كما لم تلق الأمومة ببعض الإناث هناك علي النقيض تماماً أخريات خلقن للأمومة , خلقن علي فطرتهن , لم تعيقهن طموحات او تطلعات لا تشمل صغارهن , خلقن علي التفاني وانكار الذات في سبيل انشاء أسرة سوية تمضي قدماً في طريق النجاح , أمومة تواجه مصاعب الحياة بقلب لا يعرف سوي الصبر والسعي , أناث لا تنشدن سوي احتواء فلذات أكبادهن وان لم يحملهم الرحم ذاته ,,,,
حياتها لازالت متباينة ما بين , راحة وأرق , متقلبة علي الدوام كأمواج البحر , لكنها كانت تواجه تقلبات حياتها تلك بقلب لم يتعلم سوى الصبر , لم تعتد الحياة المترفة كمثيلاتها , لم تعرف اليها سبيلاً رغم رغبتها كغيرها بها , ولكنها راضية الاَن فبرغم كل شىء لديها رجلاً يستحق !!
طرقات عنيفة علي باب منزلها جعلتها تترك ما بيدها وهي تطالع ساعة معصمها بقلق , لازال الوقت مبكراً علي عودة الاولاد من المدرسة وزجها كذلك .. أسرعت نحو الباب تفتحه لترتد للخلف برد فعل تلقائى علي الدفعة التي تلقاها الباب الذي لازالت تمسك مقبصه .. نظرت بصدمة لمرام التي اندفعت نحو غرفتها وهي في حالة يرثي لها .. هل قلب الأم هو الذي يدق الاَن ناقوس الخطر بين جنبات صدرها , ام انه حدسها الأنثوي الذي يخبرها بلا ذرة شك بان الأمر أبداً ليس بالهين .. أغلقت باب الشقة لتندفع نحو باب غرفة الفتاة وتفتحه بدون لحظة تردد .. وقفت تطالع المراهقة الصغيرة التي ارتمت علي الفراش تدفن رأسها في وسادتها بينما صوت نشيجها يصم الاَذان .. بأقدام كالهلام وقلب راجف تحركت علي مهل حتي جلست علي الفراش بجانب أبنة زوجها تطالعها بصمت وتردد حسمته علي الفور ويدها ترتفع نحو كتف الفتاة التي أجفلت من فعلتها تلك .. رفعت رأسها عن وسادتها بينما عيناها الباكيتان تطالعانها بندم لم تغفله غريزتها الأمومية .. ابتلعت هند ريقها بخوف من القادم وهي تتساءل بحذر ,,,,,
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية