منذ خروجها من المستشفى وهي لم ترى وجهه .. مرت خمسة أيام على خروجها من المستشفى وهي قابعة في الغرفة لا ترى أحد ولا تحدث أحد .. حتى ميسون كانت قد رفضت الحديث معها ولم تشأ رؤيتها .. في كل يوم تدخل إليها الخادمة وبيدها الطعام لتضعه لها على الطاولة مع دوائها بصمت ومن ثم تخرج ..
هو لم يحتجزها في الغرفة أساساً هو ليس موجود بالمنزل ولكن هي من أرادت أن تظل وحيدة ولا ترى أحد وخصوصاً هو .. فمنذ أن عرفته ومنذ أن دخل إلى حياتها هذا أول شيء جيد يفعله معها ألا وهو غيابه عنها لمدة خمسة أيام ..
هذا اليوم كان مختلف تماماً فهي عندما استيقظت وجدت عدة صور على الكمدينو التي بجانب السرير .. عقدت حاجبيها باستغراب فهذه الصور لم تكن جواها في الأمس .. بدأت تقلّب بالصور وتنظر لكل صورة بعمق وتبتلع ريقها .. كانت صورها هي وسيف عندما كانت صغيرة .. صور مفعمة بالحياة والابتسامة الجميلة تزين ثغرها وثغره ..
كانت هناك أكثر من عشرين صورة بين يديها وكل صورة بموضع مختلف وبمكان مختلف وبابتسامة مختلفة .. ظلت تحدق بالصور بعمق وهي تحاول تذكر أي شيء عن هذه الصور ولو حتى لمحة صغيرة ولكن عبث ..
أجل هي تيقنت كل اليقين بأنها قضت طفولتها مع سيف وكانت متعلقة به بشدة ولكنها صدقاً لا تذكر شيء .. حاولت كثيراً أن تتذكر شيئاً عن ماضيها معه ولكنها كانت ترى ملامح شاب وتتذكر لمحات صغيرة فقط .. لم تتعمق في التفاصيل علماً بأنها حالما تأتيها تخيلات ولمحات تشعر بألم شديد في رأسها ..
ابتسمت من تلقاء نفسها عندما مرت عليها صورة لها معه وهي تعضه من وجنته وهو يبتسم باتساع .. تنهدت بضيق حالما انتهت من رؤية الصور لتضعهم بجانبها وظلت شاردة الذهن وهي تفكر كيف وصلت هذه الصور إلى هنا .. حسناً مؤكد بأن سيف هو وراء هذه الفعلة ولربما هو من أمر الخادمة بوضع هذه الصور بجانبها .. أجل لا يوجد تخمين آخر ..
-----------
من الجهة الأخرى سيف الذي كان جالساً برفقة والده وهو يحدثه بموضوع والد ندى .. سأله غياث باهتمام :
..من أين علمت بأنه في السجن ياسيف..
تنهد سيف ببرود ليقول :
..علمت وفقط أخبرني أبي هل تستطيع إخراجه من السجن أو حتى مساعدته لتخفيف الحكم عليه..تحدث غياث :
..لربما أستطيع مساعدته ولكن بما أنك علمت بأنه في السجن فا مؤكد بأنك علمت كل شيء عن ندى الصغيرة أليس كذلك..ظل سيف على بروده وحدثه بجمود :
..لا لم أعلم عنها شيء إلى حد الآن ، ذهبت إلى بسام وهو في السجن وسألته عنها ولكنه لم يجيبني بشيء ولم يخبرني عن مكانها..
أنت تقرأ
ووقعت بين يديه
Romance1# في العاطفية وردتي الذابلة في كل ليلة، وأنا أرتشف من كأس النبيذ، أتسلل إلى عالمٍ من الهرب لعلي أنسى ذلك الجمال الذي أثقل قلبي، وأتخلص من ذكراك التائهة في زوايا ذهني. لكنني في كل مرة، أعود لأصطدم بالحقيقة المرة؛ لا أستطيع فراراً. كل قطرة من النبيذ...