الفصل الرابع ( الجزء الثاني )

14.2K 423 26
                                    

ابتسمت بسعادة عندما توقف القطار أخيراً .. لقد أنهكتها ساعات السفر الطويلة وحدها .. تفحص الركاب لها وكأنها كائن فضائي حط  بمركبته علي سطح الكرة الأرضية .. في حين ترمقها النساء وكأنها ساحرة تنوي لعنتهن بدم بارد .. زفرت بضيق عندما دفعتها احدي النساء والتي كانت تجلس وزوجها متدلي الفك في المقعد المواجه لها .. لتبتسم لها المرأة ابتسامة صفراء وهي تقول من بين أسنانها ,,,

- "  حوشي الي وجع منك  " 

تجاهلتها تماماً وهي تنحني لتقبض علي ذراع حقيبتها التي سقطت منها أرضاً .. بينما تدافع رجلان ليحملانها عنها .. أشاحت بوجهها بغرور وهي ترفع حقيبتها خلف احدي كتفيها وتتحرك لتغادر المحطة ,,,,

وقف ينظر في ساعته بتململ بينما يستند بظهره علي سيارته .. يلعن شهامته التي جعلته يصر علي احضار قريبة زوجته .. لقد وصل القطار فلما تأخرت تلك الزائرة الاَن .. لقد اخبرتها زوجته امامه بشكل سيارته ولونها .. بل وما سيرتديه أيضاً .. ألم تتعرف عليه أم ماذا ! فتح باب سيارته منتوياً الاحتماء بداخلها من اَشعة الشمس الحارقة وعندها .. أتاه صوتاً انثوياً كتغريدة الكروان من خلفه ,,,,

- " أنت الأستاذ حمزة صح ؟ "

زفر بارتياح وهو يلتفت مرحباً بها وعندها .. ماتت الكلمات علي شفتاه .. بينما يطالع تلك التي تغري القديس الماثلة امامه .. أغمض عينيه ليفتحهما بعد لحظة علي اتساعهما متسائلاً ببلاهه وهو يشير لنفسه ,,,,

- " ب بتكلميني أني ؟ "

ابتسمت صفاء لتلبكه الواضح وهي تشير للسيارة ,,,

- " ليلي وصفتلي العربية دي وقالت ان حمزة جوزها هيجي ياخدني مش انت حمزة ؟ " 

- " مين ؟ " 

كتمت ضحكتها قبل ان تتناول هاتفها وهي تقول ,,,,

- " شكله مش أنت أنا هتصل بليلي أشوف جوزها اتأخر فين " 

شعر باسم ليلي كصفعة علي وجهه ليتحمحم مجلياً حنجرته وهو يقول ,,,

- " أيوة اَني جوز ليلي " 

مدت يدها مصافحة وهي تقول ,,,,

- " أنا صفاء بنت خالها "

نظر ليدها الممدوده والتي شعر بأنها قد تنكسر بمجرد امساكه لها .. ليتردد قليلاً قبل أن يمد يده بدوره معرفاً ,,,

سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن