الأب ، السند ، الأمان ، الفارس الأول في حياة كل فتاة .. ولكن إحذري !! .. فعندما تسقطين عن صهوة أحلامك .. وتستجدين الأمان من ذاك الفارس .. لا تبتئسي ، وابتسمي .. لصفعة مدوية علي جبين أحلامك .. صفعة تسلبك أمنك وأمانك .. عندما يستحيل فارسك المغوار الي جلاد يسلب روحك بدم بارد .. فليس كل فارسٍ بنبيل وليس كل جلادٍ بغريب .. فلتخفضي سقف أحلامك قبل أن تصبحين مجرد سبية تلتجئ طواعية لسابيها ،،،بحجرة مظلمة , موحشة تماماً كوحشة أفكارها .. خاوية علي ساكنيها الا من صوت انفاسها المتقطعة وشهقات البكاء .. تجلس علي فراشها محتضنة لركبتيها الي صدرها .. وعيناها تذرفان دموع القهر .. هل هناك من يبكي فراق شخصاً يكره ! .. بالطبع لا , هي لا تبكيه .. ولكنها تبكي سنوات عمرها الضائعة .. تبكي حالاً آلت اليه رغماً عنها .. كانت تعلم ان مثله لا وعود له .. ابتعدت وابتعدت وطالبت بالانفصال .. ولكنه كان متشبثاً بها كعلقة .. متعللاً بمشاعر كاذبة .. أتاحت له تدمير ما تبقي بداخلها منها .. وما أقساه من شعور عندما يتخلي عنك من ظننتهم يوماً سندك وأمانك الوحيد .. ليتركوك وحيداً في مواجهه المجهول .. وكم كانت حياتها معه مجهولة المعالم .. مطموسة الهوية .. زوجة قسراً لرجل طالما وأد كل أحلام انثوية بداخلها .. البيت الهادىء , والزوج الوفي , المتفهم المحب , ابتسمت بسخرية .. فحدائق الورود التي زرعتها أحلامها الطفولية بداخلها .. أحرقتها بشاعة الواقع .. فمن زوج محب لآخر تفنن في قتل أنوثتها .. من وفي لخائن , من أَسِرّة دافئة .. لأخري تراكمت عليها الثلوج لتحيل أيامها صقيعاً وبرودة .. مسحت عيناها بعصبية وهي تلتفت نحو باب الغرفة الذي فتح للتو .. لتطالع وجه امها المشفق هامسة ,,,,
- " باباكي عاوزك برة "
وبدون انتظار الرد تركتها وحيدة وانصرفت .. التفتت لتحكم الغطاء علي وحيدها .. ثم مالت لتطبع قبلة حانية علي وجنته قبل ان تتحرك لتلحق بالأخيرة ,,,,,
كالمحكوم الذي يساق الي مصيره المجهول وقفت تنظر لتعبيرات وجه والدها الغاضبة .. هل سيعيدها اليه من جديد ؟ .. لم يمهلها الكثير وهتف بحدة ,,
- " ارتحتي دلوقتي لما بقيتي مطلقة ورجعالي بعيل "
ابتلعت ريقها وهي تحمد الله سراً أنه لن يعيدها .. فالمدعو طليقها عندما وجد أخيراً بديلاً يرضيه .. رماها كخرقة بالية لا حاجة له بها .. ظل والدها يطالع صمتها بغضب قبل أن يقف قبالتها ويهوي بصفعة مدوية علي وجهها شقت سكون الاجواء .. تأوهت بخفوت وهي تضع يدها علي وجنتها وترمق والدتها بعتاب صامت تجاهلته الاخيرة وهي تترك الغرفة لتنذوي بداخل حجرتها .. هاربة من عتاب امومتها المقهورة .. فالزوجة خلقت لتطيع زوجها لا لتجادله .. هكذا تعلمت وهكذا اعتادت .. وما عليها الآن سوي السمع والطاعة ,,,,
أنت تقرأ
سبايا بلا أغلال ( الجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الثالث من سلسلة ألحان حوائية