طريق العودة كان كالسير في افعوانية محفوفة بالمخاطر .. تتلفت حولها بنظرات مرتعبة .. تتوقع ظهوره أمامها من العدم .. شهقة مرتعبة ندت عنها بينما تترنح في وقفتها مجفلة .. عندما توقفت الحافلة فجأة .. ابتلعت ريقها بتوتر وهي تطالع المكان الذي اعتادت النزول فيه .. زفرت بخفوت وهي تعتدل في وقفتها ثم تحركت لتغادر الحافلة ,,,,
اعتصرت عيناها وهي تزم شفتيها بينما تضع المفتاح في باب الشقة .. سحبت شهيقاً طويلاً قبل أن تزفره علي مهل وهي تدير المفتاح لينفتح الباب أمامها .. خطوة , فالثانية ووجيب خافقها يعلو بينما تنقل بصرها في أرجاء شقتها الفارغة !!! .. زفرت بارتياح عندما تأكدت من خلوها منه ثم ألقت بحقيبتها علي الأريكة امامها .. قبل أن تصحبها بجسدها المنهك .. عادت برأسها للخلف تطالع سقف الشقة بشرود حزين .. لقد خرجت اليوم حقاً عن طورها .. لم تستطيع تحمل نظراته المشفقة نحوها رغم استحقاقها لها ! .. لم تتحمل خزيها امامه وهو يشهد للمرة الثانية علي أسوأ لحظات حياتها .. ما باله يظهر لها في أشد لحظات حياتها عوزاً واحتياجاً .. كبريائها هو اَخر ما تبقي لها لتحافظ عليه ولو انتهك الاف المرات داخل جدران منزل ابويها .. طالما سمعت جملة ( رب أخ لك لم تلده امك ) لم تبالي لها وقد شهدت بنفسها قسوة من ولدته أمها فما بالها بالغريب .. فهل تصدق حقاً تلك المقولة أم سيكون !!! .. حركت رأسها برفض عنيف فالواقع ليس بوردية القصص والحكايا , الواقع بغيضاً كبغض ساكنيه .. أبطال الرعب النفسي و منتهجي كسر الخواطر .. أما أبطال الروايات فسلاماً وألف رجاء .. أغشت عيناها سحابة الدموع التي حاولت كبحها لساعات كما اعتادت .. لتتركها تنساب علي وجنتيها تلك المرة دون ممانعة .. دموعها هي الشيء الوحيد الذي يخبرها يومياً وكأنه يعكف علي تذكيرها .. بأنها انسانة لا دمية ماريونت وقعت وللأسف بين أنامل قاسية وما عليها سوي الطاعة ,,,,,,
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية