جلس في مكتبه يتلاعب بالمحبس الفضي المستقر ببنصره بشرود .. بينما عقله يدور في حلقات مفرغة .. هل هو الشعور بالذنب , هل هي صفعة الافاقة .. بل هل من الممكن ان يسكن القلب الواحد امراتان مختلفتان كاختلاف الليل والنهار ؟ .. لم يصدق نفسه وهو يستمع لكلماتها التي لم تدرك تلك الأخيرة تأثيرها القاتل عليه .. بينما تتابع بإباء لم يراه في امراة قط من قبل , بتفانٍ لم يتخيل وجوده بينما يتصارع الجميع من أجل اللإستحواذ علي ما يخصهم .. لم تعنفه , لم تطالبه باعتراف بالذنب بينما تتغزل بمحاسنه التي جعلته يشعر بالدونية أمام كلماتها الصادقة .. لقد اَثرته وأبناؤه علي نفسها بل وفضلت الرحيل والعودة لكنف من يعرف أنه لن يرحمها فقط من أجل سعادته وأبناؤه .. لا يدري لما في تلك اللحظة تحديداً تذكر زوجته السابقة , أنانيتها وحبها لذاتها دون الجميع حتي أبناءها , لهاثها خلف المال وأحدث صيحات الموضة لا مبالية بحاجته و ابناؤه لها , عنادها المستفز و حرصها علي إشعاره بالامتنان لموافقتها علي الزواج به دون غيره .. شعر وقتها فقط بالنفور من نفسه , من عشقه المريض لها .. بينما يستشعر اقتراب خسارة جديدة لا عوض عنها من اجلها .. لم يشعر بنفسه الا وهو يندفع نحوها , يسكنها صدره علها تشعر بما يجيش بداخله ولا يعرف سبيلاً للإفصاح عنه .. شعر باستكانتها لوهلة قبل أن تدفعه عنها بعنف وهي تصرخ به أن يسترجع زوجته التي يحب ويحظي بحياة طبيعية معها وأبناؤه .. أي حياة طبيعية مع تلك التي يعلم علم اليقين أنه أبداً لن يستطيع الوثوق بها !!!
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية