الفصل الحادي والعشرون

18.3K 438 7
                                    

نظر إليها بمكر بجانبه في السيارة .. أدارت وجهها وهي تتنهد بغضب ..

" كف عن هذا يا كرم الآن .. "
رفع إحدي حاجبيه ..
" ماذا فعلت أنا سنيوريتا .. "
" اووه ليس وكأنك برئ .. أنت حتي لم تحترم حرمة المكان الطاهر .."
ضحك بصوت عالي وهو يغمزها ..
" الأمر كان ممتع جداً ولا يقاوم .. "
كتمت إبتسامتها وهي تدير وجهها .. بينما هو نظر ثانية تلك السيارة تلاحقهما منذ خرجا من الحي .. في الحقيقة ليست سيارة واحدة ..
" كرررررم إنتبه .. "
وكانت هذه صرختها بخوف ..

لحظة واحدة وحدث كل شيء بسرعة البرق ثالث سيارات يسدان الطريق المنعزل والعديد من الرجال الذين خرجوا من السيارة .. كرم وضرب .. إشتباك بينهم .. وهي في حالة صدمة .. لقد أتي .. أتي ما كانت خائفة منه وما كانت تنتظره ..
والغلبة كثرت الشجاعة وكرم مسجي علي الأرض فاقد القوي ..
صرخت بإسمه وهي تجري نحوه ولكن يدين ككماشتين من حديد إنتزعتها من الأرض لتقاوم تصرخ بهسترية تبكي بنحيب ..
وقام بطلها ومنقذها متغلبا علي آلامه .. ولكن نصل سكين حاد لمع في عينيها والصرخة صدرت منها هي .. إنها النهاية ..
.......................................

فتح عينيه من الكابوس الذي حلم به .. كابوس يطبق علي أنفاسه .. شعر فجأة بالبرودة فحرك يديه لعله يدركها حياة .. أين هي ؟؟؟
صرخ بإسمها ' حيــــــاه '
" هل أنت بخير إبني .."
سمع هذا الصوت الخشن قلق .. صوت أبيه ؟؟؟
" حيــــــاه !! "
خرج إسمها بصوت مرتعش متسائل ومرتعب ....
اقترب والده يربت علي كتفيه بخوف ظاهر بعينيه وقد كاد يفقد إبنه الوحيد .. لقد جن حينما تلق هذا الإتصال من المشفي يخبروه أن ابنه فلذة كبده وجدوه علي قارعة طريق ملق بدمائه ...
" زوجتك حياة لا أعلم بني لقد تلقيت اتصالاً من المستشفي لقد وجدتك امرأة تنزف في منتصف الطريق ونقلتك إلي هنا ... "
حاول القيام وهو يدرك بإرتعاب أنه لم يكن كابوساً .. لقد آخذوا حياة .. لقد سرقوا حبيبته ..
حاول التحرك بتخبط وهو يهتف بهستريا :
" لقد خطفوها أبي .. لقد خطفوها .."
نظر إليه أبيه وهو يعدله
" اهدأ كرم جرحك لا يستهان به .. قل لي من قام بذلك وأقسم أن أدفنه تحت الأرض .."
نظر إلي أبيه وهو يتوعد بقلب يتفجر بين أضلعته خوفاً عليها لمَ لا يشعر به أحد .. زوجته لقد خطفت وهو هنا مقيد وبعيدا عنها لا يعلم ماذا يحدث معها ..
" يجب أن أذهب إليها أبي .. ساعدني أرجوك .. يا إلهي لقد وقعت بين أيديهم .."

...................

نظرت لنفسها بالمرآه ترتدي ثوب عرس .. بملامح ميته فاقده للحياة .. ليست أنا .. تلك التي بالمرآه ليست أنا .. تلك الفتاة الميتة التي ترتدي ثوب عرس بشع ليست أنا .. تلك العينان الجامدتين ليست عيناي لقد كان كرم يخبرني دائماً أنه يعشق عيناي .. كرم !!! .. كرم .. أين هو ؟!! .. لقد طعنوه .. طعنوه أمام عيناي الكثير من الدماء .. دمائه هو أغرقت الأرض .. لكنه سيكون بخير .. هو يجب أن يكون بخير لأجلي أنا كما وعدني...
لم تذرف الدموع فقط جامدة بعيون متسعه غير مدركة لما يدور حولها ..
إنه كابوس أجل كابوس كالذي كان يأتيها ليلاً لتستيقظ مطمئنة في أحضان كرم ألن يوقظني كرم من هذا الكابوس أنا أختنق ..
" هيا لقد أتي المأذون .."
وكانت تلك دلال زوجة أخيها .. لا تريدها .. لا تريد أن تراها الآن .. هزت رأسها لعل صورتها تختفي لكن دون فائدة والأخري جذبتها من يدها ببعض العنف تسوقها نحو مجلس الرجال ... هذا البيت .. لااا . إنه البيت الكبير في تلك القرية المقيتة التي تكرهها .. ما الذي أتي بها هنا .. وأين كرم ؟!!..
أجلستها علي مقعد ..
أخيها .. المعم آمين .. بعض رجال المعلم .. و.. ومآذون!!!!!!! ..
أفاقت علي سؤاله ...
" هل تقبلين بآمين الدسوقي زوجاً لك يا إبنتي ؟!! .. "
زوجاً له ؟!! .. وماذا يكون كرم ؟!! .. أليس زوجها ..؟!! أم إنه من صنع خيالها المريض لتهرب من عالمها .. هل حقاً تزوجت من كرم .. أم أنها مجنونة ..
نظرة أخيها المحذرة .. ونظرة المعلم المقيتة متوعده ومقرفه .. نظرة زوجة أخيها المنتصرة .. ونظرة المأذون المتسائلة ..
ونظرة أخري بعينين زرقاتان مطمئنة لاحت من بعيد لها .. نظرة تواسي قلبها .. نظرة تقوي ضعفها .. نظرته التي تعشقها ..
كرم .. كرم درويش زوجها .. زوجها وحبيبها .. بطلها المغوار ..
وصوته يلوح في أذنها يتسرب بين خلاياها ونبضات قلبها المتسارعة
" لن يمس أحدهم شعره واحدة منك طالما أنا هنا .. بجانبك لن أتركك أبداً .. أنتي قوية حبيبتي .. اقوي مما تتخيلين .. تلك القوة نابعة من هنا .. من داخلك .. سواء كنت بجوارك أم لا .. تذكري أنك تستطيعي .."
وصوت آخر يهمس لها بهيام
" أعشقك .. أعشقك حياة .. أنتي زوجتي وحبيبتي .. أنتي لي فقط .. حياة كرم درويش .. "

أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن