الأحلام , عالم مثالي للفاقدين , للعاشقين , للمشتاقين , ولمن أصابتهم لعنة الوحدة .. واقع لحظي لأمنيات اختزنها عقلك الباطن .. فعندما يضيق بك الواقع , تجد ملاذاً أَمناً في عالم الاحلام ,,
ولم تكن هي بشاذة عن القاعدة ,,,
أخذت تتقلب في فراشها كالراقد علي الجمار .. حلمها اليوم مزعجاً مؤرقاً , فرحة نصرها القصيرة لم تدم .. وكلمات جدها تقصف في عقلها المحصور بين الوعي واللاوعي .. تري السحر ينقلب ساخراً علي الساحر .. راسماً بأنامل واثقة خط النهاية .. يتفصد العرق من جبينها بغزارة , بينما وجدت دموعها متنفساً لتسيل دون ارادة منها علي وجنتاها , همهمات خافته بلا تصدر عنها , بينما رأسها يتحرك بعنف , برفض , لواقع اخترق بعنفوان سكون أحلامها .. شهقت جالسة فجأة عندما شعرت بتربيتة خفيفة علي كتفها العاري وصوت خرج للتو من أحلامها يهمس في أذنها بكلمات لم تستطيع تفسيرها .. نظرت لملامحه القريبة منها بشكل خطير باضطراب .. أحقاً جاء !
لا انها فقط استدعته من أحلامها متوسلة وهو فقط لبي النداء .. رفعت أناملها بتردد لتتلمس ذقنه النامية .. وعيناها تطالعانه برجاء صامت قطعه عندما سحبها بعنف معتصراً لها بين ذراعيه .. رمشت بأهدابها قبل أن تعتصر عيناها لتفتحهما علي اتساعهما بغير تصديق .. دفعته في صدره وعقلها يستعيد وعيه فجأة لتكتشف وضعها .. تطالع بصدمة جسدها الغارق في العرق , قميص نومها الملتصق بحناياها والذي انحسر حتي أعلي فخذاها , و أخيراً حضوره الطاغي الذي سلب أنفاسها .. رغم الارهاق المرتسم بوضوح علي ملامحه .. ابتعدت فجأة لاَخر الفراش وهي تسحب غطائها لتخفي جسدها العاري عن عيناه المتفحصتان .. ابتلعت ريقها بتوتر بينما تهمس بغير تصديق ,,,,,
-" ا انت دخلت هنا ازاي ؟ "
اعتدل واقفاً ليشرف عليها وقد اطمئن اخيراً لأنها خرجت من كابوسها المزعج .. وضع يديه في جيوب بنطاله وهو يحاول اثناء عيناه الجائعتان اليها من اختراق ذلك الغطاء الرقيق المتدثرة به حتي ذقنها .. تخفي ما هو حقاً له عن عيناه .. زفر بضيق , ندي لم تعد حقه الاَن .. لقد أصبحا غريبان .. أبناء عمومة لا اكثر .. لا تحل له ولا يحل لها .. اعتصر قبضته بعنف وهو يشيح ببصره عنها ليهتف بثقة كاذبة ,,,,
- " ده بيتي يا ندي ولا نسيتي ؟ "
عقدت بين حاجبيها وهي تطالع ثقته الزائفة بانزعاج لتهتف به ,,,
- " بيتك بتاع ايه ,, ده بيتي وبيت ابني انت ملكش مكان هنا .. ازاي تدخل عليا كده انت اتجنيت ؟ "
أغمض عيناه محاولاً احتواء غضبه حتي لا يخيفها .. قبل أن يفتحهما علي مهل وهو يزفر بخفوت ويقول بصوت خفيض ,,,
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
عاطفيةالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية