كانت جلسة عائلية هادئة العريس إبن صديق أبيه وفريدة تجلس بجانبه ملامح وجهها باهتة نظرها معلق علي الأرضية .. وبجانبها تجلس لينار متحفزة كعادتها لأي حركة تصدر من أختها فهي لا تضمن أي شيء خصوصاً بعدما دخلت عليها فريدة كالعاصفة بالأمس تخبرها بقوة وصوت غير قابل للنقاش. .:
" أخبري عمي أني موافقة علي العريس .."
وصرخت بها بصوت عالي ..:
" ولا أريد أي نقاش الآن لينار .."
حينها نظرت لينار إليها في مسالمة لتتقي شرها ولم تتفوه بحرف فاغرة فمها ..
كان يجلس بجوارها جواد الغير راغب إطلاقاً في هذا الشخص وخصوصاً مع ملامح فريدة التي تبدو وكأنها تقاوم كي لا تهرب...
قطع هذا الصمت المقيت أبيه .. :
" مرحباً بك سعدت بني كيف حال والدك..؟! هل هو بخير الآن؟ "
نظرت لينا إلي جواد متسعة العينين هامسه :
" سعدت!! "
غمز لها جواد يكتم ضحكة كادت أن تنفلت منه علي ملامح وجهها
إنحنت لينا إلي فريدة وهي تهمس :
" سعدت يا فريدة ... يا مرحباً. ."
رد المدعو سعدت :
" الحمدلله عمي بخير ويرسل لك السلام. . "
نهض عمها وهو يشير إلى جواد ولينار أن ينهضا ..:
" إذن لنترك العروسين ليتعرفا على بعضهما .. هيا بنا .."
نظرت لينا إلي فريدة بحنان تشجعها ...وهموا بالخروج ... حينما قاطع هذا الموقف الروتيني الممل عاصفة تهب بصوت عالي علي غير العادة ...وكأنه ترك كل قواعد الأدب والإلتزام واللياقة التي لا يتجاوزهما أبدا علي باب القصر ليظهر هذا الشخص الذي يبدو علي ملامحه المتحفزة انه لا ينوي خيراً أبداً ....
" مرحباً ..جميعاً .."
صوته ..أصوته حقاً ؟!! أم هي من شدة اليأس تتخيل أنها تسمع صوته .. رفعت رأسها لتفتح عينيها على إتساعهما .. إنه هنا حقاً. . وملامحه لا تبشر بخير أبداً. . يبدو كبطل من أبطال الأساطير أتي لينقذ الأميرة .. أفيقي فريدة أنتي لست أميرة وهو ليس فارسك .. هو يحتقرك .. ولم يكن لكي يوماً. .
نظر إليها وهو يضغط على أسنانه إنها إن لم تكن له لن تكون لأحد أخر ... عذراً يا ملكة فريدة. . فأنا قررت ..وإنتهي وقت الكذب والخداع.. هذا الوجه البرئ الذي أعجبت به يوماً ودق قلبي له أول دقاته في مراهقته وفي شبابه .. .. هذا الوجه أنا كفيل لنزعه وسأمحي كل الشوائب به ... وأنا وأنتي وثالثنا إنتقام ...
رفع إحدي حاجبيه وهو يقول ببرود :
" أليس من الواجب أن تدعونني هل تنازلت الملكة وقررت أن تودع العزوبية أخيراً .."
نهض جواد بعنف وهو يقول بغضب :
" أحترم هذا المكان. . وقبله صاحبته وإلا فأنت غير مرحب بك هنا أبداً .. "
انحني يوسف يميل إليها:
" أعتذر سيدتي. .."
أبتلعت ريقها بخفوت وهي تنظر إليه ..
أستدار ينظر بتهكم إلي العريس الذي عقد حاجبيه لا يفهم شيء .. يشعر بشرارت تنبعث من جميع من حوله .. وتحفز من الجالسة بجانبه تنتفس بقوة .. وبجانبها أختها تشدد علي يديها بقوة وغضب ...
في كل ذلك كان أمجد الشهاوي يجلس بهدوء شديد وغريب وكأن هذا ما ينتظره لم يعلق ولو بكلمة واحدة. .
قال جواد له وهو يقترب منه :
" تلك جلسة عائلية أنت غير مرحب بك الآن ..فالأفضل تؤجل تلك الزيارة التي شرفتنا بها ! وقت لاحق. .."
ردعليه يوسف ببرود :
" .. لكن تلك الزيارة لا أستطيع تأجيلها هناك شيء لا ينتظر.."
سأله جواد بعدم ذوق .. جواد لا يطيق يوسف أبداً .. منذ الذي صار بينه وبين فريدة وهما بينهما عداوة لا يجتمعان في مكان إلا وقلبوه خناقة وكم يسعد هذا لينار .. :
" ماذا تريد؟ ..."
نظر يوسف إلي فريدة بقوة يتحداها :
" أريدها . .. "
نهضت لينا بعنف وهي تصرخ به :
" مستحيل علي جثتي .. "
أما فريدة فكانت مبهوته تنظر بعدم تصديق بداخلها صراعات تشعل قلبها بلهيب عشق .. إهدأ قلبي .. إنه لا يحبني . . فقط استمع لتلك الكلمة كل ما يريده إنتقام .. إستمع جيداً حتي لا تسقط جريحاً عندما تسمعها منه...
أمسكها جواد من مرفقها وهو يقول لها :
"إهدأي لينا .. "
قالت بغضب :
" مستحيل. . جواد لا تسمح له بذلك .."
أما العريس سعدت الذي يبدو أنه يريد الفرار لقد وقع في عائلة مجنونة. .. فليسامحك الله أبي هل تعزني لتلك الدرجة. . وقف وهو يقول باستغراب :
" ماذا يحدث هنا .. "
قال له يوسف بشر :
" أنت مرفوض .. أنا ابن خالتها وأولي بها. . الباب من تلك الجهة "
صاحت لينا :
" أنت يا سعدت .. مسعد .. اي كان أسمك لا تغادر ... لتخرج أنت .. أنت من ليس مرحب به ."
استدار إليها جواد يأمرها بغضب :
" لينا أصمتي وإصعدي إلي الأعلي الآن. .."
قالت بغضب :
" لن أصعد إلا إذا خرج هذا البغيض من هنا .. ماذا يظن نفسه !!! ... "
قال لها يوسف ببرود :
" .. هذا ليس من شأنك.."
قالت بغضب :
" ولك عين يا متبجح ... من أين تأتي بهذا البرود .. أنت شخص مستفز .. بارد .. تتركها قبل العرس بأيام ..وتأتي الآن تفسد عليها خطبتها .. أي أناني تكون .. "
قاطعها بغضب :
" إنتبهي لألفاظك. . لسانك الطويل هذا يحتاج قصه"
أمسكه جواد وهو يصرخ بغضب :
" لا تحدثها هكذا ... كيف تجرؤ؟!!"
تدخل عمها حينها :
" أنتما الاثنان كفا عن تلك الأعمال الصبيانية ..."
صاح يوسف بغضب وهو يسلك يدي جواد :
" أنزل يديك .. ألم تسمع هي من أخطأت في البداية.."
قال جواد بغضب وصوت مرتفع :
" هي أخطأت .. وأنت ما فعلته ماذا يسمى..؟!! .. تخطب على خطبة أخر .. تأتي وتفسد الأمور وتخطئ بأهل البيت ... ماذا تعتقد نفسك ...؟!! "
صاح يوسف بغضب أكبر :
" أنا أريدها. . وأنا أحق بها "
حالة من الهرج والمرج سادت الأجواء جواد يمسك بتلابيب يوسف الذي يصرخ به بغضب وعمها يسلك بينهما في غضب .. صوت ضعيف خرج ليسكت الجميع ... شخص منهما خفق قلبه بخيانة ولهفة رغم عنه .. والأخري وقفت مبهوتة بغضب. .. وجواد تركه وهو ينظر إليها بإدراك... :
" أنا موافقة .. "
فقط تلك الكلمة خرجت منها تكاد تكون همسا...وكأن من همس بها قلبها ... خرجت عميقة مؤثرة ...
العيون كلها مسلطه عليها الكلمه الفاصله التي ستخرج الآن تحدد الكثير .. موافقه علي أيهما ؟!!!!!
موافقة علي العريس الآخر لتذوق من الويل أقداحاً يا يوسف ولأثأر لكرامتي وكبريائي ..
أغمضت عينيها ثم فتحتهما ببطء علي نظرة عينيه ..
" يوسف .."
والصدمه الأولى كانت لها هي .. لم تقصدها أقسم لم أستطع قلبها الخائن تجاوب مع نظرة عينيه لم يتحمل الرجاء فيهما رجاء محمل بخوف وضياع ..
تباً لهذا القلب الذي يعشقك .. أكرهك يا يوسف .. كم أكره حبي لك وأكرهك لسلطانك عليّ ..
نظر العريس يشاهد هؤلاء المجانين ويفكر كيف يهرب بأقل خسائر ... أم عمهم فقد رفع جانب فمه بمكر
أنت تقرأ
أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاردية (fardiat sadek) ((جواد .. لينار )) حكاية سطرتها يداي .. أميرتها المدللة فوق عرش الدلال .. تبتسم فيسقط هو صريع حبها .. يعشقها ويذوب بها .. وسر خلف سر يخفيه .. وسطرت حكايتهما حينما همس لها " أخبرك سرا ً جميلتي"...