الفصل الأخير (٤)

19.7K 570 72
                                    


دخل شريف الفندق وهو ممسك بأطفاله .. اتصل على خالد ..
قال له خالد انه مشغول الان مع احد الدكاتره .. واعطاه رقم غرفة غاده .. وقال له يذهب لها ويسلم لها الاطفال
ذهب شريف الى حيث الطابق الذي يضم غرفتها .. وصل به المصعد خرج منه .. وسار في الممر المؤدي لغرفتها .. قابله .. عدوه اللدود .. شوقي .. كان سائرا في عكس اتجاهه ..
تقدم شريف بخطوات ثابته .. والاخر شوقي تقدم تجاهه بخطوات واثقه
وقف الاثنان امام بعضهما .. والاطفال بينهما ينظرون لهما بتعجب .. وكانت وقفتهما امام حجرة غاده بالظبط
نظرا لبعضهما في تحدي واضح في العيون .. انحني شوقي ليسلم على الاطفال
شوقي : ازيك ياريم .. فاكراني؟
ريم : تؤ
اطلق شريف ضحكة سخريه واغلق فمه سريعا عندما نظر له شوقي فأدار شريف وجهه كي لا يرى اثر الضحكه ..
سلم شوقي على علي .. وعلى عبد الرحمن .. قال شوقي : ماشاء الله كبروتوا ياحبايبي بعد اخر مره شفتكوا فيها .. ثم وقف ونظر الى شريف وقال : وان شاء الله مش هبطل اشوفكوا بعد كده
عقد شريف بين حاجبيه بغضب قال : قصدك ايه ؟
شوقي بهدوء : هو فيها حاجه لما اطمن على ولاد صغيرين؟
شريف وقد بدأ صوته يعلو : اه فيها .. ولادي وانا اللي اقول مين يشوفهم ومين مايشوفهمش
فجأه فتحت غاده الباب على اثر الصوت العالي .. وجدتهم على حالهم .. شريف الغضب يتطاير من عينه وشوقي على وجهه الهدوء ..
قالت بقلق وهي تنظر الى وجهيهما بالتبادل : في ايه ؟ بتزعقوا ليه؟
لم يرد عليها .. شريف بل نظر اليها وكأنه يريد ان يقول لها : ادخلي جوه وماتظهريش على حد تاني غيري
ولكنه فوجئ بشوقي الذي يقول في هدوء وثبات وحنان : مفيش حاجه ماتشغليش بالك ..
ثم وضع يده على الاولاد وقال لهم بطيبه : ادخلوا ياولاد مع ماما ..
ثم نظر لغاده وقال : مش عايزك تشغلي بالك بحاجه النهارده .. ركزي في كل كلمه وكل حاجه راجعناها امبارح .. انا واثق في قدراتك ياغاده
لم يشعر شريف بنفسه الا وهو يزيحه من امام الباب ويغلق الباب على غاده واولاده بقوه .. ثم وقف امامه واقترب منه بشده : بص بقى من الاخر .. طلقتها ماطلقتهاش .. ماتقربش من غاده .. غاده دي بتاعتي وهتفضل بتاعتي .. انت فاهم
ابتعد عنه شوقي خطوتين للخلف وقال : لا مش بتاعتك .. ومايصحش تتكلم عن واحده غريبه عنك بالطريقه دي .. ولو انت فعلا هي تهمك مكنتش طلقتها .. او كنت ردتها في العده .. انما انت رميت من ايدك احسن واحده في الدنيا .. ومالكش تحكم عليها تعمل ايه في حياتها بعد كده
شريف : ماتجيبش سيرتها على لسانك انا بقولك اهو .. اخرك معاها المؤتمر ده وبعدها انا هعرف ازاي ارجعها وابعدها عنك ..
شوقي بثقه : هنشوف ..
شريف بحده : وانت ان شاء الله هتفضل واقف هنا ؟
شوقي : انت هتفضل واقف هنا؟
شريف : شئ مايخصكش
شوقي : يبقى مايخصكش انت كمان افضل هنا ولا امشي
ظلا واقفان في صمت دقائق قليله .. خرجت بعدها غاده مع الاطفال وهما يرتديان ملابس رسميه .. فالاولاد يرتدون بدل سوداء اظهرتهم بشكل لطيف وريم ترتدي فستان رقيق بحمالات رفيعه لامعه .. ابتسم شريف وشوقي لمنظرهما البرئ .. ولكن ركض الاطفال على والدهما .. انحنى شوقي وحاول ان يشد ريم اليه بلطف .. لم تستجب له .. أسعد هذا قلب شريف .. فأبناؤه يثبتون موقفه أكثر .. شعر شوقي بالحرج وخصوصا ان هذا الموقف أمام غاده ..
هنا جاءت أماني مسرعه في اول الرواق .. قالت : ايه ياغاده انتي واقفه هنا والناس بدأت تدخل القاعه
نظرت غاده في ساعتها وقالت : انا جاهزه ..
شوقي : توكلنا على الله ..
شعر شريف بالغيره ولكن غيره جديده .. غيره بأنه خارج اللعبه ..في المصعد الذي أقلهم للطابق الذي يحوي القاعه .. تحدث شوقي واماني وغاده في امور طبيه .. لم يفهم منهم شريف ولا كلمه .. شعر هنا بالغيره والضيق لانه لا يفهم ما يتحدثونه .. وصل المصعد الى الطابق .. خرجوا كلهم كان شريف ممسكا بيد ريم وعلي .. أما عبد الرحمن فكان في يد غاده .. أبطأ شريف في خطواته وهو يشعر بأن شوقي ينتصر عليه في تلك المنطقه .. فهو سيحضر معها أهم حدث في حياتها .. وهو سيبقى بعيد عنها .. تقدم بخطوات متثاقله الى الباب الكبير .. تأمل المكان حوله .. لافتات كبيره .. وأسماء بخط كبير .. ركز في هذه الكلمات .. انه اسمها .. مكتوب بخط كبير .. وبالأسفل اسمي اماني وخالد بخط صغير .. تعجب من هذا الاهتمام الكبير .. فهي في نظره ليست عالمه او شخصيه بارزه .. فقط دكتوره .. حاول ان يفهم تفسير الكلام الطبي تحت اسمها لم يفهم .. نظر أمامه لم يجدهم .. التفت حوله .. اختفوا .. ولكن مازال في يده علي وريم .. لن يستطيع ان يدخل .. الباب اغلق ..
وجد أحد ما يفتح الباب ويبحث بعينه .. ثم توقف عند شريف وابناؤه .. تقدم الى شريف وقال له (بالانجليزيه ) : دول ولاد الدكتوره غاده
شريف : أيوه
الرجل : لو سمحت اتفضلوا جوه ..
شريف : كلنا ؟
الرجل : أيوه .. حضرتك مين؟
شريف : باباهم
الرجل مرحبا : طبعا طبعا اتفضل ..
دخل شريف .. انبهر من القاعه الفخمه الكبيره التي تشبه المسارح الكبيره ولكنها قاعه مستواها مرتفع جدا .. شاشة عرض ضخمه .. كراسي الحضور فخمه جدا .. والمسرح نفسه كبير .. شاور له الرجل الى احد الصفوف .. ليجلس ..
فوجئ شوقي بدخول شريف .. نظر له بغضب .. قابتله نظرات شريف المستفزه .. رفع له شريف حاجبيه ببرود وكأنه يثبت وجوده رغم عن ارادة شوقي .. وأمام تلك النظرات ورفعة الحاجبين من شريف .. أقدم شوقي على غاده التي كانت تجلس على منصه موجوده على جانب المسرح .. وانحنى عليها وقال لها كلمات بخفوت .. تلك الحركه أشعلت النار في شريف .. وقف بحده ونظر الى غاده وشوقي بغيظ .. كاد أن يقفذ من مكانه ويذهب ينتزع شوقي من مكانه .. ويصوب له بعض اللكمات ليعلمه ان يبتعد عن غاده الى الابد
ولكن فجأه ساد الصمت .. وبدأت فعاليات المؤتمر .. ثلاث دكاتره من بلاد مختلفه .. قدموا ثلاثة أبحاث مهمه عن اكتشافات طبيه .. جاء دور غاده .. إنبهر شريف من ثقتها ومن طلاقة لغتها الانجليزيه .. ووقوفها هكذا امام كبار العلماء .. تنظر للشاشه خلفها تاره وتشرح وهي ممسكه عصا رفيعه تشاور بها .. وتنظر لهم وتتحدث بثقه وهي تحرك يدها تاره اخرى .. انتهت وشاورت على خالد وعرفته اليهم انه من ساعد في نقطة الاعصاب واماني في النقطه الخاصه بالعقار الطبي .. انتهوا من الشرح .. فوجأ شريف -والذي بدأ بالشعور بالملل- بكم التصفيق والانبهار والهمهمه بين الحاضرين بعبقرية غاده و التنبؤ لها بمستقبل باهر وجوائز علميه تقديريه لها ..
وعلى الجانب الاخر .. في مصر .. كانت لمياء تتابع المؤتمر مع باقي العائله في بيت الهام وتفهم مايقال وتشرح لهم وتهز رأسها من الاعجاب بغاده وبعبقريتها .. ثم فجأه جاءت الكاميرا على اولادها
الهام بتأثر : حبايب تيته .. قمرات منوريين ربنا يحميهم
رامي : ايه الي انت لابسه ده ياشريف الله يكسفك ..
الهام بلوم : يكسفك انت يارامي بتقول عليه كده ليه؟
رامي: لابس كاجوال ؟؟؟ والناس كلها لابسه بدل !!
امنيه : اه والله .. ايه اللي لابسه ده ياابيه وسط الخواجات ..
وفي البيت الاخر .. عندما جاءت الكاميرا على محمود والاطفال ..
محمود بتعجب : ايه اللي جاب شريف يحضر؟
فوزيه بسعاده : يمكن يامحمود ربنا صلح بينهم
محمود : يمكن جاي بس يحضر مع ولاده عشان مايبقوش لوحدهم ؟
جيهان : يارب يكونوا رجعوا لبعض يارب
*****************
انتهى المؤتمر وتبعه حفل بسيط وبوفيه مفتوح .. خرج شريف من القاعه وهو ممسك بأطفاله وهو شارد في المستوى الذي وصلت له غاده .. بالفعل هي وصلت لمكانه مرتفعه جدا .. وان يكن لا يفهم شيئا في ما قيل طوال المؤتمر .. الا انها اثبتت انها لم تكن تلعب في الفتره الماضيه وان عملها ودراستها كانت بخصوص شئ مهم وليس كما كان يتصور او يحاول ان يقلل من شأنها ... قارن بين مواقفه معها اثناء فترة زواجها وسخريته المتعدده من دراستها ومن عملها وبين رد شوقي عليها امام حجرتها منذ قليل
" شوقي : مش عايزك تشغلي بالك بحاجه النهارده .. ركزي في كل كلمه وكل حاجه راجعناها امبارح .. انا واثق في قدراتك ياغاده"
شعر بالغضب ولام نفسه كثيرا لانه لم يكن من المشجعين لها بل كان من من يقال عليهم " يكسرون المقاديف" ويحاول ان يعرقل حياتها ..
فجأه وجدها تقترب اليه .. وتقول له وللأولاد : تعالوا البوفيه اتفتح ..
تحرك الاطفال مع والدتهم واستدارت غاده .. أوقفها شريف وقال : غاده
التفتت اليه .. قال لها : مبروك ..
ابتسمت وقالت : الله يبارك فيك
شريف : مكنتش متوقع انك بالكفاءه دي ..
غاده بسعاده : بجد؟؟ كنت بتكلم كويس؟
تعجب شريف منها .. فهي الان دكتوره معروفه ومشهود لها بالكفاءه .. مجرد كلمه منه اسعدتها .. لماذا لم يستخدم هذا الاسلوب من البدايه ..
رد لها شريف الابتسامه وقال : كنتي احسن واحده اتكلمتي فيهم ..
هنا جاء خالد وقال : غاده .. يلا عشان في تصوير من المجلات الطبيه
تحركت غاده مع أولادها وتوقفت فجأه .. استدارت اليه وقالت : تحب تيجي تتصور
شريف : بصفتي ايه؟
ترددت غاده وقالت : زي مانت عايز تكون صفتك
شريف : انتي عارفه انا نفسي اكون ايه
غاده : شريـ..
قاطعها صوت شوقي : غاده..
نظر له شريف بغضب وقال في سره : يخربيت شكلك بتطلع من انهي مصيبه
نظرت له غاده : أيوه
شريف : انا جاي ياغاده
شوقي : جاي فين؟
شريف بعند: هتصور معاهم في حاجه؟
شوقي : دي مجله طبيه مش رياضيه ياكابتن
شريف : لا ماهو انا قررت اغير نشاطي .. وهفتح عياده اول مانزل مصر
ضحكت غاده رغما عنها .. بينما قال شوقي بغضب : مش وقت هزار ..
رفع شريف حاجبيه وقال بضحك : ايه ده انت بتتنرفز زيينا اهو
شوقي وهو يمسك أعصابه وجه كلامه لغاده : اتفضلي ياغاده .. الناس مستنيه عشان تصوير المجله
عادت غاده وسار خلفها شوقي وشريف
همس شريف لغاده : لو كنت اعرف اني هتصور معاكي كنت لبست أحسن من كده
نظرت له غاده والى ملابسه : انت لابس كويس .. وسيبك من الرسميات دي
شعر شريف بانه على وشك أن يحتضنها ويبث لها شوقه وعشقه .. تماسك ونظر في الاتجاه الاخر ..
وبعد قليل ظهر رئيس المؤتمر وسط الحضور .. وقف تحدث الى كل شخص من الحاضرين الى ان وصل لغاده ومعها اماني وخالد وشريف .. ولحق بهم شوقي ..
رئيس المؤتمر( بالانجليزيه) : أبهرتينا كلنا النهادره يادكتوره .. لازم تنشري بحثك ده في كل الدول ..
غاده : لا .. انا ههديه لبلدي .. مصر من غير مقابل .. وهي هيبقى ليها حق الانتاج للعلاج وحق البيع ..
رئيس المؤتمر مبهورا : يابخت مصر بيكي .. وياترى ده رأيي الدكاتره التانيين
خالد وأماني : طبعا يادكتور
وكأن شريف يكتشف فيها أشياء وصفات جديده يوما بعد يوم .. وهاهي تثبت انها لا تبحث عن الماديات او الشهره .. فقط الانجاز العلمي في حد ذاته متعه لها .. وماذا في هذا ياشريف .. لماذا كنت تحاصرها دوما بتلك الاساليب القاسيه .. ولم تساندها وتدعمها كما يفعل شوقي .. قرر ان يستغل وجوده معها في بث ولو بعض مشاعره لها .. يمكن ان تحرك قلبها مره اخرى له وتنسى أمر شوقي بالمره
طرقت له فكره .. ترك الاولاد مع غاده وبحث عن خالد .. وجده .. خرج معه من المكان وبعد عن الحضور .. تكلم معه وسأله عن ميعاد رجوعهم لمصر .. علم انه في صباح اليوم التالي .. أخبره شريف على خطه رسمها في عقله للتو .. واجرى اتصال اخرا لشخص في مصر ..
**************
في صباح اليوم التالي .. جلست في النتظار الطائره غاده ورغم النجاحات والانجازات والهدف الذي حققته أخيرا .. تشعر بحزن عميييق في قلبها .. الفراق .. حزن الفراق .. والذي أصبح مكتوب عليها دائما مع شريف .. ورغم انها رتبت مع الهام ملاقاة شريف في المانيا .. ورتبت ان تثير غيظه بأمر خطبتها لشوقي .. الا ان كل هذا لم يفلح في الرجوع .. الم تبذل الجهد المطلوب لكي تعود له .. أو لإثارة غيظه وغيرته ؟؟ جلست أماني جوارها وتحدثت معها في أمور متعلقه بالمؤتمر والاحداث التي مرت بهما
غاده : جوزك معاه جوازتنا وتذاكرنا انا والولاد؟
أماني : أيوه
غاده : انا مش عارفه أصر ياخدهم ليه معاه . هو انا بضيع حاجتي ولا ايه؟
أماني : كبري ..
غاده بلامبالاه : طيب
وبعد قليل سمعوا نداء رحلتهم وقفت غاده وسلمت أمرها لله .. سبقتها أماني وسارت خلف شوقي وخالد واللذان كانا يتحدثان في امور طبيه .. استطاع خالد ان يجذب انتباه شوقي ويتحدث معه ويتعمق الى ان نسي أمر غاده .. سارت غاده خلفهم في تؤده .. ومعها أطفالها .. وبعد ان وصلت للممر المؤدي للطاشره وجدت الموظفه تطلب منها التذكره لتراها .. ضربت غاده جبهتها وقالت : دول مع خالد
قالت الموظفه بعدم فهم : نعم؟
قالت غاده (بالانجليزيه) : مع الاستاذ اللي عدى من هنا .. قبلي على طول
وقبل ان تأخذ الموظفه أي تصرف .. وجدت موف آخر في المطار يأتي اليهم ويقول : الدكتوره غاده ؟؟
نظرت له غاده بقلق : أنا .. في إيه؟
الموظف وهو يفسح لها الطريق ويشاور أمامه : اتفضلي معايا
غاده : أتفضل فين ؟ انا مسافره دلوقتي
الموظف : ماتقلقيش هتلحقي طيارتك بس اتفضلي معايا
نظرت غاده لاطفالها والذين ظهر على وجوههم الخوف .. ضمتهم اليها وقالت : ماتخافوش .. تعالوا نروح مع عمو .. ثم أكملت في سرها : لحد أما نشوف أخرتها ايه
ذهبت معه الى أحد المكاتب .. دخلت والقلق يزداد .. فوجأت بشريف الجالس على الاريكه ومعه أحد الاشخاص .. وقف هذا الشخص .. وسلم على شريف وخرج ..
ذهب الاولاد الى والدهم والتفوا حوله
قالت غاده ببهوت : ايه الي بيحصل ده ؟
شريف : اقعدي بس وانا اقولك
غاده : اقعد ايه والطياره ؟
شريف وهو يشاور الى النافذه: الطياره طارت خلاص
غاده بعدم فهم : يعني ايه ؟ وانا هسافر ازاي؟
شريف : بطلي بقى اسئله واقعدي وانا افهمك ..
جلست غاده : اتفضل فهمني..
شريف : انتي قلقانه وانتي معايا؟
غاده : ايه اللي بتقوله ده؟
شريف : ردي على سؤالي : انتي قلقانه وانتي معايا؟ يعني الطياره مشيت دلوقتي وانا بس اللي ليكي هنا .. قلقانه لسه؟
غاده بسعاده خفيه جراء حنيته في الكلام : لا مش قلقانه
شريف : عدينا نص الطريق كده .. النص التاني بقى .. بصي ياغاده .. انا وانتي مهما قصرنا في حق بعض .. فأكتر حاجه قصرنا فيها .. هما دول ..
ثم شاور على أولاده ..
وأكمل : انا حابب اننا نعوضهم عن تقصيرنا ده ..
غاده : ازاي؟
شريف : هاخد اجازه من النادي 4 أيام .. كنت اتمنى اني ازودهم بس ده اللي هقدر عليه مش أكتر .. وأحجزلك في فندق ليكي انتي وهما .. وفي الايام دي هعدي عليكوا كل يوم أفسحكوا ونقضي اليوم بطوله مع بعض .. عشان يحسوا انهم زي كل الاطفال ومامتهم وباباهم معاهم بيخرجوهم ويفسحوهم .. ها ؟ ايه رأيك ؟
غاده من داخلها تصرخ بالموافقه .. تصرخ بالفرحه ..
قالت وكأنها مجبره على وضعها : مضطره أوافق .. عشان الجواز اصلا مع خالد .. مش هعرف امشي من هنا حتى في الطياره الجايه
أخرج شريف الجواز من جيبه وقال : يعني انا رتبت كل حاجه مع خالد وانه يلهي سي شوقي عنك وأماني تأخرك في اخر الطابور .. عشان ماتطلعيش الطياره .. وفي الاخر مش هعرف اخد الجواز من خالد في الخباثه
نظرت غاده للجواز غير مصدقه .. قالت : انت اللي عملت كده ؟
شريف : ها ؟ الجواز اهو .. وممكن زي ماقلتي ترجعي في الرحله الجايه .. هتروجعي مصر تاني؟ ولا هتقعدي هنا الايام الجايه معايا انا والولاد؟
استسلمت غاده لقلبها وقالت بارتياح : هستنى .. هستنى معاكو ياشريف
ابتسم شريف في سعاده .. ولكنه هدأ مشاعره وروضها لكي تظهر في وقتها الصحيح .. وليس الان
خرج معها ومع أولاده من المكتب .. وجد موظف اخر من المطار .. يأتي بالحقائب ..
قالت غاده بدهشه : انت واصل هنا اوي بقى !!
شريف بفخر : عيب عليكي .. ده انا اهم لاعب في الفريق ..
وصلت للفندق .. انتظرت غاده مع الاطفال في بهو الفندق الى ان أتم شريف حجز الغرف .. فوجئت بشريف وقد حجز الغرفه المجاوره لهم لنفسه
غاده : ليه ؟
شريف : عايز ابقى قريب منك ومن الولاد
غاده بحرج : كده أحسن بردو ... عشان لو احتجت منك حاجه وانا معرفش حد هنا
شريف بحب : كان نفسي نكون في جناح واحد كلنا ..
نظرت له غاه نظره سريعه وحولت نظرها لأولادها وقالت : الولاد بقالهم كتير واقفين وزمانهم جاعوا .. انا لازم اطلع أريحهم فوق شويه
شريف : تمام
ثم فرك بيده وقال بحماس لهم جميعا .. بصوا بقى .. احنا نطلع فوق دلوقتي نغير هدومنا وننزل تاني نروح نتغدى في اي مطعم وبعدين عامل ليكو برنامج فسحه النهارده .. هتتبسطوا اوي
فرح الاطفال بكلام أبيهم وكذلك غاده .. صعدوا وابدلوا ملابسهم وذهب هو الى بيته واحضر بعض ثيابه وعاد للفندق .. والتقوا في بهو الفندق وبدأ شريف في النزهه التي أعدها .. بدأ بأحد المطاعم .. ولم يبخل عليهم بشئ .. شعرت غاده بعد شهور من البعد .. بانها أخيرا تحت ظله مره اخرى .. استسلمت اليه .. ولأوامره .. ولأي اقتراح يقترحه توافق عليه .. سعيده .. فقط هذا هو الشعور المسيطر عليها .. السعاده .. استمر الحال بينهما هكذا .. في الثلاث أيام الاولى .. نزهات وخروجات مختلفه كل يوم .. لم يحاول شريف أن يتقرب لها او يتحدث معها في أمر الزواج .. تركها على حريتها .. استمتعت هي برفقته مع الاطفال في تلك الايام الثلاث .. فقط هي معه دون اي شخص اخر ولكن تلك العلاقه الجافه بينهم كانت تزعجها .. تمنت ان يكون قريبا منها .. شعرت بالاشتياق اليه كحبيبه و.. كزوجه .. كلما اقترب منها لسبب ما قدرا .. تشعر بشئ داخلها يتحرك .. الحب .. يزداد ويشتعل بقربه .. الى ان جاء آخر يوم كان الاولاد في حديقه كبيره .. جلست على الارض وبجوارها بعض الوجبات الساخنه والتي ابتاعها شريف من احد مطاعم الوجبات الساخنه .. نظرت لأولادها وهم يركضون ويلعبون أمامها .. وشريف يلعب معهم .. وبعد قليل .. جلس جوارها وهو يلهث ..
غاده بضحك : مش عيب كابتن كوره زيك يتعب كده من اللعب والاطفال مايتعبوش
شريف : ومين قالم اني تعبان
غاده : اومال قعدت ليه وسبتهم
شريف : بتلكك عشان اقعد معاكي
أول مره يغازلها مباشرة منذ البدايه
أطرقت برأسها في خجل ..
أكمل هو وكأن خجلها وصمتها أعطى له الفرصه لكي يتحدث من قلبه
شريف : غاده .. انا ظلمتك .. مش عشان بس الطلاق
رفعت غاده نظرها مستفهمه .
قال : لا عشان مافهمتكيش ولا قدرت علمك ولا مكانتك .. اللي شفته في المؤتمر حسسني اني كنت غبي .. ومعرفتش انك ماكنتيش بتلعبي وكنتي فعلا حقك تتشغلي عننا ولو لفتره مؤقته .. وكان فيها ايه لو استنيت عليكي شويه لحد ما حققتي اللي انتي عايزاه .. ووقفت جنبك .. حقيقي ياغاده انا ندمان اني سيبتك طول الفتره دي .. وكمان ندمان اني حاولت اوقف حلمك واحطم روحك المعنويه .. اللي المفروض وواجب عليا اني اكون انا اللي بشجعك واكون بدل فريد شوقي ده اللي طلعلي في البخت قريب
ضحكت غاده وقالت : فريد شوقي ايه اسمه شوقي بس
شريف : انا عارف .. وهو في حد اسمه شوقي اليومين دول اصلا .. وشكله كده بشنبه ده كأنه خارجلي من فيلم قديم .. بصراحه بني ادم مستفز ورخم
غاده : حرام عليك ده..
قاطعها وقال : لو قتلي جمله فيها قيمه ولا علميه هنزل مصر اضربه كف اخلي قيمه في ناحيه وعلميه في ناحيه تانيه
ضحكت غاده بشده لدرجة أدمعت عيناها ..
نظر لها شريف وقال : بطلي ضحك بقى هتهور عليكي ..
هدأت غاده من ضحكتها وقالت : بس انا كأني شايفه واحد تاني قدامي .. مش شريف اللي كنت .. كنت متجوزاه ..
شريف : اتغيرت لما شوفتك في المؤتمر وقدرت تعبك .. وشوفت شوقي وهو جنبك وانا مش قادر ابعده عنك لاني ماليش صفه .. ونفسي ارجع الصفه تاني ياغاده نفسي
ابتعدت غاده قليلا وقالت : انا الاول عندي اعتراف عايزه اقوله
شريف باهتمام : ايه؟
غاده : انا معترفه اني قصرت في حقك .. ومش حكاية تقصير بس .. لا انا كمان ركبت دماغي في حاجات تانيه كتير .. انت كنت صح فيها .. أقربها موضوع الدكتور شوقي .. كان عندك حق فيه .. وانا مكنتش شايفه اللي انت شايفه وكنت بعند وخلاص .. انا ندمانه اكتر منك .. وقبل ما انت تقول اي عرض منك انا قررت اني اول ماانزل مصر هعتزل الشغل خالص وافضى لولادي وبس
شريف : تعتزلي ايه ياغاده ؟؟ وانتي في قمة نجحك .. ولسه صغيره ..
غاده : لا انا نجاحي لما الاقي ولادي كبار ومتربيين احسن تربيه ومعاهم شهادات عاليه .. ده نجاحي الحقيقي
شريف : انتي متأكده ان ده تفكيرك .. ده انتي اللي اتغيرتي مش أنا
غاده : انا شفت حاجات كتير في الفتره اللي فاتت غيرت وجهة نظري .. بس أجلت قراري لحد بعد المؤتمر .. صعب عليا تعب السنين اللي فاتت .. والحمد لله التعب جه بفايده .. ودوري في الطب كده انتهى وانا دوري مع أولادي ابتدى والحمد لله ماتأخرتش كتير
شريف بسعاده : طيب وانا ياغاده ؟
غاده بخجل : انت ايه؟
شريف : ماليش دور في حياتك
غاده : انت .. انت أبو ولادي
اقترب منها : بس؟
ابتعدت مره اخرى : لحد دلوقتي ..أيوه ابو ولادي وبس
فهم شريف قصدها .. نظر حوله وقال : عارفه انا نفسي في ايه؟
غاده ايه ؟
شريف : امشي حافي على النجيله دي
غاده وهي تلمس الحشائش الخضراء وقالت : تصدق هيبقى احساس يجنن
خلع حذائه وقال : اللي عايز يتجنن زيي .. يقلع ويحصلني
فكرت قليلا وهي تراه يخلع حذائه .. نظرت الى ملابسها .. قالت في حزن :لا مش هينفع .. رجلي هتبان
ثم تنهدت وقالت : مع انه هيبقى شعور حلو اوي وانا لامسه النجيله كده برجلي
نظر حوله وقال : طيب قومي كده ..
وقفت .. وجدته يلم الفرش كله وجمع كل المتعلقات ونقل مكانهم في أطراف الحديقه .. نظر حوله جيدا .. ثم قال : هنا مافيش حد ممكن تقلعي الجزمه هنا براحتك .
نظرت له بسعاده وقالت : شكرا ياشريف
قال لها بخفوت : العفو ياروح شريف
لم تحرج ولم تنظر ارضا .. ظلت معلقه نظرها اليه .. وهو يضع الاغراض من يده .. يحاول ان يسعدها ويعوض ما فاتها .. خلعت حذائها وسارت على النجيله .. شعرت بالحشائش المبلله على جلدها مباشره .. شعور لذيذ .. ركضت خلف أطفالها .. لعبت مع شريف ..
قالت ريم : مفيش حاجه تانيه نلعبها انا زهقت من اللعب ده
قال شريف : ايه رأيكوا نأجر عجل ؟
وافق الاطفال وقال شريف لغاده : ايه رأيك؟
غاده بسعاده : أوكيه
تأثر شريف من كلمتها واقترب منها وقال : قلتي ايه؟
قالت بتلقائيه : أوكيه
نظر لها بحب ..
تأخرت في فهم ما يقصده .. نظرت له في حرج .. وذهبت مسرعه الى حيث اغراضهم .. ارتدت حذائها في سرعه .. اقترب منها مجددا
شريف : خلاص بقى كفايه بعد ياحبيبتي .. انا بحبك ياغاده و.. وعايز ارجعك واصلح غلطتي
نظرت له غاده وقالت أخيرا : وأنا موافقه ياشريف ..
ثم قالت : بس بكره معاد الطياره .. هتيجي معانا مصر ولا هتعمل ايه؟
تصنع شريف الحيره وقال : هنشوف بكره هنعمل ايه انما النهارده سيبيني انا فرحان بموافقتك ياأغلى حاجه في حياتي كلها ..
في اليوم التالي .. صباحا .. وجدت غاده باب حجرتها يطرق ...
استيقظت وارتدت زي الصلاه .. فتحت وهي تفتح نصف عينها ..
ثم فتحتهم كلهم على اتساع .. وقالت بدهشه : محمود ؟؟؟؟؟
ظهر شريف من خلفه وقال : ولي أمرك ياستي عشان مايبقاش ليكي حجه
غاده : ولي أمر مين انا مش فاهمه حاجه ؟
محمود : غيري هدومك بس عشان مانتأخرش على السفاره
غاده : سفارة ايه؟ انا مش فاهمه
أعطى شريف لغاده حقيبه صغيره وقال لها : البسي الطقم ده وانزلي احنا مستنيين تحت
غاده : والولاد؟
شريف : في واحده الفندق خصصها تقعد جنبهم هنا في هدوء لحد ما يصحوا
محمود : خلصوني معاد طيارتي كمان ساعتين
تركوها وغادروا وهي الى الان لا تعلم ماذا يحدث
ارتدت ما احضره لها شريف .. ونزلت لهم .. استقلت معهم السياره ..
محمود : شريف ياستي كلمني من حوالي اربع ايام وقالي اجهز جوازي واحجز تذكره النهارده عشان اجي الصبح وكون ولي امرك في العقد
نظرت غاده لشريف وقالت : انت عمال ترتب كل حاجه من ورايا .. ومين قالك بقى اني كنت هوافق؟
شريف بثقه : قدرات يابنتي .. انا عارف نفسي كويس
غاده : طيييييب شوف مين اللي هيوكل محمود في الموافقه
محمود : معندناش بنات تقول رأيها في الجواز ..
غاده : واللــه .. اتفقتوا عليا كلكوا
محمود وشريف : أيوه
غاده : أمري لله مضطره أوافق
***************
عاد محمود والاطفال الى مصر .. وتركوا غاده مع شريف ينعمون بشهر العسل بمفردهم ..فرح الجميع وبارك رجوعهم .. وبعد اسبوع من الزواج .. عادت غاده بمفردها لمصر.. لتنهي متعلقاتها كلها من مصر .. ذهبت الى المستشفى .. لتقدم استقالتها رسميا .. وجدت الدكتور شوقي وقد سبقها بالاستقاله فور وصوله .. وعلمت من اماني وخالد انه جن جنونه عندما علم بخطة شريف وهو بالطائره في طريق العوده مع خالد .. لم تعطي له اهتماما .. وتمنت له الخير ولكن بعيدا عنها .. فلم تشعر تجاهه بأي مشاعر .. فقط مشاعر التلميذه التي تتعلم من معلمها وتتلقى العلم بكل تقدير واحترام .. ليس ذنبها انه يشعر بأشياء اخرى لم تبادله فيها ..
عادت غاده بأولادها لشريف واستقرت معه في المانيا .. واختلف الامر والوضع جذريا ..
وأصبح النقاش والخلاف الدائم بينهم هكذا ..
شرييف : مش معقول ترمي خبرتك وشغلك ورا ضهرك وتقعدي في البيت
غاده : لا معقول وهو ده عين العقل .. انا مش هفضى غير لبيتي ووجوزي وعيالي
شريف : لا هتشتغلي
غاده : لا مش هتشغل
شريف : لا هتشتغلي
غاده : لا مش هتشغل
شريف : لا هتشتغلي
غاده : لا مش هتشغل
شريف : غـــــــاده
غاده بنفاذ صبر : يووووه .. حاضر حاضر مش هشتغل مش هشتغل مش هشتغل
انتهت قصتنا .. وقد علم شريف ( الرجل ) ان للمرأه حقوق يجب عليه يعلم ان هناك شئ خاص بالمرأه بعيدا عن الاشياء المشتركه بينهم سواء كان عملها او موهبتها او مقتنياتها حتى لو بدت بالنسبه له لاشئ ولابد ان يحترمها ويدعمها ويشارك برأيه في هذا الشئ .. وقدعلمت غاده ( المرأه) ان بيتها وأولادها لهم المرتبه الاولى في حياتها .. ويأتي بعدها ذاتها وان رأت انها تستطيع ان تحقق ذاتها دون تقصير في واجبتها الرئيسيه .. كان بها وان قصرت .. فلابد من التضحيه ولكن التضحيه بنفسها مقابل سعادة أطفالها وزوجها

تمـــــــــــــــــــــــــــــت

🎉 لقد انتهيت من قراءة ذات الوجهه الدميم 🎉
ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن