في تلك الغرفة الفاخرة والمظلمة .. ضوءٌ خافت يأتي من خلف الستارة .. دخان متصاعد يملئ الغرفة ..
رائحة عطره الرجولية التي ملئت أرجاء الغرفة والتي امتزجت برائحة السجاير والكحول .. يجلس على كرسيه الكبير بكل هيبة .. ممسكاً في يده كأسه يرتشف منه بين الحين والآخر بكل برود ..
هو هكذا دائماً .. يحب الهدوء ويحب الجلوس في غرفته المظلمة .. سبق وحدثتكم كم أن حياته مظلمة وسوداوية .. دائماً يفكر ويعود بذاكرته للوراء ويتذكر مواقفه وظلمه للناس .. كيف يظلم .. كيف يقسو .. كيف يعذب وكيف يسيطر .. مجرد أن يتذكر كيف يعذب أي شخص ويظلمه ترتسم تلك الابتسامة الماكرة على شفتيه .. هو هكذا يحب وهكذا يستمتع .. يسلي نفسه بالتفكير .. ويشغل قلبه عندما يتذكرها هي .. فهي الوحيدة التي استطاعت أن تكسر غروره وكبريائه منذ أول مرة رآها بها ..
عانق السيجارة بين شفتيه ليمتصها بشراهة وينفث دخانه ببرودٍ قاتل .. سمع طرقات على باب غرفته ليسمح للطارق بالدخول ويدخل عليه الحارس .. ابتلع ريقه الحارس بتوتر .. كان يحمل له خبراً لذلك قطع خلوته وأتى إليه ليخبره بآخر التطورات بناءً على طلبه ..
صدح صوته البارد والخشن من بين الظلام ليقول :
..ما الأمر..حمحم الحارس بتوتر ليقول :
..سيدي لقد قلت أن أ ....لم يدعه يكمل جملته ليقاطعه بصوته الحاد :
..باختصااار..توتر الحارس ليقول :
..لقد أتت فتاةٌ جديدة إلى دار العاهرات ، لقد اتصلت بي تلك المدعوة نرجس وقالت لي سيدي وأخبرتني بأن أقول لك..نفث دخانه ليبتسم بشر ويهمهم ويقول :
..اجلبها إلي كي أراها إن كانت تناسبني أم لا..حرك رأسه بإيجاب ليقول :
..حاضر..التفت الحارس ليرحل .. بينما سيف ارتشف آخر رشفة من كأسه ومن بعدها رماه على الأرض ليتحطم إلى أشلاء صغيرة .. تصنم الحارس في مكانه عندما سمع الصوت ليلتفت إلى سيده بينما سيف تحدث ببرود :
..لم أسمح لك بالذهاب أيها الغبي..
ابتلع الحارس ريقه ليقول بتوتر :
..اسف..ظل واقفاً بمكانه باحترام بينما سيف ظل صامتاً وشارد الذهن .. لم يتفوه بحرف فقط شارد .. بعدة مدة دقيقة صدح صوته البارد ليقول :
..إذهب..
تحدث الحارس باحترام :
..حاضر سيدي..رحل الحارس متوجهاً إلى الوجهة التي أمره بها سيده .. بينما سيف تنهد بقوة لينهض ويتوجه إلى ذلك الرف المصطف عليه جميع أنواع الكحول والمشروبات .. أمسك بقارورة كبيرة وكأس ومن ثم توجه وجلس في مكانه وبدأ بالشرب .. غير عالماً بالمفاجأة التي ستحدث بعد قليل ..
أنت تقرأ
ووقعت بين يديه
Romance1# في العاطفية وردتي الذابلة في كل ليلة، وأنا أرتشف من كأس النبيذ، أتسلل إلى عالمٍ من الهرب لعلي أنسى ذلك الجمال الذي أثقل قلبي، وأتخلص من ذكراك التائهة في زوايا ذهني. لكنني في كل مرة، أعود لأصطدم بالحقيقة المرة؛ لا أستطيع فراراً. كل قطرة من النبيذ...