هناك من يتألم دون أدنى سبب .. وهناك من يتألم بسبب الكثير من الأوجاع التي تحدث به ..
حياتها لم تكن صعبة جداً ولكنها أصبحت حياتها موجعة بطريقة مخيفة من بعد ما تم سجن والدها .. وبما أن ذلك الرجل قد اقتحم حياتها ودخلها رغماً عن أنفها فهذا لن يكون بالشيء الجيد لها ..
كانت جالسة بزاوية الغرفة في دار العاهرات .. تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي وتنتحب بشدة على مافعله بها .. ظنت بأن موت والدتها أسوأ ما سيحدث لها ولكن حدث الأسوأ والأسوأ ..
مذ أن عادت من عنده وهي تذرف الدموع إلى أن جفت دموعها .. شهقاتها امتلئت بأرجاء الغرفة .. قلبها تعب بشكلٍ كبير وهي مازالت في البداية .. هي ليست رخيصة ولا تريد أن تكون كذلك .. هي لاتنتمي لهن وستحاول بأن تتغلب على خوفها لكي تتخلص منهن ومنه هو أيضاً .. فهي قد عادت إليه من بعد كل هذه السنين وهو بدوره طبعاً لن يضيعها من يده .. داخله ظلام كبير وحقد لم يغيره السنين لذلك سيريها ما هو فاعلٌ بها ..
كل لمسة وكل قبلة وكل تنهيدة وكل همسة منه تتذكرها ولاتستطيع إخراج شيءٍ من رأسها .. عادت بذاكرتها للوراء لتتذكر مافعله في ليلة أمس :
Flash back :
..اسمي ندى..
جفل للحظة وازدادت طرقات قلبه الذي لا يوجد به رحمة .. لوهلة ابتسم ابتسامته الساحرة وطبع قبلة على رقبتها ليبتعد ويصبح وجهه مقابلاً لوجهها ويقول :
..هذا الاسم يعني لي الكثير..هبطت دمعتان على وجنتيها لتقول ببكاء :
..أرجوك سيدي دعني أذهب أنا لست مثلهن..ابتسم بسخرية ليقول :
..لستي مثل من..شهقت ببكاء لتقول :
..لست مثل الفتيات التي في تلك الدار..ضحك ضحكة ساخرة ليقول :
..يا إلهي هل وصل خجلكِ وحيائكِ لدرجة أن لا تستطيعين أن تلفظين بكلمة عاهرة..ابتلعت ريقها وهي عاقدة حاجبيها بحزن وبكاء ، ابتسم ببرود ليقول :
..ما اسمكِ بالكامل ، لقد أثرتي فضولي يافتاة..كتمت شهقتها لتقول :
..ندى الوالي..غاب عن عالمه وعن واقعه .. جفل عندما سمع باسمها .. نظر لها بصدمة ولم يستطع أن يستوعب ما قالته .. لأول مرة هذا الرجل يكون بحالته هذه .. أُلجم لسانه عن النطق ولم يعد يستطيع التحدث .. لا يبدي ردة فعل سوى الصدمة والصمت .. بينما هي تعجبت من نظرته وصدمته .. لم تعلم ما الذي حدث له .. تقف أمامه كالبلهاء غير عالمة بشيء .. ابتلع ريقه ليقول بهمس :
أنت تقرأ
ووقعت بين يديه
Romance1# في العاطفية وردتي الذابلة في كل ليلة، وأنا أرتشف من كأس النبيذ، أتسلل إلى عالمٍ من الهرب لعلي أنسى ذلك الجمال الذي أثقل قلبي، وأتخلص من ذكراك التائهة في زوايا ذهني. لكنني في كل مرة، أعود لأصطدم بالحقيقة المرة؛ لا أستطيع فراراً. كل قطرة من النبيذ...