ما بين البصر والبصيرة فرق هائل .. فليس كل مبصر ببصير .. البعض تغشي عينيه القشور اللامعة .. ببريقها الأخاذ حتي ما عاد يبصر ما تخفيه أسفلها من تشوهات .. فماذا عن بصر من عاش طويلاً أسيراً لوهم الحب الاول !!!
يعلم ان ما يفعله لا يليق به .. يشعر به في قرارة نفسه .. يؤرقه ويسلبه راحته واستقراره .. ولكنه يسير كالمغيب في درب لا يعلم نهايته .. كالمسحور يساق نحو الهاوية بلا قدرة علي المقاومة , بينما الشعور بالذنب نحوها يقض مضجعه .. تلك التي صارت لأبناؤه نعم الأم والسكن .. تلك التي أنارت دربه الموحش بهالتها المتفردة .. بينما يخونها هو ولو بخياله مع اخري لا تحل له ولا يحل لها .. رغم رفضه المستمر لمقابلتها الا انه لم يستطيع كبح جماح عقله الذي سبته تلك اللعينة .. رسائلها التي تمطره بها بين الفينة والاخري .. محاولاتها المستميته لأغواؤه وتذكيره باكثر اوقاتهما السابقة حميمية .. اغمض عينيه معتصراً لهما بينما يقبض بانامله علي القلم بيده حتي كاد يكسره .. يشعر بانه ينسلخ عن جلده , يخلع عباءة الطهر ويتلبس رداء الرذيلة .. كمن أصابه ماساً كهربياً فتح عيناه بسرعة عندما تراءت له .. تماماً كما كان يراها وهي في عصمته , ملكه وحلالاً له .. استغفر الله في سره وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه رأسه برفض قاطع وعاد لينكب علي الاوراق امامه .. طرقات منتظمة علي باب مكتبه جعلته يرفع رأسه ليواجه سكرتيرته التي دلفت للمكتب للتو وعلي وجهها علامات التوتر واضحة .. رمقها بتساؤل فابتلعت ريقها وهي لازالت تمسك بباب المكتب الذي لم تغلقه خلفها وتدلف للمكتب كما العادة قائلة ,,,,
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Lãng mạnالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية