زوجة المستقبل

25.7K 914 121
                                    

عاد سيف إلى المنزل بعد منتصف الليل .. توجه إلى غرفته فوراً ليجد ندى نائمة أو بالأصح تدعي النوم .. اقترب منها بخطوات بطيئة وهو واضعاً يديه في جيوبه ليقف ويناظرها وهي تمثل النوم ليبتسم بسخرية ويتنهد ومن ثم مد يده ليبعد الغطاء عنها بسرعة ويقول ببرود :

..إنهضي..

فتحت عيناها ببطئ لتنظر له ببرود مماثل وتشرد بملامحه .. ظلا ينظران لبعضهما مدة قصير ومن ثم تحدث سيف بجمود :

..قبل أن أخرج قلت لكِ لا تنامي ، هيا انهضي أريدكِ..

نهضت بنصف جسدها لتنظر له بلؤم وتقول :
..لست للتسلية ولن أفعل لك شيئاً هل فهمت..

ابتسم بسخرية ليقول :
..وكأنني أطلب رأيكِ ، هل علي أن أذكركِ دائماً أنكِ زوجتي و لي كامل الحق أن أعاشركِ وأفعل معكِ ما أريده..

ابتسمت بسخرية لتقول :
..هذا ما تجيد فعله ، المعاشرة ، دائماً تدعني أرى رجولتك على الفراش فقط..

استفزته في كلامها ليمسك خصلات شعرها ويقول بصوتٍ أشبه بالهمس الحاد :
..هذا ما سترينه مني من الآن فصاعداً ياندى فقط لكي تتعلمي كيف تحاولين التمثيل علي..

ابتسم ببرود ليفلت شعرها ويمرر يده على وجنتها وهو مقرب وجهه من وجهها ليقول بهمس :
..لقد دللتكِ كثيراً ، دللتك لدرجة أنكِ نسيتي نفسكِ أيتها الحثالة وأصبحتي تجيدين التمرد جيداً أليس كذلك..

كلماته جعلت الدموع تتجمع في عينيها .. نظرت له بحدة لتقول بصراخ :
..لست أنا الحثالة بل أنت الحثالة والحقير وليس بقلبك ذرة رحمة..

أنهت جملتها وارتد وجهها للجهة الأخرى من تلك الصفعة التي نزلت على وجنتها .. ابتسم لها بشر ليقول :

..لنعود إلى سابق عهدنا إذاً..

اقترب منها ليمددها على السرير ويبدأ بفعل مايحلو له معها تحت صرخاتها وتوسلاتها ..

_____________________

مر عشرة أيام .. عشرة أيام لم ترى وجهه ولم تسمع عنه خبر .. لا تفعل شيئاً سوى الجلوس بغرفتها وحيدة .. تأكل قليلاً وتحدث ميسون وفارس قليلاً وتجلس بمفردها كثيراً .. منذ تلك الليلة لم ترى وجهه .. لما لما يفعل بها هكذا ؟.. لما لا يحاول أن يصلح مافعله بها ؟.. لما فعل كل ذلك بها في تلك الليلة ؟.. هذا بدلاً من أن يطلب منها السماح ويعدها بأنه سيتغير ويدعها تحيا برفقته أجمل حياة ؟.. لو كان قد أظهر لها ندمه في ذلك اليوم عندما حدثته بالحقيقة لكانت قد تراجعت عن تمردها وكرهها له .. لكانت قد أعطته فرصة خصوصاً بعدما رأت معاملته الجيدة عندما ظن بأنها قد فقدت الذاكرة ..

في الواقع في تلك الليلة لم تترك شتيمة إلا وشتمته بها .. لم تترك دعوة لم تدعوها عليه .. لم تترك كلمة كره وحقد لم تنزلها على مسامعه .. جعلته يكره نفسه ويكره تعامله معها .. جعلته يكره من الاقتراب منها ومعاشرتها حتى ..

ووقعت بين يديهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن