في أحد الأماكن الراقيه حيث كان يقبع قصر الشهاوي.. وفي الحديقة كانت الجميلة ذات الخصلات البنية التي تلامس كتفيها في خجل والملامح المنمنمة ..العيون الرمادية التي تأبي أن تكشف عن لونها حتي تقترب منها تلعب مع قطتها وأصوات ضحكاتها ينتشر في الأرجاء ...
وفي زاوية بعيدة كان يجلس هو يراقبها بتخفي ، أمامه أوراق الشركة يعمل على الصفقة الجديدة لكن من يستطيع أن يركز في حضرة الأميرة المشاغبة
" لينار"
لقد فقدت الكثير من وزنها بعد وفاة والديها ، الفاجعة التي ألمت بالقصر، والتي أخذت منها الكثير من الوقت لتقاوم وتكمل حياتها ، لقد مر علي تلك الحادثة المشئومة خمس سنوات تكفل حينها والده برعايتهما هي وفريدة أختها وتوفير كل وسائل الراحة لهما ، وكيف لا يفعل وهما الذكري الغالية من أخيه ...' فريدة ' الهادئة التي لا تشعر بوجودها ، والنقيض منها ' لينار ' والجميع يدعونها ' لينا '...هي تماماً مثل إسمها شعلة من النار .. المشاغبة التي استغلت حب عمها وبقيت تتدلل حتي أنها تجتاز كليتها بصعوبة شديدة ، ومراقبة منه هو شخصياً ، إبتسم حينما تذكر كيف أنه في كل سنة يحضر جدول المحاضرات وجدول الإمتحانات ويضعه في حجرته ليكشفها إذا ما كذبت وأرادت تفويت محاضرتها .. الأمر الذي يغضبها بشدة ...
حسناً إنه لن ينتهي إذا ما بقيت هكذا أمامه :
" ليناا .."
نادي عليها بصوته الجوهري ، أستدارت إليه بمفاجأه فأمرها بقوة:
" لا أستطيع التركيز، إلي الداخل أليس لديك مذاكرة؟! وأخفي تلك القطة البغيضة "
قفزت حتي وصلت إليه :
" أنت كيف تتجرأ بنعت قطتي بالبغيضة اذا كان هناك احد بغيض فهو أنت.. كما أنك لم تحتكر الحديقة لك "
هي بدأت الآن إذاً لن تنتهي ...
" حسناً يا صاحبة القطة العظيمة أمامي صفقة لا أستطيع أن أنهيها من الإزعاج الذي تسببيه أنتِ وقطتك "....
قالت له بسماجة وهي تمسد فراء القطة :
" ولما لا تدخل إلي مكتبك أنت !!!!.. "
لم أوراقه وهو يقول بهدوء وكأنه لا يبالي :
" كنت أفكر أن لا أخبر أبي أنك تغيبتي عن محاضراتك لثلاث أيام "
شهقت بمفاجأه ، فنظر لها يبتسم بنفس سماجتها وهو يكمل :
"..لكن سأخبره.. "
أسرعت تمسك يديه تقول بمرح مصطنع ..
" لا أعرف لما بت لا تقبل المزاح جواد ..انا من الأساس كنت سأدخل لأستذكر دروسي. ."
رفع إحدي حاجبيه وهو يقول :
"-امم تذاكري دروسك !!! "..
نكش شعرها وهو يقول ..
"-فتاة مطيعة "..
رمشت بعينيها ببراءة مصطنعه .. واخذت قطتها وهي تبلطم بالكلام .. تباً له لا شيء يخفي عنه ..
-" سمعتك علي فكرة " ..
.أسرعت إلي الداخل بقطتها
فضحك بمرح يتابعها ..:
" ممتعة "
............في الشق الآخر من المدينة في أحد الأحياء الشعبية..
فتاة بخصلات سوداء تراها لأول مرة تعتقد أنها طفلة في عمر السادسة عشر أو السابعة عشر وليست أبداً فتاة في أخر سنة لها في الجامعة ...
بملابس بيتيه مهترئه تقبع في المطبخ منذ الصباح .. قدميها تؤلمها بشدة .. تكاد تبكي من الخدر المؤلم الذي يسري في جسدها من التعب فهي منذ الصباح علي هذا الحال لم ترتاح من تلك الأعمال التي تختلقها لها زوجة أخيها ..
لديها جامعة غداً ولم تنهي واجباتها والأخري تترصد لها منذ الصباح ، دعت الله ألا تفتعل مشكلة غداً تمنعها من الذهاب للجامعة إنها الشئ الوحيد الذي يصبرها علي تلك الحياة ، إبتسمت بجذل عندما تذكرت صديقتها الحبيبة وبالتأكيد صديقتها ستصدق إن تغيبت وستأخذها حجة هي الأخري ولن تذهب ، إنتفضت علي صوت زوجة أخيها تلك الحية كما تدعوها صديقتها لا تهدأ أبداً ....
" ألم تنتهي بعد يا فتاة ؟!! أنهي ما بيدك سريعاً لنذهب للسوق "
كادت أن تبكي عندما تذكرت آخر مرة رافقتها لهذا السوق المقزز .. جعلتها تحمل كل الأكياس بعد أن
أبتاعت أقزز الأشياء الرخيصة التي بالسوق بأكمله ...
ردت عليها بخنوع بات يلازمها تجنباً للمشاكل:
" آتيه الآن .. لقد إنتهيت من غسيل الأطباق .. "
أغمضت عينيها بتعب ..:
" الصبر يا إلهي الصبر "
........
أنت تقرأ
أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاردية (fardiat sadek) ((جواد .. لينار )) حكاية سطرتها يداي .. أميرتها المدللة فوق عرش الدلال .. تبتسم فيسقط هو صريع حبها .. يعشقها ويذوب بها .. وسر خلف سر يخفيه .. وسطرت حكايتهما حينما همس لها " أخبرك سرا ً جميلتي"...