نظرت له بخوف ورهبة من القادم .. نظرته المميتة كفيلة بأن تجعل الرعب يدب بأوصالها .. هبطت دموعها على وجنتها لتنظر له بعجز وخوف .. كان يناظرها ببرود وهدوء مميت .. نظرتها العاجزة جعلته يشعر بالشفقة تجاهها .. كان يريد أن يصب جحيمه عليها ولكنه حقاً عجز أمام تلك العينان .. تلك النظرات المتبادلة والمختلفة من قبل كل واحد منهما ظلت قائمة إلى أن عاد سيف لنظرته المميتة وقال بصوتٍ هادئ يغلفه الحدة :
..انهضي..
شهقت ببكاء لتحرك رأسها برفض باكية وهي تنظر له بعينان باكية ومتوسلة .. أغمض عيناه محاولاً التماسك كي لا يفرغ غضبه الجامح بها وظل يأمرها بأن تنهض ولكنها ظلت على قرارها ورفضت وهي تبكي وتتوسله .. تنهد بحدة ليمسكها من شعرها ويرفعها إلى مستواه ويصرخ في وجهها بصوته الجهوري :
..لما لا تفهمين أيتها اللعينة ، أنتِ ملكي ، لي أنا ، لذلك يجب أن تطيعيني وتعتادين هل فهمتي..
أنهى جملته وهو يكز على أسنانه وينظر لها بعينان غاضبة ومشتعلة ..
صوته الجهوري جعل كل من في الخارج يتسمر في مكانه من شدة خوفه .. بينما إينجي كانت تنظر للجميع بقلق وأنفاسها متسارعة مخافة من غضب السيد فهي قد جربت غضبه ذات مرة .. أغمضت عيناها وتنهدت بقوة متماسكة لتشجع نفسها وتتوجه إليهما بخطوات مترددة وتطرق على الباب عدة طرقات .. أخذت نفساً عميقاً ومن ثم أدارت مقبض الباب لترى ندى متكورة على نفسها بزاوية الغرفة وهي تجهش بالبكاء .. بينما سيف ينظر لها بحدة وبعينان جاحظة من شدة غضبه .. تحدثت بتقطع وتوتر ظاهر عليها :
..س سيدي هل حح حدث شيء..
استدار لها لتقابلها عيناه المشتعلة والقاتلة وصدقاً لو كانت النظرات تقتل لكانت إينجي الآن في عداد الموتى .. ابتلعت ريقها بصعوبة ليتحدث سيف بحدة وصوتٍ خافت :
..اخرجي من الغرفة..
ظلت تنظر له بتوتر وخوف ليصرخ بها صوت زلزل كيانها :
..اخرجي أيتها اللعينة..جفلت من صوته وبدت معالم الخوف على وجهها لتخرج فوراً وتغلق الباب خلفها .. بينما سيف استدار ليرى ندى قد فقدت وعيها .. نزل إلى مستواها وظل ينظر لها لبرهة ومن ثم حملها بين يديه وخرج من الغرفة ومن ثم من المنزل بأكمله تحت نظرات الجميع المتعجبة والمصدومة ..
ماهي إلا دقائق حتى وصل سيف إلى منزله الكبير ليحمل ندى بين يديه ويتوجه بها إلى غرفته .. مددها على سريره الواسع وجلس بقربها وهو ينظر لها نظرات فارغة ويتمتم بكلمات غير مفهومة .. يتذكر كيف اغتصبها في الليلة السابقة ..
كيف آلمها ..
كيف توحش عليها ..
كيف جعلها تبكي وتصرخ من ألمها بسببه ..
يؤنبه ضميره عليها ..
هي حبيبته .. صغيرته .. طفلته ..
كيف يفعل ذلك بها كيف ؟!
هه وكأنه لديه قلب من الأساس ..
منذ أن ابتعدت عنه وهو تغير كثيراً .. لم يعد ذلك الشاب العطوف الذي كان يلاعب صغيرته ويدللها .. لطالما كان لديه قلب وروح جميلة تعطف على الناس وترأف بهم .. ولكن لا !! ليس بعد رحيلها عنه وموت والدته .. لقد حدث معه الكثير من الأشياء التي غيرته وجعلته ينقلب مئة وثمانين درجة ..
جعلته قاسي بلا قلب ..
جعلته بارد ..
يحب أن يكون كل شيء على مزاجه ..
يحب الناس أن تكون على مزاجه ..
وحتى الحياة يحبها أن تكون على مزاجه ..
كل شيء حوله متاح .. كل شيء يجعله مغرور حاقد بارد .. يجعله حقير ونذل مع الناس .. يجعله قاسي وذو قلب من حجر .. لم يكن شرطاً بأن يكون قد تعرض للعنف أو الإهانة أو المواقف الصعبة لكي يكون هكذا ..
هو !! هو من فعل ذلك بنفسه ..
هو أراد أن يكون هكذا ..
هو أراد أن يصل ..
هو أراد أن يكون عالٍ على الناس ..
يركب على أكتافهم ولا يرحمهم أبداً ..
حسناً هو ذو شخصية سيئة جداً ..
أنت تقرأ
ووقعت بين يديه
Romance1# في العاطفية وردتي الذابلة في كل ليلة، وأنا أرتشف من كأس النبيذ، أتسلل إلى عالمٍ من الهرب لعلي أنسى ذلك الجمال الذي أثقل قلبي، وأتخلص من ذكراك التائهة في زوايا ذهني. لكنني في كل مرة، أعود لأصطدم بالحقيقة المرة؛ لا أستطيع فراراً. كل قطرة من النبيذ...