أهلاً بكِ في جحيمي

50.4K 1.6K 339
                                    

بعيداً عن قهرها وانكسارها من والدها الذي لم يكن الحضن الحنون لها إلا أنها اشتاقت له وتريد أن تراه .. هو ظلمها كثيراً عندما لم يكن ينتبه لها ويراعي مشاعرها ويبثها حنانه .. كان كل همه أن يجمع الأموال وكان دائماً يغيب عن المنزل لفترة طويلة ويتركها مع خالتها .. لم يهتم لحالها يوماً ولم يسأل عنها أيضاً .. وكأنها ليست ابنته .. وكأنها هامش في حياته إن كانت هي أو زوجته التي توفيت .. فهو قد نسيها فور مماتها وتزوج بأخرى .. مع كل هذا هي تحتاجه وتحتاج حنانه .. هي لا تعلم ما الذي حدث له كل ماتعلمه أنه بالسجن لإنه كان يعمل بالأعمال الغير قانونية .. وقد علمت أيضاً أن خالتها هي وراء هذه المصيبة ووراء دخول والد ندى للسجن ..

(قبل بضع ساعات)
هي هربت صحيح ولكنها مازالت خائفة من أن يجدها ويريها الجحيم .. فهي لم تخرج من البلدة ولا تعلم إلى أين هي ذاهبة .. ظلت حوالي الثلاث ساعات تركض إلى جهة مجهولة ولا تعرف عنها شيء .. كل عدة دقائق تقف لتلتقط أنفاسها ومن ثم تعاود الركض .. لم يكن لها أي هدف ولا أي وجهة فقط تركض وتبتعد .. إلى أن وصلت إلى جانب الفرع .. فكرت بينها وبين نفسها أتدخل إليهم وتحتمي بهم أم تكمل طريقها وترى إلى أين سينتهي بها المطاف .. تشوش تفكيرها وشعرت بالضياع .. حسناً إن دخلت إليهم ما الذي ستقوله لهم وكيف ستبرر لهم هروبها .. هه أساساً هي هربت من مكان لا تنتمي له ..

حسناً لما لا تدخل وتقدم بلاغ بشأن دار العاهرات .. لما لا تحدثهم وتقول لهم كل شيء عن سيف وتحدثهم عن اغتصابها منه .. أيضاً بإمكانها أن تدخل وتسأل عن أحوال والدها وفي أي سجن موجود لعل وعسى تستطيع الوصول إليه .. حسمت أمرها ودخلت إلى القسم لتمشي بخطواتٍ مترددة وهي توزع نظرات خائفة على كل عسكري يمر بجانبها .. ابتلعت ريقها بصعوبة عندما وصلت إلى مكتب رئيس القسم .. نظر لها العسكري الواقف بجانب الباب ليحدثها بجدية :

..ما الذي تريدينه يا آنسة..

ترقرقت عيناها بالدموع ورجت شفتها السفلى لتحدثه ببكاء وهي تناظره ببراءة :
..أريد أن أقدم شكوى أرجوك..

لم يستطع أن لا ينظر لكتلة البرائة ويتفحصها من رأسها إلى أخمص قدميها .. ابتسم من عيناه ومن ثم حمحم بجدية ليقول :

..انتظريني هنا..

حركت رأسها موافقة ليدخل العسكري قليلاً .. بينما هي ظلت واقفة تراقب العساكر الذين يمرون من جانبها .. معظمهم ينظر لها باستغراب ومعظمهم ينظر لها بابتسامة والمعظم الآخر لا ينظر لها نهائياً .. ابتلعت ريقها عندما رأت ذلك الشاب الذي يجرونه العساكر ليتوجهون به إلى غرفة التعذيب وهم يتوعدون له بأفظع الأفعال بينما هو يضحك باستهزاء .. كما أنه حالما مروا به العساكر من جانب ندى حتى نظر لها بمكر وعض على شفته السفلى .. أشاحت بوجهها عنه وكتمت شهقتها الباكية لترى العسكري خرج إليها وأذن لها بالدخول ..

ووقعت بين يديهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن