غريبة هي الدنيا ! تمنحنا السعادة بيد وبالاخري تسعي لسلبها منا .. تمنحنا سلاحاً خفياً نحارب به سوياً تعنت الواقع .. ثم تدهشنا وقد استحال سلاحنا لأفعي تسعي لإلتهام أحلامنا , استحال الحب حرباً في دنيا لا تخضع لقوانين مشاعرنا .. فقانون الحب يسري فقط علي العاشقين بينما النفوس الحاقدة تسعي جاهدة لزرع راء الفرقة عنوة بين الحاء والباء .. وما جنت الحرب يوماً الا علي من أشعلها !!!
بعقل ودع راحته كان معاذ يتابع أعمال المزرعة التي تركها ابن عمه في عهدته .. يستعيد تلك اللحظات الفارقة التي لن ينساها ما حيا .. بينما يحتضن جسدها المستكين بين ذراعاه وقد خفتت نبضات خافقه , خفتت تلك النبضات التي كانت تتغني بإسمه منذ أيام خلت .. يركض لاهثاً في طرقات المشفي بعد أن وصلها في وقت قياسي كانت فيها القيادة المتهورة التي طالما نبذها سيدة الموقف .. يزأر كأسد جريح في كل من يمر به .. دقائق لا يعلم كيف مرت عليه وقد تركها بشق الأنفس في عهدة الطبيب الذي اصطحبها ومساعدته الي احدي الغرف .. نظرات الطبيب الذي خرج من الغرفة بعد فترة يحسبها بالسنون له تذبحه بينما يسأله عن صلته بالمريضة .. لم يتوقع تلك النظرة المحتقرة التي رمقه بها الطبيب وقد علم بانه زوج تلك الصغيرة .. تلاها سيل من الاتهامات عن كونه يرهقها في الاعمال المنزلية علي ما يبدو في وقت دورتها الشهرية .. بينما رحمها الضعيف والمريض كذلك لم يتحمل .. أخبره بانها كادت تودع امومتها للأبد لو تأخر في احضارها ولكن رحمة السماء بها كانت لها الكلمة العليا .. عندما أخبره بانها تحتاج لنقل دم علي وجه السرعة لم يقبل بأن يسري في جسدها دم هو لغيره .. وعندما سأله الطبيب وقتها عن زمرة دمه فوجىء بحملهما لنفس زمرة الدم .. عندها شعر بانتمائها له بكل ما فيها حتي عروقها الاَن صارت تحمل دماؤه هو وكم انعشت صدره تلك الفكرة .. عودتهما للمنزل بعد ان إطمأن علي استقرار حالتها , تحذيراته لامه وزوجته الاخري بعدم السماح لها بالقيام بالاعمال المنزلية فرغم نفيهما ارهاقها في العمل أصر علي التاكيد علي كليهما !!!
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية