منذ تسعة سنوات كان يوم بؤس وتعاسة سيف .. في يومها لم يصدق أن صغيرته ستبتعد عنه ولن يعد يراها أبداً .. سأل نفسه كثيراً كيف سيعيش من دونها .. كيف سيكمل حياته من دون وجودها بجانبه .. كيف ستخرج الضحكة من قلبه عندما تبدي أي ردة فعل طفولية منها .. لم يصدق ولا يريد أن يصدق .. لم يكن يريد أن يودعها ولا أن يراها لإنه يعلم علم اليقين بأنه سيضعف وسيبكي كثيراً .. ولكن شوقه لاحتضانها الحضن الأخير تغلب على كل شيء .. تقدم بخطوات غير متزنة وهو متوجه إلى منزلها .. قلبه المتعلق بها يدق بعنف وأنفاسه متسارعة .. طرق على بابها عدة طرقات وقد فتحت والدتها الباب له .. نظرت له الوالدة بحزن لإنها تعلم كم هو متعلق بابنتها الصغيرة ولكن ما باليد حيلة .. تنهدت بحزن لتقول له بابتسامة حزينة :
..تفضل سيف..
دخل بجمود إلى الداخل .. حالما دخل إلى الصالة قابل والد ندى لينظر له سيف بحقد وكره شديد .. لإنه هو السبب ببعد ندى عنه .. ناظره والد ندى بجمود ولم ينطق بحرف وإنما هم بالخروج من الصالة والصعود إلى غرفته ليقول لزوجته :
..لا نريد أن نتأخر يامنى أسرعي وجهزي ندى ودعيها تكف عن العناد..
حركت منى رأسها بحزن بينما سيف كان يتابع الموقف بجمود ونظرة الكره ظاهرة في عينيه والموجهة لوالد ندى والذي يدعى بسام .. في الحقيقة بسام يكره سيف كثيراً ويكره قربه من ابنته الصغيرة .. كما أن السبب الأساسي لسفره وابتعاده بزوجته وابنته هو سيف .. لا يريده أن يتقرب منها ولا أن يراها حتى .. كان يستمع لأحاديثهم في بعض الأوقات والتي من ضمنها أن سيف أراد أن يتزوج ندى عندما تكبر وتزهر .. وهذا ما أخاف بسام كثيرا ًفهو لا يريد لسيف أن يتزوج ابنته .. والذي أخاف بسام هو بلوغ ابنته .. فهي قد بلغت سن البلوغ منذ عدة أيام ولم يعد يطمئن لوجودها بجانب سيف .. لذلك قد تدبر أمر سفره بعيداً وابتعاده عن هذا المكان نهائياً وطبعاً برفقته زوجته وابنته ..
تنهد سيف بقوة ليهم بالحديث ويسأل عن ندى ولكن صراخ صغيرته بإسمه وهرولتها إليه جعلته يصمت وينظر لها بلهفة ويفتح ذراعيه لها .. ارتمت في أحضانه باكية وحزينة بسبب بعدها عنه .. ظلت تبكي وتشهق بين ذراعيه بينما سيف كان عاقد حاجبيه بحزن والدموع تترقرق في عينيه .. أرادت منى والدة ندى أن تجالسهما ولكنها لم تحبذ هذه الفكرة وقررت أن تعطيهما خصوصية اللقاء الأخير بينهما .. ابتعدت ندى عن سيف قليلاً لتقول بصوتٍ باكي :
..سيف أنا لا أريد الابتعاد عنك دعني أبقى معك أرجوك..
نظر لها بحزن وابتلع غصته ليقول :
..ليس بيدي حيلة باقلبي والدكِ مصّر على الذهاب لا أستطيع منعه..رجت شفتها السفلى لتقول ببكاء :
..حسناً سأقول لك شيئاً مهماً سيجعلك تبقيني عندك ما رأيك..
أنت تقرأ
ووقعت بين يديه
Romance1# في العاطفية وردتي الذابلة في كل ليلة، وأنا أرتشف من كأس النبيذ، أتسلل إلى عالمٍ من الهرب لعلي أنسى ذلك الجمال الذي أثقل قلبي، وأتخلص من ذكراك التائهة في زوايا ذهني. لكنني في كل مرة، أعود لأصطدم بالحقيقة المرة؛ لا أستطيع فراراً. كل قطرة من النبيذ...