الفصل الرابع عشر

20K 470 3
                                    

في منزل يوسف القرضاوي. . 

" سأخذه أمي أمشي به للخارج قليلاً لعله يهدأ . ."
هزته والدته وهي تحاول أن تسكته بالألعاب ..
" الجو بارد بالخارج عليه .. "
قال يوسف بإنعدام حيلة ..:
" إذاً ماذا نفعل .. هل أذهب به للطبيب .."
وقفت والدته وهي تذهب وتجيء به لعله يصمت عن البكاء قليلاً. .:
" ليس مريضاً. . إنه لم يتناول الطعام منذ الأمس .. كما أنه لم يكف عن البكاء يريد فريدة.."
مد يوسف يده بالطعام لفم الصغير وهو يقول بجمود عندما ذكرت إسمها . .:
" دعيني أجرب معه مرة أخري .."
حاول أن يجعله يأكل شيء لكنه صرخ وهو يرفض تناول الطعام .. همس له يوسف بخفوت وهو يضع شفتيه علي جبينه ..:
" ماذااا بك أيااان .. ؟!! .. تناول الطعام لأجلي .. هي لن تأتي .. لن تأتي .."

أحتضنت والدته الصغير وهو تقول ..:
" ااه يا صغيري كيف ستنساها ...؟!! .. لقد اعتدنا عليها كثيراً.. "
نهض وهو يقول بقوة ..:
" سأفعل المستحيل حتي آتي بها هنا ثانية .. لقد طلبتها للزواج .."
شهقت والدته وهي تنظر له بذهول لقد تعمدت استفزازه حقاً لكن ردة فعله فاقت ما توقعت ..:
" ماذااا فعلت ..؟!! "
أكمل بتهكم ..:
" ورُفضت .."
تناول سترته ومفاتيحه وهو يخرج من القصر .. فتح باب سيارته ومال عليها وهو يمسح شعره بقوة..
"لن ينساها .. لن ينساها أمي .. لن يستطيع حتي لو أراد وحارب بقوة .. إنها إن تسللت إلي قلب أحدهم لن يستطيع إخراجها .. "
....................................

وقف بسيارته خارج القصر خرج من سيارته وأغلق الباب بقوة وهو يشد في شعره بقهر تنفس عدة مرات بقوة لعله يهدأ قليلاً ولا يفعل ما يندم عليه لاحقاً ..
أخرج هاتفه ورن عليها مره والثانيه ودقات الجرس الرتيبه دون أن ترد نظر في ساعته الساعه الثانية عشر بالتأكيد نامت ..
رن عليها مرة أخري وأخيراً سمع صوتها الناعس دغدغ دقات قلبه الهادره .. :
" يوسف ؟؟؟؟؟!!!!!!"
صمت قليلاً يستنشق حروف إسمه الناعمه بصوتها النائم ..
" أجل فريده إنه أنا .."
اعتدلت علي سريرها وهي تحاول أن تركز قليلاً وتطرد بقايا النوم العالقة بعينيها ..
" ماذا حدث ؟؟؟ هل الجميع بخير ؟؟؟!!"
ابتلع ريقه وهو يتنهد من صوتها الذي أتاه قلقاً ومضطرباً لقد أودعت كل مشاعرها السلبية نحوه .. إنها فريدة بعاطفتها الجياشه وحنانها المعهود كما عاهده إذاً لماذا تصر ذاكرته علي تشويه صورتها بتقلبات الماضي تراه سينسي يوماً ؟؟؟ أم تراها ستبرِّئ نفسها وتخبره الحقيقة يوماً ما ؟؟
" أجل فريده الجميع بخير ..لكن أريدك الآن أنا أمام القصر .. "
هزت رأسها تستعيد تركيزها وهي تهتف به :" ماذا ؟؟!! هل جننت ؟؟ ماذا تفعل أمام القصر ؟؟ أم تراك أتيت لتكمل الفضيحة التي صنعتها بالأمس .."
مسك أعصابه التي توشك علي الانفلات والصعود إليها وحملها عنوة ..
" وهل تحسبين أنني سوف أراك تزفين لآخر وأقف أهنئك سعيداً "
صرخت به بقوة. . :" أنت فعلتها .. "
صمت أحاط المكان ليصله صوتها المهزوز .. :" فعلتها بكل قسوة دون أن تبالي لأي شيء "
استند بجذعه علي سيارته وهو يتذكر ذلك الرجل الذي تقدم لها كما تمنى تحطيم فكه ليمحي إبتسامته البارده السمجه .. زعق من بين أسنانه ..
" و سأفعلها مئات المرات .. أقسم علي جثتي أن تكوني لأحد آخر غيري.. "
أغمضت عينيها بقوة .. تشعر بنيران تشتعل بقلبها . إنه متسلط خائن أناني ..
" إذا انتهيت أنا سأغلق الآن .."
سارع بالقول يوقفها ..
"فريده .. انتظري .. "
أكمل بتنهيده عاشقه تودع حاجته لها وصوت يحمل رجاء ..
" أنا بحاجتك الآن فوق ما تتخيلين "
إتسعت عينيها ما له بحق الله وهي تهتف به ..
" لقد جننت أقسم أنك قد أصابك الجنون هل تعلم كم الوقت الآن ؟؟!!"
رد عليها :
" أجل أعلم أرجوك فريده ايان بحاجتك .. إنه بإنتظارك "
شعرت بنغزة الامومه تهاجمها وتعلن عصيانها .. هتفت بقلق
" ماذا به أيان ؟؟؟ "
أخبرها وهو يقتل أي شعور بالنذالة لاستغلال حبها لأيان ليراها ..
" لم يصمت عن البكاء منذ الأمس كما أنه لم يتناول الطعام ولم يكف عن طلبك .. "
صمتت قليلاً تفكر ..
" حسناً سأذهب إليه لكن بشرط .. "
أجابها بسرعه .!
" لكِ ما تطلبين .."
" لا أريد رؤيتك .. ولا حتى ألمح طيفك "
أصدر صوتاً غاضباً وهو يهتف :
"وهل أتركك تذهبين في هذا الوقت بمفردك ؟!!! "
أجابته بحنق ..:" سأذهب بسائق عمي .. والآن إلى اللقاء حتى أستعد "
ضرب بقبضته علي السيارة .!
" تباً لذلك "

أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن