شفرة

52.4K 1.7K 292
                                    

كانت جالسة في غرفته الواسعة والسوداء .. تنظر للأمام بشرود وهي تتذكر ذلك الموقف الذي حدث معها منذ يومان :

دخل عليها بملامح جامدة ومخيفة .. ناظرها بقسوة ولؤم ليصدح صوته البارد قائلاً :

..اقتربي..

نظرت له بوهن لتتحامل على نفسها وتنهض بصعوبة متوجهة له بخطواتٍ مترنحة .. وقفت أمامه وهي تنظر لعيناه السوداء والحادة بوهن .. نظر لها نظرة غريية وابتسم من عيناه ليحيط خصرها بيديه ويقربها إليه .. شعرت بأنفاسه الساخنة التي تلفح وجهها .. لم يكن لها القدرة على المقاومة والابتعاد عنه بسبب تعبها لذلك ظلت مستسلمة له .. ظل ينظر لعيناها بقوة إلى أن تحدث بهمس :

..قبليني ندى..

نظرت له بقوة ومن ثم حركت رأسها رافضة .. ابتسم ابتسامته المميتة ليمسكها من شعرها بقوة ويقول بحدة وهمس :

..إذاً أنا من سيفعل..

اقترب ليلتقط شفتيها بقبلة حادة وعميقة جعلته يهمهم بانتشاء بينما هي جعلتها تذرف دموع قهرها على حالها .. ابتعد عنها وهو يلهث بحدة ليدفعها بقوة على السرير وتصرخ هي بالمقابل من ألمها .. ابتسم بسخرية ليخرج من جيبه ورقة ويجلب قلم .. جلس بجانبها ليقول ليعطيها القلم ويقول :

..وقعي هنا..

عقدت حاجبيها ونظرت له بأعين دامعة لتقول :
..ما ه....

أرادت أن تتحدث ولكنه قاطعها بلهجته الحادة :
..من دون أسئلة وقعي فقط..

ظلت تنظر له مطولاً وابتلعت ريقها بصعوبة لتقول ببكاء :
..ولكن ما هذه ال....

قاطعها بصراخه وصوته الجهوري :
..وقعي..

جفلت من صوته لتمسك القلم بيد مرتجفة وتوقع مكان ما أمرها .. ابتسم بمكر حالما رأى توقيعها ليطوي الورقة ويحركها في الهواء أمام ناظريها ليقترب ويصبح وجهه مقابلاً لوجهها ويقول بهمس :

..في هذه الورقة يكون جحيمكِ عزيزتي..

أنهى جملته بابتسامة ماكرة وطبع قبلة بجانب شفتيها ومن ثم خرج من الغرفة وعلى محياه ابتسامة ماكرة .. بينما ندى ظلت تنظر لمكان فراغة بشرود وأعين زائغة وهي تذرف الدموع بصمت ...

------

لم تكن تريد شيئاً سوى قلم ودفتر صغير لتدون عليه مايجول في خاطرها .. ولتخط بيدها عن آلامها وأوجاعها التي تحصل لها .. تنهدت بقوة لتنهض من على السرير الواسع وتتوجه لتفتح الستائر منبعثاً النور من ضوء القمر اللامع ..

ووقعت بين يديهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن