كانت جالسة في غرفته وتحديداً على سريره .. تحدق بالفراغ بشرود وعقلها يأتيها ويجلبها بالأفكار .. حقاً لا تريد هذا الطفل أن يأتي إلى هذه الحياة ويظلم كما تظلم هي من والده .. لا تريده أن يتربى ويكبر على العنف والقسوة .. وبنفس الوقت هو لا ذنب له لكي تجهضه ولا يطاوعها قلبها لفعل هذا الشيء .. ولكن لربما تستخدم هذا الطفل وسيلة لكي تتخلص من سيف ومن جحيمه ..
دخل عليها ببرود ليتقدم ويجلس أمامها .. ظل يحدق بها وينظر لها ببرود بينما هي كانت تتهرب من نظراته وتشيح بوجهها عنه .. لاتعلم كيف ومتى تجرأت لتوجه نظرها إليه وتتقابل عيناها بعيناه الحادة .. ظلت تنظر لعيناه بقوة وكأن هذه العينان تعرفهما جيداً وتحكي لها الكثير والكثير من الكلام .. لوهلة أتى على مخيلتها شاب بهذه العينان ويحدق بها ولكن كان يحدق بها بابتسامة محبة وليست نظرة باردة ..
رمشت عدة رمشات وحركت رأسها يميناً ويساراً وهي متعجبة من هذه التخيلات التي تأتيها .. أعادت نظرها إليه لتراه كما هو يحدق بها ببرود .. نهضت واقفة ولكنه منعها عندما أمسكها من رسغها وقال ببرود :
..إلى أين..
تنهدت بقوة لتقول :
..أريد أن أستحم..ابتسم بسخرية وحرك رأسه بابتسامة ماكرة وتركها .. توجهت هي إلى الحمام بينما هو توجه وجلس على كرسيه وبدأ يرتشف من النبيذ الخاص به ..
دقائق وأرادت ندى الصغيرة أن تخرج ولكنها لعنت نفسها مئات المرات لإنها وببساطة لم تدخل ملابس معها إلى الحمام .. هي عندما دخلت لم تفكر بشيء سوى أنها تريد أن تفر هاربة منه .. تنهدت بيأس وبقلة حيلة عندما فتحت الباب قليلاً ورأته جالساً ومعطياً لها ظهره .. حسناً لا بأس فلتخرج وتمر لتخرج ثيابها فهو لن يحدق بها .. خرجت من الحمام وهي تلف المنشفة حول جسدها الصغير وتقدمت بخطوات مترددة من جانبه ..
صرخت بفزع عندما رمى بالكأس أمام قدميها بحيث لم تعد تستطيع أن تخطو خطوة واحدة وإلا ستجرح قدميها بقطع الزجاج المتناثرة على الأرض .. هو لم ينظر لها ولم ترف له عين نحوها ولكنه علم لما ترمي له لذلك رمى الكأس بكل برود منه ..
ظلت واقفة في مكانها وأنفاسها متسارعة .. لتسمع صوته البارد يقول :
..لا داعي لافتعال هذه الحركات..
ابتلعت ريقها بصعوبة حالما استدار لها بنظرات حادة .. لا يعلم ما الذي كان ينوي فعله بها ولكن مظهرها هذا الآن جعله ينسى كل شيء .. اسودت عيناه حالما رآها بمظهرها وهي تلف المنشفة حول جسدها وقطرات الماء تتساقط من شعرها المبلل ..
تحدث بصوت بارد ومتهدج :
..لا تخطي ولا خطوة وإلا سوف تجرحين قدميكِ..ابتلعت ريقها بصعوبة عندما رأته يتقدم نحوها بكل أريحية بينما هي واقفة لا حول لها ولا قوة .. وقف أمامها مباشرة وهو يتفرسها بعيناه الحادة من رأسها إلى أخمص قدميها .. ابتسم ابتسامة جانبية عندما تذكر شيئاً ما ليقول :
أنت تقرأ
ووقعت بين يديه
Romance1# في العاطفية وردتي الذابلة في كل ليلة، وأنا أرتشف من كأس النبيذ، أتسلل إلى عالمٍ من الهرب لعلي أنسى ذلك الجمال الذي أثقل قلبي، وأتخلص من ذكراك التائهة في زوايا ذهني. لكنني في كل مرة، أعود لأصطدم بالحقيقة المرة؛ لا أستطيع فراراً. كل قطرة من النبيذ...