزيه : معلش بلاش دلوقتي .. سيبهالي انا هتصرف معاها .. وهفهمها بهدوء وهبقى اكلمك واقولك النتيجه

شريف بحزن : هستنى اد ايه؟

فوزيه :ماتستعجلش ياكابتن . وثق في ربنا وبعدين فيا .. انا هحللك الموضوع باذن الله

شريف بابتسامه : حضرتك واضح انك بتحبيها زي بنتك بالظبط ..

فوزيه : تصدق اني مكنتش كده في الاول .. بس غاده تخلي اي حد يحبها .. لما تدخل في عيلتنا هتعرف اد ايه غاده وقفت جنب كل واحد مننا في محنته وبقت واحده مننا مانقدرش نستتغنى عنها .. وعشان كده عايزه اقولك .. لما تقرب منها بعد ماتشوفها .. هتعرف ان معاك جوهره لازم تحافظ عليها

ثم شاورت بسبابتها وقالت : واوعى تزعلها في يوم .. اوعى تجرحها .. دي حساسه .. وصدقني .. هي بتحبك اوي

شريف بسعاده : وانا بحبها اكتر .. ياريت ياطنط تقوليلي اجي في اقرب وقت .. كلميها النهارده وصالحيني عليها .. ولو ينفع اجي بكره على طول

ضحكت فوزيه : انت مستعجل دايما كده

شريف : مستعجل اشوفها وكمان مستعجل اتجوزها

فوزيه : ربنا يتمملكوا على خير

انتهت الزياره على خير وعلى وعد من فوزيه بمكالمة شريف في اقرب وقت للاتفاق على الزياره الرسميه لهم ..

******************

وصلت فوزيه المنزل .. استقبلتها جيهان بأسئله كثيره .. أين كنتي ولماذا بمفردك وكيف وما السبب والى اخره من الاسئله

لم ترد عليها فوزيه غير بكلمه واحده : غاده فين؟

جيهان : غاده في اوضتها

فوزيه : طيب خليها تيجيلي جوه شويه ..

ثم دخلت غرفتها .. نظرت لها جيهان باستغراب .. ثم انصاعت لكلامها ودخلت لغاده لتبلغها طلب والدتها

طرقت الباب .. دخلت ..

فوزيه : تعالى ياغاده اقعدي

دخلت على اثرها جيهان

فوزيه : انتي جايه ليه انا عايزه غاده بس

جيهان : لا مانا لازم افهم في ايه .. مش هتعتع من مكاني الا لما اعرف

فوزيه : اوووف .. ادخلي بس تقعدي ساكته ولا تفتحي بقك بكلمه والاهطلعك بالضرب

جلست جيهان ووضعت يدها على فمها وسكتت

غاده بتساؤل : خير ياطنط

نظرت لها فوزيه قليلا وقالت : انا سمعت كلامك انتي وجيهان امبارح بليل

شهقت غاده ونظرت لجيهان ثم نظرت لزوجة عمها في حرج ولم تدري بماذا ترد

اوجزت فوزيه في الحوار : وانا روحت النهارده بيت الكابتن وقعدت معاهم

امتقع وجه غاده .. ووقفت جيهان وقالت بصوت اشبه الصريخ : ياخبر اسود .. قولتيلهم ايه؟

جلست فوزيه ووضعت رجلا فوق الاخرى وقالت : قولت اللي كان لازم يتقال .. مش لعب العيال بتاعك انتي وهو !! هو ويقول اعملها مفاجأه وانتي تقولي لا لا احسن ماعجبوش .. انتوا بتفكروا ازاي؟

وقفت جيهان وسقفت بيدها وقالت بسعاده : الله عليكي يافوووز ياجامد .. قولي ياخبره عملتي ايه

روت لهم فوزيه مادار بينها وبين شريف

غاده : ليه قولتيله اني زعلانه ؟

فوزيه : اومال اقوله السبب الحقيقي اللي خلاكي تقفلي على نفسك وتبعدي عنه؟ واخليه يفتكر انك معندكيش شخصيه وضعيفه .. ولا معيوبه بعد الشر .. انتي عيبك انك مش واثقه من نفسك .. وده اللي هيضيعك .. لازم يحس انك شايفه نفسك عزيزه وزعلك غالي .. عشان يعرف بعد كده يعملك قيمه

غاده : بس ياطنط انا فعلا زي ماقلت لجيهان امبارح مش هقدر اواجهه

جيهان : طيب ياماما انتي مش ملاحظه التغيير اللي هي فيه من ساعة مارحونا للدكتور والقصه الجديده اللي في شعرها

فوزيه : مش ده اللي هيدي الثقه لغاده .. لما تتأكد من حبه ليها هتبقى واثقه في نفسها اكتر

ثم نظرت لغاده وقالت : غاده .. من اول يوم دخلتي البيت وانا زي مانتي حسيتي مني اني مكنتش حباكي خالص .. دلوقتي انا بحبك زي جيهان بالظبط .. يعني بعد ماعرفتك .. نفس الوضع مع شريف .. بس شريف ماشفكيش .. عرفك الاول وحبك وبعدين هيشوفك .. ايش حال بقى لما يشوفك وهو بيموت فيكي .. مش هيهمه اي حاجه في الدنيا غير انك تبقي جنبه ..

جيهان : والله نفس الكلام اللي قولته امبارح

نقلت غاده نظرها بين فوزيه وجيهان وقالت : يعني انتوا رأيكوا اني اقابله؟

فوزيه وجيهان : أيوه

غاده : ياخوفي ..

فوزيه : بكره هكلم محمود عشان يحدد معاه معاد يجي هو ومامته ونكمل الاتفاق اللي بدأناه .. ماشي

غاده : ياطنط انتي مستعلجه كده ليه؟ دي جيهان خلاص هتتجوز هي كمان .. عايزه تقعدي في البيت لوحدك ؟

فوزيه : لو هتبقوا مبسوطين كل واحده في بيت جوزها .. هبقى مبسوطه اكتر من قعدتكوا حواليا

قبلت جيهان والدتها قبله قويه وقالت : احلى ام في الدنيا والله

اقتربت غاده من فوزيه وقبلت يدها وقالت والفرحه تملأ عيناها : لو أمي عايشه مكنتش عملت اللي حضرتك عملتيه ده

فوزيه : انا مدينه لامك بحاجات كتير انتي ماتعرفييش عنها حاجه .. بس بحاول اعوض فيكي يمكن ربنا يتقبل منك ..

نظرت لها غاده كأنها لم تفهم كلامها ولكنها بالطبع تعلم ماتقصده ..

فوزيه : هستنى منك رد وهو وعدني انه مايحاولش يتصل بيكي الا لما انتي تقولي ..

غاده : ماشي

فوزيه : روحي شغلك وعيادتك عادي .. مش كل مشكله في حياتك هتوقفي كل شغلك عشانها .. حاولي تفصلي عشان تنجحي ..

غاده : حاضر ..

ثم انصرفت غاده وجيهان من الحجره .. اتصلت فوزيه على محمود

محمود : ايوه ياماما

فوزيه انت فين دلوقتي؟

محمود : انا في الطريق جاي عالبيت اهو

فوزيه : عرفت ان الكابتن شريف جه؟

محمود : جه منين ولا هو كان فين اصلا؟

فوزيه : جه امبارح .. كان مسافر يعمل عملية عينه

محمود : والله العظيم؟ وعمل ايه؟

فوزيه : الحمد لله العمليه نجحت وربنا شفاه

محمود : الحمد لله .. قولتي لغاده ؟ كانت قلقانه عليه اوي

فوزيه : اه غاده عرفت .. بقولك ايه .. ابقى اتصل بيه وسلم عليه ..

محمود : اه اكيد .. انا هروحله بس بكره مش قادر النهارده

فوزيه : ماشي ياحبيبي تعالى ارتاح بس كلمه في التليفون النهارده وسلم عليه

محمود : اه اكيد هكلمه دلوقتي

فوزيه : ماشي ياحبيبي .. مع السلامه

اغلقت الهاتف وقال لنفسها : كده كله تمام .. يارب كمل الموضوع على خير

جاء ثاني يوم وجهزت غاده نفسها ذاهبه لعملها ..

استوقفتها فوزيه وقالت لها : كنت عايزه اقولك حاجه كمان ياغاده

غاده : اتفضلي ياطنط

فوزيه : انا طول عمري مع عمك بحاول اتجمل قدامه والبس واعمل واسوي في نفسي .. بس للاسف من الناحيه التانيه مكنتش بعامله كويس اوي .. كنت بحاول اسيطر عليه .. كنت بغير عليه اوي من اي حد .. وده اللي كان مخليني اعامله بقسوه شويه عشان كنت فاكره انه كده هيفضل جنبي ومش هيبص بره .. وهو فعلا حصل كده .. بس ماقدرتش اخليه يحبني زي مانا عايزه .. عايزه اقولك يعني ان المعامله الحلوه والكلمه الطيبه هما اللي بيحببوا الراجل في الست مش الشكل الجميل .. فهماني

غاده وهي تربت على يد فوزيه : فهماكي ياطنط .. ادعيلي الموضوع ده يعدي على خير

وانصرفت غاده لعملها ..

وعندما غادرت .. اجرت فوزيه اتصالا سريعا

فوزيه : الو .. ايوه .. هي دلوقتي رايحه المستشفى .. ماشي . سلام

***********************

دخلت عليها لمياء حجرتها وحكت لها عما شاهدته بالامس

لمياء : ماجبتيش خط جديد ليه؟ مش قلتي هتتصلي بيا امبارح ..

غاده : مخرجتش امبارح خالص

لمياء : كنت عايزه اقولك انه جه امبارح

غاده : اه مانا عرفت .. بس انتي شوفتيه

لمياء : اه جه هو واحد صاحبه كان بيدور عليكي .. واقولك على حاجه كمان .. كان عمال يبص للناس رايحه جايه قدامه كأنه نفسه يكلم حد فيهم او يتعرف عليكي .. ولما صاحبه جه يقوله انك مش موجوده وهتاخدي اجازه اتنرفز عليه وزعقله جامد

غاده بابتسامه خفيفه : ربنا يستر

لمياء : في ايه ياغاده ؟ مالك

غاده : لا كان في حاجه عبيطه كده بس الحمد لله كله تمام

لمياء : الحمد لله ياحبيبتي .. اسيبك بقى واروح المعمل .. سلام

غاده : سلام

خرجت لمياء واغلقت خلفها الباب والتفت لتذهب الى معملها .. اصطدمت بشخص ما .. شهقت وقالت : انا اسفه

ثم نظرت اليه وقالت : كابتن شريف ؟

نظر لها شريف وقال بتساؤل : انتي غاده؟

لمياء وكأنها تحاول ان تدفع تهمه عن نفسها : لالالالا انا دكتوره لمياء صاحبتها .. الدكتوره غاده جوه

شريف : طيب شكرا

افسحت له الطريق .. دخل حجرتها واغلق الباب .. مشيت لمياء بخفه الى ان التصقت بالباب .. تريد ان تسمع الحوار بينهم ..كان اقف خلفها رامي ولكنها لم تراه ..اقترب هو الاخر منها بخفه سمعها تقول بصوت خافت

لمياء : ربنا يهديكي ياغاده وتتكلمي معاه كويس وماتضيعهوش من ايدك

وفجأه سمعت رامي يقول من خلفها مباشرة : انتي بتعملي ايه؟

انتفضت من مكانها ووضعت يدها على فمها وقالت : انت مين؟

رامي وهو يصطنع الجديه : انتي اللي مين وواقفه هنا بتتصنتي على مين؟

لمياء : انا بشتغل هنا .. وملكش دعوه انا بعمل ايه .. انت اللي هنا بصفتك ايه؟

رامي بتحدي : انا صاحب شريف اللي دخل لخطيبته الدكتوره غاده .. انتي مين بقى وبتتصنتي عليهم ليه؟

لمياء بارتباك : بتصنت ايه انت كمان .. انا صاحبة غاده وكنت عايزه اكون جنبها بس عشان .. عشان ..

ضغط رامي عليها اكثر وقال : عشان ايه اعترفي

شعرت بالحرج وصل قمته .. جزت على اسنانها ومشيت سريعا من امامه .. وعندما اختفت ضحك رامي وقال لنفسه : ياسلام ياواد يارامي لسه غلس زي مانت .. شديد يابني

******************

كانت واقفه امام مكتبها .. تعطي الباب ظهرها .. سمعت طرقات الباب .. ثم فتح الباب واغلق .. التفت ببطء وهي ممسكه احدى الاشعات وبعض الورق وتقرأهم بعينيها بتمعن الى ان اصبحت بمواجهته .. ثم .. رفعت عيناها اليه .. وجدته واقف امامها وينظر لها تلك النظره .. نظرة حبيبها ومعشوقها .. انه شريف .. وقعت الاشعه من يدها وتنثرت باقي الاوراق امامها .. نسيت كل ما كان يشغل بالها بشكلها او بتوقعاتها لرد فعله .. فقط كان شعورها موجه نحوه هو .. قالت بحب شديد : شريف ..

اقترب منها شريف وقال : ازيك ياغاده

لم ترد عليه فمازالت تحت تأثير رؤيته ..

شريف : اخيرا شفتك ياغاده

تكررت الكلمه في عقلها : شفتك ! شفتك! ياخبر اسود

اعطته ظهرها مره اخرى وهي تضع يجها على وجهها ..

شريف بقلق : مالك ياغاده ؟ غاده .. بصيلي

اغمضت عيناها وتنهدت بحزن .. فلا مفر من مواجهته .. فرت دمعه حزينه من عيناها .. والتفتت اليه

شريف : انتي زعلتي عشان شوفتيني

غاده : لا ابدا .. بس

قاطعها شريف : بس زعلانه عشان ماقلتلكيش على سفري

تذكرت كلام زوجة عمها وقالت وهي تحاول بث الثقه في نفسها : ايوه طبعا زعلت ..

شريف : انا غلطان .. واسف ومش هتتكرر تاني ومش هقلقك عليا تاني

استغربت غاده من لهفته عليها هكذا ورغم انه رآها ولكنه مازال يتحدث اليها كالعاشق .. بدأت الثقه تأخذ الطريق لقلبها

ابتسمت قليلا وقالت : حمدلله لى سلامتك

ابتسم هو الاخر وقال : الله يسلمك ..

ثم جلس على الكرسي امامها وهو يتنهد بسعاده : ياااه اخيرا

جلست غاده بدورها وقالت : اخيرا ايه؟

شريف : كان متهيألي انك مش هترضي او مش هتغفريلي اللي عملته

غاده : انا عارفه انك كنت عايز تعملها مفاجأه .. بس انا كنت قلقانه

شريف : قلقانه عليا ؟

غاده : كلنا .. كلنا كنا قلقانين ومحمود راحلك البيت كذا مره ومعرفش يوصلك

شريف : اه هو كلمني امبارح وسلم عليا وهيجي النهارده عندنا

غاده باندهاش : والله ؟

شريف : اه ماكنتيش تعرفي؟

غاده : لا

شريف : غاده .. مش عايزين نضيع لحظه بعد كده .. اليومين اللي معرفتش اوصلك فيهم . عرفت اد ايه اني مقدرش اعيش من غيرك ..

غاده بفرحه وعدم تصديق مايحدث لها : يعني ايه؟

شريف :يعني لازم ناخد خطوه رسميه دلوقتي ايه رأيك ؟

غاده بكسوف : انا .. بص اتكلم مع محمود انا مش هينفع اتكلم في الاتفاقات دي

شريف : طيب انا هتفق معاه نعمل خطوبه على الضيق .. لحد ما افك الجبس .. ونعمل الفرح

غاده وقد بلغت سعادتها قمتها : اللي تشوفه

دخلت عليها ممرضة ما : الدكتور علي عايزك يادكتوره

غاده : ماشي .. روحي انتي

شريف : طيب انا هسيبك تشوفي شغلك .. وهكلم محمود .. هو كان جايلي النهارده بليل .. هغير المكان بس ونيجي انا وماما عندكوا ونتفق على كل حاجه باقيه

غاده : انت هتروح ازاي؟

شريف : رامي بره مستني ماتخافيش

غاده : بجد؟ طيب كويس

شريف : والله هو اكتر واحد تعب معايا عشان اوصلك ..

غاده : اكيد .. من اول ماجيت هنا وهو ماسابكش لحظه

شريف : ربنا يكرمه .. اشوفك باليل

غاده بابتسامه : ان شاء الله

شريف : هتوحشيني

نظرت ارضا ولم ترد .. قال : طيب مش عايزه تقولي حاجه ؟

غاده : لا مش عايزه

شريف : لا عايزه انا عارف

غاده : طيب بقى يلا عشان الدكتور علي مايتضايقش

شريف : وهو الدكتور ده شكله ايه ولا عنده كام سنه ؟ اوعي يكون بيعاكسك ..اموته

ضحكت غاده : حرام عليك ده هو اللي عملك العمليه ومتابع حالتك .. ده زي والدي بالظبط

لم يرد ونظر اليها في صمت .. قالت له : ايه في ايه؟

شريف : الضحكه دي كنت بسمعها دايما وكان نفسي اشوفها .. ودلوقتي بس شفت احلى ضحكه في الدنيا

تغيرت ملامح وجهها وقالت باندهاش : انت بتتكلم جد؟

شريف : قصدك ايه ؟

غاده : هه ؟ ولا حاجه ..

شريف : طيب هروح لرامي زمانه مات بره

خرجت غاده وشريف من الحجره .. سلمت على رامي وتركتهم لتذهب لدكتورها

ركب السياره بجوار رامي

رامي : ها ياسيدي عملت ايه؟

شريف : وانت مالك ؟

رامي : من لقى احبابه ياسيدي

شريف : ايوه كده بالظبط ..

رامي : ها اخلص

شريف : اول ماشفتها .. وعرفت ان دي غاده .. حسيت اني عايز اخدها في حضني .. بجد والله زي مابقولك .. هي مش شبه الصوره اللي في كانت في خيالي خالص .. بس اول ماشفتها نسيت اللي في خيالي .. وصورتها الحقيقيه اترسمت مكانها .. انت عارف لولا رجلي والاصابه دي .. كنت اتجوزتها النهارده ..

رامي : ومال رجلك ومال الجواز

شريف : ظريف طول عمرك ..

رامي : وهتعمل ايه ؟

شريف : هروح بليل ليهم واقابل ابن عمها وبنتفق هنعمل الخطوبه امتى

رامي بارتياح : على خيرة الله ..

كان رامي قلقا من مقابلة شريف بغاده .. فهو كان يرى غاده عندما كانت تعالج شريف .. يراها ليست بالفتاه الجميله الفاتنه .. بل هي ايضا لا تهتم بنفسها ولا جمالها ولا تضع اي نوع من المكياج على الاطلاق .. كان قلقا من رد فعل شريف .. فيغير رأيه ويبتعد عنها .. ولكن واضح ان الحب الذي يحمله قلب شريف لغاده اقوى من غريزة الرجل التي تنطلق دائما للفتاه الجميله .. فقد ذاق رامي المرار من هذه الغريزه والتي دفعته للارتباط بفتاه ذات جمال فتان ولكن ذو قلب كبير يتسع لاكثر من رجل وايضا قلب لا يؤرقه الخيانه او تعدد النزوات ..

جاء الليل وجهزت غاده نفسها واستعد كل من في البيت لاستقبال الكابتن ووالدته

استقبلهم محمود في فيلته بالدور العلوي .. وكانت جيهان مع غاده في حجة ساره تساعدها في ارتداء ملابسها .. حاولوا اقناعها بوضع القليل من المكياج ولكن غاده رفضت وقالت : هو شافني الصبح وانا في شغلي وكنت ابشع من كده .. خليه بقى يشوف الوش اللي هيعيش معاه طول عمره

ساره : ايه يابنتي هو عقاب .. انتي لما تعيشي معاه في بيته اكيد هتستعملي مكياج ولو خفيف بشكل مستمر

غاده : طيب لما اكون في بيته بقى

غصبت عليها جيهان ووضعت لها القليل من البودره واحمرالخدود فقط ..

دخلت عليهم فوزيه وقالت : يلا ياغاده الناس قاعده بره

جيهان : واحنا مش هنخرج نتفرج

فوزيه : تتفرجي ايه يابنت ؟ هو انتي صغيره ؟

جيهان : طيب هنقف ورا الباب نتفرج

فوزيه : لو سمعت حس هبهدلكوا

دخلت عليهم غاده وهي واثقه اكثر من نفسها .. وقف شريف فور رؤيتها .. ووقفت ايضا الهام واحتضنتها بحنان جارف ..

الهام : وحشتيني اوي ياغاده ..

غاده : وحضرتك اكتر ياطنط .. حمدلله على سلامتك

الهام : الله يسلمك .. والله انا كنت معترضه انه يخبي عليكي بس انا دايما مابقدرش عليه

جلست غاده بجوارها وجلس شريف بدوره ..

شريف : وانا مفيش اي سلام خالص

شعرت غاده بالحرج فكان محمود وفوزيه والهام وشريف ايضا الكل ينظر لها ..

قالت بخفوت : ازيك؟

شريف : انا بخير طول مانتي بخير

محمود : ناويين على ايه بقى؟

شريف : والله انا سألتها قبل كده قالتلي الكلام معاك انت ..

الهام : ونعم التربيه يابنتي والله في بنات تانيه تقولك محدش يتدخل في حياتي وانا اللي اقرر

محمود : عموما فرح جيهان اختي ان شاء الله الخميس اللي بعد الجاي .. يعني قدامنا اسبوعين .. ممكن بعدها تقرر اي وقت

شريف : طيب ليه مش قبلها ؟

محمود : انا معنديش مانع .. ايه رأيك ياغاده

غاده : اللي تشوفوه

شريف : هو فرح اختك فرح دخله ولا خطوبه ولا ايه؟

محمود : دخله .. كتب الكتاب هيكون هنا قبل الفرح .. يوم التلات هنا في البيت على الضيق باذن الله

فوزيه : طيب ماتعملوا خطوبة غاده وشريف مع كتب كتاب جيهان في البيت هنا

محمود : ايه رأيك ياشريف

شريف : ياريت .. وخليها بقى الخميس الجاي على طول

غاده : على طول كده ؟ النهارده الاتنين

شريف : ياريت النهارده كان الاربع

ضحك الجميع بينما شعرت غاده بالقلق لهذا الاستعجال

قال شريف : انا بس ليا طلب بعد اذنكوا

محمود : أؤمر

شريف : لو ينفع يبقى كتب كتاب مش خطوبه ..

محمود : الخميس الجاي وكتب كتاب ؟ انت مش شايف انك كده مستعجل ؟

شريف : اه مستعجل ..

قال وهو يشاور بسبباته على غاده : مستعجل ان غاده تبقى مراتي في عصمتي .. حتى لو مش هنعمل فرح دلوقتي .. بس عايزها تبقى على اسمي في اقرب وقت

لم تستطع غاده تحمل هذا الكم من الكلام منه .. فقد شعرت انها قد تفقد صوابها وتقول مافي قلبها له امام الجميع

وقفت وقالت : بعد اذنكوا

ودخلت سريعا للداخل

ضحكت الهام : كسفتها ياشريف

محمود : انا ماعنديش مانع لطلبك ياشريف .. لو غاده موافقه

فوزيه : أؤكدلك انها موافقه

محمود : طيب معلش هكلم هاني خطيب غاده .. لازم استأذنه الاول عشان يبقى في الصوره معانا .. ومعتقدش انه هيرفض وساعتها خلاص يبقى يوم الخميس الجاي نعملها حفله كده صغيره في الجنينه تحت ونكتب الكتابين في نفس الوقت

الهام : وبكره ننزل انا وحضرتك طبعا ياحجه فوزيه وغاده وتنقي الشبكه اللي هي عايزاها

فوزيه :ماشي .. بكره باذن الله

محمود : ولو مفيش مانع يوم الاربع ياريت نتغدى سوا كلنا واهو الكابتن يتعرف على هاني ونقعد مع بعض قبل الحفله كلنا

شريف : تمام .. ان شاء الله هنيجي ..

انتهت المقابله وجاء ثاني يوم .. اخذت غاده اجازه من المستشفى ومن العياده لاخر الاسبوع .. وبالفعل ذهبت مع فوزيه والهام لانتقاء الشبكه .. وتم كل شئ كما حلمت غاده واكثر .. وجاء يوم الاربع .. التفت الثلاث عائلات حول طاولة الطعام الكبيره.. شريف ووالدته وهاني ووالديه ومحمود وعائلته كلها .. مضى اليوم في سعاده على كل الاطراف الموجوده .. شعرت غاده انها تحررت اخيرا من الافكار التي تملكت منها طوال عمرها .. لم تعد تشعر بالحرج من ملامحها الغير جميله .. بل كلما نظرت للمرآه وجدت شيئا جديدا طرق على ملامحها .. انه الحب الذي يضفي السعاده والتفاؤل ويجعل كل شئ جميل في عين الاحبه ..

وجاء يوم الخميس

طلبت جيهان من مصففة الشعر وخبيرة التجميل ان يأتوا للمنزل .. فبما ان الحفله في المنزل فلا داعي للخروج لهم في هذا اليوم .. جاءت سيده صارمة الملامح .. ارادت غاده ان تطلب منها الا تضع مكياجا ثقيلا .. ولكن يبدو على هذا العجوزانها لا تستمع الى رأي العروس .. فقط تفعل ما ترآه صحيحا .. نظرت غاده لنفسها في المرآه بعد ان انتهت من زينتها .. بالفعل غير المكياج الكثير من غاده ولكن ليس الى الابد .. ولكن غاده لم تضايق من هذا .. فطالما شريف يحبها هكذا .. فهي ترى نفسها اجمل بنات الكون

بدأت الحفله وجاء المأذون وعقد القرانين وسط الفرح والزغاريد والتهاني ..ظهرت العروستين اما الجميع .. تقدم كل من شريف وهاني وكان شريف يستند على عكازه .. امسك يدها وقبلها .. تأبطت ذراعيه الى ان وصلا للمكان المخصص لهما في حديقة المنزل .. جلست جواره .. اقترب م

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن