الفصل الخامس عشر

20.6K 463 5
                                    

وكأنني أضمّ الحلم بين يدي

و أخاف أَن يهرب مني
صغيرةً كانت و كبرت في غفلة مني لتصبح عروسي"
ملائكي

........................

وقفت تنظر لنفسها في المرآه. . فستناها الجميل الذي أشتراه لها كرم وكأنه صنع لها .. شعرها الأسود كليلة حالكة السواد يتدلل لمنتصف ظهرها .. وضعت القليل من أحمر الشفاه وزينت عينيها العسلتين بكحل أسود فبدت كمهرة عربية تجذب أي عين تقع عليها .. أستدارت قليلاً تنظر إلي الفستان من الخلف والأمام .. إنها تبدو جميلة تلك أول مرة تشعر أنها جميلة ..
أتي كرم من خلفها بأنفاس محبوسة يهمس..:
"مرحباً سنيوريتا .. يا الله !!! كم تبدين جميلة فوق ما يحتمل المرء .. "
إبتسمت بخجل وهي تستدير له قالت له برقة ممزوجة بخجل من نظراته التي تهيم بها وكأنها المرأه الوحيده في العالم..
" شكراً لك .. هل أنتهيت ؟!! "
أقترب منها بنظرات عاشقة تتشبع من جمالها مد يديه إليها..:
" أجل .. هيا بنا عزيزتي .."
وضعت يديها في يديه و غادروا وكل منهما يحمل الكثير والكثير ...!..

تُراوِديني لـ إختطافك،!
فكيف استطيع سرقتك وانتِ مُقيدة نفسكِ بسبع أقفالٍ وحِرز كيف امد يدي لالمسكِ !!
وكلّ مافيكي يفرّ مني لكبح رغبةٌ برغبه
،!
ملائكي
...................

كان يقف يتحدث مع أحد رجال الأعمال في مجاله .. عندما قطع الكلام مبهوتا .. ينظر إليها كأميرة بفستانها أسود اللون أنيق بفخامتها يليق بها كثيراً. . شعرها تأتي به علي جانب واحد .. وجهها متلالأ .. تسطع كنجمة كبيرة..
دخلت إلي البهو حيث تمكث خالتها .. أسرعت خطواتها لتتلقي أيان الذي ما إن رآها حتي ترك مجلسه وهو ينادي عليها بفرح .. تلقفته وهي تحتضنه بقوة تقبل كل إنش بوجههه ..
" ااااه أيان صغيري لقد أشتقت إليك كثيراً. ."
حضنها الصغير هو الآخر وهو يحرك يديه يهمهم بكلمات تقاطعه وكأنه يحكي لها عن ما حدث .. ضحكت وهي تقول بلطف ..
" كل هذا حدث .. يبدو أن جلستنا ستطيل .. لقد أحضرت لك الكثير من الأشياء والألعاب سنمرح كثيراً يا صغيري .."
" من الواضح أن هناك لقاءاً عاطفياً. ."
قاطعها من الخلف صوته القوي ومتهكم كعادته ..
إستدارت له ببرود .. وهي تحتضن أيان بقوة ..
" مرحباً بالملكة فريدة .."
أخذت أيان ولم تعير لكلامه أي إهتمام إستأذنت خالتها ..:
" خالتي سأخذ أيان إلي الأعلي قليلاً .."
هزت خالتها رأسها موافقة..:
" حسناً حبيبتي .. "
قاطع طريقها وهو يقول ..:
" وأبوه أليس من الواجب إستئذانه .."
نظرت إليه بقلة صبر ..:
" أفسح الطريق يوسف .. الجميع ينظر إلينا .."
هتف بصوت قاطع ..:
" أريد التحدث إليك .. "
قالت ببرود وهي تهم المغادرة ..:
" ليس الآن .."
قاطع طريقها بقوة ..:
" بل الآن فريدة .."
أغمضت عينيها في نفاذ صبر .. :
" دقيقتان فقط .. أمامك دقيقتين وبعدها سأغادر .."
هز رأسه وهو يمشي أمامها
وهي تكاد تنفجر من غرورة ..
دخل بها إلي الحديقة الخلفية .. قالت بغضب :
" ماذا تريد ؟!! "
" أريد أن أعلم لم وافقتي علي عرضي للزواج .."
قالت ببرود وهي تمسح علي شعر أيان برقة ..:
" شيء لا يخصك .."
رفع حاجبيه وهو يستند علي الطاولة التي تُجلس عليها أيان وتضع كل تركيزها مع طفله .. :
" إذا لا يخصني ..إذن من يخص ..؟!! "
نظرت إليه بطرف عينيها ..:
" يمكنني أنا الأخري سؤالك لماذا تقدمت للزواج ..؟!!! "
رفع رأسه بغرور ..:
" لأنني أريد ذلك .. سبق وأخبرتك بداية مطافكِ عندي ونهايته ايضاً .. "
إبتسمت بتهكم وهي تنظر لأيان بإبتسامة حنونة ..:
" إذا كنت تريد الإجابة بشدة .. إذن فأي شيء سوف يجعلني بجانب أيان سأوافق عليه .."
أمسك ذراعها وهو يديرها لتواجهه وجهاً لوجه ..:
" لا تقولي أنك ستفعلي ذلك لأجل أيان ستتنازلين لأجل أن تكوني بجانب إبن شذي .. وتعتقدين أنني سأصدق هذا ..!! "
قالت له بقوة ..:
" هذا ما تراه أنت .. لكنني أراه فقط أيان .. لا إبن شذي ولا إبنك .. فقط أيان صغيري الذي بحاجة كبيره لي والذي أكاد أري الرجاء بعينيه ان لا اتخلي عنه وانا لن افعل أبداً ..."
رمشت عينيه قليلاً وقلبه يدق بقوة .. فريدة كم كانت ماضياً كما كان يحبها وهذا الحنان الذي يشع من كل ذرة بها كانت تغرقه به ليلاً نهاراً كانت هي من ستكون أما لأولاده تذقيهم من حنانها الفائض .. لولا .. لولا .. لولا خيانتها .. إشتدت قبضتيه وقست نظراته وهو يتذكر ذلك المشهد الذي لا يفارق ذاكرته أبداً حبيبته .. وزوجته التي بعد أيام سيقام عرسهما يجدها في منزل آخر .. وتلك الصور الخليعه التي كان يستقبلها كثيرافي الفترة الأخيرة ..
شعر في تلك اللحظة أنه يريد أن يعذبها بقدر كل آهة آلم تأوه بها وهو يتذكر .. بقدر كل الكوابيس التي كانت تهاجمه فيستيقظ غريقاً يدعو أن يكون ما حدث مجرد كابوس .. لكنه لم يكن كابوس فالعفيفة الملائكية خائنة ..
أخذت أيان وهي تهم بالمغادرة .. أمسك ذراعها يهمس بفحيح ...:
" تعلمين أنك لم تكوني لتوافقي علي شخص آخر .. وتعلمين أنك ستدورين ونهاية مطفاك لدي أنا .. قريباً يا ملكة سنلتقي .."
نظرت إليه بقوة متألمة .. ااه يا يوسف لو فقط تترك عقلك ليرتاح قليلاً وتفكر بقلبك لم تكن للتعذب هكذا ..
أعلم كم هو مؤلم هذا .. لكننا سوياً ضحية .. ولكن ذلك ليس مبرراً أبداً .. فكما قلت الطريق طويل بدايته أنت ونهايته أنت... وعذابي وألمي أنت ..
......................

أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن