الفصل الحادي والاربعون

9.9K 241 1
                                    


حسام : بابا حضرتك وعدتني اني لما اخلص هشتغل معاك على طول ..
والده : أيوه ان شاء الله .. بس مش معايا هتبقى في قسم تاني غير اللي انا فيه ..
حسام : الحمد لله .. طيب يابابا كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع تاني ..
والده : خير ياحبيبي
حسام : كنت عايز اخطب ..
والده : تخطب؟؟
حسام : ايوه .. بس مش دلوقتي طبعا .. كنت بفكر اني اخد الخطوه دي بعد لما استلم شغلي .. ايه رأي حضرتك؟
والده : عارف حد معين يعني؟
حسام بحرج : ايوه
ابتسم والده وقال : ومحرج كده ليه .. مين هي؟
حسام : اخت صاحب رامي ..
والده : ممممم سألت عليها وعلى أهلها ولا شفتها وعجبتك وخلاص؟
حسام : لا طبعا انا عارف عنها كل حاجه .. حتى لميا عارفه الموضوع ..
والده : طيب قولي انت تعرفها شخصيا ؟
حسام : لا يابابا ولو كنت اعرفها وبيني وبينها حاجه كنت هتقدملها ؟ انا بصراحه حاططها في دماغي بقالي فتره وعشان كده حافظت عليها وماحاولتش اقربلها .. هي بنت محترمه ومن عيله كويسه جدا من الزقازيق
والده : طيب ابقى اديني اسمها بالكامل وانا متفائل خير باني هسمع عنهم كل خير ..
حسام : ربنا يخليك ليا يابابا .. بس هو حضرتك يعني .. جاهز .. تساعدني اتجوز على طول بعد لما اشتغل
ضحك والده : اشتغل انت بس واثبت نفسك في الشغل وماتشيلش هم اي حاجه .. وماتسميهاش مساعده .. انا ابوك وواجب عليا اجوزك طالما اقدر على كده
قبل حسام يد والده وقال له : ربنا يخليك ليا يابابا
والده : هي في سنه ايه ولا خريجه ايه؟
حسام : لا دي لسه مخلصه اولى اعلام
والده : اومال مستعجل ليه مش جايز اهلها يرفضوا انها تتجوز دلوقتي ..
حسام : انوي انت بس يابابا وانشالله حتى اعقد عليها دلوقتي ونتجوز بعدين
والده : ربنا يقدم اللي فيه الخير
********************
الهام : انتي مش حطه وسيله
غاده : أيوه ياماما ماحضرتك عارفه
الهام : بتحصل يابنتي .. عموما الف مبروك
غاده : الله يبارك فيكي
شريف : انا مش عارف انتي مش فرحانه ليه .. دي احلى حاجه انك تجيبي كل الاطفال في سن صغير
غاده : وريم ؟ كده هفطمها
شريف : ازاي ؟ هو ماينفعش ترضعيها وانتي حامل
الهام : ليه يابني هي غاده دي مكنه ؟؟ يتاخد منها من كل حته كده ؟ لا طبعا لازم تفطمها وكمان غلط على الجنين وعلى الرضيع.. انتي في الشهر الكام
غاده بتنهيده حزن : مش عارفه ماروحتش للدكتوره لسه ..
الهام : طيب خير .. انتي زعلانه ليه دلوقتي؟
شريف : انا مش فاهم في ايه .. انا حاسس الموضوع يفرح بس انتي قالباها نكد ليه مش فاهم ..
وقفت الهام ونظرت لشريف نظره لها معني .. قالت : انا هروح أشوف الاكل
قام وجلس جوارها : كده هنجيب التمنيه يعني هنجيب التمنيه .. لابيفرق معانا لوب من غيره ..
ثم قال لها بقصد : احنا بنخترق اي موانع لامؤاخذه
ابتسمت رغما عنها واشاحت بوجهها للاتجاه الاخر .. مسك ذقناه برقه واعاد وجهها لينظر الى وجهه .. ثم التفت الى باب المطبخ ونظر اليها سريعا وطبع قبله على شفتيها .. لكناه لم تستجيب له ..
