الخوف هو العدو الأقرب للانسان , لم يخلق بعد انساناً لم يجرب ذلك الشعور الكريه للنفس , تتعدد أنواعه وأشكاله ولكن الأقرب للنساء خاصة هو الخوف من المجهول , من القادم وقد أنهكتهن التجارب السابقة ، فعندما يعتاد المرء الخذلان يخشي رغماً عنه الشعور بالأمان ، الشعور بخسارة ما لم يعتده يوماً وقد استعذبه أخيراً ، تلك كانت حالة هند بعد التقلبات التي لمستها في معاملة أبناء زوجها من جديد وبالطبع بعد زيارتهم الاسبوعية لوالدتهم و التي حرص زوجها عليها ، الأمان المادي استعداداً لمحاولة استقلال جديدة لو حدث وخسرت تلك المرة قلبها !! وقد تمثل الأمان بالنسبة لها في العمل !!
لاتعلم كيف تخبره برغبتها في العمل .. تعلم بعلته ، بعقدته وقد حرصت زوجته السابقة علي العمل كذلك .. ولكنه كان علي حساب زواجها وأبناءها أما هي !!
وقفت في المطبخ تنهي أعمالها اليومية بينما تعمد علي تجهيز وجبة الغذاء لأسرتها .. تنهدت بارهاق عندما أتاها صوت ابنته الوسطي المتذمرة وهي تهتف بها بحنق ،،،،،
- " فين كتاب الماث بتاعي عندي هوم وورك ومش لاقياه "
- " هتلاقيه في درج المكتب بتاعك "
زفرت بضيق وهي تتخصر هاتفة بنفاذ صبر ،،،،
- " دورت وملقيتهوش "
اعتصرت هند عيناها لا تعلم ما بالهم ،، ماذا تفعل تلك الحية المسماة قسراً بأم لتجعلهم يعودون علي تلك الشاكلة ، رغم عدم تغير مازن معها كما الصغيرة التي تستطيع اجتذابها بسهولة .. الا ان مرام ابنته الوسطي هي الأكثر تأثراً كما يبدو .. تنهدت بخفوت تاركة ما بيدها قبل ان تتحرك بهدوء نحوغرفة الأخيرة .. فتحت درج المكتب وبحثت قليلاً قبل ان تخرج الكتاب بيدها وهي تلوح به في وجه تلك الغاضبة .. تشدقت مرام وهي تجذب الكتاب منها هاتفة بلا مبالاة ،،،،
- " مشوفتهوش "
أومأت لها هند ايجاباً بصمت وهي تتحرك منتوية ترك الغرفة .. استوقفها هتاف المراهقة الصغيرة ،،،
- " عيد ميلاد صاحبتي بكرة ، هتعمله في بيتها ، عاوزة فلوس أجيبلها هدية "
التفتت لها هند قبل ان تضيق بين عينيها وهي تسألها بحذر ،،،،
- " بابا وافق تروحي ؟ "
- " وفيها ايه لما اروح يعني كل البنات رايحين "
- " مفيهاش حاجة لو بابا وافق ووصلك ورجع أخدك من بيت صاحبتك مينفعش تروحي لوحدك "
نظرت لها الفتاة باستهانة قبل ان تقول ،،،،
- " يا سلاااام ده ماما سابتني روحت عيد ميلاد مني صاحبتي الاسبوع الي فات وادتلي الفلوس الي عاوزاها من غير ما تسألني حتي بيتها فين "
اتسعت حدقتا هند وهي ترمقها بصدمة هاتفة ،،،،،
- " نعم !! ازاي يعني "
حركت الفتاة كتفيها بلا مبالاة وهي تقول ،،،،
- " زي الناس .. لو سمحتي هاتيلي فلوس علشان انزل اشتري الهدية "
اشتعلت عينا هند قبل ان تقول بغضب لم تستطيع السيطرة عليه ،،،،
- " عاوزة تروحي عيد ميلاد صاحبتك معنديش مشكلة .. هروح معاكي نجيب الهدية لو باباكي وافق تروحي .. وهو بنفسه هيوصلك وهيرجع ياخدك في المعاد الي هيحددهولك يا كدة يا مفيش اعياد ميلاد "
صرخت بها الفتاة بغضب ،،،،،
- " انتي مش امي علشان تتحكمي فيا كدة .. دي ماما معملتهاش "
حركت هند رأسها بأسف وهي تلتف لتخرج من الغرفة هامسة لنفسها ،،،،،
- " للأسف "
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Romansaالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية