سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )

الفصل الثاني والعشرون

من الغباء أن تأمن لمن باعك دون لحظة تانيب للضمير .. متخذاً انعدام التوافق بينكما كعذر واه لتصرفاته المتطرفة .. الضمائر لا سوق لها بينما المبادىء أبداً لا تتجزأ  

معتقدات بنيناها عبر السنون لتتهاوي تحت أقدامنا .. صريعة , كأحجار نادرة سقطت في يد من لا يعترف بقيمتها !!

بجسد متصلب و مشاعر كبركان ينتظر لحظة انفجاره بفروغ صبر .. وقف كامل أمام نافذة مكتبه يعيد قراءة تلك الرسالة التي وصلته منذ قليل .. يحاول استيعاب ما يقرأ رغم عدم وجود تفسيرات عديدة له .. يحاول انكار ما تراه عيناه امامه صريحاً واضحاً وبلا مواربة  .. هل من الممكن ان يكون الموت اكثر رحمة من بضح كلمات تتراقص امام أعيننا , كلمات خطت بحبر رخيص تماماً كفحواها .. وكم كان أثرها بالغاً علي من فقد ايمانه بما قضي عمره مؤمناً به .. هل تلك هي ام أبناؤه التي ظن بسذاجة أن مشاعرها الامومية لا جدال بها , أن فطرتها التي فطرها الله عليها لن يغيرها قرب رجل او سواه .. ولكنه كان مخظئاً !!