ابتعد شريف وقال : مالك بس ياروحي
غاده : مفيش ياشريف .. خلاص مابقاش في اي حاجه ..
شريف : مش فاهم !
نظرت له غاده بحزن : واللي واجعني اكتر انك مش فاهم
شريف : في ايه ياغاده بجد فهميني
نظرت له ثم حولت نظرها الى باب المكتب .. فرت دمعه من عينها .. انتبه شريف الى مقصدها ..
قال : مش عارف اقولك ايه .. خايف اقولك خليكي براحتك او استني لما تولدي تفهميني غلط
غاده بسخريه : قول اللي تقوله .. باين كده خلاص .. كانت أحلام ورديه ومش هتتحقق
شريف : ليه بتقولي كده
وقفت وهي تنظر من النافذه : كان انسب وقت ليها وريم لسه صغيره .. وكانت الخطه اللي انا وانت اتفقنا على اني امشي عليها زادت عن العشر شهور اللي كنت قلت عليهم قبل كده وكنت هخلص الرساله في خلال سنه ونص او اتنين .. لكن دلوقتي كل ما الوقت يمر وريم بتكبر واللي جاي في السكه كمان .. هتلاقي الرساله بتروح مني ..
تنهدت وقالت : الحمد لله قدر الله وماشاء فعل ..
اقترب منها واحتضنها من الخلف
شريف : بصي اول حاجه ماينفعش تضايقي من رزق ربنا باعته ليكي .. في ناس غيرنا بتتمنى الخلفه .. وغير كده قضاء الله كله خير .. لازم تتأكدي وتؤمني بكده ..
ابتسمت غاده من قلبها وقالت : عندك حق ياشريف .. انت كده ريحتني ..
مسكها من كتفها ولفها لتكون في مواجهته ..
شريف بلؤم : اعملك ايه مش انتي اللي كل شويه تقولي اوكيه
غاده : أيوه أويه هات اللوم عليا انا .. ربنا يستر
شريف : ماتتشائميش اوي كده .. على فكره هتلاقي وقت .. حتى لو ربع ساعه في اليوم ..
غاده : وانت فاكر الربع ساعه دي بتفيد ؟؟ ده انا لازم اقرا من كذا مرجع الاول عشان أتأكد من المعلومه واصيغها بطريقتي .. وكل ده عشان اكتب سطرين في صفحه .. موال كبير اوي وشكلي مش قده
شريف : بقولك ايه انتي هتضحكي عليا .. عايزين نحتفل بالنونو اللي جاي ده .. هنخرج كلنا الليله .. في باخره على النيل فيها مطعم هايل .. هنروح كلنا نتعشى هناك .. وبعدين نروح في اي مكان تاني تحبيه ياعمري ..
غاده : ربنا مايحرمني منك ياشريف ..
****************************
كان آخر يوم في الامتحانات .. خرجت من لجنتها وكالعاده رأته واقف أمام اللجنه .. ولكن ينظر لها بحزن .. وهي الاخرى شعرت بالم في قلبها .. فهذا اخر يوم لها ولن تراه في الاجازه .. وقفت مع سحر امام باب اللجنه ..
سحر : انتي هتسافري خلاص ياأمنيه ؟
أمنيه : اه ان شاء الله اخر الاسبوع .. عشان اروح مع اماني اختر وجوزها
سحر : طيب انا هجيلك اسلم عليكي قبل السفر ..
امنيه : تنوري ياسحر .. مش ناويه تغيري نظام لبسك شويه بعد اللي جرى
سحر : انا فكرت في الموضوع فعلا بعد الحادثه الاخيره .. بس زي ماتقولي محدش شجعني ونسيت
أمنيه : انا اللي قصرت في حقك كان لازم افضل ازن عليكي لحد ما تتغيري
سحر بضحك : طيب لما اجيلك ابقي زني عليا .. انما دلوقتي انا فرحانه بالاجازه مش عايزه اي كلام كتير .. تعالي نخرج ونتغدى في اي مكان ونشوف البت كاميليا فين وتيجي معانا ..
نظرت أمنيه الى حيث حسام القابع في مكانه ولم يتحرك
قالت : لا مش هينفع ماقلتش في البيت اني هخرج معاكوا .. ابقي تعالي زي ما اتفقنا وقولي لكاميليا كمان ..
سحر : ان شاء الله .. هروح انا بقى اشوفها فين
قبلتها أمنيه وهي تقول : ماشي .. خدي بالك من نفسك
سحر : ماشي باي
امنيه : في رعاية الله ..
التفتت أمنيه الى حيث حسام لم تجده .. كعادته يراها ويطمأن عليها ويختفي كي لا يحرجها ويجبرها للتحدث معه ..
******************
عادت للمنزل قرعت الجرس .. فتحت لها الخادمه .. دخلت وهي تقول بصوت عالي : الأجازه جت جت .. والعيد فرحه ..ياسلاااااااااا...
تسمرت مكانها عندما رأت سيف جالس في الصالون مع شريف ..
نظر لها شريف في غضب وقال : ايه ياأمنيه اللي بتعمليه ده
شعرت بحرج بالغ وشعرت بالعرق يتصبب من كل مكان ..
قالت في خفوت : آسفه
ثم صعدت للأعلى سريعا دخلت حجرتها في غضب ونفور فظيع من ضغط سيف عليها ..
دخلت عليها غاده وهي تبتسم : ايه ياجميل .. اجازه وعريس مره واحده .. الراجل مش عاتقك .. حطك في دماغه على الاخر
نظرت لها أمنيه وعلى وجهها امارات الحزن المختلط بالغضب
غاده : هو انتي مش طايقاه كده ليه ؟ انا شفته لما جه .. ماشاء الله شكله امور وابن ناس وجاهز
أمنيه : انتي كمان بتقولي كده ياأبله ؟
غاده : فهميني بس في ايه؟
هنا دخل شريف وهو يقول : ايه حركات العيال دي ياأمنيه الراجل يقول جاي يخطب طفله
أمنيه : أحسن عشان يمشي ومايجيش تاني
شريف : أما أمرك غريب اوي
غاده : خلاص ياشريف هي لسه جايه من الامتحان مش عايزين نضايقها .. سيبها دلوقتي .. وانتي ادخلي خدي دش وارتاحي عشان هنخرج كلنا بليل ..
أمنيه : لا انا هسافر لماما
شريف : مش اتفقتي مع أماني هتروحي معاها هي وخالد اخر الاسبوع
أمنيه : لا غيرت رأيي ماما وحشاني
شريف بصرامه : مش بمزاجك .. هتروحي اخر الاسبوع يعني اخر الاسبوع
خرج وصفع الباب خلفه بشده
التفتت غاده لامنيه وقالت : انا حسه ان في ان في الموضوع بس مش هضغط عليكي .. المهم ماتتكلميش مع شريف عشان مايتعصبش اكتر .. وسيبك من سيف ده .. ماتخافيش محدش هيضربك على ايدك ..
أمنيه : ان شاء الله
ثم فجأه تذكرت وجه حسام وهو واقف أمام اللجنه .. ابتسمت وشردت دون وعي منها ..
غاده : بتضحكي على ايه؟
انتبهت أمنيه وقالت : هه ؟ اه كنت بفكر هنروح فين النهارده؟
غاده : هنتعشى في مطعم شريف قال عليه كده وبعدين نروح في اي حته احنا عايزنها
أمنيه : أيوه عايزين نخربها النهارده
غاده : الملافظ سعد .. ايه نخربها دي
أمنيه : ريم فين؟
غاده : نايمه ..
أمنيه : هتوحشني بنت الايه دي .. مش عارفه هروح اقضي الاجازه من غيرها ازاي
غاده : هتيجي السنه الجايه تلاقيها اتنين
أمنيه : مش فاهمه ؟
ثم شهقت بفرحه : انتي حامل
أومأت غاده برأسها .. احتضنتها أمنيه بسعاده .. مبروووووووك ياحبيبتي .. أيوه ورا بعضو
غاده : الله يبارك فيكي
أمنيه : كده افطميها واخدها معايا في الاجازه
غاده : اه عشان تلاقيني انا وشريف تاني يوم عندك
أمنيه : لا هموتها ولا ايه؟
غاده : مانقدرش نعيش من غيرها يامنمن ..
أمنيه : ربنا يخليها يارب
مرت الامسيه في سلام ولم يتكلم شريف مع أمنيه عن مقابلة سيف ..
******************
في اليوم التالي .. استيقظت أمنيه مبكرا رغم انها في الاجازه ولكن تعودها على الاستيقاظ مبكرا مازال مؤثرا وسيختفي تدريجيا كباقي الطلبه وتستيقظ بعد الظهر كل يوم الى ان تنتهي الاجازه
التف الجميع حول مائدة الافطار ..
أمنيه : ماتخليها معايا ياأبله وأنا هاخد بالي منها
شريف : ومين هيرضعها يافالحه؟
أمنيه : هي صغيره وبعدين هي خلاص هتتفطم .. المفروض تتعود من دلوقتي على الفطام .. وكمان هي مش بتاخد صناعي؟
غاده : اه بس مره في اليوم كده
أمنيه : خلاص انا هعملها رضعه وهأكلها كل شويه
غاده : والبامبرز
أمنيه : بتفكريني ليه انا عامله نفسي مش واخده بالي .. هغيرلها وامري لله لو عملت حاجه اومال هسيبها واخلي ريحتها مجاري ؟
شريف : اتلمي يابت مين دي اللي ريحتها مجاري؟
أمنيه : انا ياسيدي ماتزعلش
شريف : ايوه كده اتعدلي
غاده : طيب ياأمنيه انا هسيبها مفيش مشكله بس خدي بالك منها
غادرت غاده لعملها .. أعدت الهام لنفسها فنجان قهوه وجلست في المعيشه تستمع للبرامج الصباحيه المليئه بالاخبار اليوميه
قال شريف لأمنيه بخفوت : عايزك
خفق قلبها وقد شعرت بأنه يريد التكلم معها في أمر يخص زيارة سيف بالامس
دخلت حجرتها وهي تحمل ريم ..
شريف : عارفه انا هكلمك في ايه؟
أمنيه : أيوه .. اكيد الاستاذ سيف..
شريف : مش بالظبط ..
أمنيه : اومال في ايه؟
شريف : في انك ليه رافضاه بالطريقه دي؟
أمنيه : قصدك ايه؟
شريف : ماهو انتي كده كارهاه .. ياإما كارهاه لسبب انه عملك حاجه ضايقتك او بيصدر منه حاجه بتضايقك .. بس معتقدش لانه شكله انسان كويس .. وحبك ومصمم عليكي .. ياإما ...
أمنيه : ايه؟
شريف : ياإما في حد تاني
شعرت بأن قلبها توقف .. وأغمضت عيناها في بطء كي تهرب من مواجهته
شريف : ايه الحكايه بقى ؟
أمنيه بارتباك : حقيقة ايه ياأبيه .. حـ حـ حضرتك مش ..
شريف بصرامه : مش ايـــه؟ انطقي واتكلمي كويس
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت : طيب .. حاضر
جلست وهي تحمل ريم قالت : انا والله ماعملتش حاجه غلط خالص .. انا في حالي من أول يوم في الكليه .. ومابكلمش حد خالص
شريف : ها وبعدين .. ايه اللي بعدا لمقدمه دي؟
أمنيه : انا بقولك بس عشان انت بتقول في حد تاني والكلام ده
شريف : امال ايه التفسير المنطقي لرفضك
أمنيه : ممكن مايكونش في حد تاني زي ماقلت بس ممكن يكون في بس بطريقة تانيه
قطب حاجبيه وقال : مش فاهم .. ايه الالغاز دي؟
أمنيه : انا هقولك ..
روت له ماحدث منذ يوم حنة لمياء .. الى اليوم بعد ان جاء لها عند اللجنه ..
وعندما انتهت من روايتها نظرت له وجدت الغضب على وجهه يكفي ان يبرحها ضربا يكسر كل عظامها .. احتضنت ريم بكلتا يدها كأنها اتخذتها درعا لها فلا يستطيع شريف ان يأذيها وريم في حضنها

شريف بغضب : حضرتك جايه تدرسي ولا جايه تحبي؟
أبكت أمنيه من وقع كلماته القاسيه .. نظرت للاسفل ولم ترد
وقف شريف : وايه لعب العيال ده .. قلة ادب وشغل تلامذه .. يجيلك عند اللجنه ويبعتلك اخته بكلام .. وايه الست لميا دي .. شغاله حمامة سلام بينكوا ؟؟ انا ليا كلام مع رامي لما اشوفه
أمنيه ببكاء : لا ياأبيه ارجوك .. استنى ماتقولش حاجه لصاحبك .. انا والله مكلمتوش غير هي اول مره قالي ازيك قلتله الحمد لله ومن بعدها مابكلموش انا اساسا مابكلمش زمايلي ولاد في الكليه عشان حرام ..
شريف : وبصاتك ليه دي مش حرام ؟؟؟؟
لم ترد فهو على حق
شريف : كل مره بتشوفيه فيها بيبقى حرام ياهانم .. مش مجرد انك مابتكلميهوش يبقى كده انتي تمام ..
أمنيه : والله حتى أبله لميا لما بتتكلم معايا مابتقولش حاجه مباشره ولا بتنقل كلام .. بس بتحسسني بكلام من بعيد ..
شريف : بصي ياأمنيه .. انا عارف انك طفله ومشاعرك لسه بريئه وماتعرفيش حاجه في الدنيا عشان تدافعي عنه وعنها اوي كده
أمنيه : لا ياأبيه انا عارفه ..
شريف : اسمعيني .. الفرق بين حسام وبين سيف .. ان سيف جه من الباب على طول وجه اتقدملك ..
أمنيه مدافعه : لا هو قبل كده بعتلي اخته عشان تخليني اتعرف عليه ونتصاحب يعني بلغتهم .. وانا رفضت وعملتها مشكله مع سحر اخته
شريف : ويمكن ده اللي خلاه يجيلك ويتقدم .. لا وكمان لما رفضتيه عاد طلبه مرتين .. مره في المستشفى وكمان امبارح .. ده واحد هيموت عليكي ويتمنالك ترضى ..
أمنيه : بس أبله لميا كانت بتقول انه هيجي لما يتخرج ويشتغل
شريف : انا ماخدش بالكلام ده .. لو عايزك بجد ومش بيلعب كان جه وكلمني راجل لراجل او بعت اهله لمامتك في الزقازيق .. انما ده شغل عيال
زاد بكاء أمنيه في تلك اللحظه ولم ترد .. جلست مره اخرى وجسدها يرتعش من البكاء الشديد ..
جلس شريف جوارها وملس على شعرها وقال : مشاعرك البريئه دي مسيرها تكبر وتفهمي كلامي ..
أمنيه : لا .. انا فاهمه كويس انا بقول ايه .. ولو حضرتك كلامك صح وان حسام بيهزر وبيلعب ومش جد .. انا بردو مش هتجوز سيف خالص ..
نظر لها شريف مندهشا من تمسكها برأيها .. أثر أن يصمت وان يتركها الان ..
وقف وقال : خلاص ياأمنيه انا هبلغ سيف بالرفض النهائي وهقوله مايتكلمش معاكي خالص ..بس ليا طلب
رفعت عيناها له .. عيناها المليئه بالدموع
قال : ماتتكلميش تاني مع لميا في اي حاجه تخص الموضوع ده .. انهي الحوار خالص واقطعيه من جدوره .. فاهماني؟
أمنيه باستسلام : حاضر
شريف : انا واثق فيكي ومش هدور وراكي .. انتي كبيره بما فيه الكفايه
أمنيه : مش كنت صغيره من شويه
شريف : يارخمه .. انتي فاهمه قصدي .. وانا مش هكلم رامي ولا حاجه .. وانتي شيلي من دماغك الاتنين .. وركزي في اجازتك وحاولي تقضيها أحسن مع مامتك واخواتك
أمنيه : هحاول
**********************
بدأت عملها المعتاد في المستشفى .. بعد بعض الوقت استدعاها الدكتور علي
الدكتور علي : اخبار الرساله ايه؟
حاولت رسم الابتسامه : الحمد لله
الدكتور علي : في حاجات هتجد باذن الله في القسم وكنت عايزك تاخدي فكره ..
غاده :اتفضل يادكتور
الدكتور علي : انا كنت بفكر اسيب المستشفى واسيب الشغل من اساسه ..
غاده بصدمه : ايه الكلام الي حضرتك بتقوله ده يادكتور .. حضرتك لسه صغير ..
الدكتور علي بابتسامه حزينه : في ظروف تضطرني لكده ..
صمتت غاده ولم تحاول ان تتدخل
أكمل الدكتور علي : مش دلوقتي .. في خلال سنه .. ومش هقعد على طول .. هبقى احضر العمليات المهمه او اتابع الحالات الخاصه كل فتره ..
صمت قليلا ثم شبك يده على سطح المكتب وقال : انا اتكلمت مع الدكتور حسين في الموضوع ده هو كان قلقان مين هيمسك رئاسة القسم .. وصلنا لحل اننا نعين نائب يبقى تحت اشرافي الفتره دي .. لحد ما امشي
توترت غاده وقد تكاثرت التوقعات في رأسها قالت : وبعدين
نظر لها الدكتور علي بظره ابويه وقال : كان نفسي تكوني انتي يابنتي
غاده : طبعا الموضوع ده كبير عليا جدا
الدكتور علي : سنك فعلا صغير وغير كده في هنا غيرك اكبر وواخد الدكتوراه فعلا .. بس بالنسبه للمهاره وحب الشغل والحرفيه .. انتي تكسبي
غاده : شكرا يادكتور
الدكتور علي: المهم .. في دكتور كان في بعثه في انجلترا .. كان هناك عشان الدكتوراه بردو وخدها وراجع باذن الله خلال اسبوع هيستلم النائب بتاعي .. انا عارفه شخصيا .. هو دكتور شاطر وهأمنه على القسم وعليكوا كلكوا ..
غاده : الحمد لله
الدكتور علي : بس اللي عايزك فيه هو اللي هقوله دلوقتي
غاده بانتباه : اتفضل ..
الدكتور علي : انا خلال السنه اللي هقضيها معاكوا .. هقول للدكتور شوقي .. يتابع شغلكوا كلكوا عشان يختار مين فيكوا يبقى نائب ليه لما هو يمسك الرئاسه .. وعايزك ياغاده تثبتي نفسك .. اولا تنهي الرساله في اقرب وقت .. انا عارف انك شاطره في شغلك ومابتتأخريش في اي حاله .. واسمك هنا سابقك .. بس انتي هتبقي في ماراثون .. انا مش هوصي الدكتور شوقي عليكي .. هسيبه هو يختار .. ولو هو بيفهم هيختارك نائب رئيس القسم .. ها ؟ هترفعي راسي؟
أي دكتور او دكتوره في مكان غاده سيطير من الفرحه .. ولكن غاده ازدادت حزنا على حزن .. غير انه ستطول فترة مذاكرتها فهناك فرصه من ذهب ستضيع من يدها أيضا .. ابتسمت في حزن وفتحت فمها لتعتذر للدكتور علي عن هذا الامل الذي في غير موضعه .. فهي لن تنهي رسالتها في هذه الفتره القصيره ..
ولكن سبقها الدكتور علي وقال بحماس : انا عارف انك قدها وعارف انك عنيده ولما تحطي حاجه في دماغك بتوصليلها .. انا مستخسر المنصب ده في حد تاني ياغاده .. لان بعد سنين قدام ممكن انتي تبقى اللي رئيسة القسم .. هترفعي راسي يادكتوره ؟
شعرت كأن والدها المتوفي هو الذي يتكلم امامها .. وكأنه بعث فيها روح العزيمه .. تغيرت ملامحها ولانت اكثر ثم ظهرت ابتسامه كبيره على وجهها .. وقفت وقالت : ان شاء الله يادكتور محدش هيكون نائب غيري .. أوعدك ..
***********************
غادر شريف بعد انتهاء كلامه مع امنيه ..
بعد قليل اتصلت أمنيه بلمياء على تليفونها كي تخبرها كلام شريف .. وانها ستضطر للانصياع لكلامه وتنهي اي اتصال بينهم من خلال لمياء ..
لمياء : اطمني ياأمنيه .. شريف خايف عليكي .. بس حسام مش بيلعب بيكي والله .. هو مستني بس لما يشتغل ..
أمنيه : الله المستعان .. انا حبيت أبلغك باللي حصل عشان ابقى مرتاحه اني ماعملتش حاجه من راه تاني ..
لمياء : ماشي ياحبيبتي .. انتي هتروحي امتى؟
أمنيه : اخر الاسبوع ان شاء الله
لمياء : طيب اتبسطي بالاجازه وماتشغليش بالك بحاجه
أمنيه : ان شاء الله..
**********************
وفي المساء كانت لمياء في زياره مع رامي لأهلها .. انفردت بحسام في حجرته وقالت له ماأخبرتها به أمنيه ..
حسام : الدنيا باظت كده ليه؟ هو حد قاله ان بلعب بيها ولا بضحك عليها؟
لمياء : هو ماغلطش .. هو خايف عليها ..
حسام بغضب : تلاقيه ضربها ولا عمل فيها حاجه
لمياء : هو زعقلها شويه وخلاص
حسام : انا لازم اتصرف .. مش هينفع اقف مكتف كده عشان مستني الشغل
لمياء : هتعمل ايه؟
حسام : اي حاجه .. اي حاجه تطمنها وتحسسها اني واقف معاها ..
هنا دخلت عليهم والدتهم ..
والدتها : إيه يالميا سايبه جوزك قاعد بره لوحده عمال يتواب شكله عايز يروح
لمياء : طيب هلبس الطرحه ونمشي على طول ..
نظرت والدة حسام له وقالت : روح انت ياحسام لحد اختك ما تخرج
خرج حسام .. اغلقت والدتها الباب خلفه
التفتت اليها لمياء : مممم ده مش عشان رامي بيتاوب يعني؟
والدتها : جرى ايه يالمياء ؟ انتوا اتأخرتوا أوي
لمياء : ماحنا هنمشي اهو .. انتي بتطردينا ولا ايه ياحجه؟
والدتها بجديه : انا قصدي اتأخرتي في الحمل يالميا
تعثرت لمياء وهي ترتدي حجابها وشكت نفسها بالدبوس .. صرخت صرخه مكتومه ثم نظرت الى يدها التي شكها الدبوس .. أحضرت لها والدتها منديل لتمسح نقطة الدم ..
أكملت والدتها كلامها : روحي لدكتوره وهو كمان لازم يروح يحلل .. انتوا بقالكوا سنتين يابنتي
لمياء : ايه ياماما لسه بدري انا دكتوره وعارفه ان الحاجات دي ممكن تتأخر اكتر وبيبقى عادي ..
ثم ابتسمت رغما عنها وقالت : وبعدين انا عايزه استمتع بحياتي انا ورامي الاول من غير دوشه .. انتي مش شايفه غاده وشريف مش عارفين يستمتعوا بحياتهم ازاي ؟
والدتها : لا اللي انا شايفاه ان عندهم ذريه هتبقى سندهم لما يكبروا .. انا عايزه اشوف خلفك وافرح بيه يالميا
لمياء : وهو بايدي ياماما .. ولا انا ممانعه
والدتها : ياحبيبتي مانا بقول ناخد بالاسباب ونروح نكشف
لفت لمياء حجابها بسرعه لتنهي هذه المناقشه : حاضر ياماما حاضر
‘***************************
ضغطت غاده على نفسها وغيرت نظامها الذي استمرت عليه منذ فتره .. كانت تعود من العمل على مكتبها .. تحاول ان تنتظم في ادويتها وفيتاميناتها وتأكل جيدا كي تكون بالقوه التي تساندها في المذاكره والعمل والاهتمام بابنتها وارضاء شريف .. لم يلاحظ شريف التغيير في حياتها لأنه هو الاخر في موضوع يشغل باله ولم يفصح عنه بعد
مر الاسبوع وعادت امنيه للزقازيق .. وفي يوم ما وشريف خارج من النادي ويضع حقيبته الرياضيه في سيارته .. وجد اتصال .. رد عليه وعلم انه حسام .. يطلب منه ان يلاقيه في اي مكان
شريف : ممكن تشرفني في البيت
حسام : لا افضل بره البيت ..
شريف : اوكيه .. عايز امتى
حسام : اللي يناسب حضرتك
شريف : ممكن الليله لو عايز
حسام : تمام .. بعد صلاة العشا نتقابل في ــــــــــــــ
شريف : ان شاء الله
وجاء كل في موعده ...
حسام : انا اللي مسكتني كل ده اني مكنتش عايز اتقدم رسمي الا وانا بشتغل ..
شريف بصرامه : بس كان الاحسن تتقدم بدل التليفونات اللي رايحه جايه
حسام : لا ياكابتن .. انا ماتعدتش حدود الادب مع الانسه أمنيه .. انا ارتحتلها لما شفتها في الفرح وسألت عليها بعدين زي اي حد بيسأل على اللي عايز يتجوزه.. ولما عرفت انها معايا في نفس الجامعه حسيت انها مسؤليتي وكنت بتطمن عليه امن بعيد ..
شريف : بس انت كده في نظري غلطان .. لان هي كمان لاحظت اهتمامك وعلقتها بيك
حسام : وانا مش بلعب ولا بهزر .. انا فعلا ناوي اتكلم رسمي ووالدي كمان عارف
شريف : والدك فعلا عارف؟
حسام : ايوه عارف وعرف مني اسمها وسأل وقالي انها وعيلتها ناس محترمين جدا ..
شريف : وايه المطلوب مني في القعده دي
شعر حسام بالاهانه ولكنه استمر فقط ليدافع عن حبه : انا عرفت من لميا اللي حصل من حضرتك ليها .. انا بس مش عايزك تفهمها غلط .. الانسه امنيه محترمه جدا
شريف بغيظ : مش انت اللي هتقولي انها محترمه ولا لأ انا عارف اختي كويس .. بس اللي مستغربله اللعبه اللي بتحصل دي ..
حسام : لعبة ايه؟
شريف : لو انت فعلا عايزها كنت اتقدمتلها رسمي مش تقولي لما اشتغل .. وكمان بتقول ان الشغل مضمون .. طيب يبقى انت كده جاهز بس عايز تلعب ببنات الناس
حسام :انا ؟؟ وهو انا لو كده مكنتش طلبت اقعد معاك ولا كنت دخلت اختي في الموضوع ولا ..
شريف : خلاصة الكلام .. انا شايف ان كل ده لعب عيال .. في واحد جه اتقدم لأمنيه من كام شهر .. ولا كان بيشتغل ولا حاجه .. وكمان كان لسه بيدرس في نفس الكليه .. بس احترمها وجاب اهله وجه بيت اهلها هناك في الزقازيق رفضته مره واتنين وتلاته وكل ده عشان سيادتك مالي دماغها ..
حسام بغضب : انا اقسمتلك اني مكلمتهاش
شريف : اومال بتروحلها الكليه ليه؟ كفايه بصاتك ليه .. دي لوحدها ممكن توقع بنت بريئه زيها ماتعرفش حاجه في الحياه ..
حسام : قول بقى ان حضرتك موافق على العريس اللي جه
شريف : اتكلم كويس ياحسام
حسام : انا فعلا بتكلم كويس .. انا ازاي مخدتش بالي ان كل ده انت بتطفش فيا عشان العريس التاني .. بس لعلم حضرتك هي مش هتكون سعيده مع حد غيري
شريف : انت اتجاوزت حدودك كده .. وانا معنديش اخت عشان اجوزهالك ..
وقف شريف بحده وتركه وغادر المكان بأكمله ..
********************************

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن